المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وأما استجابة الله تعالى دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على المشركين وهزيمتهم يوم بدر - إمتاع الأسماع - جـ ١٢

[المقريزي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثاني عشر]

- ‌وأما ذهاب الحمى عن عائشة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها بدعاء علّمها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما قيء من اغتاب وهو صائم لحماً عبيطاً بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فكان ذلك من أعلام النبوة

- ‌وأما سماع الرسول صلى الله عليه وسلم أصوات المقبورين

- ‌وأما سماعه صلى الله عليه وسلم أطيط السماء

- ‌ومنها أن خالد بن الوليد رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه [ (1) ]

- ‌لم يقاتل إلا ونصره اللَّه ببركة شعر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنه لم يؤذه السم

- ‌وأما تفقه عبد اللَّه بن عباس [ (1) ] رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما بدعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بذلك له

- ‌وأما كثرة مال أنس بن مالك رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه [ (1) ] وولده وطول عمره بدعائه صلى الله عليه وسلم له بذلك

- ‌وأما إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم لرجل وامرأة

- ‌وإما إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم لحمل أم سليم [ (1) ]

- ‌وأما زوال الشك من قلب أبيّ بن كعب [ (1) ] في الحال بضرب النبي صلى الله عليه وسلم في صدره ودعائه له

- ‌وأما استجابة دعاء سعد بن أبي وقاص [ (1) ] بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له أن تستجاب دعوته

- ‌وأما وفاء اللَّه تعالى دين أبي بكر الصديق [ (1) ] رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما ظهور البركة في ربح عروة البارقي [ (1) ] بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له بالبركة في بيعه

- ‌وأما ربح عبد اللَّه بن جعفر [ (1) ] في التجارة بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما كثرة ربح عبد اللَّه بن هشام [ (1) ] بدعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم له بالبركة

- ‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأبي أمامة [ (1) ] وأصحابه بالسلامة والغنيمة فكان كما دعا

- ‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم في شويهات أبي قرصافة ومسحه ظهورهنّ وضروعهن فمن بركاته امتلأت شحما ولبنا

- ‌وأما ثبات جرير البجلي [ (1) ] على الخيل بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له بعد أن كان لا يثبت عليها

- ‌أما ظهور البركة بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في سبعة عشر دينارا أظفر بها المقداد بن عمرو [ (1) ] حتى امتلأت منها غرائر ورقاء

- ‌وأما تصرع أعدائه صلى الله عليه وسلم عند استغاثته بمالك يوم الدين

- ‌وأما استرضاؤه صلى الله عليه وسلم أم شاب قد أمسك لسانه عن شهادة الحق حتى رضيت فشهد بها

- ‌وأما إسلام يهودي عند تشميت الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: هداك اللَّه

- ‌أما ثروة صخر الغامدي [ (1) ] لامتثاله ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من البركة في البكور

- ‌وأما تحاب امرأة وزوجها بعد تباغضهما بدعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما هداية اللَّه تعالى أهل اليمن وأهل الشام والعراق بدعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم على مضر حتى قحطوا ثم دعاؤه صلى الله عليه وسلم لهم حتى سقوا

- ‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأهل جرش [ (1) ] برفع قتل صرد بن عبد اللَّه [ (2) ] الأزديّ وأصحابه عنهم، فنجوا بدعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تمكين اللَّه تعالى قريشا من العزّ والشرف والملك بدعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تأييد اللَّه عز وجل من كان معه الرسول صلى الله عليه وسلم وتيقن الصحابة ذلك

- ‌وأما إجابة اللَّه تعالى دعاءه صلى الله عليه وسلم حتى صرع ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف [ (1) ] وكان أحد لا يصرعه

- ‌وأما كون إنسان يصلح يبن القبائل لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم سمّاه مطاعا

- ‌وأما استجابة اللَّه سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في دعائه على عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر هوازن بن منصور ابن عكرمة بن حفصة بن قيس بن غيلان بن مضر، وأربد بن قيس ابن جزء بن خالد بن جع

- ‌وأما استجابة اللَّه سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم فيمن أكل بشماله

