الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأهل جرش [ (1) ] برفع قتل صرد بن عبد اللَّه [ (2) ] الأزديّ وأصحابه عنهم، فنجوا بدعائه صلى الله عليه وسلم
فروى إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق [ (3) ] قال: قدم على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صرد بن عبد اللَّه الأزدي، فأسلم وحسن إسلامه في وفد من الأزد.
فأمّره رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه، وأمره أن يجاهد بمن أسلم من كان يليه من أهل الشرك من قبائل اليمن، فخرج صرد يسير [بأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم][ (4) ] في جيش حتى نزل بجرش وهي يومئذ مغلقة به قبائل من اليمن وقد
[ (1) ](جرش أو جرش- بالتحريك- اسم مدينة عظيمة كانت، وهي الآن خراب. حدثني من شاهدها وذكر لي أنها خراب، وبها آبار عادية تدل على عظم، قال: وفي سطحها نهر جار يدير عدة رحى عامرة إلى هذه الغاية، وهي في شرقي جبل السواد من أرض البلقاء وحوران من عمل دمشق، وهي في جبل يشتمل على ضياع وقرى، يقال للجميع: جبل جرش، اسم رجل، وهو: جرش بن عبد اللَّه بن عليم بن جناب بن هبل بن عبد اللَّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، ويخالط هذا الجبل جبل عوف، وإليه ينتهى حمى جرش، وهو من فتوح شرحبيل رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه في أيام عمر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه. (معجم البلدان) : 2/ 148- موضع رقم (3048) مختصرا.
[ (2) ] هو صرد بن عبد اللَّه الأزدي، قال ابن حبان: جرش، له صحبة. وقال ابن إسحاق في (المغازي) : وقدم على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صرد بن عبد اللَّه الأزدي، فأسلم وحسن إسلامه- وأمره أن يجاهد المشركين، فذكر قصة طويلة، قال: وكان ذلك في سنة عشر. وروى الواقدي أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توفى وعامله على جرش صرد بن عبد اللَّه الأزدي. وأخرجه في المغازي.
(الإصابة) : 3/ 421- 422، ترجمة رقم (4064)، (الاستيعاب) : 2/ 737، ترجمة رقم (1238) .
[ (3) ] سنده في (دلائل البيهقي) : أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ، أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس عن ابن إسحاق، قال:
…
[ (4) ] زيادة للسياق من (دلائل البيهقي) .
ضوت إليهم جشعم، فدخلوها معهم حين سمعوا بمسير المسلمين إليهم، فحاصرهم بماء قريبا من شهر وامتنعوا منه فيها، ثم رجع قافلا حتى إذا كان في جبل يقال له كشر ظن أهل جرش أنه إنما ولى عنهم منهزما، فخرجوا في طلبه حتى إذا أدركوه عطف عليهم، فقاتلهم قتالا شديدا.
وقد كان أهل جرش بعثوا رجلين منهم إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالمدينة يرتادان وينظران، فبينما هما عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عشية بعد الفطر، إذا قال [رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [ (1) ] :] بأي بلاد شكر؟ فقام الجرشيان فقالا: يا رسول اللَّه ببلادنا جبل يقال له كشر، وكذلك تسميه أهل جرش. فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه ليس بكشر، ولكنه شكر قال: فما له يا رسول اللَّه؟ إن بدن اللَّه لتنحر عنده الآن، فجلس الرجلان إلى أبي بكر وإلى عثمان رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما فقالا [لهما] [ (2) ] : ويحكما! إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لينعى إليكما، قومكما، فاسألاه أن يدعوا للَّه- عز وجل فيرفع عن قومكما، فقاما إليه فسألا ذلك. فقال: اللَّهمّ ارفع عنهم.
فخرجا من عنده راجعين إلى قومهما، فوجدا قومهما قد أصيبوا يوم أصابهم صرد بن عبد اللَّه في اليوم الّذي قال فيه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما قال، في الساعة التي ذكر فيها ما ذكر.
فخرج وفد جرش حتى قدموا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأسلموا، وحمى لهم حمى حول قريتهم على أعلام معلومة للفرس، والراحلة، وللمثيرة، وهي بقرة الحرث [ (3) ] .
[ (1) ] زيادة للسياق من (دلائل البيهقي) .
[ (2) ] زيادة للسياق من (دلائل البيهقي) .
[ (3) ](دلائل البيهقي) : 5/ 372- 373، باب قدوم صرد بن عبد اللَّه على النبي صلى الله عليه وسلم في وقد من الأزد، وإسلامه، ورجوعه إلى جرش وقدوم رجلين من جرش على النبي صلى الله عليه وسلم وإخباره إياهما بإصابة صرد قومهما في الساعة التي أصابهم فيها، وما ظهر في ذلك من آثار النبوة ورواه ابن هشام في (السيرة) .