المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم على مضر حتى قحطوا ثم دعاؤه صلى الله عليه وسلم لهم حتى سقوا - إمتاع الأسماع - جـ ١٢

[المقريزي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثاني عشر]

- ‌وأما ذهاب الحمى عن عائشة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها بدعاء علّمها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما قيء من اغتاب وهو صائم لحماً عبيطاً بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فكان ذلك من أعلام النبوة

- ‌وأما سماع الرسول صلى الله عليه وسلم أصوات المقبورين

- ‌وأما سماعه صلى الله عليه وسلم أطيط السماء

- ‌ومنها أن خالد بن الوليد رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه [ (1) ]

- ‌لم يقاتل إلا ونصره اللَّه ببركة شعر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنه لم يؤذه السم

- ‌وأما تفقه عبد اللَّه بن عباس [ (1) ] رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما بدعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بذلك له

- ‌وأما كثرة مال أنس بن مالك رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه [ (1) ] وولده وطول عمره بدعائه صلى الله عليه وسلم له بذلك

- ‌وأما إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم لرجل وامرأة

- ‌وإما إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم لحمل أم سليم [ (1) ]

- ‌وأما زوال الشك من قلب أبيّ بن كعب [ (1) ] في الحال بضرب النبي صلى الله عليه وسلم في صدره ودعائه له

- ‌وأما استجابة دعاء سعد بن أبي وقاص [ (1) ] بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له أن تستجاب دعوته

- ‌وأما وفاء اللَّه تعالى دين أبي بكر الصديق [ (1) ] رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما ظهور البركة في ربح عروة البارقي [ (1) ] بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له بالبركة في بيعه

- ‌وأما ربح عبد اللَّه بن جعفر [ (1) ] في التجارة بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما كثرة ربح عبد اللَّه بن هشام [ (1) ] بدعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم له بالبركة

- ‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأبي أمامة [ (1) ] وأصحابه بالسلامة والغنيمة فكان كما دعا

- ‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم في شويهات أبي قرصافة ومسحه ظهورهنّ وضروعهن فمن بركاته امتلأت شحما ولبنا

- ‌وأما ثبات جرير البجلي [ (1) ] على الخيل بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له بعد أن كان لا يثبت عليها

- ‌أما ظهور البركة بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في سبعة عشر دينارا أظفر بها المقداد بن عمرو [ (1) ] حتى امتلأت منها غرائر ورقاء

- ‌وأما تصرع أعدائه صلى الله عليه وسلم عند استغاثته بمالك يوم الدين

- ‌وأما استرضاؤه صلى الله عليه وسلم أم شاب قد أمسك لسانه عن شهادة الحق حتى رضيت فشهد بها

- ‌وأما إسلام يهودي عند تشميت الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: هداك اللَّه

- ‌أما ثروة صخر الغامدي [ (1) ] لامتثاله ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من البركة في البكور

- ‌وأما تحاب امرأة وزوجها بعد تباغضهما بدعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما هداية اللَّه تعالى أهل اليمن وأهل الشام والعراق بدعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم على مضر حتى قحطوا ثم دعاؤه صلى الله عليه وسلم لهم حتى سقوا

- ‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأهل جرش [ (1) ] برفع قتل صرد بن عبد اللَّه [ (2) ] الأزديّ وأصحابه عنهم، فنجوا بدعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تمكين اللَّه تعالى قريشا من العزّ والشرف والملك بدعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تأييد اللَّه عز وجل من كان معه الرسول صلى الله عليه وسلم وتيقن الصحابة ذلك

- ‌وأما إجابة اللَّه تعالى دعاءه صلى الله عليه وسلم حتى صرع ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف [ (1) ] وكان أحد لا يصرعه

- ‌وأما كون إنسان يصلح يبن القبائل لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم سمّاه مطاعا

- ‌وأما استجابة اللَّه سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في دعائه على عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر هوازن بن منصور ابن عكرمة بن حفصة بن قيس بن غيلان بن مضر، وأربد بن قيس ابن جزء بن خالد بن جع

- ‌وأما استجابة اللَّه سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم فيمن أكل بشماله

- ‌وأما استجابة اللَّه تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام في الحكم بن مروان

- ‌وأما استجابة اللَّه تعالى دعاء رسوله محمد صلى الله عليه وسلم على قريش حين تظاهروا عليه بمكة حتى أمكنه اللَّه منهم وقتلهم يوم بدر بسيوف اللَّه

- ‌وأما إقعاد من مرّ بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بدعائه عليه

- ‌وأما موت الكلب بدعاء بعض من كان يصلي معه صلى الله عليه وسلم حين أراد المرور بين يديه

- ‌وأما تشتت رجل في الأرض بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إجابة اللَّه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم على معاوية بن أبي سفيان [ (1) ] بعدم الشبع

- ‌وأما استجابة اللَّه تعالى لرسوله اللَّه صلى الله عليه وسلم في قوله لرجل: ضرب اللَّه عنقه