- ‌وأما استجابة اللَّه تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام في الحكم بن مروان

- ‌وأما استجابة اللَّه تعالى دعاء رسوله محمد صلى الله عليه وسلم على قريش حين تظاهروا عليه بمكة حتى أمكنه اللَّه منهم وقتلهم يوم بدر بسيوف اللَّه

- ‌وأما إقعاد من مرّ بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بدعائه عليه

- ‌وأما موت الكلب بدعاء بعض من كان يصلي معه صلى الله عليه وسلم حين أراد المرور بين يديه

- ‌وأما تشتت رجل في الأرض بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إجابة اللَّه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم على معاوية بن أبي سفيان [ (1) ] بعدم الشبع

- ‌وأما استجابة اللَّه تعالى لرسوله اللَّه صلى الله عليه وسلم في قوله لرجل: ضرب اللَّه عنقه

- ‌وأما استجابة اللَّه تعالى دعاءه صلى الله عليه وسلم على من احتكر الطعام

- ‌وأما إجابة اللَّه تعالى دعاءه صلى الله عليه وسلم على أبي ثروان

- ‌وأما افتراس الأسد عتيبة بن أبي لهب بدعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل أن يسلط عليه كلبا من كلابه

- ‌وأما أن دعوته صلى الله عليه وسلم تدرك ولد الولد

- ‌وأما كفاية المصطفى صلى الله عليه وسلم كيد سراقة بقوله صلى الله عليه وسلم اللَّهمّ اصرعه

- ‌وأما قتل اللَّه عز وجل كسرى بن أبرويز بن هرمز [بن أنوشروان] وتمزيق ملك فارس بدعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما استجابة اللَّه تعالى دعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على المشركين وهزيمتهم يوم بدر

- ‌وأما تصديق اللَّه تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في تعيينه مصارع المشركين ببدر

- ‌وأما تبرّؤ إبليس من قريش في يوم بدر

- ‌وأما تصديق اللَّه تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم في إخباره بمكة لأبي جهل أنه يقتل فقتله اللَّه ببدر وأنجز وعده لرسوله

- ‌وأما إجابة اللَّه تعالى دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم على أمية بن خلف وقتله ببدر

- ‌وأما إنجاز اللَّه تعالى وعده للرسول صلى الله عليه وسلم وقتله صناديد قريش وإلقاؤهم في القليب

- ‌وأما تصديق اللَّه تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في قتل عتبة بن أبي معيط بمكة والنبي صلى الله عليه وسلم مهاجر بالمدينة فكان يقول بمكة فيه بيتين من شعر

- ‌وأما إجابة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في نوفل بن خويلد [ (1) ]

- ‌وأما إعلام النبي صلى الله عليه وسلم عمه العباس بما كان بينه وبين امرأته أم الفضل، لم يطّلع عليه أحد

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عمير بن وهب بن خلف بن وهب ابن حذافة بن جمح الجمحيّ أبا أمية وهو المضرّب بما همّ به من قتله [رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم]

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم قباث بن أشيم [ (1) ] بن عامر بن الملوّح الكناني ويقال الليثي- بما قاله في نفسه، وقد انهزم فيمن انهزم يوم بدر

- ‌وأما قيام سهيل بن عمرو [ (1) ] والمقام الّذي خبّر به النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه يوم بدر

- ‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم لمن خرج معه إلى بدر وإجابة اللَّه تبارك وتعالى دعاءه

- ‌وأما قتل كعب بن الأشرف اليهودي أحد بني النضير بسؤال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ربه تعالى أن يكفيه إياه بما شاء

- ‌وأما كفاية اللَّه تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم دعثور بن الحارث إذ عزم على قتله وقد أمكنته الفرصة

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم باستشهاد زيد بن صوحان العبديّ [ (1) ]

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بوقعة صفين

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بأن عمار بن ياسر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه تقتله الفئة الباغية، فقتله أهل الشام بصفين

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بالحكمين اللذين حكما بين عليّ ومعاوية بعد صفّين

