الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما تحاب امرأة وزوجها بعد تباغضهما بدعائه صلى الله عليه وسلم
فخرج أبو نعيم [ (1) ] من حديث عبد اللَّه بن الزبير الحميدي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أبي على اللهبي، حدثنا محمد بن المنكدر [ (2) ]، عن جابر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: مر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بسوق النبط [ (3) ]، ومعه عمر بن الخطاب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه فأقبلت امرأة قالت: يا رسول اللَّه إن معى زوجي في البيت مثل المرأة، وأنا امرأة من المسلمين أحب ما تحبه المسلمة.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عليّ به، فجاءت به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تقول زوجتك هذه؟ فقال: والّذي بعثك بالحق ما جف رأسي من الغسل منها بعد. فقالت:
يا رسول اللَّه وما مرة واحدة في الشهر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تبغضينه؟! قالت:
نعم والّذي أكرمك [بالحق][ (4) ]، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ادنيا إليّ رأسيكما [ (5) ]، فوضعا جبهتهما على وجهه فقال: اللَّهمّ ألف بينهما وحبب أحدهما إلى صاحبه، ثم مر النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بأيام بهما، وكان زوج المرأة خراز، فإذا هي تحمل أدما على رقبتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عمر، أليست صاحبتنا التي قالت ما قالت؟
فسمعت صوت النبي صلى الله عليه وسلم فرمت بالأدم، فقبلت [ (6) ] رجل النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: كيف أنت وزوجك؟ فقالت: والّذي أكرمك ما في الدنيا ولد ولا والد أحب إلى منه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني أشهد أنى رسول اللَّه.
فقال عمر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه وأنا أشهد أنك رسول اللَّه. قال أبو نعيم:
رواه ابن المبارك عن محمد بن المنكدر [ (7) ] مرسلا [ (8) ] .
[ (1) ](دلائل أبي نعيم) : 460، دعاؤه صلى الله عليه وسلم لزوجين بالتأليف بينهما، حديث رقم (387) .
[ (2) ] كذا في (الأصل)، وفي (دلائل أبي نعيم) :«المنذر» .
[ (3) ] النبط: أخلاط الناس من غير العرب.
[ (4) ] زيادة للسياق من (دلائل أبي نعيم) .
[ (5) ] في (دلائل أبي نعيم) : «رءوسكما» .
[ (6) ] كذا (بالأصل)، وفي (دلائل أبي نعيم) :«ثم قبلت» .
[ (7) ] لعله «ابن المنذر» كما في سند الحديث.
[ (8) ] ما بين الحاصرتين من (الأصل) فقط، وليس في النسخة المحققة من (دلائل أبي نعيم) .
وخرجه البيهقي [ (1) ] من حديث عبد العزيز بن عبد اللَّه الأويسي قال:
حدثني علي بن أبي علي اللهبي [ (2) ] ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج وعمر بن الخطاب معه، فعرضت له امرأة، فقالت يا رسول اللَّه إني امرأة مسلمة محرومة ومعى زوج لي في بيتي مثل المرأة. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ادعى زوجك، فدعته وكان خرازا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما تقول امرأتك يا عبد اللَّه؟ فقال الرجل: والّذي أكرمك ما جفّ رأسي منها؟ فقالت امرأته: ما مرة واحدة في الشهر؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أتبغضينه؟ قالت: نعم، فقال: أدنيا رأسيكما [ (3) ] ، فوضع جبهتها على جبهة زوجة، وقال: اللَّهمّ ألف بينهما وحبب أحدهما إلى صاحبه، ثم مر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بسوق النبط ومعه عمر بن الخطاب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه فطلعت المرأة تحمل أدما على رأسها، فلما رأت النبي صلى الله عليه وسلم طرحته وأقبلت فقبلت رجليه! فقال: كيف أنت وزوجك؟ فقالت والّذي أكرمك ما طارق ولا تالد [ (4) ] ولا ولد أحب إلى منه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أشهد أني رسول اللَّه،
فقال عمر: وأنا أشهد أنك لرسول اللَّه.
قال أبو عبد اللَّه- يعنى الحاكم-: تفرد به علي بن أبي علي اللهبي، وهو كثير الرواية للمناكير. وقال البيهقي: وقد روى يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه، عن جابر بن عبد اللَّه معنى هذه القصة، إلا أنه لم يذكر فيها عمر بن الخطاب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه.
[ (1) ](دلائل البيهقي) : 6/ 228- 229، باب ما جاء في دعائه لزوجين أحدهما يبغض الآخر بالألفة، واستجابة اللَّه تعالى دعاءه فيهما.
[ (2) ] من (الأصل) فقط.
[ (3) ] كذا في (الأصل) وفي (دلائل البيهقي) : «رءوسكما» .
[ (4) ] في (الأصل) : «تليد» ، «ولد» وما أثبتناه من (دلائل البيهقي) .
قال المؤلف رحمه الله: علي بن أبي على اللهبي [ (1) ] . مدني، قال الإمام أحمد: يروى أحاديث مناكير عن جابر، وقال يحيى: ليس بشيء، وقال البخاري: لم يرضه، أحمد منكر الحديث، وقال السعدي: ضعيف الحديث، روى عن محمد ابن المنكدر فأعضل، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن عدي: وهذه الأحاديث التي أمليتها لعلى عن محمد بن المنكدر، عن جابر وغيره، كلها محفوظة، وله غير ما ذكرت وكله يشبه بعضه بعضا [ (2) ] .
[ (1) ] على بن أبي علي اللهبي، ترجمته في (لسان الميزان) : 4/ 245، (ميزان الاعتدال) :
3/ 147، (الكامل في ضعفاء الرجال) : 5/ 184- 186، ترجمة رقم (376/ 1344) ، وقال في آخرها، وهذه الأحاديث التي أمليتها لعلى بن أبي على عن محمد بن المنكدر، وغيره كلها غير محفوظة، وله غير ما ذكرت من الحديث وكل يشبه بعضه بعضا.
[ (2) ] راجع التعليق السابق.