الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[حذف ما بعد «إلّا» و «غير»]
قال ابن مالك: (وقد يقال: ليس إلّا، وليس غير، وغير، إذا فهم المعنى وقد ينوّن، وقد يقال: ليس غيره وغيره، ولم يكن غيره وغيره (1)، وفاقا للأخفش) (2).
- على استعماله غير ظرف، وما ذكروه من جعل (سوى) فيما ورد صفة لمحذوف خلاف الأصل، مع أنه لا يصلح تقديره في جميع ما ورد، وقال الشيخ - بعد نقل كلام المصنّف، وإيراد الشواهد على مختاره -: وقد ذهب مذهبا قلّ
أن يتبع عليه؛ لأنّ مستقرئ اللغة وعلم النحو، لا يكاد أحد منهم يذهب إلى مقالته، وهي عندهم منصوبة على الظرف، ولا حجة فيما كثر من الشواهد كلّها؛ لأنّها جاءت في الشعر، وهو محلّ ضرورة (3). اه.
ونبّه المصنف أنّ سين (سوى) قد تضمّ مقصورة، وقد تفتح ممدودة، وذكر ابن الخبّاز - في شرحه لألفية ابن معط - لغة رابعة، وهي المدّ، مع كسر السين (4)، ومعناه في الاستثناء واحد، والخلاف في الممدودة كالخلاف في المقصورة.
قال الشيخ عن بعضهم ما معناه: أنّ (سوى) - في غير الاستثناء - إمّا بمعنى:
مستو كقوله تعالى: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ (5)، أو بمعنى: وسط كقوله تعالى: فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ (6)، أو بمعنى حذاء كقولهم: زيد سواء عمرو أي حذاء عمرو (7).
قال ناظر الجيش: قال المصنف: قد يكتفي بـ (إلّا) وب (غير) عن المستثنى، إذا عرف المعنى، ولم يستعمل العرب ذلك بعد غير (ليس)، فيقال: قبضت عشرة -
(1) في هامش التسهيل (ص 107) أي يذكر المضاف إليه والنصب، والرفع على ما تقدم والتقدير - في الرفع ليس غيره الجائي و - في النصب - ليس هو، أي الجائي غيره.
(2)
فيحذف الاسم، إن نصبت والخبر إن رفعت، فتقول: جاءني زيد، لم يكن غيره أو غيره.
(3)
التذييل والتكميل (3/ 667).
(4)
ينظر: الأشموني (2/ 160، 161).
(5)
سورة البقرة: 6.
(6)
سورة الصافات: 55. وقد كتبت خطأ في نسخة هذا المخطوط هكذا: «فألقوه في سواء الجحيم»، وليس في القرآن الكريم آية بهذا اللفظ، وإنما فيه: خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ [الدخان: 47].
(7)
ينظر: التذييل والتكميل (3/ 668).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ليس إلّا وليس غيره وغير، التقدير: ليس المقبوض إلا ذاك، وليس المقبوض غير ذلك وليس غير ذلك مقبوضا، واختلف في (غير) - مضمومة - هل هي معربة أو مبنية: فذهب الأخفش إلى أنّها معربة، كما أنّها معربة إذا كانت مفتوحة، فجعلها معربة في الحالين، ويرى أنّ التنوين نزع للإضافة (1)، ولأنّ المضاف إليه ثابت في التقدير فإن رفعت (غير) كان اسم (ليس) والخبر محذوف، والتقدير كما تقدّم، وإن نصبته كان الخبر والاسم
محذوف (2)، وقد [3/ 61] تقدّم تمثيله.
وذكر الأخفش أنّ بعض العرب ينوّن (غيرا) لأنّه في اللفظ غير مضاف (3)، قال السيرافيّ: وينبغي أن يكون تنوينه على وجهي الرفع والنصب (4)، وذهب المبرّد وأكثر المتأخّرين إلى أنها مبنيّة، وحركتها حركة بناء، لشبهها بـ (قبل) و (بعد) في الإبهام، والقطع عن الإضافة ونية المضاف إليه، قال الشيخ - بناء على هذا المذهب -: وتكون مبنية سواء كانت اسم (ليس) أو خبرها وهو واضح.
قال المصنف: تنوين (غير) يدلّ على أنه معرب؛ لأنّ تنوينه إما للصرف أو التعويض من المضاف إليه، وأيّا ما كان يلزم كون ما هو فيه معربا؛ لأنّ تنوين الصّرف لا يلحق مبنيّا، وتنوين العوض يوجب للمنوّن ما له مع المضاف إليه من بناء وإعراب؛ لأنّه قائم مقامه، ولذلك حكم ببناء (إذ)، وإعراب (كلّ، وبعض)(5). انتهى.
وممّا يقوى به القول بأنّها معربة؛ الحكم بإعرابها حال كونها مفتوحة، فإذا قيل بإعراب المضمومة تعادل الوجهان، بخلاف ما لو قيل ببنائها، قال الشيخ: وليس قولهم: جاءني زيد ليس إلا، أو ليس غير - استثناء من الأول؛ لأنّه يكون تبعيضا لما ليس متبعضا ولأنّ ما بعد (ليس) هو الأول، كيف كان (6). انتهى. وكان قد تقدم من تمثيله: جاءني زيد ليس إلّا، وليس غيره وقال: التقدير ليس الجائي إلا هو، وليس الجائي غيره، وكلام الشيخ هذا ظاهر، ولا منافاة بينه وبين قول المصنّف: قد -
(1) التذييل والتكميل (3/ 672).
(2)
شرح المصنف (2/ 315، 316).
(3)
،
(4)
ينظر: شرح المصنف (2/ 315، 316)، وشرح الرضي (1/ 48)، وارتشاف الضرب (ص 635) رسالة، والتذييل والتكميل (3/ 671).
(5)
التذييل والتكميل (3/ 670، 671).
(6)
ينظر: التذييل والتكميل (3/ 668).