- ‌وأما استجابة اللَّه تعالى دعاءه صلى الله عليه وسلم على من احتكر الطعام

- ‌وأما إجابة اللَّه تعالى دعاءه صلى الله عليه وسلم على أبي ثروان

- ‌وأما افتراس الأسد عتيبة بن أبي لهب بدعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل أن يسلط عليه كلبا من كلابه

- ‌وأما أن دعوته صلى الله عليه وسلم تدرك ولد الولد

- ‌وأما كفاية المصطفى صلى الله عليه وسلم كيد سراقة بقوله صلى الله عليه وسلم اللَّهمّ اصرعه

- ‌وأما قتل اللَّه عز وجل كسرى بن أبرويز بن هرمز [بن أنوشروان] وتمزيق ملك فارس بدعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما استجابة اللَّه تعالى دعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على المشركين وهزيمتهم يوم بدر

- ‌وأما تصديق اللَّه تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في تعيينه مصارع المشركين ببدر

- ‌وأما تبرّؤ إبليس من قريش في يوم بدر

- ‌وأما تصديق اللَّه تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم في إخباره بمكة لأبي جهل أنه يقتل فقتله اللَّه ببدر وأنجز وعده لرسوله

- ‌وأما إجابة اللَّه تعالى دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم على أمية بن خلف وقتله ببدر

- ‌وأما إنجاز اللَّه تعالى وعده للرسول صلى الله عليه وسلم وقتله صناديد قريش وإلقاؤهم في القليب

- ‌وأما تصديق اللَّه تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في قتل عتبة بن أبي معيط بمكة والنبي صلى الله عليه وسلم مهاجر بالمدينة فكان يقول بمكة فيه بيتين من شعر

- ‌وأما إجابة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في نوفل بن خويلد [ (1) ]

- ‌وأما إعلام النبي صلى الله عليه وسلم عمه العباس بما كان بينه وبين امرأته أم الفضل، لم يطّلع عليه أحد

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عمير بن وهب بن خلف بن وهب ابن حذافة بن جمح الجمحيّ أبا أمية وهو المضرّب بما همّ به من قتله [رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم]

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم قباث بن أشيم [ (1) ] بن عامر بن الملوّح الكناني ويقال الليثي- بما قاله في نفسه، وقد انهزم فيمن انهزم يوم بدر

- ‌وأما قيام سهيل بن عمرو [ (1) ] والمقام الّذي خبّر به النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه يوم بدر

- ‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم لمن خرج معه إلى بدر وإجابة اللَّه تبارك وتعالى دعاءه

- ‌وأما قتل كعب بن الأشرف اليهودي أحد بني النضير بسؤال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ربه تعالى أن يكفيه إياه بما شاء

- ‌وأما كفاية اللَّه تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم دعثور بن الحارث إذ عزم على قتله وقد أمكنته الفرصة

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم باستشهاد زيد بن صوحان العبديّ [ (1) ]

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بوقعة صفين

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بأن عمار بن ياسر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه تقتله الفئة الباغية، فقتله أهل الشام بصفين

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بالحكمين اللذين حكما بين عليّ ومعاوية بعد صفّين

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بأن مارقة تمرق بين طائفتين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق فخرجوا على عليّ رضي اللَّه تبارك وتعالى اللَّه عنه وقتلهم فاقتضي ذلك أنه رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه على الحق

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بملك معاوية

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في موت ميمونة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها بغير مكة

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في ركوب أم حرام البحر مع غزاة في سبيل اللَّه كالملوك على الأسرة

- ‌وأما ظهور صدقة في إخباره [بتكلم] رجل [من أمته] بعد موته [من خير التابعين فكان كما أخبر]

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في قتل نفر من المسلمين ظلما بعذراء [ (1) ] من أرض الشام [فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم]

- ‌وأما ظهور صدقه فيمن قتل عمرو بن الحمق بن الكاهن ابن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو ابن سعد بن كعب بن عمرو الخزاعي الكعبي

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في إشارته إلى كيف يموت سمرة بن جندب [ (1) ] رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في موت عبد اللَّه بن سلام [ (1) ] على الإسلام من غير أن ينال الشهادة [فكان كما أخبر- توفي على الإسلام في أول أيام معاوية بن أبي سفيان سنة ثلاث وأربعين

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في إخباره لرافع بن خديج [ابن رافع بن عدي بن زيد بن عمرو بن زيد ابن جشم الأنصاري، البخاريّ، الخزرجيّ] بالشهادة

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بهلاك أمته على يد أغيلمة من قريش فكان منذ ولّي يزيد بن معاوية

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في أن قيس بن خرشة القيسي لا يضره بشر

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بقتل الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بقتل أهل الحرة وتحريق الكعبة المشرفة

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بذهاب بصر عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه فكان كذلك وعمى قبل موته

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم زيد بن أرقم بالعمى فكان كذلك

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم من يأتي بعده من الكذابين [وإشارته إلى من يكون] منهم من ثقيف فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عبد اللَّه بن الزبير رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه بأمره وما لقي

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بالمبير الّذي يخرج من ثقيف فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إخباره بأن معترك المنايا بين الستين إلى السبعين فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم