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بأن مارقة تمرق بين طائفتين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق فخرجوا على عليّ رضي اللَّه تبارك وتعالى اللَّه عنه وقتلهم فاقتضي ذلك أنه رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه على الحق

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بملك معاوية

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في موت ميمونة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها بغير مكة

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في ركوب أم حرام البحر مع غزاة في سبيل اللَّه كالملوك على الأسرة

- ‌وأما ظهور صدقة في إخباره [بتكلم] رجل [من أمته] بعد موته [من خير التابعين فكان كما أخبر]

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في قتل نفر من المسلمين ظلما بعذراء [ (1) ] من أرض الشام [فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم]

- ‌وأما ظهور صدقه فيمن قتل عمرو بن الحمق بن الكاهن ابن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو ابن سعد بن كعب بن عمرو الخزاعي الكعبي

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في إشارته إلى كيف يموت سمرة بن جندب [ (1) ] رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في موت عبد اللَّه بن سلام [ (1) ] على الإسلام من غير أن ينال الشهادة [فكان كما أخبر- توفي على الإسلام في أول أيام معاوية بن أبي سفيان سنة ثلاث وأربعين

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في إخباره لرافع بن خديج [ابن رافع بن عدي بن زيد بن عمرو بن زيد ابن جشم الأنصاري، البخاريّ، الخزرجيّ] بالشهادة

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بهلاك أمته على يد أغيلمة من قريش فكان منذ ولّي يزيد بن معاوية

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في أن قيس بن خرشة القيسي لا يضره بشر

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بقتل الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بقتل أهل الحرة وتحريق الكعبة المشرفة

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بذهاب بصر عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه فكان كذلك وعمى قبل موته

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم زيد بن أرقم بالعمى فكان كذلك

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم من يأتي بعده من الكذابين [وإشارته إلى من يكون] منهم من ثقيف فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عبد اللَّه بن الزبير رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه بأمره وما لقي

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بالمبير الّذي يخرج من ثقيف فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إخباره بأن معترك المنايا بين الستين إلى السبعين فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم

- ‌أما إخباره صلى الله عليه وسلم بوقوع الشر بعد الخير الّذي جاء به ثم وقوع الخير بعد ذلك الشر، ثم وقوع الشر بعد الخير، فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بيزيد بن معاوية [ (1) ] وإحداثه في الإسلام الأحداث العظام

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بأن جبارا من جبابرة بني أمية يرعف على منبره فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بتمليك بني أمية

- ‌وأما إخباره عليه الصلاة والسلام بالوليد وذمّه له

- ‌وأما إشارته صلى الله عليه وسلم إلى خلافة عمر بن عبد العزيز رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بأحوال وهب بن منبّه وغيلان القدري

- ‌وأما إشارته صلى الله عليه وسلم إلى حال محمد بن كعب القرظي [ (1) ]

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بانخرام قرنه الّذي كان فيه على رأس مائة سنة، فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في إخباره بعمر سماه لغلام وهلاك آخر أنذره سرعة هلاكه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بتملك بنى العباس [ابن عبد المطلب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه]

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بما نزل بأهل بيته من البلاء

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بقيام اثنى عشر خليفة وبظهور الجور والمنكرات فكان كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إشارته صلى الله عليه وسلم بأن قريشا إذا أحدثت في دين اللَّه الأحداث سلط اللَّه عليها شرار خلقه فنزعوهم من الملك ونزعوا الملك منهم حتى لم يبقوا لهم شيئا فكان كما أخبر، وصارت العرب بعد الملك همجا ورعاعا لا يعبأ اللَّه بهم

- ‌وأما إخباره عليه الصلاة والسلام باتساع الدنيا على أمته حتى يلبسوا الذهب والحرير ويتنافسوا فيها ويقتل بعضهم بعضا

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بوقوع بأس أمته بينهم وأن السيف لا يرتفع عنها بعد وضعه فيها فيهلك بعضها بعضا

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بظهور المعادن فيكون فيها شرار الناس فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بمجيء قوم بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات فكان كما أخبر

- ‌وأما إشارته صلى الله عليه وسلم إلى أن بغداد تبنى ثم تخرب [ (3) ] فكان كما أشار وأخبر صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عن البصرة ومصير أمرها [ (3) ]

