الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما استجابة دعاء سعد بن أبي وقاص [ (1) ] بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له أن تستجاب دعوته
فخرج الترمذي [ (2) ] من حديث جعفر بن عون، عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم، عن سعد، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: اللَّهمّ استجب لسعد
[ (1) ] هو سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤيّ، الأمير أبو إسحاق القرشي، الزهري المكيّ، أحد العشرة، وأحد السابقين الأولين، وأحد من شهد بدرا والحديبيّة، وأحد الستة أهل الشوري. روى جملة صالحة من الحديث، وله في (الصحيحين) خمسة عشر حديثا، وانفرد له البخاري بخمسة أحاديث، ومسلم بثمانية عشر حديثا. عن سعيد بن المسيب، سمعت سعدا يقول: ما أسلم أحد في اليوم الّذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبع ليال وإني ثلث الإسلام. عن قيس قال سعد بن مالك: ما جمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبويه لأحد قبلي. وإني لأول المسلمين رمى المشركين بسهم. ولقد رأيتني مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سابع سبعة ما لنا طعام إلا ورق السمر، وحتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ثم أصبحت بنو أسد تعزرنى على الإسلام، لقد خبت إذن وضل سعيي. قال ابن المسيب: كان جيد الرمي، سمعته يقول: جمع لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد. عن أبي عثمان أن سعدا قال:
نزلت هذه الآية في وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما [العنكبوت: 8]، قال: كنت برا بأمي، فلما أسلمت قالت: يا سعد! ما هذا الدين الّذي قد أحدثت؟ لتعد عن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعيّر بي، فيقال: يا قاتل أمه، قلت: لا تفعلي يا أمه، وإني لا أدع ديني لهذا الشيء، فمكثت يوما وليلة لا تأكل ولا تشرب وليلة، وأصبحت وقد جهدت، فلما رأيت ذلك، قلت: يا أمه! تعلمين واللَّه لو كان لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفسا، ما تركت ديني، وإن شئت فكلي أو لا تأكلى، فلما رأت ذلك أكلت. ومن مناقبه رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه أن فتح العراق كان على يديه، وكان هو مقدم الجيوش يوم وقعة القادسية، ونصر اللَّه دينه، ونزل سعد بالمدائن، ثم كان أمير الناس يوم جلولاء، فكان النصر على يده، واستأصل اللَّه تعالى الأكاسرة. كان رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه آخر المهاجرين وفاة، قال المدائني: توفى سنة خمس وخمسين رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه. (تهذيب سير أعلام النبلاء) : 1/ 15- 16، ترجمة رقم (5) .
[ (2) ](سنن الترمذي) : 5/ 607، كتاب المناقب، باب (27) مناقب سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه. حديث رقم (3751) .
إذا دعا. قال أبو عيسى: وقد روى هذا الحديث عن إسماعيل، عن قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللَّهمّ استجب لسعد إذا دعاك، وهذا أصح.
وخرج الحاكم [ (1) ] من حديث ابن عون، عن إسماعيل، عن قيس قال سمعت سعدا يقول. فذكره، ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
وذكر البيهقيّ [ (2) ] حديث ابن عون، عن إسماعيل، عن قيس، ثم قال: هذا مرسل حسن.
وخرج البخاريّ [ (3) ] من حديث أبي عوانه قال: حدثنا عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر رضي اللَّه تبارك وتعالى
[ (1) ](المستدرك) : 3/ 570، كتاب معرفة الصحابة، ذكر مناقب أبى إسحاق سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، حديث رقم (6118)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : صحيح.
[ (2) ](دلائل البيهقي) : 6/ 189، باب ما جاء في دعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه باستجابة الدعاء، وما ظهر من إجابة اللَّه تعالى دعاء رسوله صلى الله عليه وسلم فيه.
[ (3) ](فتح الباري) 2/ 300- 301، كتاب الأذان، باب (59) ، وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر، وما يجهر فيها وما يخافت، حديث رقم (755) . وفي هذا الحديث من الفوائد: عزل الإمام بعض عماله إذا شكى إليه وإن لم يثبت عليه شيء إذا اقتضت ذلك المصلحة، قال مالك: قد عزل عمر سعدا، وهو أعدل من يأتى بعده إلى يوم القيامة، والّذي يظهر أن عمر عزله حسما لمادة الفتنة، ففي رواية سيف:«قال عمر: لولا الاحتياط وأن لا يتقى من أمير مثل سعد لما عزلته» . وقيل: عزله إيثارا لقربه منه لكونه من أهل الشورى، وقيل: لأن مذهب عمر أنه لا يستمر بالعامل أكثر من أربع سنين. وقال المازري:
اختلفوا هل يعزل القاضي بشكوى الواحد أو الاثنين أو لا يعزل حتى يجمع الأكثر على الشكوى منه؟ وفيه استفسار العامل عما قيل فيه، والسؤال عمن شكى في موضع عمله، والاقتصار في المسألة على من يظن به الفضل. وفيه أن السؤال عن عدالة الشاهد ونحوه يكون ممن يجاوره، وأن تعريض العدل للكشف عن حاله لا ينافي قبول شهادته في الحال. وفيه خطاب الرجل
عنه فعزله عنه واستعمل عليهم عمارا، فشكوه حتى أنهم ذكروا أنه لا يحسن يصلّى، فأرسل اليه.
