الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بنحوه ولم يقل على الحوض، ترجم عليه باب القطائع، وخرجه في باب كتابة القطائع تعليقا وقال الليث، عن يحيى بن سعيد ووصله قاسم بن أصبغ فقال:
مطلب بن شعيب، عن صالح قال: حدثني الليث عن يحيى، عن أنس أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دعا الأنصار. والحديث كما ذكره البخاري عن الليث.
وأما إخباره عليه الصلاة والسلام بخروج نار بالحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى فكان كما أخبر
وخرج من حديث عمرو بن أبي عمرو، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي، عن حذيفة عن عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال:
حدثني أبي عن جدي قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب أنه قال: أخبرني ابن المسيب أخبرني أبو هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى [ (1) ] .
وقال الحاكم [ (2) ] : وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في أشراط الساعة خروج النار من أرض الحجاز عاصم بن عدي الأنصاري، وأبو هريرة، وأبو ذر الغفاريّ وذكر ذلك بأسانيده وصححها.
وروى أبو البداح بن عاصم الأنصاري، عن أبيه أنه قال: سألنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حدثان ما قدم فقال: «أين حبس سيل» [ (3) ] ؟ قلنا: لا ندري فمر بي رجل من بني سليم فقلت: من أين جئت؟ فقال: من حبس سيل، فدعوت بنعلي
[ (1) ](فتح الباري) : 13/ 98، كتاب الفتن، باب (24) خروج النار، حديث رقم (7188)، وأخرجه أيضا في (مسلم بشرح النووي) : 18/ 246، كتاب الفتن، باب (14) لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، حديث (42) .
[ (2) ](المستدرك) : 4/ 489- 490، كتاب الفتن والملاحم، حديث رقم (8367) .
[ (3) ] حبس سيل: إحدى حرّتي بنى سليم، وقال الأصمعي: الحبس جبل مشرف على السلماء (معجم البلدان) : 2/ 246، موضع رقم (3480) .
فانحدرت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه سألتنا عن حبس سيل وأنه لم يكن لنا به علم وأنه مر بي هذا الرجل فسألته فزعم أن به أهله فسأله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: «أين أهلك» ؟ قال: بحبس سيل، فقال:«أخر أهلك فإنه يوشك أن تخرج منه نار تضيء أعناق الإبل ببصرى» .
قال المؤلف [ (1) ]رحمه الله: قد صدق اللَّه تعالى ما أنذر به رسوله صلى الله عليه وسلم من ذلك فظهرت بأرض الحجاز إلى خامس جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة من سنن الهجرة واستمرت شهرا شرقي المدينة النبويّة بناحية وادي شظا تلقاء جبل أحد حتى امتلأت تلك الأودية منها وصار يخرج منها شرر يأكل الحجارة وزلزلت المدينة بسببها وسمع الناس أصواتا مزعجة قبل ظهورها بخمسة أيام أولها يوم الإثنين أول الشهر فلم تزل الأصوات ليلا ونهارا حتى ظهرت النار يوم الجمعة خامسه وقد انتجت الأرض عن نار عظيمة عند وادي شظا وامتدت أربعة فراسخ في أربعة أميال وعمق قامة ونصف فسال الصخر منها ثم صار فحما أسود وأضاءت بيوت المدينة منها في الليل حتى كأن في كل بيت مصباح ورأى الناس سناها بمكة وذكر غير واحد من الأعراب الذين كانوا بحاضرة بصرى من أرض الشام أنهم رأوا صفحات أعناق إبلهم في ضوء النار المذكورة فالتجأ الناس بالمدينة النبويّة إلى قبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ودعوا واستغفروا اللَّه تعالى وأعتقوا عبيدهم وإماءهم وتصدقوا في هذه النار يقول:
يا كاشف الضر صفحا عن جرائمنا
…
لقد أحاطت بنا يا رب بأساء
نشكو إليك خطوبا لا نطيق لها
…
حملا ونحن بها حقا أحقاء
زلزال تخشع الصم الصلاب لها
…
وكيف يقوى على الزلزال شماء
[أقام سبعا يرج الأرض فانصدعت
…
عن منظر منه عين الشمس عشواء]
بحر من النار تجرى فوقه سفن
…
من الهضاب لها في الأرض أرساء
كأنما فوقه الأجبال طافية
…
موج عليه لفرط اليهج وعثاء
ترمى لها شررا كالقصر طائشة
…
كأنها ديمة تنصب هطلاء.
[ (1) ] يراجع في ذلك (مرآة الجنان) لليافعي: 4/ 130- 131، ويراجع أيضا في (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) : 3/ 263- 264، (البداية والنهاية) : 13/ 219- 225.
[تنشق منها قلوب الصخر إن زفت
…
رعبا وترعد مثل السعف أضواء]
منها تكاثف في الجو الدخان إلى
…
أن عادت الشمس منه وهي دهماء
قد أثرت سفعة في البدر لفحتها
…
فليلة التيم بعد النور ليلاء
تحدثت النيران السبع ألسنتها
…
بما يلاقى بها تحت الثرى الماء
وقد أحاط لظاها بالبروج إلى
…
إن كاد يلحقها بالأرض إهواء
فيا لها آية من معجزات رسول
…
اللَّه يعقلها القوم الألباء
[فباسمك الأعظم المكنون إن عظمت
…
منا الذنوب وساء القلب أسواء]
فاسمح وهب وتفضل وامح واعف وجد
…
واصفح فكل لفرط الجهل خطاء
[فقوم يونس لما آمنوا كشف العذاب
…
عنهم وعم القوم نعماء]
[ونحن أمة هذا المصطفى ولنا
…
منه إلى عفوك المرجو دعاء]
[هذا الرسول الّذي لولاه ما سلكت
…
محجة في سبيل اللَّه بيضاء]
[فارحم وصلّ على المختار ما خطبت
…
على علا منبر الأوراق ورقاء] .