الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: ثم انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما، وإلى جذيعة من الغنم فقسمها بيننا اللفظ لمسلم وهو أتم وزاد البخاري بعد قوله: ليبلغ الشاهد الغائب:
فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه.
وقال النسائي [ (1) ] : فليدعه أن يبلغ الشاهد من هو أوعى له منه ولم يذكر هو ولا البخاري قوله: ثم انكفأ إلى كبشين إلى آخره.
وذكره مسلم في كتاب الديات وذكره البخاري والنسائي في كتاب العلم وقال فيه البخاري أي يوم هذا؟ وهكذا فسكتا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه وكذلك قال: في التفسير ولم يقل فيه: قالوا: اللَّه ورسوله أعلم.
وأخرجاه من حديث أبي عامر العقدي عن قرة بن خالد، عن محمد بن سيرين. ذكره البخاري في كتاب الحج، وفي كتاب الفتن وأخرجاه من حديث أيوب، عن ابن سيرين ذكره البخاري في الأضاحي، وذكره مسلم في الديات.
وخرجه البيهقي من حديث عباد بن العوام، عن الجريريّ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدريّ رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه أنه قال: مرحبا بوصية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوصينا بكم.
وأما إنذاره عليه الصلاة والسلام بظهور الاختلاف في أمته
فخرج أبو داود [ (2) ] من حديث صفوان، قال حدثني أزهر بن عبد اللَّه الجرازى، عن أبي عامر الهوزني، عن معاوية بن أبي سفيان رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه أنه قام فقال: ألا إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال: ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وأن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة.
[ (1) ] لم أجده في (المجتبى) ولعله في (الكبرى) .
[ (2) ](سنن أبي داود) : 5/ 4، كتاب السنة، باب (1) شرح السنة، حديث رقم (4597) .
وأنه سيخرج في أمتي أقوام تجاري بهم الأهواء كما يتجاري الكلب لصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله.
وخرج الترمذي [ (1) ] من حديث الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: تفرقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتى على ثلاثة وسبعين فرقة.
قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح [ (2) ] .
وخرج من حديث سفيان [الثوري] عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي عن عبد اللَّه بن يزيد، عن عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة، قالوا: ومن هي يا رسول اللَّه؟
قال: ما أنا عليه وأصحابى [ (3) ] .
قال: أبو عيسى هذا حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه.
قال الترمذي: الإفريقي ضعيف عند أهل الحديث ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره. قال أحمد: لا أكتب حديث الإفريقي.
[ (1) ](سنن الترمذي) : 5/ 25، كتاب الإيمان، باب (18) ما جاء في افتراق هذه الأمة، حديث رقم (2640) .
[ (2) ] ثم قال: وفي الباب عن سعد وعبد اللَّه بن عمرو، وعوف بن مالك.
[ (3) ](المرجع السابق) : حديث رقم (2641)، وأخرجه ابن ماجة في (السنن) : 1/ 16، المقدمة، باب (6) اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين، حديث رقم (2642)، (2643) بسياقه أتم. وأخرجه الإمام أحمد في (المسند) : 5/ 109، حديث رقم (16692) ، (16694) ، (16695) ، ثلاثتهم من حديث العرباض بن سارية رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه.
وخرج الحاكم [ (1) ] من حديث نعيم بن حماد، عن عيسى بن يونس عن جرير بن عثمان، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تفترق أمتى على بضع وسبعين فرقة، أعظمها فتنه على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم، فيحلون الحرام، ويحرمون الحلال.
وخرج البيهقي [ (2) ] من حديث بقية عن بجير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن أبي عمر السلمي، عن العرباض بن سارية. أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعظهم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال رجل: يا رسول اللَّه هذه موعظة مودع فما تعهد إلينا؟ فقال:
أوصيكم بتقوى اللَّه والسمع والطاعة، وإن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، وإياكم ومحدثات الأمور فإنّها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين [من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ][ (3) ] . حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان.
قال المؤلف- رحمه اللَّه تعالى-: خرج أبو داود [ (4) ] هذا الحديث، قال:
حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ثور بن يزيد، قال: حدثني خالد بن معدان، قال: حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وحجر بن حجر، قالا: أتينا العرباض بن سارية، وهو ممن نزل فيه: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ [ (5) ] فسلمنا، وقلنا: أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين، فقال العرباض: صلّى بنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها
[ (1) ](المستدرك) : 3/ 631، كتاب معرفة الصحابة، ذكر مناقب عوف بن مالك الأشجعي رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، حديث رقم (6325) ، وقد سكت عنه الذهبي في (التلخيص) .
[ (2) ](دلائل البيهقي) : 6/ 541، باب ما جاء في إخباره صلى الله عليه وسلم بظهور الاختلاف في أمته، وإشارته عليهم بملازمة سنته وسنة الخلفاء الراشدين من أمته.
[ (3) ] زيادة للسياق من (المرجع السابق) .
[ (4) ](سنن أبي داود) : 5/ 13- 15، كتاب السنة باب (6) في لزوم السنة، حديث رقم (4607) .
[ (5) ] التوبة: 92.
القلوب فقال قائل: يا رسول اللَّه كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟
قال: أوصيكم بتقوى اللَّه والسمع والطاعة، وإن عبدا حبشيا [ (1) ] ، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ [ (2) ] ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة [ (3) ] وكل بدعة ضلالة.
وأخرجه الترمذي [ (4) ] من حديث بقية بن الوليد عن بجير بن سعد عن خالد ابن معدان، عن عبد الرحمن بن معن السلمي عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوما بعد العصر موعظة بليغة إلى آخره بنحوه. وحديث
[ (1) ]
قوله: «وإن عبدا حبشيا»
يريد به طاعة من ولاه الإمام عليكم، وإن كان عبدا حبشيا.
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الأئمة من قريش» ،
وقد يضرب المثل في الشيء بما لا يكاد يصح منه الوجود،
كقوله صلى الله عليه وسلم: «من بنى للَّه مسجدا ولو مثل مفحص قطاة بنى اللَّه له بيتا في الجنة»
وقدر مفحص قطاة لا يكون مسجدا لشخص آدمي.
وكقوله صلى الله عليه وسلم: «لو سرقت فاطمة لقطعتها»
هي رضوان اللَّه عليها وسلامه لا يتوهم عليها السرقة.
وقال صلى الله عليه وسلم: «لعن اللَّه السارق يسرق البيضة فتقطع يده»
ونظائر هذا في الكلام كثير. (معالم السنن) .
[ (2) ] النواجذ: «آخر الأضراس، واحدها ناجذ، وإنما أراد بذلك الحد في لزوم السنة، فعل من أمسك الشيء بين أضراسه، وعض عليها منعا له أن ينتزع، وذلك أشد ما يكون من التمسك بالشيء، إذ كان ما يمسكه بمقاديم فمه أقرب تناولا وأسهل انتزاعا.
[ (3) ] قوله: «كل محدثة بدعة» فإن هذا خاص في بعض الأمور دون بعض، وكل شيء أحدث على غير أصل من أصول الدين وعلى غير عياره وقياسه. وأما ما كان منها مبنيا على قواعد الأصول ومردودا إليها، فليس ببدعة ولا ضلالة.
قال الخطابي: وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين» دليل على أن الواحد من الخلفاء الراشدين إذا قال قولا، وخالفه فيه غيره من الصحابة، كان المصير إلى قول الخليفة أولى. (معالم السنن) . والخلفاء الراشدون هم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلى رضوان اللَّه تبارك وتعالى عليهم أجمعين.
[ (4) ] سبق تخريجه.