الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما إخباره عليه الصلاة وأتم التسليم بعود الإسلام إلى الغربة كما بدأ، وأنه تنقض عراه
فخرج مسلم [ (1) ] من حديث مروان عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي اللَّه تبارك عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء.
ومن حديث عاصم بن محمد العمري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الإسلام بدأ غريبا فطوبى للغرباء.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من حديث ابن مسعود إنما نعرفه من حديث حفص بن خباب، عن الأعمش. وأبو
[ (1) ](جامع الأصول) : 1/ 275- حديث رقم (62) ، (63) .
قال النووي في شرح مسلم:
كذا ضبطناه: «بدأ» بالهمزة من الابتداء و «طوبى» فعلى من الطيب. قال الفراء: وإنما جاءت الواو لضمة الطاء، قال: وفيها لغتان.
تقول العرب: طوباك، وطوبى لك.
وأما معنى «طوب» فاختلف المفسرون في معنى قوله تعالى: طُوبى لَهُمْ [الرعد: 29] فروى عن ابن عباس أن معناه: فرح وقرة عين، وقال عكرمة: نعمى لهم، وقال الضحاك: غبطة لهم وقال قتادة: حسنى لهم، وعن قتادة أيضا معناه: أصابوا خيرا، وقال إبراهيم: خير لهم وكرامة. وقال عجلان: دوام الخير، وقيل: الجنة، وقيل: شجرة في الجنة، وكل هذه الأقوال محتملة الحديث.
وقال القاضي عياض: روى ابن أبي أويس عن مالك: معنى بدأ غريبا، أي بدأ الإسلام غريبا في المدينة، وسيعود إليها.
وظاهر الحديث العموم، وأن الإسلام بدأ في آحاد من الناس وقلة ثم انتشر وظهر، ثم سيلحق أهله النقص والاختلاف، حتى لا يبقى إلا في آحاد وقلة أيضا بدأ.
وجاء في الحديث تفسير الغرباء «هم النزاع من القبائل» قال الهروي: أراد بذلك المهاجرين الذين هجروا أوطانهم إلى اللَّه تعالى.
نقول وللحافظ ابن رجب الحنبلي رسالة قيمة استوفى فيها شرح هذا الحديث سماها «كشف الكربة في وصف أهل الغربة» .
الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نصله الجشمي تفرد به حفص.
ومن حديث إسماعيل بن أبي فديك حدثني كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف بن يزيد بن مسلخه، عن أبيه عن جده أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «إن [ (1) ] الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل إن الدين بدأ غريبا، وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء وهم الذين يصلحون ما أفسد الناس [من بعدي] من سنتي. قال ابو عيسى: هذا حديث حسن، وخرجه أبو بكر الآجري من حديث حفص بن غياث عن الأعمش، عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. قيل ومن هم يا رسول اللَّه؟ قال الذين يصلحون إذا فسد الناس.
وخرج الإمام أحمد [ (2) ] من حديث محمد بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء، قيل ومن الغرباء؟ قال: النزاع من القبائل، والّذي نفس أبي القاسم بيده ليأرزن الإسلام بين هذين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها.
ومن حديث ابن لهيعة، عن الحرث بن يزيد، عن جندب بن عبد اللَّه أنه سمع سفيان بن وهب يقول: سمعت عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال:
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن عنده: طوبى للغرباء فقيل من الغرباء يا رسول
[ (1) ](جامع الأصول) : 9/ 341، حديث رقم (6974) .
«قوله» : ليعقلن أي: لبعضهم ويلتجئ ويحتمي.
«وقوله» : (الأروية) : الشاة الواحدة من شياه الجبل، وجمعها: أروى.
«قوله» : (طوبى) :
اسم الجنة، أي: فالجنة لأولئك المسلمين الذين كانوا غرباء في أول الإسلام والذين يصيرون غرباء بين الكفار في آخره لصبرهم على أذى الكفار أولا وآخرا، أو لزومهم الإسلام.
[ (2) ](مسند أحمد) : 1/ 657- 658، حديث رقم (3775) باختلاف يسير في اللفظ.
اللَّه؟ قال: أناس صالحون في أناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم [ (1) ] .
وقال عبد اللَّه بن أبي فروة، عن يوسف بن سليمان، عن جدته ميمونة، عن عبد اللَّه الرحمن بن شيته الأسلمي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: بدأ الإسلام غريبا ثم يعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء، قيل يا رسول اللَّه ومن الغرباء؟ قال الذين يصلحون إذ أفسد الناس، والّذي نفسي بيده ليأرزن الإسلام بين هذين المسجدين كما تأرز الحية إلى حجرها.
قال ابن عبد الرحمن بن شيبة الأسلمي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام بدأ غريبا
الحديث وفي الإسناد عنه ضعف.
وخرج [أبو عبد اللَّه الحاكم][ (2) ] من حديث الوليد بن مسلم، حدثني عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللَّه أن سليمان بن حبيب حدثهم عن أبي أمامة الباهلي، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: لتنتقض عري الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبثت بالتي تليها، وأول نقضها الحكم، وآخرها الصلاة.
قال الحاكم: والإسناد كله صحيح.
ومن حديث هيثم بن خارجة، عن ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو، عن ابن هزور اليلمي، عن ابنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: لتنقضوا [ (3) ] الإسلام عروة كما ينقض الحبل فوة فوة
ومن حديث الأوزاعي حدثني أبو عمار قال حدثني جابر ابن عبد اللَّه قال: قدمت من سفر فجاءني جابر يسلم عليّ فجعلت أحدثه بافتراق الناس وما أحدثوا فجعل جابر يبكي ثم قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس دخلوا في دين اللَّه أفواجا وسيخرجون منه أفواجا والحمد للَّه رب العالمين على كل حال.
[ (1) ](المرجع السابق) : 2/ 370، حديث رقم (6612) .
[ (2) ] في (الأصل) : «الإمام أحمد» ، والصواب ما أثبتناه. (المستدرك) : 4/ 104، كتاب الأحكام حديث رقم (7022) .
[ (3) ] راجع التعليق السابق.