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بما يكون في هذه الأمة من الفجور وتناول المال الحرام والتسرع إلى القتل [ (1) ]

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عن حال بقعة من الأرض فظهر صدق ما أخبر به

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عن قوم يؤمنون به ولم يروه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بأن أقصى أماني من جاء بعده من أمته أن يروه فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بتبليغ أصحابه ما سمعوا منه حديثهم من بعده وخطبه من بعدهم فكان كما أخبر

- ‌وأما إنذاره عليه الصلاة والسلام بظهور الاختلاف في أمته

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم باتباع أمته سنن من قبلهم من الأمم فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بذهاب العلم وظهور الجهل فظهر في ديننا مصداق ذلك في غالب الأقطار

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم باتباع أهل الزيغ ما تشابه من القرآن

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم باكتفاء قوم بما في القرآن وردهم سنته صلى الله عليه وسلم فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بظهور الروافض والقدرية

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بالكذب عليه فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما ظهور صدقة فيما أخبر به عليه الصلاة والسلام من تغير الناس بعد خيار القرون

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بأن طائفة من أمته متمسكة بالدين إلى قيام الساعة

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بما يرويه بعده فوقع ما أنذرهم به

- ‌وأما إخباره عليه الصلاة والسلام بخروج نار بالحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى فكان كما أخبر

- ‌وأما أخباره عليه أفضل الصلاة والسلام بغرق أحجار الزيت بالدم فكان كذلك

- ‌وأما إخباره عليه أفضل الصلاة والسلام بالخسف الّذي يكون من بعده فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بولاية أمر الناس غير أهلها وما يترقب من مقت اللَّه عند ذلك

- ‌أما إخباره صلى الله عليه وسلم بكثرة أولاد الزنا

- ‌وأما إخباره عليه الصلاة وأتم التسليم بعود الإسلام إلى الغربة كما بدأ، وأنه تنقض عراه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بتغلب الترك على أهل الإسلام فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بالزلازل

الفصل: ‌وأما استجابة الله تعالى دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على المشركين وهزيمتهم يوم بدر

‌وأما استجابة اللَّه تعالى دعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على المشركين وهزيمتهم يوم بدر

فخرج البيهقي من حديث سفيان عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: جعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلي ليلة بدر ويدعو ويقول: اللَّهمّ إن تهلك هذه العصابة لا تعبد [ (1) ] .

وخرّج البخاري [ (2) ] عن طريق سفيان، عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً قال: هم واللَّه كفار قريش، قال عمرو: هم قريش، ومحمد صلى الله عليه وسلم نعمة اللَّه وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ قال: النار يوم بدر. ذكره في المغازي،

وذكره في التفسير من طريق سفيان، عن عمرو عن وهب عن عبد اللَّه، عن أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل عليا قال: من الذين بدلوا نعمة اللَّه كفرا؟ قال الأفجران، بنو أمية وبنو مخزوم كفيتهم يوم بدر.

وفي رواية لغير عبد الرزاق

[ (1) ] وتمامه من (الدلائل) :

«لم تعبد في الأرض أبدا، فقال له جبريل عليه السلام: خذ قبضة من تراب، فأخذ قبضة من التراب فرمي بها في وجوههم، فما من المشركين أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه تراب من تلك القبضة، فولوا مدبرين» .

[ (2) ](فتح الباري) : 7/ 382، كتاب المغازي، باب (8) قتل أبي جهل، حديث رقم (3977) ، كتاب التفسير وباب (3) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً، حديث رقم (7400) .

وروي الطبري من طريق أخرى، عن ابن عباس أنه سأل عمر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه عن هذه الآية، فقال: من هم؟ قال: هم الأفجران من بني مخزوم وبني أمية أخوالي وأعمامك، فأما أخوالي فاستأصلهم اللَّه يوم بدر، وأما أعمامك فأملي اللَّه لهم إلى حين.

ومن طريق على قال: هم الأفجران بنو أمية وبنو المغيرة فقطع اللَّه ودابرهم يوم بدر، وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين.

