الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من جوف الليل يدعو بالبقيع ومعه أبو رافع، فدعا بما شاء اللَّه، ثم انصرف مقبلا، فمر على قبر فقال: أف
…
أف
…
أف، ثلاثا!! فقال أبو رافع: يا نبي اللَّه بأبي وأمي ما معك أحد غيري فمني أففت؟ فقال: لا، ولكني أففت من صاحب هذا القبر الّذي سئل علي فشك في.
وأما سماعه صلى الله عليه وسلم أطيط السماء
فخرّج الترمذي [ (1) ] من حديث أبي أحمد الزبير: حدثنا إسرائيل عن إبراهيم ابن المهاجر عن مجاهد عن مورق عن أبي ذر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إني أرى ما لا ترون، واسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا للَّه، واللَّه لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجنم إلى الصعدات تجأرون إلى اللَّه، لوددت أني كنت شجرة تعضد. [والّذي عن أبي ذرّ موقوف] .
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب، ويروي من غير هذا الوجه: أن أبا ذر قال: لوددت أني شجره تعضد.
وخرّجه أبو بكر بن أبي شيبة: من حديث عبيد اللَّه بن موسى قال حدثنا إسماعيل فذكره [ (2) ] .
[ (1) ](سنن الترمذي) : 4/ 481- 482، كتاب الزهد، باب (9) في
قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا» ،
حديث رقم (2312) ،
قوله: «أطت» ،
الأطيط: صوت الأقتاب، وأطيط الإبل: أصواتها وحنينها، والمعنى: أن كثرة ما في السماء من الملائكة قد أثقلها حتى أطت، وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة، وإن لم يكن ثم أطيط. «الصعدات» ، جمع صعيد، وهو التراب، والمراد: الطرق مثل طريق وطرق وطرفات، و «تجأرون» ، الجؤار: الصياح والضجة، يعنى تستغيثون، و «تعضد» عضدت الشجرة ونحوه: إذا قطعته. (جامع الأصول) :
4/ 13- 14، شرح غريب الحديث رقم (1985)
[ (2) ] هو متن حديث أبي نعيم.
وخرّج أبو نعيم [ (1) ] من حديث عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن صفوان بن محرز، عن حكيم بن حزام، قال: بينما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أصحابه إذ قال لهم: تسمعون ما أسمع؟ قالوا: ما نسمع من شيء، قال: إني لأسمع أطيط السماء، ولا تلام أن تئط وما فيها موضع شبر ألا وعليه ملك ساجد أو قائم.
قال كاتبه: قد خرّج البخاري طرفا من هذا الحديث، فخرّج في كتاب الأيمان [والنذور][ (2) ] من حديث هشام عن همام، عن أبي هريرة- رضي اللَّه
[ (1) ]
(دلائل أبي نعيم) : 442، سماعه ما لا يسمع الناس، ورؤيته ما لا يرون، حديث رقم (360) ، وأخرجه من حديث أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا عن اللَّه بن موسى، حدثنا إسرائيل عن إبراهيم ابن المهاجر، عن مسروق، عن أبي ذر، وذكره بنحو حديث الترمذي وأخرجه ابن ماجة في (السنن) : 2/ 1402، كتاب الزهد، باب (19) الحزن والبكاء، حديث رقم (4190) . وأخرجه الحاكم في (المستدرك) : 2/ 544، كتاب التفسير، باب (76) تفسير سورة: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ، حديث رقم (3883)، ولفظه: قرأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً حتى ختامها، ثم قال: إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون
…
» الحديث.
ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقد سكت عنه الحافظ الذهبي في (التلخيص) ، وعن إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي الكوفي، قال يحيى ابن سعيد: لم يكن بالقوى، وقال أحمد: لا بأس به، وروى عباس عن يحيى: ضعيف.. وقال ابن عدي: يكتب حديثه في الضعفاء، (ميزان الاعتدال) : 1/ 67، وأخرجه الإمام أحمد في (المسند) : 6/ 219، حديث رقم (21005) ، من حديث أبي ذر الغفاريّ- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه.
[ (2) ](فتح الباري) : 11/ 643، كتاب الأيمان والنذور، باب (3) كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم؟ حديث رقم (6637)، قوله:«باب كيف كانت يمين النبي» ؟ أي التي كان يواظب على القسم بها أو تكثر، وجملة ما ذكر في الباب أربعة ألفاظ: أحدها: والّذي نفسي بيده، وكذا نفس محمد بيده، فبعضها مصدر بلفظ لا، وبعضها بلفظ أما، وبعضها بلفظ أيم. ثانيا: لا ومقلب القلوب ثالثا: واللَّه، رابعها: ورب الكعبة، وأما قوله:«لاها اللَّه إذا» فيؤخذ منه مشروعيته من تقريره لا من لفظه والأول أكثرها ورودا، وفي سياق الثاني إشعار بكثرته أيضا،
وقد وقع في حديث رفاعة بن.
تبارك وتعالى عنه- قال: قال أبو القاسم: والّذي نفس محمد بيده- لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا، ولضحكتم قليلا.
وخرّجه في الرقاق [ (1) ] من حديث يحيي بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة كان يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا.