- ‌أما إخباره صلى الله عليه وسلم بوقوع الشر بعد الخير الّذي جاء به ثم وقوع الخير بعد ذلك الشر، ثم وقوع الشر بعد الخير، فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بيزيد بن معاوية [ (1) ] وإحداثه في الإسلام الأحداث العظام

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بأن جبارا من جبابرة بني أمية يرعف على منبره فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بتمليك بني أمية

- ‌وأما إخباره عليه الصلاة والسلام بالوليد وذمّه له

- ‌وأما إشارته صلى الله عليه وسلم إلى خلافة عمر بن عبد العزيز رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بأحوال وهب بن منبّه وغيلان القدري

- ‌وأما إشارته صلى الله عليه وسلم إلى حال محمد بن كعب القرظي [ (1) ]

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بانخرام قرنه الّذي كان فيه على رأس مائة سنة، فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في إخباره بعمر سماه لغلام وهلاك آخر أنذره سرعة هلاكه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بتملك بنى العباس [ابن عبد المطلب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه]

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بما نزل بأهل بيته من البلاء

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بقيام اثنى عشر خليفة وبظهور الجور والمنكرات فكان كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إشارته صلى الله عليه وسلم بأن قريشا إذا أحدثت في دين اللَّه الأحداث سلط اللَّه عليها شرار خلقه فنزعوهم من الملك ونزعوا الملك منهم حتى لم يبقوا لهم شيئا فكان كما أخبر، وصارت العرب بعد الملك همجا ورعاعا لا يعبأ اللَّه بهم

- ‌وأما إخباره عليه الصلاة والسلام باتساع الدنيا على أمته حتى يلبسوا الذهب والحرير ويتنافسوا فيها ويقتل بعضهم بعضا

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بوقوع بأس أمته بينهم وأن السيف لا يرتفع عنها بعد وضعه فيها فيهلك بعضها بعضا

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بظهور المعادن فيكون فيها شرار الناس فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بمجيء قوم بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات فكان كما أخبر

- ‌وأما إشارته صلى الله عليه وسلم إلى أن بغداد تبنى ثم تخرب [ (3) ] فكان كما أشار وأخبر صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عن البصرة ومصير أمرها [ (3) ]

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بما يكون في هذه الأمة من الفجور وتناول المال الحرام والتسرع إلى القتل [ (1) ]

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عن حال بقعة من الأرض فظهر صدق ما أخبر به

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عن قوم يؤمنون به ولم يروه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بأن أقصى أماني من جاء بعده من أمته أن يروه فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بتبليغ أصحابه ما سمعوا منه حديثهم من بعده وخطبه من بعدهم فكان كما أخبر

- ‌وأما إنذاره عليه الصلاة والسلام بظهور الاختلاف في أمته

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم باتباع أمته سنن من قبلهم من الأمم فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بذهاب العلم وظهور الجهل فظهر في ديننا مصداق ذلك في غالب الأقطار

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم باتباع أهل الزيغ ما تشابه من القرآن

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم باكتفاء قوم بما في القرآن وردهم سنته صلى الله عليه وسلم فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بظهور الروافض والقدرية

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بالكذب عليه فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما ظهور صدقة فيما أخبر به عليه الصلاة والسلام من تغير الناس بعد خيار القرون

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بأن طائفة من أمته متمسكة بالدين إلى قيام الساعة

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بما يرويه بعده فوقع ما أنذرهم به

- ‌وأما إخباره عليه الصلاة والسلام بخروج نار بالحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى فكان كما أخبر

- ‌وأما أخباره عليه أفضل الصلاة والسلام بغرق أحجار الزيت بالدم فكان كذلك

- ‌وأما إخباره عليه أفضل الصلاة والسلام بالخسف الّذي يكون من بعده فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بولاية أمر الناس غير أهلها وما يترقب من مقت اللَّه عند ذلك

- ‌أما إخباره صلى الله عليه وسلم بكثرة أولاد الزنا

- ‌وأما إخباره عليه الصلاة وأتم التسليم بعود الإسلام إلى الغربة كما بدأ، وأنه تنقض عراه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بتغلب الترك على أهل الإسلام فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بالزلازل

الفصل: ‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم على مضر حتى قحطوا ثم دعاؤه صلى الله عليه وسلم لهم حتى سقوا

‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم على مضر حتى قحطوا ثم دعاؤه صلى الله عليه وسلم لهم حتى سقوا

خرج مسلم [ (1) ] من حديث ابن وهب قال: أخبرنى يونس [بن يزيد][ (2) ] عن ابن شهاب، أخبرنا سعيد المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أنهما سمعا أبا هريرة يقول: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة [ (3) ]، ويرفع رأسه: سمع اللَّه لمن حمده ربنا ولك الحمد، ثم يقول وهو قائم:

اللَّهمّ أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين.

اللَّهمّ اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم كسنى يوسف، اللَّهمّ العن لحيان، ورعلا، وذكوان، وعصية عصت اللَّه ورسوله* ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما أنزل عليه لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ [ (4) ] .

