الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بذهاب العلم وظهور الجهل فظهر في ديننا مصداق ذلك في غالب الأقطار
فخرج البخاري [ (1) ] ومسلم [ (2) ] من حديث عبد الوارث، عن قتادة، عن أنس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويكثر الجهل، ويكثر الزنا، ويكثر شرب الخمر. ولفظها في المتن سواء. ذكره في العلم.
وخرج البخاري من حديث يحيى، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال:«لأحدثتكم حديثا سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يحدثتكم به أحد غيري، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويكثر شرب الخمر، ويقل الرجال، ويكثر النساء، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد» .
وخرجه مسلم [ (3) ] من حديث محمد بن جعفر قال شعبة: سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك قال: ألا أحدثكم حديثا سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم أحد بعدي، سمعت منه: إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويفشو الزنا، ويشرب الخمر ويذهب الرجال وتبقي النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد.
[ (1) ]
(فتح الباري) : 9/ 412، كتاب النكاح، باب (111) يقل الرجال ويكثر النساء، وقال أبو موسى: عن النبي صلى الله عليه وسلم وترى الرجل الواحد يتبعه أربعون نسوة يلذن به من قلة الرجال، وكثرة النساء، حديث رقم (5231) .
[ (2) ](مسلم بشرح النووي) : 16/ 462، كتاب العلم، باب (5) رفع العلم وقبضه، وظهور الجهل والفتن، في آخر الزمان، حديث رقم (9) .
[ (3) ](سبق تخريجه) .
وأخرجه مسلم [ (1) ] أيضا من حديث سعيد، بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديث ابن بشر وعبدة لا يحدثكموه أحد بعدي، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذكر مثله.
وأخرجه البخاري [ (2) ] أيضا في آخر كتاب النكاح من حديث هشام الدستواني وهمام بن يحيى، عن قتادة، عن أنس، وأخرجه في كتاب الأشربة [ (3) ] وفي كتاب الحدود [ (4) ] .
وخرج أبو بكر بن أبي شيبة من حديث وكيع عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن زياد بن لبيد قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقال: ذاك عند أوان ذهاب العلم قال: فقلت يا رسول اللَّه وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ العلم وتقرأه أبناؤنا وأبناؤهم إلى يوم القيامة قال: ثكلتك أمك زياد! إن كنت لأراك من أفقه رجال المدينة أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل ولا يعملون بشيء مما فيها.
وخرجه الحاكم [ (5) ] من حديث أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القاري، وأبو الحسن أحمد بن محمد العنبري، قالا: حدثنا عثمان بن سعيد الدرامي، حدثنا عبد اللَّه بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير ابن نفير، عن أبيه جبير، عن أبي الدرداء قال: كنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال: «هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء «قال: فقال زياد بن لبيد الأنصاري: يا رسول اللَّه، وكيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ فو اللَّه لنقرأنه ولتقرأنه نساؤنا وأبناؤنا، فقال: «ثكلتك أمك يا زياد، إني كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة، هذه
[ (1) ](سبق تخريجه) .
[ (2) ](سبق تخريجه) .
[ (3) ](فتح الباري) : 10/ 37، كتاب الأشربة، باب (1) قوله تعالى: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ حديث رقم (5577) .
[ (4) ](فتح الباري) : 12/ 136، كتاب الحدود، باب (20) إثم الزناة، حديث رقم (6808) .
[ (5) ](المستدرك) : 1/ 179، كتاب العلم، حديث رقم (338) .
التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى، فماذا يغنى عنهم ذلك؟
«قال جبير:
فلقيت عبادة بن الصامت فقلت له: ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء؟
وأخبرته بالذي قال. قال: صدق أبو الدرداء، إن شئت لأحدثك بأول علم يرفع من الناس: الخشوع، يوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه رجلا خاشعا. هذا إسناد صحيح من حديث البصريين.
فيه شاهد رابع على صحة الحديث، وهو عبادة بن الصامت، ولعل متوهما أن جبير بن نفير رواه مرة عن عوف بن مالك الأشجعي، ومرة عن أبي الدرداء، فيصير به الحديث مطولا، وليس كذلك، فإن رواة الإسنادين جميعا ثقات، وجبير بن نفير الحضرميّ من أكابر تابعي الشام، فإذا صح الحديث عنه بالإسنادين جميعا فقد ظهر أنه سمعه من الصحابيين جميعا، والدليل الواضح على ما ذكرته أن الحديث قد روى بإسناد صحيح، عن زياد بن لبيد الأنصاري الّذي ذكر مراجعته رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الحديثين.
ومعاوية بن صالح له عند أهل الحديث ولا نعلم أحدا يتكلم فيه غير يحيى بن سعيد القطان.
وخرج البخاري [ (1) ] من حديث مالك، وخرج مسلم [ (2) ] من حديث جرير كلاما عن هشام بن عروة عن أبيه قال: سمعت عبد اللَّه بن عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إن اللَّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا، بغير علم فضلوا، وأضلوا.
وقال البخاري: ينتزعه من العباد، وقال: حتى إذا لم يبق عالما. وله عندهما طرق أخر.
[ (1) ](فتح الباري) : 1/ 258، كتاب العلم باب (34) كيف يقبض العلم حديث رقم (100) ، وأخرجه البخاري أيضا في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب (7) ما يذكر من قول الرأى متكلف القياس، حديث رقم (7307) .
[ (2) ](مسلم بشرح النووي) : 16/ 465، كتاب العلم، باب (5) رفع العلم وقبضه، وظهور الجهل والفتن، في آخر الزمان، 16/ 465 حديث رقم (2673) .