الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بولاية أمر الناس غير أهلها وما يترقب من مقت اللَّه عند ذلك
فخرج البخاري [ (1) ] في كتاب العلم من حديث محمد بن فليح، عن أبي قال:
حدثني هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: بينما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابى فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحدث فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع. حتى إذا قضى حديثه قال: أين أراه السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول اللَّه قال: «فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة» . قال: كيف إضاعتها؟ قال: «إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» .
وذكره أيضا في الرقاق [ (2) ] مختصرا، فخرج في باب الأمانة من حديث فليح بن سليمان، عن هلال بن على، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها يا رسول اللَّه؟ قال: «إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» .
وخرج الترمذي [ (3) ] من حديث المستلم بن سعيد، عن رميح الجذامي، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا اتخذ الفيء دولا، والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته وعق أمه، وأدنى صديقه، وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره وظهرت القينات والمعازف،
[ (1) ](فتح الباري) : 1/ 188- 189، كتاب العلم، باب (2) من سئل علما وهو مشتغل في حديثه فأتم الحديث ثم أجاب السائل، حديث رقم (59) .
[ (2) ](المرجع السابق) : 11/ 404، كتاب الرقاق، باب (35) رفع الأمانة، حديث رقم (6496) .
[ (3) ](سنن الترمذي) : 4/ 428- 429، كتاب الفتن، باب (38) ما جاء في علامة حلول المسخ والخسف، حديث رقم (2211) .
وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء، وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا وآيات تتابع كنظم قطع سلكه فتتابع.
قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وخرج من حديث عمرو بن أبي عمرو، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي عن حذيفة بن اليمان رضي اللَّه وتبارك عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عمرو بن عمرو [ (1) ] .
وخرج الإمام أحمد [ (2) ] من حديث وكيع عن الوليد بن عبد اللَّه بن جميع عن الجهم بن أبي الجهم عن ابن نيار قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول «لا تذهب الدنيا حتى تكون للكع بن لكع» .
وخرج ابن حبان في (صحيحه)[ (3) ] من حديث أشهل، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني زفر بن عبد الرحمن ابن أردك، عن محمد بن سليمان بن والبة، عن سعيد ابن جبير، عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال:«والّذي نفس محمد بيده، لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل، ويخون الأمين، ويؤتمن الخائن، ويهلك الوعول، وتظهر التحوت» قالوا: يا رسول اللَّه، وما الوعول والتحوت؟ قال «الوعول:
وجوه الناس وأشرافهم، والتحوت: الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم» .
[ (1) ](سنن الترمذي) : 4/ 427- 428، كتاب الفتن، باب (37) حديث رقم (2209) وخرجه أيضا في (مسند أحمد) : 6/ 538، حديث رقم (538) .
[ (2) ](مسند أحمد) : 4/ 506، حديث رقم (15404) .
[ (3) ](الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان) : 15/ 258، حديث رقم (6844) ، وقال في هامشه إسماعيل بن أبى أويس فيه لين كمال قال الذهبي. ومحمد بن سليمان لم يوثقه أحد غير المؤلف، وأخرجه البخاري في (تاريخه) : 1/ 98 لإسماعيل بن أبى أويس بهذا الإسناد، وأخرجه الحاكم عن أبي عبد اللَّه بن محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد، والفضل بن محمد بن المسير الشعراني، قالا: حدثنا إسماعيل ابن أبي أويس به، وقال هذا حديث رواته كلهم مدنيون مما لم ينسبوا إلى نوع من الجرح، وأقره الذهبي.
وخرج الترمذي [ (1) ] أيضا من حديث عمرو بن أبي عمرو بهذا السند أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «والّذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم وتجتلدوا بأسيافكم، ويرث دنياكم شراركم» .
قال أبو عيسى هذا حديث حسن، إنما نعرفه من حديث عمرو بن أبي عمرو.
وخرج الإمام [ (2) ] أحمد من حديث عبد الملك بن عمرو حدثنا كثير بن زيد، عن داود بن أبي صالح قال: أقبل مروان يوما، فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر، فقال: أتدري ما تصنع؟ فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب، فقال: نعم، فجئت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولم آت الحجر، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:
لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن أبكوا عليه إذا وليه غير أهله.
ومن حديث حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وحميد في آخرين عن الحسن، عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال: «إن اللَّه تعالى يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر [ (3) ] .
وروى أبو سعيد بن يونس. من حديث ابن وهب قال: حدثني ابن لهيعة، بكر بن سوادة عمن حدثه ابني خثيم قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم:
ما رأيتم؟ قالوا: لا شيء، قال لتخبروني، وفي رواية: قالوا رأينا حمارا قد علته قوائمه قال: فماذا قلتم؟ قالوا قلنا تعلو سفلة الناس ويتضع سراتهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فإنه كذلك.
ومن طريق وهب قال: أخبرني أبو شريح عبد الرحمن بن شريح، عن إسماعيل بن قاسم الرعينيّ أن عبد اللَّه بن مسعود قال: لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها.
[ (1) ](سنن الترمذي) : 4/ 407، كتاب الفتن، باب (9) ما جاء في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، حديث رقم (2170) .
[ (2) ](مسند أحمد) : 6/ 587، حديث رقم (23074) .
[ (3) ](المرجع السابق) : 2/ 596، حديث رقم (8029) .
ومن طريق ابن وهب قال: حدثني عبد اللَّه الرحمن بن شريح أنه سمع يزيد بن أبي حبيب يحدث عن طلحة الخولانيّ، عن أبي ذر قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: ستبتلى هذه الأمة رجلا وفي رواية تبلى هذه الأمة شرها رجلا
قال: ابن يونس ما أعرف هذا إلا من حديث أبي شريح عبد الرحمن ابن شريح.
وروى بن عباس وأبو بكر يعنى ابن عياش وجرير، عن عبد اللَّه بن العزيز بن رفيع، عن شداد بن معقل، قال: سمعت عبد اللَّه بن مسعود يقول:
أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما يبقى الصلاة وسيصلي قوم لا دين لهم.