الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما تفقه عبد اللَّه بن عباس [ (1) ] رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما بدعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بذلك له
[ () ] مرسل، ورجالهما ثقات، إلا أن أبا السفر وأبا بردة بن أبي موسى لم يسمعا من خالد. واللَّه تعالى أعلم. (مجمع الزوائد) : 9/ 350.
[ (1) ] هو عبد اللَّه بن عباس البحر، حبر الأمة، وفقيه العصر، وإمام التفسير، وأبو العباس عبد اللَّه، ابن عم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، العباس بن عبد المطلب، شيبة بنى هاشم، واسمه عمرو بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر القرشي الهاشمي المكيّ الأمير رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه. مولده بشعب بني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنين. وصحب النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من ثلاثين شهرا، وحدث عنه بجملة صالحة، وعن عمر وعلى، ومعاذ، ووالده، وعبد الرحمن بن عوف، وأبى سفيان صخر بن حرب، وأبي ذر، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وخلق. وقرأ على أبى بن كعب، وزيد. وقرأ عليه مجاهد، وسعيد بن جبير، وطائفة.
روى عنه ابنه على، وابن أخيه عبد اللَّه بن معبد، ومواليه: عكرمة، ومقسم، وكريب، وأنس بن مالك، وطاووس، وخلق سواهم، وكان وسيما جميلا، مديد القامة مهيبا كامل العقل، ذكي النفس، من رجال الكمال. انتقل ابن عباس مع أبويه إلى دار الهجرة سنة الفتح، وقد أسلم قبل ذلك، فإنه صح عنه أنه قال: كنت أنا وأمى من المستضعفين: أنا من الولدان وأمي من النساء. عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: مسح النبي صلى الله عليه وسلم رأسي، ودعا لي بالحكمة. وقال الزبير بن كار: توفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولابن عباس ثلاث عشرة سنة. قال أبو سعيد بن يونس:
غزا ابن عباس إفريقية مع ابن أبي سرح، وروى عنه من أهل مصر خمسة عشر نفسا.
عن سعيد بن جبير، عن عبد اللَّه قال: بت في بيت خالتي ميمونة، فوضعت للنّبيّ صلى الله عليه وسلم غسلا، فقال:
من وضع هذا؟ قالوا: عبد اللَّه. فقال «اللَّهمّ علمه التأويل وفقهه في الدين.
وقال مجاهد:
ما رأيت أحدا قط مثل ابن عباس لقد مات يوم مات وإنه لحبر هذه الأمة. قال أبو عبيدة في تسمية أمراء على يوم صفين: فكان على الميسرة ابن عباس، ثم رد بعد إلى ولاية البصرة. ومسندة ألف وست مائة وستون حديثا، وله من ذلك في (الصحيحين) خمسة وسبعون، وتفرد البخاري له بمائة وعشرين حديثا، وتفرد مسلم بتسعة أحاديث قال علي بن المديني: توفى ابن عباس سنة ثمان أو سبع وستين. (تهذيب سير أعلام النبلاء) : 1/ 101- 102، ترجمة رقم (285) .
فخرج البخاري [ (1) ] من حديث هاشم بن القاسم، حدثنا ورقاء عن عبيد اللَّه ابن أبي يزيد، عن ابن عباس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء، فوضعت له وضوءا قال: من وضع هذا؟ فأخبر، فقال اللَّهمّ فقهه في الدين. ذكره في كتاب الطهارة، وترجم عليه باب وضع الماء عند الخلاء وذكره في المناقب [ (2) ] .
وخرجه من حديث زهير بن حرب وأبي بكر عن أبي النضر قالا: حدثنا هشام بن القاسم، حدثنا ورقاء بن عمر اليشكري قال: سمعت عبيد اللَّه بن أبي يزيد يحدث عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي الخلاء، فوضعت له وضوءا، فلما خرج قال. من وضع هذا؟ وفي رواية زهير: قالوا، وفي رواية أبي بكر قلت:
ابن عباس، قال: اللَّهمّ فقهه.
وقال أبو عبيد محمد بن أبي نضر، وحكي المسعودي: اللَّهمّ فقهه في الدين وعلمه التأويل،
ولم أجده في (الكياس) ، وخرج أبو بكر بن أبي شيبة، من حديث جابر بن أبي صغيرة عن عمرو بن مسعود أن كريبا أخبره عن ابن عباس قال: دعا لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يزيدني اللَّه علما وفهما.
[ (1) ](فتح الباري) : 1/ 325، كتاب الوضوء باب (10) وضع الماء عند الخلاء، حديث رقم (143)، قال التيمي: فيه استحباب المكافأة بالدعاء، وقال ابن المنير: مناسبة الدعاء لابن عباس بالتفقه على وضعه الماء من جهة أنه تردد بين ثلاثة أمور: إما أن يدخل إليه بالماء إلى الخلاء، أو يضعه على الباب ليتناوله من قرب، أو لا يفعل شيئا، فرأى الثاني أوفق، لأن في الأول تعرضا للاطلاع، والثالث يستدعى مشقة في طلب الماء، والثاني أسهلها، ففعله يدل على ذكائه، فناسب أنه يدعى له بالتفقه في الدين ليحصل به النفع وكذا كان. (فتح الباري) .
[ (2) ]
(فتح الباري) : 7/ 125- 126، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب (24) ذكر ابن عباس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما، حديث رقم (3756) ، من حديث مسدد، حدثنا عبد الوارث عن خالد عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:«ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره، وقال: «اللَّهمّ علمه الحكمة» .
حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث «وقال: اللَّهمّ علمه الكتاب» ، حدثنا موسى حدثنا وهيب عن خالد مثله. والحكمة: الإصابة في غير النبوة.