وخرّجه من حديث ابن عيينة، عن الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى قوله: واجعلها عليهم كسنى يوسف ولم يذكر ما بعده [ (5) ] .

[ (1) ](مسلم بشرح النووي) : 5/ 182- 183، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب (54) استجاب القنوت في جميع الصلاة إذا أنزلت بالمسلمين نازلة، حديث رقم (294) .

[ (2) ] زيادة للسياق من (صحيح مسلم) .

[ (3) ] زيادة للسياق من (صحيح مسلم) .

[ (4) ] آل عمران: 128.

[ (5) ] الحديث الّذي يلي الحديث السابق بدون رقم، ثم ذكره كاملا من حديث الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة، حديث رقم (295) ، وفيه استحباب الجهر بالقنوت في الصلاة الجهرية، وجهان: أصحهما يجهر، ويستحب رفع اليدين فيه، ولا يمسح الوجه، وقيل: يستحب مسحه، وقيل: لا يرفع اليد، وأنفقوا على كراهة مسح الصدر، والصحيح أنه لا يتعين فيه دعاء

ص: 68

وخرّجه البخاري [ (1) ] من حديث إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن سعيد وأبى سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قال بعد الركوع، وربما قال: إذا قال:

سمع اللَّه لمن حمده، ربنا لك الحمد، اللَّهمّ أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، اللَّهمّ اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم كسنى يوسف. يجتهد بذلك، وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر: اللَّهمّ العن فلانا وفلانا [ (2) ] لأحياء من العرب حتى أنزل اللَّه: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ [ (3) ] .

[ () ] مخصوص، بل يحصل بكل دعاء، وفيه وجه أنه لا يحصل إلا بالدعاء المشهور:«اللَّهمّ اهدني فيمن هديت» إلى آخره، والصحيح أن هذا مستحب لا شرط، ولو ترك القنوت في الصبح سجد للسهو، وذهب أبو حنيفة وأحمد وآخرون إلى أنه لا قنوت في الصبح، وقال يقنت قبل الركوع.

وفيه جواز الدعاء لإنسان معين وعلى معين، وقد سبق أنه يجوز أن يقول: ربنا لك الحمد، وربنا ولك الحمد، بإثبات الواو وحذفها، وقد ثبت الأمران في الصحيح. والوطأة: هي البأس.

قوله: «واجعلها عليهم كسنى يوسف»

وهو بكسر السين وتخفيف الياء أي اجعلها سنين شدادا ذوات قحط وغلاء. (شرح النووي) .

[ (1) ] باب (9) قوله تعالى: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ، حديث رقم (4560) .

[ (2) ] قال الحافظ في (الفتح) : تقدمت تسميتهم في غزوة أحد من رواية مرسلة أوردها المصنف عقب هذا الحديث بعينه، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر، قال:«كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام فنزلت» .

وأخرج الإمام أحمد والترمذيّ هذا الحديث موصولا من رواية عمرو بن حمزة، عن سالم عن أبيه، فسماهم، وزاد في آخر الحديث:«فتيب عليهم كلهم» وأشار بذلك إلى قوله في بقية الآية:

أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ وللإمام أحمد أيضا من طريق محمد بن عجلان عن نافع عن عمر «كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدعو على أربعة فنزلت، قال: وهداهم اللَّه للإسلام» وكان الرابع عمرو بن العاص رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه.

قوله: «الوليد بن الوليد»

أي ابن المغيرة، وهو أخو خالد بن الوليد، وكان شهد بدرا مع المشركين، وأسر، وفدى نفسه ثم أسلم، فحبس بمكة، ثم تواعد هو وسلمة وعياش

ص: 69

ذكره في التفسير، وذكره في كتاب الأدب في باب تسمية الوليد [ (1) ]، من حديث أبي نعيم قال: حدثنا ابن عيينة، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة قال: لما رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه من الركعة قال: اللَّهمّ أنج الوليد بن الوليد، وسلمة ابن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين، بمكة، اللَّهمّ اشدد وطأتك على مضر، اللَّهمّ اجعلها عليهم سنين كسنى يوسف.

وخرجه النسائي [ (2) ] من حديث سفيان قال: حفظناه عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة قال: لما رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه من الركعة الثانية من صلاة الصبح قال: اللَّهمّ أنج

، الحديث، بمثل حديث أبي نعيم غير أنه قال:

«واجعلها» ، ولم يقل:«اللَّهمّ» .

[ () ] المذكورين معه وهربوا من المشركين، فعلم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمخرجهم فدعا لهم، أخرجه عبد الرزاق بسند مرسل، ومات الوليد المذكور لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله: «وسلمة بن هشام» أي ابن المغيرة، وهو ابن عم الّذي قبله، وهو أخو أبي جهل، وكان من السابقين إلى الإسلام، واستشهد في خلافة أبي بكر بالشام سنة أربع عشرة. قوله:

«لأحياء من العرب» وقع تسميتهم في رواية يونس عن الزهري عند مسلم بلفظ: «اللَّهمّ العن رعلا» ، وذكوان، وعصية» .