وهو عند عبد الرزاق أيضا والنسائي وصححه الحاكم. قال الحافظ: والمراد بعضهم لا جميع بني أمية وبني مخزوم، فإن بني مخزم لم يستأصلوا يوم بدر، بل المراد بعضهم، كأبي جهل من بني مخزوم، وأبي سفيان من بني أمية. (فتح الباري) .

ص: 134

قال: هم كفار قريش الذين فروا يوم بدر. وقال يونس بن بكير [بسنده] :

حدثني يحيى بن عباد من عبد اللَّه بن الزبير: بين أول يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ [ (1) ] وبين قول اللَّه تعالى: وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا [ (2) ] حبي اللَّه قريشا بالرفعة يوم بدر.

وقال الأعمش: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أخذتهم يوم بدر ريح عقيم، وقال مجاهد: عن أبي بن كعب في قوله: يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ [ (3) ] قال، يوم بدر، وعن أبي هريرة في قوله تعالى: أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ [ (4) ] قال: يوم بدر. وقال مجاهد: السيوف يوم بدر، وعن عبد اللَّه بن مسعود قال: فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً [ (5) ] يوم بدر، وعن قتادة في قوله تعالى:

فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً قال أبي بن كعب هو القتل يوم بدر، وقال مغيرة عن إبراهيم: اللزوم يوم بدر، وعن مجاهد فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً قال: هزموا يوم بدر، وقال سعيد، عن ابن مسعود قال: اللزام القتل يوم بدر، وقال الضحال فقد كذبتم بقول الكفار: كذب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثم أجابه ابن عبد اللَّه قد مضى اللزام كان اللزام يوم بدر وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى [ (6) ] قال: يوم بدر، وعن ابن عباس وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ [ (7) ] قال: يوم بدر لا ينفع الذين كفروا إيمانهم.

[ (1) ] المزمل: 1.

[ (2) ] المزمل: 11.

[ (3) ] الحج: 55.

[ (4) ] المؤمنون: 64.

[ (5) ] السجدة: 21.

[ (6) ] السجدة: 21.

[ (7) ] السجدة: 28- 29.

ص: 135

وخرج أبو نعيم [ (1) ] من حديث معاوية بن صالح، عن على بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: أقبلت عير أهل مكة تريد الشام فبلغ أهل المدينة، فخرجوا ومعهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يريدون العير فبلغ أهل مكة ذلك فأسرعوا السير إليها لكي لا يغلب عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فسبقت العير رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكان اللَّه وعدهم إحدى الطائفتين، وكانوا إن بلغوا العير أحب إليهم، وأيسر شوكة، وأحضر مغنما، فلما سبقت العير وفاتت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وسار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالمسلمين بينهم وبين الماء رسلة دعصة [ (2) ]، فأصحاب المسلمين ضعف شديد فألقى الشيطان في قلوبهم القنط ويوسوسهم:

تزعموا أنكم أولياء اللَّه وفيكم رسوله وقد غلبكم المشركون على الماء وأنتم تصلون مجنبين؟ فأمطر اللَّه عليهم مطرا شديدا فشرب المسلمون وتطهروا، وأذهب اللَّه رجز الشيطان وانتسق الرمل [ (3) ] حين أصابه المطر ومشى الناس عليه والدواب فساروا إلى القوم وأمدّ اللَّه نبيه والمؤمنين بألف من الملائكة مجنبة، وميكائيل في خمسمائة، قال: اصطف القوم قال أبو جهل: اللَّهمّ أولانا بالحق فانصره،

ورفع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يده فقال: اللَّهمّ إنك ان تهلك هذه العصابة لم تعبد في الأرض فقال جبريل: خذ قبضة من التراب، فأخذ قبضة من التراب فرمى بها وجوههم فما من المشتركين أحد إلا أصاب عينيه، ومخريه، وفمه تراب من تلك القبضة فولوا مدبرين.

ومن حديث الأعمش [ (4) ] ، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، أو أبي عبيدة، عن عبد اللَّه قال لما كان يوم بدر قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثم قعد يدعو قال:

اللَّهمّ عهدك الّذي عهدت إليّ، اللَّهمّ وعدك الّذي وعدتني، اللَّهمّ إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد في الأرض أبدا.

