الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب اللَّه؟ قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إذا اختلفت الناس كان ابن سمية مع الحق.
ومن طريق عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن عيينة قال: أخبرني عمرو بن دينار عن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما: أما علمت أنا كنا نقرأ:
وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ [ (1) ]«في آخر الزمان كما جاهدتم في أوله» قال: فقال عبد الرحمن ومتى ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: إذا كان بنو أمية الأمراء وبنو المغيرة الوزراء [ (2) ] .
وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بالحكمين اللذين حكما بين عليّ ومعاوية بعد صفّين
فخرج البيهقي [ (3) ] من حديث قتيبة بن سعيد قال: حدثنا جرير عن زكريا بن يحيى [ (4) ] ، عن عبد اللَّه بن يزيد، وحبيب بن يسار عن سويد بن غفلة قال: إني لأمشي مع عليّ رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه بشطّ الفرات، فقال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن بني إسرائيل اختلفوا فلم يزل اختلافهم بينهم حتى بعثوا حكمين فضلّا وأضلّا، وأن هذه الأمة ستختلف، فلا يزال اختلافهم بينهم حتى
[ (1) ] الحج: 78
[ (2) ](المرجع السابق) : 422.
[ (3) ](دلائل البيهقي) : 6/ 423، باب ما جاء في إخباره صلى الله عليه وسلم عن الحكمين اللذين بعثا في زمان عليّ رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه.
[ (4) ] ترجمته في (ميزان الاعتدال) : 2/ 75، وفيه: زكريا بن يحيى الكندي، عن الشعبي، قال يحيى: ليس بشيء، قلت: وكان ضريرا.
بعثوا حكمين فضلا وأضلّا، وأن هذه الأمة ستختلف، فلا يزال اختلافهم بينهم حتى يبعثوا حكمين، فضلّا وضلّ من اتبعهما [ (1) ] .
وفي (كتاب صفين) ، حدثنا عبد الرحمن المسعودي عن صفوان بن موسى البارقي عن سويد بن غفلة، قال: كنت أساير أبا موسى الأشعري على شاطئ الفرات فقال: يا سويد حدثني، فقلت: أحدثك وأنت صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إن الفتن لم تزل ببني إسرائيل تخفضهم وترفعهم، حتى حكموا حكمين ضلا وضل من اتبعهما، وإن الفتن لم تزل بهذه الأمة تخفضهم وترفعهم، حتى يحكما حكمين يضلان ويضل من تبعهما،
قال سويد بن غفلة: فقلت: يا أبا موسى فلعل أحدهما، قال: فأخذ بأسفل ثوبه ثم قال: اللَّهمّ يوم يكون أبو موسي ذلك فلا تجعل له في السماء مصعدا ولا في الأرض مهبطا، فقال سويد: فما مات حتى رأيته أحدهما [ (2) ] .
[ (1) ] وعن البيهقي نقله الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية) : 6/ 240- 241 وقال: هكذا أورده ولم يبين شيئا من أمره، وهو حديث منكر جدا، وآفته من زكريا بن يحيى هذا، وهو الكندي الحميري الأعمى. قال ابن معين: ليس بشيء.
والحكمان كانا من خيار الصحابة وهما عمرو بن العاص السهمي، من جهة أهل الشام، والثاني أبو موسى عبد اللَّه بن قيس الأشعري، من جهة أهل العراق، وإنما نصبا ليصلحا بين الناس ويتفقا على أمر فيه رفق بالمسلمين، وحقن لدمائهم، وكذلك وقع، ولم يضل بسببها إلا فرقة الخوارج من حديث أنكروا على الأميرين التحكيم، وخرجوا عليهما وكفروهما. حتى قاتلهم علي بن أبي طالب، وناظرهم ابن عباس، فرجع منهم شرذمة إلى الحق، واستمر بقيتهم حتى قتل أكثرهم بالنهروان وغيره من المواقف المرذولة عليهم.
[ (2) ] راجع التعليق السابق.