الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نحن للَّه ونحن إليه راجعون على زيد وأصحاب زيد، قالت: زيد بن صوحان؟
قلت: نعم، قالت: له خير، فقلت: واللَّه لا يجمع بينهم في الجنة أبدا، قالت:
لا تقل [ (1) ] ، فإن رحمة اللَّه واسعة وهو على كل شيء قدير.
وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بوقعة صفين
فخرّج البخاري [ (2) ] من حديث شعيب، حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما [ (3) ] واحدة وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول اللَّه، وحتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل وحتى يكثر فيكم المال [فيفيض][ (4) ]، حتى يهم بهم صاحب [ (5) ] المال من يقبل صدقته وحتى يعرضه فيقول الّذي يعرضه عليه: لا أرب لي به، وحتى يتطاول الناس في البنيان، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه، وحتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنت أجمعون، فذلك حين لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً [ (6) ] أو لتقومنّ الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومنّ الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومنّ الساعة
[ (1) ] في (الأصل) : «لا تفعل» ، وما أثبتناه من (المرجع السابق) .
[ (2) ](فتح الباري) : 13/ 102، كتاب الفتن، باب (25) بدون ترجمة حديث رقم (7121) .
والمراد بالفئتين: على ومن معه، ومعاوية ومن معه، ويؤخذ من تسميتهم مسلمين، ومن قوله: دعوتهما واحدة، الرد على الخوارج ومن تبعهم في تكفيرهم كلّا من الطائفتين. (فتح الباري) .
[ (3) ] في (المرجع السابق) : «دعوتهما» ، وما أثبتناه من (الأصل) .
[ (4) ] زيادة للسياق من (البخاري) .
[ (5) ] في (البخاري) : «رب» .
[ (6) ] الأنعام: 158.
وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه [ (1) ] ولتقومنّ الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها. هكذا ذكر البخاري هذا الحديث مجتمعا.
وذكره مسلم [ (2) ] أو أكثره مفرقا في كتاب الفتن وغيره من كتابه، فخرج في كتاب الفتن من حديث عبد الرزاق، حدثنا معمر عن همام بن منبه قال:
هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها، وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة.
وخرجة البخاري [ (3) ] في كتاب استتابه المرتدين والمعاندين وقتالهم، من حديث سفيان، حدثنا أبو الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة. وخرجه في باب علامات النبوة في الإسلام [ (4) ] من حديث شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة.
ومن حديث عبد الرزاق [ (5) ] أنبأنا معمر عن همام، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان فتكون بينهما مقتلة عظيمة،
[ (1) ] في (الأصل) : «منه» .
[ (2) ] أخرجه مسلم برقم (57) في الزكاة، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها، وفي الإيمان، باب بيان الزمن الّذي لا يقبل فيه الإيمان، رقم (2912) ، (2922) ، (157) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء.
(جامع الأصول) : 10/ 405، في أحاديث جامعة لأشراط الساعة، تعليقا على الحديث رقم (7920) .
[ (3) ](فتح الباري) : 12/ 374. كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، باب (8)
قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقول الساعة حتى تقتل فئتان دعواهما واحدة،
حديث رقم (6935) .
[ (4) ](فتح الباري) : 6/ 764، كتاب المناقب، باب (25) علامات النبوة في الإسلام، حديث رقم (3608) .
[ (5) ](المرجع السابق) : حديث رقم (3609) .
دعواهما واحدة، ولا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول اللَّه.
وخرج الحافظ أبو القاسم على بن الحسن بن هبة اللَّه بن عساكر من حديث عبد السلام عن حرب عن يزيد بن أبي خالد الدالاني، عن مالك بن الحويرث، عن أبي هريرة قال: بلغني أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ذكر فتنة فقربها، قال: فأتيته بالبقيع وعنده أبو بكر، وعمر، وعليّ، وطلحة، والزبير، رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم، فقلت: يا رسول اللَّه بلغني أنك ذكرت.. قال: نعم، كيف أنتم إذا اقتتلت فئتان دينهما واحد، وحجمهما واحد، قال أبو بكر: أدركها يا رسول اللَّه؟ قال: لا، قال: اللَّه أكبر، قال عمر: أدركها يا رسول اللَّه؟
قال: لا، قال: الحمد للَّه، قال عثمان: أدركها يا رسول اللَّه؟ قال: نعم وبك يبتلون، وبك يقتتلون، قال عليّ: أدركها يا رسول اللَّه؟ قال: نعم، تقود الخيل بأزمتها.
وخرجه الحافظ أبو نعيم قال: حدثنا سليمان بن أحمد اللخمي، حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجده الحوطي، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان بن عمرو، حدثنا ماعز التميمي قال: سمعت جابر بن عبد اللَّه يقول خرجنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار وهو ينتظرها، قال: كيف لو رأيتم خيلين من الناس يقتتلان دعواهما واحدة وأصلهما واحد؟ قال: يكون هذا؟
قال: نعم، قال أبو بكر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه: أأدرك ذلك يا رسول اللَّه؟ قال: لا، قال عمر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه: أفأدرك أنا ذلك يا رسول اللَّه؟ قال: بك يبتلون، قال عليّ رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، أفأدرك أنا ذلك يا رسول اللَّه؟ قال: أنت القائد لها والآخذ بزمامها.
وذكر البيهقي [ (1) ] من طريق يعقوب بن سفيان حدثنا أبو اليمان، حدثنا صفوان بن عمرو، قال: كان أهل الشام ستين ألفا فقتل منهم عشرون ألفا، وكان أهل العراق مائة وعشرين ألفا قتل منهم عشرون ألفا.
[ (1) ](دلائل البيهقي) : 6/ 418- 419، باب ما جاء في إخباره صلى الله عليه وسلم باقتتال فئتين عظيمتين تكون بينهما مقاتلة عظيمة، ودعواهما واحدة، فكان كما أخبر في حرب صفين.