[ (1) ](دلائل أبي نعيم) : 469، ذكر ما جرى من الآيات في غزواته وسراياه صلى الله عليه وسلم، ما حدث من المعجزات في غزوة بدر، حديث رقم (400) .

[ (2) ] أي أرض مرملة، رملها زلق تغوص الأقدام فيه.

[ (3) ] انتسق الرمل: انتظم بعضه إلى بعض وزال زلفة.

[ (4) ](المرجع السابق) : 474، حديث رقم (408) بسند آخر وسياقه أتم.

ص: 136

وخرج البخاري [ (1) ] من حديث عبد الوهاب ووهيب قالا: حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي اللَّه وتبارك وتعالى عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبته يوم بدر: اللَّهمّ أنشدك عهدك ووعدك اللَّهمّ إن تشأ لا تعبد بعد اليوم فأخذ أبو بكر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه بيده فقال: حسبك يا رسول اللَّه ألححت على ربك وهو يثب في الدرع، فخرج وهو يقول سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ [ (2) ] ذكره في كتاب التفسير في باب بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ [ (3) ] وذكره في غزوة بدر [ (4) ] .

وخرج مسلم [ (5) ] والترمذي [ (6) ] من حديث عكرمة بن عمار قال: حدثني سماك الحنفي. قال: سمعت ابن عباس يقول لما كان يوم بدر. ذكره مسلم في

[ (1) ](فتح الباري) : 8/ 796- 797، كتاب التفسير، باب (5) قوله تعالى: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ، حديث رقم (4875)، باب (6) قوله تعالى: بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ، حديث رقم (4877) .

[ (2) ] القمر: 45.

[ (3) ] القمر: 46.

[ (4) ](فتح الباري) : 7/ 264، كتاب المغازي، باب (4) قول اللَّه تبارك وتعالى: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ* وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ* إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ* إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ* ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ [الأنفال: 9- 12] ، حديث رقم (3953) .

[ (5) ](مسلم بشرح النووي) : 12/ 292، كتاب الجهاد والسير، باب (7) استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو، حديث رقم (1743) مختصرا.

[ (6) ](سنن الترمذي) : 4/ 168، كتاب الجهاد، باب (8) ما جاء في الدعاء عند القتلى، حديث رقم (1678)، قال أبو عيسى: وفي الباب عن ابن مسعود، وهذا حديث حسن صحيح.

ص: 137

الجهاد وذكره الترمذي في التفسير. وخرجه مسلم [ (1) ] أيضا من حديث عكرمة بن عمار قال: أخبرني أبو زميل قال حدثني عبد اللَّه بن عباس قال لما كان يوم بدر نظر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وسبعة عشر رجلا فاستقبل نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مدّ يديه فجعل يهتف بربه: اللَّهمّ أنجز لي ما وعدتني اللَّهمّ آتني ما وعدتني، اللَّهمّ إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداءه

فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال: يا بني اللَّه! كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل اللَّه تعالى: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ [ (2) ] فأمده اللَّه بالملائكة. وذكر الحديث.

وخرج البيهقي [ (3) ] من حديث ابن مهدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب، عن عليّ رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: ما كان فينا فارس يوم بدر إلا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غير المقداد على فرس أبلق، ولقد رأيتنا وما فينا قائم إلا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تحت سمرة يصلي ويبكي حتى أصبح.

ومن حديث إسماعيل بن عوف عن عبد اللَّه بن أبي رافع، عن عبد اللَّه ابن محمد بن عمر بن على بن أبي طالب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه عن أبيه، عن جده، عن على بن أبي طالب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: لما كان يوم بدر قاتلت شيئا من قتال ثم جئت مسرعا لأنظر إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما فعل؟ فجئت فإذا هو ساجد يقول: يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، لا يزيد

[ (1) ](مسلم بشرح النووي) : 12/ 327- 330، كتاب الجهاد والسير باب (18) الإمداد بالملائكة في غزوة بدر إباحة الغنائم، حديث رقم (1763) .