فقال: يا أبا إسحاق إنهم يزعمون أنك لا تحسن تصلّى، فقال: أما أنا فإنّي كنت أصلّى بهم صلاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما أخرم عنها، أصلّى صلاة العشي، فأركد في الأولين وأخف في الأخريين. قال: ذلك الظن بك يا أبا إسحاق، وأرسل معه رجلا أو رجالا إلى الكوفة فسأل عنه أهل الكوفة، فلم يدع مسجدا إلا سأل عنه، ويثنون معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس، فقام رجل منهم يقال له أسامه بن قتادة يكنى أبا سعدة، فقال: أما إذ نشدتنا، فإن سعدا كان لا يسير بالسرية، ولا يعدل في القضية، قال سعد: أما واللَّه لأدعون بثلاث: اللَّهمّ إن كان عبدك هذا كاذبا قام سمعة ورياء فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه بالفتن، وكان بعد إذا سئل يقول شيخ كبير مفتون: أصابتنى دعوة سعد. قال عبد الملك:
فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن.
[ () ] الجليل بكنيته، والاعتذار لمن سمع في حقه كلام يسوؤه. وفيه الفرق بين الافتراء الّذي يقصد به السب، والافتراء الّذي قصد به دفع الضرر، فيعزر قائل الأول دون الثاني، ويحتمل أن يكون سعد لم يطلب حقه منهم أو عفا عنهم، واكتفى بالدعاء على الّذي كشف قناعة في الافتراء عليه دون غيره، فإنه صار كالمنفرد بأذيته. وقد جاء في الخبر:«من دعا على ظالمه فقد انتصر» فلعله أراد الشفقة عليه بأن عجل له العقوبة في الدنيا، فانتصر لنفسه، وراعى حال من ظلمه، لما كان فيه من وفور الديانة، ويقال: إنما دعا عليه لكونه انتهك حرمة من صحب صاحب الشريعة، وكأنه قد انتصر لصاحب الشريعة. وفيه جواز الدعاء على الظالم المعين بما يستلزم النقص في دينه، وليس هو من طلب وقوع المعصية، ولكن من حيث أنه يؤدى إلى نكاية الظالم وعقوبته ومن هذا القبيل مشروعية طلب الشهادة، وإن كانت تستلزم ظهور الكافر على المسلم.
ومن الأول قول موسى عليه السلام: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ. وفيه سلوك الورع في الدعاء، واستدل به على أن الأولين من الرباعية متساويتان في الطول. (فتح الباري) .
ذكره البخاريّ في باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلاة كلها في الحضر والسفر، وما يجهر به، وما يخافت، وذكره مختصرا في باب القراءة في الظهر [ (1) ] .
وخرج الحاكم [ (2) ] من حديث سعيد بن عامر قال: حدثنا شعبة عن أبي بلح، عن مصعب بن سعد أن رجلا نال من علي رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه. فدعا عليه سعد بن مالك، فجاءته ناقة أو جمل، فقتله، فأعتق سعد نسمة وحلف أن لا يدعو على أحد.
وخرجه من حديث سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: كنت بالمدينة [فبينا أنا][ (3) ] أطوف في السوق، وبلغت أحجار الزيت [ (4) ] ، فرأيت قوما مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهو يشتم علي بن أبي طالب والناس وقوف حواليه إذ أقبل سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه تبارك
[ (1) ](المراجع السابق) : باب (96) القراءة في الظهر، حديث رقم (759) ولفظه:«كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين، ويطول في الأولى ويقصر في الثانية، ويسمع الآية أحيانا، وكان يقرأ في العصر بفاتحة الكتاب وسورتين، وكان يطول في الركعة الأولى من صلاة الصبح ويقصر في الثانية» . وفيه حجة على من زعم أن الإسرار شرط لصحة الصلاة السرية، وقوله:«أحيانا» يدل على تكرر ذلك منه. وقال ابن دقيق العيد:
فيه دليل على جواز الاكتفاء بظاهر الحال في الإخبار دون التوقف على اليقين، لأن الطريق إلى العلم بقراءة السورة في السرية لا يكون إلا بسماع كلها، وإنما يفيد يقين ذلك لو كان في الجهرية، وكأنه مأخوذ من سماع بعضها مع قيام القرينة على قراءة باقيها. ويحتمل أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخبرهم عقب الصلاة دائما أو غالبا بقراءة السورتين. وهو بعيد جدا. واللَّه تبارك وتعالى أعلم. (فتح الباري) .
