المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[حكم تمييز الأعداد من واحد إلى مائة] - تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد - جـ ٥

[ناظر الجيش]

فهرس الكتاب

- ‌الباب السابع والعشرون باب المستثنى

- ‌[تعريف المستثنى]

- ‌[الاستثناء المتصل والمنقطع]

- ‌[إعراب المستثنى بـ «إلّا»، وبيان العامل فيه]

- ‌[حذف عامل المتروك]

- ‌[الاستثناء التام وأحكامه]

- ‌[حكم المستثنى المتصل في الكلام التام المنفي]

- ‌[مسألتان في الاستثناء التام]

- ‌[حكم تقدم المستثنى على صفة المستثنى منه]

- ‌[مسائل لا يجوز فيها الإتباع على اللفظ]

- ‌[إتباع المستثنى المنقطع عند بني تميم]

- ‌[جواز الإتباع على الاسم الظاهر أو ضميره]

- ‌[مجيء المستثنى متبوعا، والمستثنى منه تابعا]

- ‌[تقديم المستثنى]

- ‌[استثناء شيئين بأداة واحدة]

- ‌[استثناء النصف، وما هو أكثر]

- ‌[ما هو أولى بالاستثناء]

- ‌[تعدد المستثنى منه]

- ‌[حكم تكرار «إلّا» للتوكيد]

- ‌[حكم تكرار «إلّا» لغير التوكيد ولا يمكن الاستثناء]

- ‌[تكرار «إلّا» مع إمكان الاستثناء]

- ‌[«إلا» الموصوف بها]

- ‌[إيلاء «إلا» نعت ما قبلها]

- ‌[عمل ما قبل «إلا» فيما بعدها وعكسه]

- ‌[أحكام الاستثناء بـ «حاشا»، و «عدا»، و «خلا»]

- ‌[أحكام الاستثناء بـ «ليس» و «لا يكون»]

- ‌[أحكام الاستثناء بـ «غير» وبيد»]

- ‌[أحكام الاستثناء بـ «سوى»]

- ‌[حذف ما بعد «إلّا» و «غير»]

- ‌[حكم الاسم المذكور بعد «لا سيما» - اللغات فيها]

- ‌الباب الثامن والعشرون باب الحال

- ‌[تعريف الحال - بعض أحكامه]

- ‌[من أحكام الحال: الاشتقاق وقد يأتي جامدا مؤولا]

- ‌[من أحكام الحال التنكير وقد تأتي معرفة]

- ‌[وقوع الحال مصدرا وأحكام ذلك]

- ‌[مسوغات تنكير صاحب الحال]

- ‌[حكم تقديم الحال على صاحبه]

- ‌[حكم تقديم الحال على عامله]

- ‌[مسألتان بين الحالية والخبرية]

- ‌[تعدد الحال]

- ‌[حذف عامل الحال جوازا أو وجوبا]

- ‌[حكم حذف الحال]

- ‌[الحال المؤكدة]

- ‌[مجيء الحال جملة وحديث عن رابط هذه الجملة]

- ‌[الجملتان المفسرة والاعتراضية وعلاقتهما بالحالية]

- ‌الباب التاسع والعشرون باب التّمييز

- ‌[تعريفه]

- ‌[قسما التمييز: ما يميز مفردا وما يميز جملة]

- ‌[أحكام تمييز المفرد]

- ‌[الأوجه الجائزة في تمييز المفرد من إضافة وغيرها]

- ‌[حكم آخر لتمييز المفرد]

- ‌[تمييز الجملة وأحكامه]

- ‌[أحكام أخرى لتمييز الجملة]

- ‌[تعريف تمييز الجملة، وتقدير تنكيره، أو تأويل ناصبه]

- ‌[أحكام تقديم التمييز على عامله]

- ‌الباب الثلاثون باب العدد

- ‌[حكم تمييز الأعداد من واحد إلى مائة]

- ‌[أحكام خاصة بالتمييز «المفسّر»]

- ‌[حذف تاء الثلاثة وأخواتها]

- ‌[عطف العشرين وأخواته على النيف]

- ‌[مذكر ما دون ثلاثة عشر ومؤنثه]

- ‌[ياء الثماني في التركيب والإفراد]

- ‌[استعمال «أحد» استعمال «واحد»]

- ‌[اختصاص «أحد» بعموم من يعقل]

- ‌[حكم تثنية وجمع أسماء العدد]

- ‌[إدخال حرف التعريف على العدد]

- ‌[حكم العدد المميز بشيئين في التركيب]

- ‌[التأريخ بالليالي لسبقها]

- ‌[صياغة وحكم اسم الفاعل المشتق من العدد]