[ (2) ] الأنفال: 9.

[ (3) ](سنن البيهقي) : 3/ 49، باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين قبل التقاء الجمعين وبعده، ودعاء أصحابه عليهم، واستغاثتهم ربهم، واستجابة اللَّه تعالى لهم، وإمدادهم بالملائكة، وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن مصارع القوم قبل وقوعها، وما ظهر في ذلك من آثار النبوة.

والحديث أخرجه النسائي في (الكبرى) ، في الصلاة، عن محمد بن المثنى، عن محمد، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب.

ص: 138

عليها فرجعت إلى القتال ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك فلم يزل يقول ذلك حتى فتح اللَّه عليه.

ومن حديث يحيى، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد اللَّه، قال: ما سمعت مناشدا ينشد حقا له أشد من مناشدة محمد صلى الله عليه وسلم يوم بدر، جعل يقول: اللَّهمّ إني أنشدك عهدك ووعدك اللَّهمّ إن تهلك هذه العصابة لا تعبد، ثم التفت كأن شق وجهه القمر فقال: كأنما انظر إلى مصارع القوم عشية [ (1) ] .

وقال الواقدي: في غزوة بدر: ثم سار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى أتى الروحاء فحدثني عبد الملك بن عبد العزيز، عن أبان بن صالح، عن سعيد بن المسيب أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما رفع رأسه من الركعة الأخيرة من وتره لعن الكفرة وقال: اللَّهمّ لا تفلتن أبا جهل فرعون هذه الأمة، اللَّهمّ لا تفلتن زمعة ابن الأسود، اللَّهمّ واسخن عين أبي زمعة، وأعم بصر أبي زمعة، اللَّهمّ لا تفلتن لا يغلبن سهيلا، اللَّهمّ أنج سلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين.

قال: والوليد بن الوليد، لم يدع له يومئذ، أسر ببدر، ولكنه لما رجع إلى مكة بعد بدر أسلم، فأراد أن يخرج إلى المدينة، فجلس، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك. هكذا ذكر الواقدي هذا الحديث مرسلا [ (2) ] .

قال: فحدثني محمد بن عبد اللَّه عن الزهري عن عروة بن الزبير ومحمد بن صالح، عن عاصم بن عمر، ويزيد بن رومان، قالا: لما رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قريشا تصوب من الوادي، وكان أول من طلع زمعة بن الأسود على فرس له يتبعه ابنه، فاستجال بفرسه يريد أن يتبوأ للقوم منزلا.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ إنك أنزلت عليّ الكتاب وأمرتني بالقتال، ووعدتني إحدى الطائفتين، وأنت لا تخلف الميعاد، اللَّهمّ إن هذه قريش قد أقبلت

[ (1) ](المرجع السابق) : 51، (مسند أحمد) : 1/ 51، حديث رقم (208) .

[ (2) ](مغازي الواقدي) : 1/ 46.

ص: 139

بخيلائها وفخرها تحادّك، وتكذّب رسولك، اللَّهمّ نصرك الّذي وعدتني، اللَّهمّ أحنهم الغداة [ (1) ] .

حدثني معمر بن راشد عن الزهري، عن عبد اللَّه بن ثعلبة بن صعير قال: واستفتح أبو جهل يوم بدر فقال: اللَّهمّ أقطعنا للرحم وأتانا بما لا يعلم فأحنه الغداة [ (2) ] . فأنزل اللَّه تبارك وتعالى: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ [ (3) ] الآية.

وحدثني عمر بن عقبه، عن سعيد مولى ابن عباس قال: سمعت ابن عباس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما يقول: لما تواقف الناس أغمي على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ساعة ثم كشف عنه فبشر المؤمنين بجبريل في جند من الملائكة في ميمنة الناس، وميكائيل في جند آخر في ميسرة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإسرافيل في جند آخر بألف [ (4) ] .

[ (1) ](مغازي الواقدي) : 1/ 59.

[ (2) ](المرجع السابق) : 70.

[ (3) ] الأنفال: 19.

[ (4) ](المرجع السابق) : 1/ 70- 71.

ص: 140