الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما إشارته صلى الله عليه وسلم إلى خلافة عمر بن عبد العزيز رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه
فخرج البيهقي [ (1) ] من حديث عفان بن مسلم قال: حدثنا عثمان بن عبد الحميد بن لاحق، عن جويرة بنت أسماء، عن نافع، قال: بلغنا أن عمر بن الخطاب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: إن من ولدي رجلا بوجهه شين يلي، فيملأ الأرض عدلا، قال نافع من قبله: لا أحسبه إلا عمر بن العزيز.
[ () ] وكان أكمل بنى أمية أدبا، وفصاحة، وظرفا، وأعرفهم بالنحو واللغة والحديث، وكان جوادا مفضالا. ومع ذلك لم يكن في بنى أمية أكثر إدمانا للشراب والسماع، ولا أشدّ مجونا، وتهتكا، واستخفافا بأمر الأمة من الوليد بن يزيد.
يقال: إنه واقع جارية له وهو سكران، وجاء المؤذنون يؤذنون بالصلاة، فحلف أن لا يصلى بالناس إلا هي، فلبست ثيابه، وتنكرت، وصلت بالمسلمين، وهي جنب سكرى.
ويقال: إنه اصطنع بركة من خمر، وكان إذا طرب ألقى نفسه فيها، وشرب منها، حتى يبين النقص في أطرافها. وحكى الماوردي في كتاب (أدب الدين والدنيا) عنه أنه تفاءل يوما في المصحف، فخرج له قوله تعالى: وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، [إبراهيم: 15] فمزق المصحف وأنشأ يقول:
أتوعد كلّ جبار عنيد
…
فها أنا ذاك جبار عنيد
إذا ما جئت ربك يوم حشر
…
فقل: يا رب مزقني الوليد
فلم يلبث إلا أياما يسيرة حتى قتل شرّ قتله، وصلب رأسه على قصره، ثم على أعلى سور بلده.
[ (1) ](دلائل البيهقي) : 6/ 492، باب ما جاء في إخباره صلى الله عليه وسلم بالشر الّذي يكون بعد الخير الّذي يكون بعد ذلك، ثم بالشر الّذي يكون بعده، وما يستدل به على إخباره بعمر بن عبد العزيز رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه. وإشارته إلى ما ظهر من عدله وإنصافه في ولايته.
وأخرجه الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية) : 6/ 286، نقلا عن البيهقي في (الدلائل) .
ومن طريق عثمان بن طالوت [ (1) ]، قال: أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا مبارك بن فضالة عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، قال: كان ابن عمر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه يقول كثيرا: ليت شعرى! من هذا الّذي من ولد عمر بن الخطاب في وجهه علامة يملأ الأرض عدلا؟ [فأمر ابن أيوب بالحديث] .
ومن حديث عبد العزيز بن عبد اللَّه [ (2) ] بن أبي سلمة، قال: أخبرنا عبد اللَّه بن دينار، قال: قال عمر: يا عجبا كيف يزعم الناس أن الدنيا لن تنقضي حتى يلي رجل من آل عمر يعمل بمثل عمل عمر؟ قال: فكانوا يرونه بلال بن عبد اللَّه بن عمر، قال: وكان بوجهه أثر قال: فلم يكن هو، وإذا هو عمر بن عبد العزيز، وأمه ابنة عاصم بن الخطاب.
ومن طريق أصبغ بن الفرج، قال: أخبرنى عبد الرحمن بن القاسم، قال:
حدثني مالك عن سعيد بن المسيب أنه وجد نشطة، فقال لرجل: من الخلفاء؟
قال الرجل: أبو بكر، وعمر وعثمان، فقال سعيد: الخلفاء أبو بكر، والعمران، فقال: أبو بكر، وعمر، قد عرفناهما فمن عمر الآخر؟ قال يوشك إن عشت أن تعرفه، يريد عمر بن عبد العزيز، قال محمد بن أصبغ: الرجل عبد الرحمن بن حرملة [ (3) ] .
قال البيهقي [ (4) ] : عن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم عن مالك، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، وابن المسيب مات قبل عمر بن عبد العزيز بسنتين، ولا يقول إلا توقيفا.
وخرج أيضا من حديث ابن وهب [ (5) ] قال: حدثني أسامه بن زيد، عن عمر بن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، قال: إنما ولى عمر بن عبد العزيز حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم، فيقول اجعلوا هذا، كيف ترون
[ (1) ](المرجع السابق) ، وما بين الحاصرتين زيادة للسياق منه.
[ (2) ](المرجع السابق) .
[ (3) ](دلائل البيهقي) 6/ 493، وما بين الحاصرتين زيادة للسياق منه.
[ (4) ](المرجع السابق) ، وما بين الحاصرتين زيادة للسياق منه.
[ (5) ](المرجع السابق) .