[ (3) ] آل عمران: 128.

[ (1) ] باب (110) تسمية «الوليد» ، حديث رقم (6200) ، وأخرجه عبد الرزاق في الجزء الثاني من (أماليه) ، عن عمر، كلاهما عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال: «ولد لأخى أم سلمة ولد فسماه الوليد، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: سميتموه بأسماء فراعنتكم، ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد، هو أشر على هذه الأمة من فرعون لقومه «قال الوليد بن مسلم في روايته: قال الأوزاعي: فكانوا يرونه الوليد بن عبد الملك. ثم رأينا أنه الوليد بن يزيد لفتنة الناس به حين خرجوا عليه فقتلوه، وانفتحت الفتن على الأمة بسبب ذلك وكثر فيهم القتل.

[ (2) ](سنن النسائي) : 2/ 545- 547، كتاب التطبيق، باب (26) القنوت بعد الركوع، حديث رقم (1069) ، باب (27) القنوت في صلاة الصبح، حديث رقم (1072) ، (1073) .

ص: 70

وخرجه مسلم [ (1) ] وأبو دواد [ (2) ] من حديث الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة أن أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت بعد الركعة في صلاة العتمة [ (3) ] شهرا، إذا قال: سمع اللَّه لمن حمده، يقول في قنوته: اللَّهمّ نج الوليد بن الوليد، اللَّهمّ أنج سلمة بن هشام، اللَّهمّ نج عياش بن أبي عياش، اللَّهمّ نج المستضعفين من المؤمنين، اللَّهمّ اشدد وطأتك على مضر، اللَّهمّ اجعلها عليهم سنين كسنى يوسف.

قال أبو هريرة: ثم رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ترك الدعاء بعد، فقلت: أرى رسول اللَّه قد ترك الدعاء لهم، قال: فقال: وما تراهم قد قدموا؟ وقال أبو داود: قال أبو هريرة [ (4) ] أصبح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فلم يدع، فذكر ذلك له.

فقال: ما تراهم قد قدموا [ (5) ] ؟ ولم يقل في الحديث: أو قال: سمع اللَّه لمن حمده.

وخرج مسلم [ (6) ] من حديث حسين بن محمد، حدثنا شيبان عن يحيى، عن أبي سلمة أن أباه أخبره أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بينما هو يصلّى العشاء إذا قال: سمع

[ (1) ](مسلم بشرح النووي) : 5/ 183، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب (54) استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة، حديث رقم (295) .

[ (2) ](سنن أبي دواد) : 2/ 142، كتاب الصلاة، باب (345) القنوت في الصلوات، حديث رقم (442) .

[ (3) ] في (الأصل) : «الفجر» ، وما أثبتناه من (سنن أبي داود) .

[ (4) ] زيادة للسياق من (سنن أبي دواد) .

[ (5) ] أي كان ذلك الدعاء لهم لأجل تخليصهم من أيدي الكفرة، وقد خلصوا منهم وجاءوا للمدينة، فما بقي حاجة بالدعاء لهم بذلك. وفيه من الفقه إثبات القنوت في غير الوتر، وفيه دليل على أن الدعاء لقوم بأسمائهم وأسماء آبائهم لا يقطع الصلاة، وأن الدعاء على الكفار والظلمة لا يفسدها ومعنى «سنى يوسف» القحط والجدب، وهي السبع الشداد التي أصابتهم. (معالم السنن) .

[ (6) ](مسلم بشرح النووي) : 5/ 184، كتاب المساجد ومواضع الصلاة فيها، باب (45) استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة، الحديث الّذي يلي رقم (295) ، بدون رقم.

ص: 71

اللَّه لمن حمده، ثم قال قبل أن يسجد: اللَّهمّ نج عياش بن أبي ربيعة، ثم ذكر بمثل حديث الأوزاعي في قوله: كسنى يوسف، ولم يذكر ما بعده.

وخرج البخاري [ (1) ] في تفسير سورة النساء من حديث أبي نعيم قال حدثنا شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: بينما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلّى العشاء إذا قال: سمع اللَّه لمن حمده، ثم قال قبل أن يسجد: اللَّهمّ نج عياش، بن أبي ربيعة، اللَّهمّ نج سلمة بن هشام، اللَّهمّ نج الوليد بن الوليد، اللَّهمّ نج المستضعفين من المؤمنين، اللَّهمّ اشدد وطأتك على مضر، اللَّهمّ اجعلها سنين كسنى يوسف.

وخرّج في كتاب الأدعية في باب الدعاء على المشركين [ (2) ] من حديث هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قال:

سمع اللَّه لمن حمده في الركعة الأخرى من صلاة العشاء قنت: اللَّهمّ أنج عياش ابن أبي ربيعة، اللَّهمّ أنج الوليد بن الوليد، اللَّهمّ أنج سلمة بن هشام، اللَّهمّ أنج المستضعفين من المؤمنين، اللَّهمّ اشدد وطأتك على مضر، اللَّهمّ اجعلها سنين كسنى يوسف.