وخرج البخاري في المناقب [ (1) ] من حديث مسدد حدثنا عبد الوارث عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال:
اللَّهمّ علمه الحكمة، وحدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث وقال: علمه الكتاب حدثنا موسى حدثنا وهيب عن خالد مثله. الحكمة الإصابة من غير النبوة.
وخرجه في كتاب العلم [ (2) ] في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ علمه الكتاب.
وله من حديث أبي معمر حدثنا عبد الوارث، حدثنا خالد عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ضمني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقال: اللَّهمّ علمه الكتاب. وقال في أول كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة [ (3) ] حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وقال: اللَّهمّ علمه الكتاب.
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد
[ (1) ] سبق تخريجه، قال الحافظ في (الفتح) : واختلف في المراد بالحكمة هنا، فقيل: الإصابة في القول. وقيل: الفهم عن اللَّه، وقيل: ما يشهد العقل بصحته، وقيل: نور يفرق به بين الإلهام والوسواس، وقيل: سرعة الجواب بالصواب، وقيل غير ذلك. وكان ابن عباس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه من أعلم الصحابة بتفسير القرآن. وروى يعقوب بن سفيان في (تاريخه) بإسناد صحيح، عن ابن مسعود قال:«لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا رجل» . وكان يقول: «نعم ترجمان القرآن ابن عباس» ، وروى هذه الزيادة ابن سعد من وجه آخر عن عبد اللَّه ابن مسعود، وروى أبو زرعة الدمشقيّ في (تاريخه) عن ابن عمر قال:«هو أعلم الناس بما أنزل اللَّه على محمد» ، وأخرج ابن أبي خثيمة نحوه بإسناد حسن، وروى يعقوب أيضا بإسناد صحيح عن أبي وائل قال:«قرأ ابن عباس سورة النور، ثم جعل يفسرها، فقال رجل: لو سمعت هذا الديلم لأسلمت» . ورواه أبو نعيم في (حلية الأولياء وطبقات الأصفياء) من وجه آخر بلفظ «سورة البقرة» وزاد أنه كان على الموسم، يعنى سنة خمس وثلاثين، كان عثمان أرسله لما حضر. (فتح الباري) .
[ (2) ]
(المرجع السابق) : 1/ 224، كتاب العلم. باب (17) قول النبي صلى الله عليه وسلم:«اللَّهمّ علمه الكتاب» .
حديث رقم (75) . قوله: ضمني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم «كان ابن عباس إذ ذاك غلاما مميزا، فيستفاد منه جواز احتضان الصبي القريب على سبيل الشفقة.
[ (3) ](المرجع السابق) : 13/ 305، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنه، حديث رقم (7270) .
ابن سلمة، حدثنا عبد اللَّه بن عثمان بن خيثمة عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كنت في بيت ميمونة بنت الحارث، فوضعت لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم طهوره، فقال: من وضع هذا؟ قالت ميمونة: وضعه عبد اللَّه بن عباس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
اللَّهمّ فقهه في الدين وعلمه التأويل.
وخرجه جعفر الفرياني، فقال: حدثنا علي بن حكيم السمرقندي، حدثنا هاشم بن مخلد الفرياني، عن شبل، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أنه سكب للنّبيّ صلى الله عليه وسلم وضوءا، فقال: من وضع لي وضوئي هذا؟ فقالت أم هانئ: ابن أخى، فقال: اللَّهمّ فقهه في الدين، وعلمه التأويل.
وقال ابن أبي خيثمة: وحدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب بن خالد عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ضمني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقال: اللَّهمّ علمه الحكمة وفقه في الدين.
أخبرنا الشافعيّ، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الأعمش، عن إبراهيم قال:
قال عبد اللَّه: لو أن هذا الغلام من بني عبد المطلب أدرك ما أدركنا ما تعلقنا عنه بشيء.
حدثنا أبي، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا الأعمش عن مسلم بن صبيح، عن مسروق قال: قال ابن مسعود رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه: لو أن ابن عباس أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد. قال: وكان يقول نعم ترجمان القرآن ابن عباس.
وخرج أبو نعيم [ (1) ] من حديث عبد اللَّه بن بكير، حدثنا هاشم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار، أن كريبا أخبره أن ابن عباس قال: صليت خلف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من آخر الليل، فجعلني حذاءه، فلما انصرف قلت: وينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول اللَّه الّذي أعطاك اللَّه؟ فدعا اللَّه تعالى أن يزيدني فهما وعلما.
[ (1) ](حلية الأولياء وطبقات الأصفياء) : 1/ 315، ترجمة رقم (45) .
ومن حديث حاتم بن العلاء، حدثنا عبد المؤمن بن خالد حدثنا أبو نهيك، عن ابن عباس قال: دعاني النبي صلى الله عليه وسلم فأجلسني في حجره، وجعل يمسح رأسي، ودعا لي بالحكمة، فلم تخطئني دعوة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
ومن حديث عبد العزيز بن يحيى، حدثنا سليمان بن بلال، عن حسين بن عبد اللَّه، عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اللَّهمّ أعط ابن عباس الحكمة وعلمه التأويل.
وعنه أخذ أكثر التفسير، فسمى البحر والحبر [ (1) ] .
[ (1) ](المرجع السابق) : 316، وأخرجه البيهقي في (دلائل النبوة) : 6/ 192- 193، باب ما جاء في دعائه لعبد اللَّه بن عباس رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما بالفقه في الدين والعلم بالتأويل وإجابة اللَّه دعاءه فيه. وأخرجه الحاكم في (المستدرك) : 3/ 615، كتاب معرفة الصحابة، ذكر عبد اللَّه ابن عباس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما، حديث رقم (6280)، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : صحيح.