الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سالم وقد عدل عن بعض الجملة من العلماء
قوله صلى الله عليه وسلم [ (1) ] «خير الناس قرني
بقوله: خير الناس من طال عمره وحسن عمله» ،
قال: وهذه الأحاديث تقتضي مع مواثر [صحة] طرقها وحسنها التسوية بين أول هذه الأمة وآخرها، [والمقنع] في ذلك ما قدمنا ذكره من الإيمان والعمل الصالح في الزمن الفاسد الّذي يرفع فيه من أهله العلم والدين، وبكثر الهرج والفسق، ويذل المؤمن، ويعز الفاجر، ويعود الدين غريبا كما بدأ ويكون القائم فيه بدينه كالقابض على الجمر فيستوي أول هذه الأمة بآخرها في فضل العمل إلا أهل بدر والحديبيّة واللَّه يؤتى فضله من يشاء.
وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بأن أقصى أماني من جاء بعده من أمته أن يروه فكان كما أخبر
فخرج البخاري من حديث شعيب عن أبي حمزه عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر حتى تقابلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة وتجدون خير الناس أشدهم كراهة لهذا الأمر، حتى يقع فيه، والناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا وليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله.
[ (1) ](إحياء علوم الدين) : 4/ 626، باب المجاهدة «حديث خير الناس من طال عمره وحسن عمله، أخرجه الطبراني من حديث عبد اللَّه بن بشر وفيه بقية وهو مدلس. وللترمذي من حديث أبي بكر «خير الناس من طال عمره وحسن عمله» وقال: حسن صحيح.
وأخرجه أيضا من حديث صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث شعيب دون الزيادة مع تقديم وتأخير [ (1) ] .
وخرج البخاري [ (2) ] ومسلم من حديث شعيب عن أبي جمرة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله.
[ (1) ](جامع الأصول) : 10/ 375- 376، الفصل الرابع في الفتن والاختلاف أمام القيامة، حديث رقم (7870)، وقال: قال سفيان: زاد فيه رواية «صغار الأعين» ذلف الأنوف، كأن وجوههم المجان المطرقة» .
وفي رواية قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تقاتلون بين يدي الساعة قوما فعالهم الشعر، كان وجوههم المجان المطرقة، حمر الوجوه، صغار الأعين، أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاريّ عن قيس بن أبى حازم قال: أتينا أبا هريرة، فقال: صحبت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين، لم أكن في سنى أحرص على أن أعي الحديث منهيّ فيهن، سمعته يقول: وقال هكذا بيده: بين يدي الساعة تقاتلون قوما نعالهم الشعر، وهو هذا البارز
قال سفيان مرة: وهم أهل البارز ويعنى بأهل البارز فارس، كذا هو بلغتهم» .
وللبخاريّ أيضا: وزاد في آخره، وتجدون خير الناس أشدهم كراهية لهذا الأمر، حتى يقع فيه، والناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا، وليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحبّ إليه من أن يكون له مثل أهله وماله» .
وله أيضا: قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقاتلون خوزا وكرمان من الأعاجم، حمر الوجوه، فطس الأنوف، صغار الأعين، وجوههم المجان المطرقة، نعالهم الشعر
وأخرج أبو داود الأولى والآخرة، وأخرج الترمذي الأولى، وأخرج [أبو داود] والنسائي الآخرة، إلا أن أبا داود لم يذكر «يمشون في الشعر» [شرح الغريب] » ذلف الأنوف» الذلف في الأنف- بالذال المعجمة- استواء في طرفه وليس بالغليظ الكبير.
[ (2) ](جامع الأصول) : 10/ 375- 377، حديث رقم (7870) .
وخرجه مسلم [ (1) ] من حديث همام بن منبه، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم والّذي نفس محمد بيده ليأتين على أحدكم يوم ولا يراني، ثم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله معهم.
قال أبو نصر الحميدي: تأولوه على أنه نعى مصيبة إليهم وعن فهم بما يحدث لهم بعده من تمنى لقائه عند فقدهم ما كانوا يشاهدون من بركاته صلى الله عليه وسلم.
وخرج مسلم [ (2) ] من حديث يعقوب بن عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، حدثنا أبو هريرة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: والّذي نفس محمد بيده ليأتين على أحدكم يوم ولا يراني ثم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله
معهم قال أبو إسحاق: المعنى فيه عندي لأن يراني معهم أحب إليه من أهله وماله وهو عندي يقدم ويؤخر.
وخرج أبو بكر بن أبي شيبة من حديث أبي خالد الأجوري عن يحيى بن سعيد، عن أبي صالح، عن رجل من بني أسد، عن أبي ذر رضي الله عنه
[ (1) ](المرجع السابق) 8/ 543، حديث رقم (6349) .
[ (2) ](مسلم بشرح النووي) : 15/ 127، كتاب الفضائل، باب (39) فضل النظر إليه صلى الله عليه وسلم حديث رقم (142)
قوله صلى الله عليه وسلم والّذي نفس محمد بيده ليأتين على أحدكم يوم ولا يراني ثم لأن يراني معهم أحب إليه من أهله وماله وهو عندي مقدم ومؤخر،
هذا الّذي قال أبو إسحاق هو الّذي قاله القاضي عياض واقتصر عليه قال تقديره لأن يراني معهم أحب إليه من أهله وماله ثم لا يراني وكذا جاء في مسند سعيد بن منصور ليأتين على أحدكم يوم لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله ثم لا يراني أي رؤيته إياي أفضل عنده وأخطر من أهله وماله. هذا كلام القاضي والظاهر أن قوله في تقديم لأن يراني وتأخير من أهله لا يراني كما قال وأما لفظة معهم فعلى ظاهرها وفي موضعها وتقدير الكلام يأتى على أحدكم يوم لأن يراني فيه لحظة ثم لا يراني بعدها أحب إليه من أهله وماله جميعا ومقصود الحديث حثهم على ملازمة مجالسة الكريم ومشاهدته حضرا وسفرا للتأدب بآدابه، وتعلم الشرائع وحفظها ليبلغوها، وإعلامهم أنهم سيندمون على ما فرطوا فيه من الزيادة من مشاهدته وملازمته.