وخرّجه في الاستسقاء في باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم [ (3) ] من حديث مغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول: اللَّهمّ أنج عياش بن أبي ربيعة، اللَّهمّ أنج سلمة بن هشام، اللَّهمّ أنج الوليد بن الوليد، اللَّهمّ أنج المستضعفين من المؤمنين، اللَّهمّ اشدد وطأتك على مضر، اللَّهمّ اجعلها سنين كسنى يوسف. وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: غفار غفر اللَّه لها، وأسلم سالمها اللَّه. قال ابن أبي الزناد عن

[ (1) ](فتح الباري) : 8/ 335، كتاب التفسير، باب (21) فَأُولئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُوراً، حديث رقم (4598) .

[ (2) ]

باب (58)، وقال ابن مسعود: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ أعنى عليهم بسبع كسبع يوسف، وقال:

اللَّهمّ عليك بأبي جهل،

وقال ابن عمر، دعا النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة وقال: اللَّهمّ العن فلانا وفلأنا حتى أنزل اللَّه عز وجل: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ حديث رقم (6393) .

[ (3) ] باب (2) دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اجعلها عليهم سنين كسنى يوسف» ، حديث رقم (1006) .

ص: 72

أبيه: هذا كله في الصبح وخرجه في أول كتاب الإكراه [ (1) ] من حديث هلال بن أسامة ومحمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

وخرجه في الجهاد في باب الدعاء على المشركين [ (2) ] من حديث سفيان، عن ذكوان، عن الأعرج [ (3) ] ، عن أبي هريرة، وفي كتاب الأنبياء في باب:

لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ من حديث شعيب، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

خرج أبو نعيم من حديث عباد بن منصور، عن القاسم بن محمد، عن أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت في الصبح إلا أن يدعو على قوم، وأنه قنت في صلاة الصبح بعد الركوع، وقال: اللَّهمّ أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، والمسلمين من أهل مكة، اللَّهمّ اشدد وطأتك على مضر، وخذهم بسنين كسنى يوسف، فأكلوا العلهز،

قال: قلت للقاسم بن محمد: ما العلهز؟

قال: الوبر والدم.

ومن حديث محمد بن زكريا قال سفيان: عن منصور، والأعمشي عن أبي الفضل عن مسروق قال: قال عبد اللَّه: إن اللَّه بعث محمدا صلى الله عليه وسلم، وقال:

قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ.

وأن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى قريشا استعصوا عليه، دعا عليهم فقال: اللَّهمّ اعنى بسبع كسبع يوسف، فأصابتهم سنة أكلوا فيها الخف، والعظام، وكان يرى في السماء شبه الدخان، فأتى أبو سفيان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: إنك كنت تأمرنا بصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا فادع اللَّه لهم وهو قوله: فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي

[ (1) ] كتاب (89) قوله اللَّه تعالى: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ، وقال: إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وهي تقية

حديث رقم (6940) .

[ (2) ] باب (98) الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة، حديث رقم (2933) .

[ (3) ] باب (19) لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ [يوسف: 7] ، حديث رقم (3386) .

ص: 73

السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ إلى قوله: عائِدُونَ. ثم عادوا في كفرهم، فأخذهم اللَّه يوم بدر، وهو قوله تعالى: يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ.

قال عبد اللَّه: فقد مضى الدخان، ومضت البطشة يوم بدر ومضى اللزام وهو يوم بدر، الم غُلِبَتِ الرُّومُ [ (1) ] واللزوم قد مضى، فقد مضت الأربع [ (2) ] .

وله من حديث محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن سليمان ومنصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال عبد اللَّه: إن اللَّه بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وقال: قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ.

وأن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما رأى قريشا استعصوا عليه قال: اللَّهمّ أعنى عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم السنة حتى حصب كل شيء، حتى أكلوا الجلود والعظام. وقال أحدهما: الجلود والميتة وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان، فأتاه أبو سفيان فقال: يا محمد إن قومك قد هلكوا فادع اللَّه أن يكشف عنهم، فدعا، ثم قال: يعودون، ثم قرأ هذه الآية: فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ [ (3) ] . فيكشف اللَّه عنهم عذاب الآخرة.

فقد مضى الدخان والبطشة واللزام، وقال أحدهما: واللزوم.

رواه جرير بن حازم، وجرير بن عبد الحميد، وعلى بن مسهر وأبو معاوية ووكيع في آخر، عن الأعمش، وقال الرياشي: لما دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: اللَّهمّ اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسنى يوسف

قال:

فبقيت السماء سبع سنين لا تمطر، واشتد الجهد بقيس فقدم وفد قيس على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وفيهم لبيد بن ربيعة [ (4) ]، فلما مثلوا بين يديه فقام لبيد وقال:

[ (1) ] أول سورة الروم.

[ (2) ]

(فتح الباري) : 2/ 626، كتاب الاستسقاء، باب (2) دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:«اجعلها عليهم سنين كسنى يوسف» ، حديث رقم (1007)، وفيه: «فالبطشة يوم بدر،

وقد مضت الدخان والبطشة واللزام، وآية الروم.

[ (3) ] راجع التعليق السابق.