[ (2) ](المستدرك) : 3/ 571، كتاب معرفة الصحابة، وذكر مناقب أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، حديث رقم (6120) ، وقد سكت عنه الحافظ الذهبي في (التلخيص) .
[ (3) ] زيادة للسياق من (المرجع السابق) .
[ (4) ] اسم موضع.
وتعالى عنه، فوقف عليهم فقال: ما هذا؟ فقالوا رجل يشتم علي بن أبي طالب فتقدم سعد فأفرجوا حتى وقف عليه. فقال: يا هذا على ما تشتم؟ علي بن أبي طالب؟ ألم يكن أول من أسلم؟ ألم يكن أول من صلّى مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ ألم يكن أزهد الناس؟ ألم يكن أعلم الناس؟ وذكر حتى قال: ألم يكن ختن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على ابنته؟ ألم يكن صاحب رواية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في غزواته؟ ثم استقبل القبلة ورفع يديه، وقال: اللَّهمّ إن هذا يشتم وليا من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك. قال قيس: فو اللَّه ما تفرقنا حتى ساخت به دابته، فرمته على هامته في تلك الأحجار، فانفلق دماغه ومات. قال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين [ولم يخرجاه][ (1) ] .
وخرج أيضا من حديث إبراهيم بن يحيى الشجري [ (2) ]، عن أبيه قال:
حدثني موسى بن عقبة، حدثني إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم،
[ (1) ](المستدرك) : 3/ 573- 574، كتاب معرفة الصحابة، مناقب أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، حديث رقم (6121)، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : على شرط البخاري ومسلم، وما بين الحاصرتين زيادة للسياق من (المستدرك) .
[ (2) ] هو يحيى بن محمد عباد بن هاني المدني الشجري، روى عن مالك، وابن إسحاق، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، ومحمد بن عبد اللَّه بن مسلم بن أخي الزهري، وموسى بن عقبة، وموسى بن يعقوب الزمعي، وعبد اللَّه بن محمد بن عجلان، وهشام بن سعد، وغيرهم. وعنه ابنه إبراهيم، وعبد الجبار بن سعيد المساحقي، ومحمد بن المنذر بن سعيد بن أبي جهم القانوسي، قال أبو حاتم: ضعيف، وذكره ابن حبان في الثقات. قال الحافظ ابن حجر: وقال الساجي: في حديثه مناكير وأغاليط وكان فيما بلغني ضريرا يلقن. (تهذيب التهذيب) :
11/ 239- 240، ترجمة رقم (446) . وابنه إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد بن هاني الشجري، روى عن أبيه، وعنه البخاري في غير (الصحيح) ، وأبو إسماعيل الترمذي، والذهلي، وابن الضريس، وغيرهم. قال أبو حاتم ضعيف، وذكره ابن الأزدي: منكر الحديث عن أبيه، وقال أبو إسماعيل الترمذي: لم أر أعمى قلبا منه، قلت له: حدثكم إبراهيم بن سعد، فقال: حدثكم إبراهيم بن سعد! (تهذيب التهذيب) 1/ 154، ترجمة رقم (323) .
عن سعد بن أبي وقاص قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ سدد رميته وأجب دعوته [ (1) ] .
قال الحاكم: هذا حديث تفرد به إبراهيم بن يحيى بن هاني الشجري، كان ينزل الشجرة [ (2) ] بذي الحليفة، روى عن أبيه إبراهيم بن سعد، ويروي عنه محمد ابن إبراهيم الترمذي وإسحاق بن إبراهيم شاذان، والبخاريّ في غير (الصحيح) ومحمد بن أيوب وجماعة، وذكره ابن حبان في (الثقات) وضعفه أبو حاتم. وقد خرج له الترمذي، وقال: الواقع في غزوة بدر.
وقال سعد بن أبي وقاص: لما كنا بتربان [ (3) ] قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
يا سعد انظر إلى الظبي، فأفوق له سهم، وقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فوضع ذقنه على بين منكبى وأذنى، ثم [قال] ارم، اللَّهمّ سدد رميته، قال: فما أخطأ سهمي عن نحره،
قال فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم، فخرجت أعدو فأجده وبه رمق فذكيته، فحملناه حتى نزلنا قريبا، فأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقسم بين أصحابه [ (4) ] . هكذا ذكره بغير سند [ (5) ] .
[ (1) ](المرجع السابق) : حديث رقم (6122) . وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : تفرد به الشجري وهو ثقة.
