الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إن من أشد أمتي حبا إليّ مؤمنين يأتون من بعدي يود أحدهم لو رآني أحب إليه من أهله كأنه يراني.
وخرجه الإمام أحمد من حديث أبي صالح.
وخرجه الحاكم من حديث عبد اللَّه بن مسلمة، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إن ناسا من أمتى يأتون بعدي يود أحدهم لو اشترى رؤيتي بأهله وماله.
قال الحاكم هذا صحيح الإسناد.
وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بتبليغ أصحابه ما سمعوا منه حديثهم من بعده وخطبه من بعدهم فكان كما أخبر
فخرج أبو داود [ (1) ] من حديث جرير، عن الأعمش، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم.
وخرجه الحرث عن أبي أسامة من حديث فضيل عن الأعمش به مثله.
وخرج أبو نعيم [ (2) ] من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ثابت بن قيس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم.
وخرج الترمذي [ (3) ] من حديث أبي داود الطيالسي قال: عن سماك بن حرب قال: سمعت عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود يتحدث عن أبيه قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: نضر اللَّه امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وبه رواه عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه.
[ (1) ](سنن أبي داود) : 4/ 68، كتاب العلم، باب (10) فضل نشر العلم، حديث رقم (3659) .
[ (2) ] راجع التعليق السابق.
[ (3) ](جامع الأصول) : 8/ 18، حديث رقم (5849) .
قال المؤلف- رحمه اللَّه تعالى-: ووقع هذا الحديث في سنن أبي داود الطيالسي، عن شعبة وحماد بن سلمة، عن سماك بن حرب إلى آخره بمثله.
وروى غافر بن مجد الدوري، عن يحيى بن معين أن عبد الرحمن بن عبد اللَّه وأخاه أبا عبيد لم يسمعا من أخيهم شيئا مما يحدث.
وخرج الترمذي [ (1) ] من حديث أبي داود عن شعبة أخبرني عمر بن سليمان عن ولد عمر بن الخطاب قال: سمعت عبد الرحمن بن عثمان يحدث عن أبيه قال: خرج زيد بن ثابت من عند مروان نصف النهار، قلنا ما بعث إليه في هذه الساعة إلا لشيء فسألاه عنه، فقمنا فسألناه فقال: نعم، سألنا عن أشياء سمعناها من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:«نضر اللَّه امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه» .
وخرجه أبو داود [ (2) ] في باب نشر العلم من كتاب العلم من حديث يحيى عن شعبة إلى آخره مثله.
وخرج أبو بكر بن أبي شيبة من حديث محمد بن إسحاق، عن عبد السلام، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه: قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: «نضر اللَّه عبدا سمع مقالتي هذه فحملها، فرب حامل الفقه فيه غير فقيه، ورب حامل الفقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهم صدر مسلم: إخلاص العمل للَّه- عز وجل، ومناصحة أولى الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم [ (3) ] .
[ (1) ](جامع الأصول) : 8/ 17، حديث رقم (5848) أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود في (السنن) وحده قوله:(نضر اللَّه امرأ) دعاء له بالنضارة، وهي النعمة والبهجة، يقال:
نضره اللَّه ونضره- مثقلا ومخففا- وأجودهما التخفيف.
[ (2) ] راجع التعليق السابق.
[ (3) ](سنن أبي داود) : 4/ 68، كتاب العلم، باب (10) فضل نشر العلم، حديث رقم (3660)، قوله «نضر اللَّه» معناه: الدعاء له بالنضارة وهي النعمة والبهجة، يقال:
وخرج الترمذي من حديث سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نضّر اللَّه امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهنّ قلب مسلم: إخلاص العمل للَّه، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن الدعوة تحيط من ورائهم [ (1) ] .
وخرج البخاري [ (2) ] ومسلم [ (3) ] والنسائي من حديث عبد اللَّه بن عون، عن محمد بن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قعد على بعيره وأمسك إنسان بخطامه- أو بزمامه- قال: أي يوم هذا؟
فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه. قال: أليس يوم النحر؟ قلنا: بلى.
قال: فأى شهر هذا؟ فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال: أليس بذي الحجة؟ قلنا: بلى. قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى منه.
[ () ] بتخفيف الضاد وتثقيلها، وأجودهما: التخفيف وفي قوله «فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه» دليل على كراهة اختصار الحديث لمن ليس بالمتناهى في الفقه، لأنه إذا فعل ذلك فقد قطع طريق الاستنباط والاستدلال لمعاني الكلام من طريق التفهم، وفي ضمنه وجوب التفقه والحث على استنباط معاني الحديث واستخراج المكنون من سره (معالم السنن) .
[ (1) ] راجع التعليق السابق.
[ (2) ](فتح الباري) : 1/ 209، كتاب العلم، باب (9) حديث رقم (67) وفي هذا الحديث من الفوائد الحث على تبليغ العلم، وجواز التحمل قبل كمال الأهلية، وأن الفهم ليس شرطا في الأداء، وأنه قد يأتى في الآخرة من يكون الأهم ممن تقدمه لكن بقلة، واستنبط ابن المنير من تعليل كون المتأخر أرجح نظرا من المتقدم أن تفسير الراوي أرجح من تفسير غيره. وفيه جواز القعود على ظهر الدواب وهي وافقه إذا احتيج إلى ذلك، وحمل النهى الوارد في ذلك على ما إذا كان لغير ضرورة وفيه الخطبة على موضع عال ليكون أبلغ في إسماعه للناس ورؤيتهم إياه.
[ (3) ](مسلم بشرح النووي) : 11/ 181- 182، كتاب القسامة باب (9) حديث رقم (30) .