[ (4) ] هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري، وكان يقال لأبيه: ربيع المقترين لسخائه. وقتلته بنو أسد في حرب بينهم وبين قومه. وقيل غير ذلك. ويكنى لبيد أبا عقيل،

ص: 74

أتيناك يا خير البرية كلها

لترحمنا مما لقينا من الأزل

أتيناك تشكو خطة جل أمرها

لسبع سنين واقفين على محل

فإن تدع أخرى بالقحوط فإننا

أحاديث طسم ما دعاؤك بالهزل

وإن تدع بالسقيا وبالعفو ترسل

السماء لنا والمرء يبقى علنى الأصل

أتيناك والعذراء يدمي لثامها [ (1) ]

وقد ذهلت [ (2) ] أم الصبي عن الطفل

[ () ] وكان من شعراء الجاهلية وفرسانهم، وكان الحارث بن أبي شمر الغساني- وهو الأعرج- وجه إلى المنذر بن ماء السماء مائة فرس، فلما تمكنوا منه قتلوه وركبوا خيلهم، فقتل أكثرهم ونجا لبيد، حتى أتى ملك غسان فأخبره الخبر، فحمل الغسانيون على عسكر المنذر فهزموهم، وهو يوم حليمة. وكانت حليمة بنت ملك غسان طيبت هؤلاء الفتيان حين توجهوا وألبستهم الأكفان والدروع وبرانس الإضريج [ضرب من الأكسية] . وأدرك لبيد الإسلام، وقدم لبيد الكوفة وبنوه، فرجع بنوه إلى البادية بعد ذلك، فأقام لبيد إلى أن مات بها، فدفن في صحراء بنى جعفر بن كلاب، ويقال: إن وفاته كانت في أول خلافة معاوية، إنه مات وهو ابن مائة وسبع وخمسين، ولم يقل في الإسلام إلا بيتا واحدا واختلف في البيت. قال أبو اليقظان هو:

الحمد للَّه إذا لم يأتنى أجلى

حتى كساني من الإسلام سربالا

وقال له عمر بن الخطاب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه أنشدنى من شعرك، فقرأ سورة البقرة وقال: ما كنت لأقول شعرا بعد إذ علمني اللَّه سورة البقرة وآل عمران، فزاده عمر في عطائه خمسمائة درهم، وكان ألفين، فلما كان في زمن معاوية، قال معاوية: هذان الفودان، فما بال العلاوة يعنى بالفودين الألفين، وبالعلاوة الخمسمائة- وأراد أن يحطه إياها، فقال: أموت الآن وتبقى لك العلاوة والفودان. فرمد له معاوية، وترك عطاءه على حاله، فمات بعد ذلك بيسير.

ومما يستجد من شعره:

وكل امرئ سيعلم سعيه

إذا كشفت عند الإله المحاصل

وهذا البيت يدل على أنه قيل في الإسلام، وهو شبيه بقول اللَّه تبارك وتعالى: وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ [العاديات: 10]، أو كان لبيد قبل إسلامه يؤمن بالبعث والحساب. (الشعر والشعراء) : 167- 174، ترجمة لبيد بن ربيعة مختصرا.

[ (1) ] في (دلائل البيهقي) : «لبانها» .

[ (2) ] في (دلائل البيهقي) : «شغلت» .

ص: 75

وألقى بكفيه الشجاع [ (1) ] استكانة

من الجوع صمتا [ (2) ] ما يمر وما يحل

ولا شيء مما يأكل الناس عندنا

سوى الحنظل العامي والعلهز الفشل

[ (3) ]

[ليس لنا إلا إليك فرارنا

وأين فرار الناس إلا إلى الرسل]

[ (4) ]

فأنت لديننا وأنت لدنيانا

تؤمل للدنيا وللآخرة الفصل

لنا منك في يوم الحساب شفاعة

تزحزح عنا والشفاعة في الأهل

قال: فبكى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى اخضلت لحيته، ثم قال: اللَّهمّ اسقنا غيثا عاجلا غير آجل. قال البراء بن عازب: واللَّه ما كان في السماء قذعة، ولقد رأيت السحاب يتداعى من نواحي السماء حتى التأم، ثم أمطرت بشيء عجيب فجاء أهل أسافل المدينة فقالوا: يا رسول اللَّه الغرق؟ فقال: اللَّهمّ حوالينا ولا علينا فقشعت.

وخرج أبو نعيم من حديث الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا يحيى بن أبي بكر، حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، أن شرحبيل بن السمط قال لكعب بن مرة: حدثنا حديثا واحدا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على مضر، فأتيته، فقلت: إن اللَّه قد نصرك وأعطاك واستجاب لك؟ وإن قومك هلكوا؟ فادع اللَّه لهم. فقال: اللَّهمّ اسقنا غيثا، مريعا، طبقا، غدقا، عاجلا غير رائث، نافعا غير ضار، قال: فما أتى علينا جمعة حتى مطرنا [ (5) ] .

[ (1) ] في (دلائل البيهقي) : «الصبى» .

[ (2) ] في (دلائل البيهقي) : «ضعفا» .