[ () ] عرابة عند ابن ماجة والطبراني: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حلف قال: والّذي نفسي بيده» ،
ولابن أبي شيبة من طريق عاصم بن شميخ، عن أبي سعيد:«كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اجتهد في اليمين قال: لا والّذي نفسي بيده»
ولابن ماجة من وجه آخر في هذا الحديث: «كانت يمين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم التي يحلف بها أشهد عند اللَّه، والّذي نفسي بيده»
ودل ما سوى الثالث من الأربعة، على أن النهى عن الحلف بغير اللَّه لا يراد به اختصاص لفظ الجلالة بذلك، بل يتناول كل اسم وصفة تختص به سبحانه وتعالى. وقد جزم ابن حزم، وهو ظاهر كلام المالكية والحنفية بأن جميع الأسماء الواردة في القرآن والسنة الصحيحة، وكذا الصفات صريح في اليمين تنعقد به، وتجب لمخالفته الكفارة، وهو وجه غريب عند الشافعية، وعندهم وجه أغرب منه، أنه ليس في شيء من ذلك صريح إلا لفظ الجلالة، وأحاديث الباب ترده، والمشهور عندهم وعند الحنابلة أنها ثلاثة أقسام: أحدها: ما يختص به كالرحمن. ورب العالمين، وخالق الخلق، فهو صريح فتنعقد به اليمين، سواء قصد اللَّه أو أطلق، ثانيهما: ما يطلق عليه، وقد يقال لغيرة، ولكن بقيد، كالرب، والحق، فتنعقد به اليمين، وإلا أن قصد به غير اللَّه. ثالثها: ما يطلق على السواء، كالحيّ، والموجود، والمؤمن، فإن نوى غير اللَّه أو أطلق فليس بيمين، وإن نوى به اللَّه انعقد على الصحيح، وإذا تقرر هذا، فمثل «والّذي نفسي بيده» ينصرف عند الإطلاق للَّه جزما، فإن نوى به غيره كملك الموت مثلا، لم يخرج عن الصراحة على الصحيح، وفيه وجه عن بعض الشافعية وغيرهم، ويلتحق به «والّذي فلق الحبة، ومقلب القلوب» وأما مثل «والّذي أعبده، أو أسجد له، أو أصلى له» فصريح جزما. (فتح الباري) .
[ (1) ]
(فتح الباري) : 11/ 387، كتاب الرقاق، باب (27) قول النبي صلى الله عليه وسلم:«لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا لبكيتم كثيرا» حديث رقم (6485) ،
قال الحافظ: والمراد بالعلم هنا ما يتعلق بعظمة اللَّه وانتقامه ممن يعصيه، والأهوال التي تقع عند النزع، والموت، وفي القبر، ويوم القيامة. ومناسبة كثرة البكاء وقلة الضحك في هذا المقام واضحة، والمراد به التخويف، وقد
وخرّجه مسلم [ (1) ] من حديث مالك بن أنس وعبد اللَّه بن نمير وأبي معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم، لبكيتم كثيرا، ولضحكتم قليلا.
[ () ] جاء لهذا الحديث سبب
أخرجه سنيد في (تفسيره) بسنده، والطبراني عن أبي عمر: «خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فإذا بقوم يتحدثون ويضحكون، فقال: والّذي نفسي بيده
«فذكر هذا الحديث، وعن الحسن البصري:» من علم يحكم أن الموت مورده، والقيامة موعده، والوقوف بين يدي اللَّه- تعالى- مشهده، فحق أن يطول في الدنيا حزنه «قال الكرماني: في هذا الحديث من صناعة البديع مقابلة الضحك بالبكاء، والقلة بالكثرة، ومطابقة كل منهما.
[ (1) ]
(مسلم بشرح النووي) : 15/ 120- 121، كتاب الفضائل، باب (37) توقيره صلى الله عليه وسلم وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه، أو لا يتعلق به تكليف، حديث رقم (2359) ، من حديث موسى بن أنس، عن أنس بن مالك- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: بلغ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء، فخطب فقال: عرضت على الجنة والنار، فلم أر كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا،
قال: فما أتى أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه، قال:
غطوا رءوسهم ولهم حنين، قال: فقام عمر، فقال: رضينا باللَّه ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، قال: فقاوم ذاك الرجل فقال: من أبي؟ قال: أبوك فلان، فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ. قال الإمام النووي: مقصود أحاديث الباب أنه صلى الله عليه وسلم نهاهم عن إكثار السؤال، والابتداء بالسؤال عما لا يقع، وكره ذلك لمعان منها: أنه ربما كان سببا لتحريم شيء على المسلمين فيلحقهم به المشقة ومنها: أنه ربما كان في الجواب ما يكره السائل ويسوؤه، ولهذا أنزل اللَّه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ، وكما صرح به الحديث في سبب نزولها. ومنها: أنهم ربما أحفوه بالمسألة، وألحفوه المشقة والأذى، فيكون ذلك سببا لهلاكهم. قال الخطابي وغيره: هذا الحديث فيمن سأل تكلفا، أو تعنتا فيما لا حاجة به إليه، فأما من سأل لضرورة: بأن وقعت له مسألة فسأله عنها فلا إثم عليه ولا عتب، لقوله تعالى: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ قال صاحب (التحرير) وغيره: فيه دليل على أن من عمل ما فيه إضرارا بغيره كان آثما.
قوله صلى الله عليه وسلم: عرضت على الجنة والنار فلم أر كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
«فيه أن الجنة والنار مخلوقتان، ومعنى الحديث: لم أر خيرا أكثر مما رأيته اليوم في الجنة، ولا شرا أكثر مما رأيته