الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اتساع المملكة وكثرة العساكر، وزيارة الأموال، لم يكن مثله لملوك فارس والروم، واللَّه تعالى يؤتى ملكه من يشاء، واللَّه واسع عليم.
وأما تأييد اللَّه عز وجل من كان معه الرسول صلى الله عليه وسلم وتيقن الصحابة ذلك
فخرج البخاري [ (1) ] من حديث حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد قال: سمعت سلمة بن الأكوع قال: مر نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارموا بنى إسماعيل، فإن أباكم كان راميا، وأنا مع بني فلان، فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما لكم لا ترمون، قالوا:
[ () ](3) فرغانة: بالفتح ثم السكون وعين معجمة، وبعد الألف نون: مدينة فرغانة وكورة واسعة بما وراء النهر، متاخمة لبلاد تركستان، في زاوية من ناحية هيطل، من جهة مطلع الشمس على يمين القاصد لبلاد الترك، كثيرة الخير واسعة الرستاق، ويقال: كان بها أربعون منبرا، بينهما وبين سمرقند خمسون فرسخا، ومن ولايتها جخندة. (المرجع السابق) : موضع رقم (9128) .
[ (1) ](فتح الباري) : 6/ 113، كتاب الجهاد والسير، باب (78) التحريض على الرمي، وقول اللَّه عز وجل: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ [الأنفال: 60] ويستفاد من هذا الحديث أن من صار السلطان عليه في جملة المناضلين له أن لا يتعرض لذلك كما فعل هؤلاء القوم، حيث أمسكوا، لكون النبي صلى الله عليه وسلم مع الفريق الآخر، خشية أن يغلبوهم، فيكون النبي صلى الله عليه وسلم مع من وقع عليه الغلب، فأمسكوا عن ذلك تأدبا معه. وتعقب بأن المعنى الّذي أمسكوا له لم ينحصر في هذا، بل الظاهر أنهم أمسكوا لما استشعروا من قوة قلوب أصحابهم بالغلبة حيث صار النبي صلى الله عليه وسلم معهم، وذلك من أعظم الوجوه المشعرة بالنصر. واستدل بهذا الحديث على أن اليمن من بنى إسماعيل، وفيه نظر، لما سيأتي في مناقب قريش من أنه استدلال بالأخص على الأعم، وفيه أن الجد الأعلى يسمى أبا، وفيه التنويه بذكر الماهر في صناعته ببيان فضلة، وتطييب قلوب من هم دونه، وفيه حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفته بأمور الحرب، وفيه الندب إلى اتباع خصال الآباء المحمودة والعمل بمثلها، وفيه حسن أدب الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم.
كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارموا فأنا معكم كلكم. ترجم عليه باب التحريض على الرمي.
وذكره في كتاب (الأنبياء)[ (1) ] من حديث مسدد قال. أخبرنا يحيى عن يزيد ابن أبي عبيد، أخبرنا سلمة قال: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم يتناضلون بالسوق فقال: أرموا بنى إسماعيل. الحديث بمعناه. ذكره في كتاب (نسبة اليمن) إلى إسماعيل [ (2) ] منهم أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر ابن خزاعة.
وخرج البيهقي [ (3) ] من حديث يحيى بن حسان قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن محمد بن إياس بن سلمة، عن أبيه عن جده.
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مر على ناس من أسلم ينتضلون، فقال: حسن هذا اللهو، مرتين أو ثلاثا ارموا، وأنا مع ابن الأدرع، فأمسك القوم بأيديهم، فقالوا:
لا واللَّه لا نرمي معه وأنت معهم يا رسول اللَّه إذا يفضلنا! فقالوا: ارموا وأنا معكم جميعا، فقال: لقد رموا عامة يومهم ذلك، ثم تفرقوا على السواء ما نضل بعضهم بعضا. قال البيهقي: وكذلك رواية أبي بكر بن أبي أويس، عن سليمان.
[ (1) ](المرجع السابق) : 510، كتاب أحاديث الأنبياء، باب (12) قول اللَّه تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ [مريم: 54] ، حديث رقم (3373) .
[ (2) ](المرجع السابق) : 666، كتاب المناقب، باب (4) نسبة اليمن إلى إسماعيل، منهم أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة، حديث رقم (3507) .
[ (3) ](دلائل البيهقي) : 6/ 255، باب ما جاء في
قوله صلى الله عليه وسلم للرماة: ارموا وأنا مع ابن الأدرع،
وما ظهر في ذلك من الآثار. وأخرجه البيهقي أيضا في (السنن الكبرى) : 10/ 17.