[ (3) ] في (دلائل البيهقي) : «الغسل» .

[ (4) ] هذا البيت زيادة للسياق من (المرجع السباق) .

[ (5) ](دلائل البيهقي) : 6/ 139، استسقاء النبي صلى الله عليه وسلم وإجابة اللَّه تعالى إياه في سقياه، ثم دعاؤه، بالكشف حين شكوا إليه كثرة المطر، وإجابة اللَّه تعالى إياه فيما دعاه، وما ظهر في ذلك من آثار النبوة.

ص: 76

وخرّجه من حديث بدل بن المحبر [ (1) ]، قال: حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار ومنصور وقتادة عن سالم بن أبي الجعد، عن شرحبيل بن السمط، عن كعب بن مرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.

ومن حديث أبي داود الطيالسي قال: حدثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت، عن سالم بن أبي الجعد أن كعب بن مرة [ (2) ] قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: جئت من عند قوم لا يحظم لهم بعير، ولا يتزود لهم راع.

وخرّجه البيهقي من حديث شبابة قال: حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد أن ابن السمط قال لكعب بن مرة أو مرة بن كعب الفهري، حدثنا بحديث سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم للَّه أبوك، واحذر، قال: دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على مضر، فأتاه أبو سفيان، فقال: يا رسول اللَّه إن قومك قد هلكوا فادع اللَّه لهم، قال شعبه: وزاد حبيب بن أبي ثابت فيه بهذا الإسناد أن أبا سفيان قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: إني آتيك من عند قوم لم يخطم لهم فحل، ولم يتزود لهم راع، ثم رجع الى حديث عمرو، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ اسقنا غيثا، مغيثا، [غدقا][ (3) ] ، طبقا، مريعا، نافعا غير ضار عاجلا، غير رائث. قال شعبة، وزاد حبيب بن أبي ثابت، قال: فما لبثت إلا جمعة حتى مطرنا.

قال المؤلف رحمة اللَّه عليه: كعب بن مرّة [ (4) ] هذا يقال فيه: مرّة بن كعب البهزي السلمي نزل البصرة، ثم الأردن، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن شرحبيل بن الصمت وسالم بن أبي الجعد، وقيل: لم يلقه، وجبير بن نفير، وأبو الأشعث الصغاني، وطائفة. وخرج له أبو دواد.

قال ابن عبد البر: الأكثر يقولون: كعب بن مرّة قال: وله أحاديث مخرجها عن أهل الكوفة يروونها عن شرحبيل بن السمط، عن كعب بن مرة

[ (1) ] هو بدل بن المحبر بن المنبه التميمي اليربوعي أبو المنير المصري. ترجمته في (تهذيب التهذيب) : 1/ 371، ترجمة رقم (782) .

[ (2) ] زيادة للسياق من (دلائل البيهقي) .

[ (3) ](دلائل البيهقي) : 6/ 146.

[ (4) ] له ترجمة في (تهذيب التهذيب) : 8/ 395- 396 ترجمة رقم (797) .

ص: 77

السلمي البهزي، وأهل الشام يروون تلك الأحاديث بأعيانها، من شرحبيل بن السمط عن عمرو بن السمط عن عمرو بن عبسة.

وخرج الحاكم من [ (1) ] من حديث الحسين بن واقد، حدثني يزيد النحويّ أن عكرمة حدثه عن ابن عباس قال: جاء أبو سفيان إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد أنشدك اللَّه والرحم قد أكلنا العلهز يعنى الوبر، فأنزل اللَّه تعالى وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ [ (2) ] قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.

وخرجه ابن حبان في (صحيحه)[ (3) ] من حديث الحسين بن واقد، حدثنا أبي حدثنا يزيد النحويّ فذكره.

وخرج أبو نعيم من حديث محمود بن بكر بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن دواد بن علي بن عبد اللَّه بن عباس، عن أبيه عن جده، أن ناسا من مضر أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فسألوه أن يدعو اللَّه عز وجل أن يسقيهم، فقال: اللَّهمّ اسقنا غيثا مغيثا، هنيئا، مريئا، غدقا، طبقا، نافعا، غير ضار، عاجلا غير رائث، فأطبقت عليهم حتى مطروا سبعا.

وقال نجدة بن نفيع، سألت ابن عباس عن قوله تعالى إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً [ (4) ] قال: استنفر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حيا من أحياء العرب فتثاقلوا، فأمسك عنهم المطر، فكان عذابهم. خرجه الحاكم وصححه [ (5) ] .

[ (1) ](المستدرك) : 2/ 248، كتاب التفسير، تفسير سورة المؤمنون، حديث رقم (3488)، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : صحيح.

[ (2) ] المؤمنون: 76.

[ (3) ] الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان) : 3/ 247، كتاب الرقائق، باب (9) الأدعية، ذكر السبب الّذي من أجله أنزل اللَّه جل وعلا: فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ، حديث رقم (967) .

[ (4) ] التوبة: 39.

[ (5) ](المستدرك) : 2/ 114- 115، كتاب الجهاد، حديث رقم (2504)، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : صحيح.

ص: 78