الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: إنه سيلحد فيه رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لرجحت،
قال فانظر ألا تكونه.
وخرج من حديث جعفر بن أبي المغيرة [ (1) ] عن ابن أبزى، عن عثمان بن عفان، رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، قال: قال له عبد اللَّه بن الزبير عند حصره: إن عندي غائبة قد أعددتها لك، فهل لك أن تحول إلى مكة، فيأتيك من أراد أن يأتيك؟ قال: لا،
إني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: يلحد بمكة كبش من قريش اسمه عبد اللَّه، عليه نصف أوزار الناس.
وقال الزبير بن بكار: وحدثني محمد بن حسن يعنى ابن زبالة، عن إبراهيم بن محمد، عن نافع بن ثابت، عن محمد من كعب القرظي، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دخل على أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها حين ولد عبد اللَّه بن الزبير فقال: أو هو؟ تركت أسماء رضاع عبد اللَّه بن الزبير لما سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: أهو هو، فقيل لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إن أسماء تركت رضاع عبد اللَّه بن الزبير لما سمعتك تقول أهو هو؟ فقال:
أرضعيه ولو بماء عينيك، كبش بين ذئاب، ليمنعن الحرم وليقتلن به.
وأما إخباره بأن معترك المنايا بين الستين إلى السبعين فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم
فخرج أبو يعلي الموصلي في مسندة، قال: حدثنا إسحاق بن موسى بن عبد اللَّه الأنصاري، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن إبراهيم بن الفضل بن سليمان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم معترك المنايا بين الستين إلى السبعين
ورواته رواة الصحيح، إلا إبراهيم بن الفضل فهو ضعيف.
واختلفت في تأويل هذا الحديث فذهب بعضهم إلى أن معناه الإشارة إلى الفتن الواقعة فيما بين الستين والسبعين من الهجرة النبويّة، وقال آخرون بل
[ (1) ](المرجع السابق) : 1/ 104، حديث رقم (463) .
ذلك يشير إلى أن أعمار هذه الأمة المحمدية في الغالب والأكثر تكون ما بين ستين سنة إلى سبعين، ولكل على ما ذهب إليه دليل، وشواهد الأحوال تصدق ذلك وتؤيده، فقد وقعت بين الستين إلى السبعين من سني الهجرة، فمنها: قتل الحسين وقتال الحرة، ومرج راهط، ويوم جبانة السبيع [ (1) ] ، ووقائع المختار بن أبي عبيد، ويوم جازر [ (2) ] ، وفتنة عبد اللَّه بن الزبير، والطاعون الجارف الّذي هلك فيه بالبصرة في ثلاثة أيام في كل يوم سبعون ألفا، ومات فيه لأنس بن مالك ثلاثة وثمانون ابنا، ويقال ثلاثة وسبعون، ومات لعبد الرحمن بن أبي بكرة أربعون ابنا، ومات لصدقة بن عامر الحارثي سبعة بنين في يوم واحد، وطاعون الكوفة.
ويؤيد ذلك ما
خرجه الإمام أحمد [ (3) ] من حديث يحيى بن أبي بكير، حدثنا كامل أبو العلاء، قال: سمعت أبا صالح عن أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: تعوذوا باللَّه من السبعين، ومن إمارة الصبيان، وقال: لا تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكع، وله عنده طرق.
والأكثر يتأول قوله: معترك المنايا ما بين الستين إلى السبعين، أن أكثر موت الناس وقد بلغوا من السنين ما بين الستين والسبعين، واحتجوا لذلك بما
خرجه البخاري [ (4) ] من حديث معن بن محمد الغفاريّ عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
[ (1) ] يوم جبانة السبيع، للمختار على أهل الكوفة، وكان هذا اليوم لست ليال بقين من ذي الحجة سنة (66 هـ) وجبانة السبيع: من مواضع الكوفة. (أيام العرب في الإسلام) : 445- 450، يوم جبانة السبيع، رقم (59) .
[ (2) ] يوم خازر، وكان لابن الأشتر على بن زياد، سنة (67 هـ)، وخازر إلى جنب قرية بينها وبين الموصل خمسة فراسخ. (المرجع السابق) :451.
[ (3) ](مسند أحمد) : 2/ 624، حديث رقم (8121) والحديث رقم (8440) .
[ (4) ](فتح الباري) : 11/ 286- 287. كتاب الرقاق، باب (5) من بلغ ستين سنة فقد أعذر اللَّه إليه في العمر حديث رقم (6419) .
أعذر اللَّه إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة. تابعه أبو حازم وابن عجلان عن المقبري.
وقال عبد الرزاق، عن معمر والثوري، عن أبي خثيم، عن مجاهد عن بن عباس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه في قوله تعالى: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ قال: ستون سنة.
وخرج الإمام أحمد [ (1) ] من طريق محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من أتت عليه ستون فقد أعذر اللَّه إليه في العمر.
وعلق البخاري طريق ابن عجلان هذه.
وخرجه أبو بكر بن مردويه في (التفسير) من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من عمر ستين أو سبعين سنة فقد عذر اللَّه إليه في العمر، وأبو معشر فيه ضعف.
وخرج الترمذي [ (2) ] من حديث محمد بن ربيعة، عن كامل أبي العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: عمر أمتى من ستين إلى سبعين.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه وقد روى من غير وجه عن أبي هريرة.
وخرجه في كتاب الدعاء [ (3) ] من حديث عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه
[ (1) ](مسند أحمد) : 2/ 615، حديث رقم (8063) ، من مسند أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه.
[ (2) ](سنن الترمذي) : 4/ 489- 490، كتاب الزهد، باب (23) ما جاء في فناء أعمار هذه الأمة ما بين الستين إلى السبعين، حديث رقم (2331) ، وما بين الحاصرتين زيادة للسياق منه.
[ (3) ](المرجع السابق) : 5/ 517 باب (102) ، في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (3550) .
وأخرجه ابن ماجة في الزهد، باب الأمل والأجل، حديث رقم (4236) وإسناده حسن.
قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أعمار أمتى ما بين ستين إلى سبعين، وأقلهم من يجوز ذلك.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من حديث محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وزعم بعضهم أن التأويل الأول أليق بالحديث، لأن أكثر من الناس يموت في الصغر، ومن تأمل هذا في الأطفال والأحداث عرف الحقيقة.
وقال المبرد في كتاب (الأزمنة) : تأمل حكيم إلى أخ له: لا تغتر بشبابك فإن أكثر من يموت الشباب، والدليل على ذلك أن الشيوخ أقل الناس.
قال أبو الفتح البستي:
لا تغترن بشباب رائع خضل
…
فكم يعدم قبل الشيب شبان.