[ (2) ] هي الشجرة التي ولدت عندها أسماء بنت محمد بن أبي بكر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها، بذي الحليفة، وكانت سمرة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينزلها من المدينة ويحرم منها، وهي على ستة أميال من المدينة، وإليها ينسب إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد بن هاني الشجري المدني، من مدينة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، روى عن أبيه والمدنيين، روى عنه محمد بن يحيى الذهلي، وأبو إسماعيل الترمذي، وهو ضعيف. (معجم البلدان) : 3/ 369، موضع رقم (7012) . وفي (الأصل) :
«تفرد به إبراهيم بن يحيى» ، وفي (المستدرك) :«تفرد به يحيى بن هاني» .
[ (3) ] تربان: بالضم ثم سكون، قال أبو زيد الكلابي: هو واد بين ذات الجيش وملل والسيالة، على المحجة نفسها، وفيه مياه كثيرة، مرية، نزلها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر وبها منزل عروة بن أذينة الشاعر الكلابي. (معجم البلدان) : 2/ 23- 24، موضع رقم (2472) .
[ (4) ](مغازي الواقدي) : 1/ 26- 27، في ذكر أحداث غزوة بدر.
[ (5) ] قال الواقدي بعد أن ساق هذا الخبر: حدثني بذلك محمد بن بجاد، عن أبيه، عن سعد.
(المرجع السابق) .
وخرج الحاكم من حديث هاشم بن هاشم الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: كنت جالسا مع سعد فجاء رجل يقال له: الحارث بن برصاء [ (1) ] وهو في السوق، فقال له: يا أبا إسحاق، إني كنت آنفا عند مروان فسمعته وهو يقول: إن هذا المال مالنا نعطيه من نشاء قال: فرفع سعد يديه وقال: أفأدعو؟، فوثب مروان وهو على سريرة فاعتنقه، وقال: أنشدك اللَّه يا أبا الحسن أن تدعو، فإنما هو مال اللَّه.
وفي رواية عن سعيد بن المسيب، عن سعد قال: جاءه الحارث بن البرصاء وهو في السوق، فقال له: يا أبا إسحاق إني سمعت مروان يزعم أن مال اللَّه ماله، من شاء أعطاه ومن شاء منعه، فقال له: أنت سمعته يقول ذلك؟
قال: نعم، قال سعيد: فأخذ بيدي سعد، ويد حارث حتى دخل على مروان، فقال:
يا مروان أنت تزعم أن مال اللَّه مالك؟ من شئت أعطيته، ومن شئت منعته؟
قال: نعم، قال: فأدعو؟ ورفع سعد يديه، فوثب مروان إليه وقال: أنشدك اللَّه أن تدعو، هو مال اللَّه من شاء أعطاه، ومن شاء منعه. [ (2) ] وخرج البيهقيّ [ (3) ] من حديث ابن عون قال: أنبأنى محمد بن محمد بن الأسود، عن عامر بن سعد قال: بينما سعد يمشى إذا مر برجل وهو يشتم علينا وطلحة والزبير رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم، فقال له سعد: إنك لتسب قوما قد سبق لهم من اللَّه ما سبق، واللَّه لتكفن عن سبهم أو لأدعون اللَّه عليك. فقال: يخوفني كأنه نبي،
[ (1) ](المستدرك) : 3/ 572، كتاب معرفة الصحابة، ذكر مناقب أبى إسحاق سعد بن أبى وقاص رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، حديث رقم (6123) ، وساقه الحافظ الذهبي في (التلخيص)، وقال: رواه مكي بن إبراهيم عن هاشم، وزاد: قال ابن المسيب: فأخذ سعد بيدي الحارث حتى دخل على مروان فقال: أنت تزعم أن مال اللَّه مالك؟ قال: نعم. قال: فأدعو. ورفع سعد يديه، فوثب إليه مروان. الحديث.
[ (2) ](المرجع السابق) : حديث رقم (6124) .
[ (3) ](دلائل البيهقي) : 6/ 190، باب ما جاء في دعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه باستجابة الدعاء، وما ظهر من إجابة اللَّه تعالى دعاء رسوله فيه.
قال: فقال سعد: اللَّهمّ إن كان يسب قوما قد سبق لهم ما قد سبق فاجعله اليوم نكالا.
قال: فجاءت بختيه، فأفرج الناس فتخبطته، قال: فرأيت الناس يتبعون سعدا، ويقولون: استجاب اللَّه لك أبا إسحاق.
وله من حديث أسد بن موسى [ (1) ] قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل قال:
حدثني يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، عن جده قال: دعا سعد بن أبي وقاص، فقال: يا رب إن لي بنين صغارا فأخّر عنى الموت حتى يبلغوا، فأخّر عنه الموت عشرين سنة!.
[ (1) ](المرجع السابق) : 191.