الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورواه شعبة عن محمد عن أبي نصر الهلالي، عن رجاء بن حيوة مختصرا [ (1) ] .
وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم في شويهات أبي قرصافة ومسحه ظهورهنّ وضروعهن فمن بركاته امتلأت شحما ولبنا
فخرج أبو نعيم [ (2) ] من حديث أيوب بن علي بن الهيصم بن مسلم ابن خيثمة قال: سمعت زيار بن سيار يقول: حدثتني عزة بنت عياض ابن أبي قرصافة أنها سمعت جدها أبا قرصافة صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: كان بدؤ إسلامي أنى كنت يتيما بين أمى وخالتي، وكان أكثر ميلى إلى خالتي، وكنت أرعى شويهات لي، وكانت خالتي كثيرا ما تقول لي: يا بنى لا تمر إلى هذا الرجل يعنى النبي صلى الله عليه وسلم، فيغر ربك [ (3) ] ويضلك، فكنت أخرج حتى آتي المرعى، فأترك شويهاتي، ثم آتى النبي صلى الله عليه وسلم ولا أزال عنده أسمع منه، ثم أروح بغنمى ضمرا يابسات الضروع، فقالت لي خالتي: ما لغنمك يابسات الضروع؟ قلت: ما أدرى!! ثم عدت إليه اليوم الثاني ففعل كما فعل اليوم الأول، غير
أنى سمعته يقول: أيها الناس هاجروا وتمسكو بالإسلام، فإن الهجرة لا تنقطع ما دام
[ () ] الحافظ السندي في (حاشيته على سنن النسائي) : قوله: «عليك بالصوم» ، أي الشرعي، فإنه المتبادر «فإنه لا مثل له» في كسر الشهوة، ودفع النفس الأمارة بالسوء والشيطان. أو لا مثل له في كثرة الثواب، ويحتمل أن المراد بالصوم كف النفس عما لا يليق، وهو التقوى كلها، وقد قال تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ [الحجرات: 13] .
[ (1) ] ورواية شعبة أخرجها النسائي في (المرجع السابق) : حديث رقم (2221) .
[ (2) ](دلائل أبى نعيم) : 453- 454، دعاؤه صلى الله عليه وسلم لغنم أبى قرصافة، حديث رقم (378) - وقد أخرجه الطبراني ورجاله ثقات، وأبو قرصافة اسمه جندر بن خشينة الكناني، كما في (الاستيعاب) وغيره.
[ (3) ] في (الدلائل) : «فيغويك» ، وفي الأصل:«فيغربك» ، ولعل ما أثبتناه أقرب إلى الصواب.
الجهاد، ثم إني رجعت بغنمى كما رحن اليوم الأول، ثم عدت اليه في اليوم الثالث، فلم أزل عند النبي صلى الله عليه وسلم أسمع منه حتى أسلمت، وبايعته وصافحته بيدي، وشكوت إليه أمر خالتي، وأمر غنمي فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: جئني بالشياه، فجئته بهن، فمسح ظهورهن، وضروعهن، ودعا فيهن بالبركة، فامتلأت شحما ولبنا،
فلما دخلت على خالتي بهن قالت: يا بنى هكذا فارع، فقلت: يا خالة ما رعيت إلا حيث كنت أرعى كل يوم، لكن أخبرك بقصتي، فأخبرتها بالقصة، وإتياني النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبرتها بسيرته وكلامه فقالت لي أمي وخالتي: اذهب بنا إليه، فذهبت أنا وأمى وخالتي، فأسلمنا [ (1) ] وبايعنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وصافحهما.
فهذا ما كان من إسلام أبي قرصافة وهجرته [ (2) ]، قال ابن عبد البر رحمة اللَّه عليه: أبو قرصافة الكناني اسمه جندرة بن خيشنة بن نفير من بنى كنانة له صحبة، ونسبه بعضهم، فقال: أبو قرصافة جندرة بن خشينة بن مرة بن وائلة بن الفاكه بن عمرو بن الحارث بن مالك بن النضر بن كنانة، وقيل:
اسمه قيس بن سهل، ولا يصح، سكن فلسطين، وقيل: أرض تهامة، قال مؤلفه [ (3) ] : حديثه في الطبراني لما أسر ولده ببلاد الروم، وقبره بعسقلان، وتسميه العامة قبر أبي هريرة.
وأما حديثه
فقال الطبراني: حدثنا بشر بن موسى بن بشر الغزيّ بغزة، حدثنا أيوب بن علي بن هيصم، حدثنا زياد بن يسار، عن عزة بنت عياض عن جدها أبي قرصافة جندرة بن خيشنه الليثي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نضر اللَّه سامع مقالتي، فوعاها، فحفظها، فرب حامل علم إلى من هو أعلم به منه، ثلاث لا يغل عليهنّ القلب، إخلاص العمل فيه، ومناصحة الولاة، ولزوم الجماعة.
قال الطبراني: لا يروي عن أبي قرصافة إلا بهذا الإسناد، وبلغني أن ابنا لأبي قرصافة أسرته الروم، فكان أبو قرصافة يناديه في سوق عسقلان وقت الصلاة بها
…
يا فلان الصلاة، فيسمعه، فيجيبه، وبينهما عرض البحر.
[ (1) ] في (أبى نعيم) : «فأسلمن» وبايعن» وصافحن» ، وما أثبتناه من (الأصل) ، وهو حق اللغة.
[ (2) ] ما بين الحاصرتين من (الأصل) فقط.
[ (3) ] في (الأصل) كلمة غير واضحة، وما أثبتناه من (تهذيب التهذيب) .