- ‌[استعمال «فاعل» المصوغ من العدد]

- ‌[ما يستعمل استعمال خمسة عشر من الظروف والأحوال]

- ‌الباب الحادي والثلاثون باب كم وكأين وكذا

- ‌[معنى كم - نوعاها - حكم تمييز كل نوع]

- ‌[أحكام مختلفة لـ «كم» بنوعيها]

- ‌[«كأيّن» و «كذا» وأحكامهما]

- ‌الباب الثاني والثلاثون باب نعم وبئس

- ‌[فعلان أم اسمان والأدلة على كلّ]

- ‌[اللغات فيهما]

- ‌[أنواع فاعل «نعم» و «بئس»]

- ‌[أحوال وأحكام المخصوص بالمدح والذم]

- ‌[الأفعال المحولة للمدح والذم]

- ‌الباب الثالث والثلاثون باب حبّذا

- ‌[أصلها - فاعلها - تمييزها - مخصوصها - إفرادها]

الفصل: ‌[حكم تمييز الأعداد من واحد إلى مائة]

‌الباب الثلاثون باب العدد

[حكم تمييز الأعداد من واحد إلى مائة]

قال ابن مالك: (مفسّر ما بين عشرة ومائة واحد منصوب على التمييز، ويضاف غيره إلى مفسّره مجموعا مع ما بين اثنين وأحد عشر، ما لم يكن مائة فيفرد غالبا، ومفردا مع مائة فصاعدا، وقد يجمع معها وقد يفرد تمييزا، وربّما قيل: عشرو درهم، وأربعو ثوبه، وخمسة أثوابا، ونحو ذلك، ولا يفسّر واحد واثنان، و «ثنتا حنظل» ضرورة)(1).

قال ناظر الجيش: [3/ 103] لما كان العدد مفتقرا إلى التمييز وصل بابه ببابه (2)، وقدّم فيه الكلام على العدد المميز بمنصوب ولا بدّ في الترجمة من مضاف محذوف والتقدير: باب اسم العدد، واسم العدد ما وضع لكميّة آحاد الأشياء، وأصوله اثنتا عشرة كلمة: واحد إلى عشرة، ومائة وألف، وأما ألفاظ العقود كعشرين وثلاثين إلى تسعين ففروع لاشتراكها مع الآحاد في اللفظ، ولأنها تكرير للعشرة في المعنى.

ثم العدد بالنسبة للاستعمال أربعة أنواع: مفرد ومضاف ومركب ومعطوف (3).

فالمفرد: واحد واثنان للمذكر، وواحدة واثنتان للمؤنث، والعقود الثمانية، وهي: عشرون وتسعون وما بينهما، ويستعمل للمذكر والمؤنث بلفظ واحد.

والمضاف: ثلاثة وعشرة وما بينهما في التذكير، وثلاث وعشر وما بينهما في التأنيث، ومائة وتثنيتها، وألف وتثنيته وجمعه، واستعمال هذه بلفظ واحد في التذكير والتأنيث.

والمركب: أحد عشر واثنا عشر وثلاثة عشر إلى تسعة عشر في التذكير، وإحدى -

(1) تسهيل الفوائد (ص 116) تحقيق (محمد كامل بركات) وزارة الثقافة.

(2)

إجابة لسؤال وهو: لم أردف ابن مالك هنا التمييز باب العدد؟ وقد أجاب أن العدد لإبهامه يفتقر إلى التمييز كما أن العدد وتمييزه من أنواع تمييز المفرد، أما في الألفية فقد تحدث عن العدد بعد الانتهاء من أكثر أبواب النحو حيث لم يندرج تحت باب من أبوابه التي نظمها.

(3)

حديث إجمالي لناظر الجيش وسرد القواعد في هذا الباب، أما التمثيل والاستشهاد فسيأتي مع طول الحديث وكثرة المسائل.

ص: 2399

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

عشرة واثنتا عشرة وثلاث عشرة إلى تسع عشرة في التأنيث.

والمعطوف: العقود المعطوفة على النيّف: أحد وعشرون واثنان وعشرون وثلاثة وعشرون وهكذا إلى تسعة وتسعين في التذكير، وإحدى وعشرون واثنتان وعشرون وثلاث وعشرون وهكذا إلى تسع وتسعين في التأنيث.

ثم من هذه الأنواع ما لا يذكر معه تمييز وهو المفرد الذي هو واحد واثنان تذكيرا وتأنيثا؛ وذلك لأنّ المعدود إذا اقتصر على واحده ومثناه عرف جنسه ومقداره نحو:

رجل ورجلان ودرهم ودرهمان. وهذا بخلاف الجمع فإنه إذا اقتصر معه على الاسم كرجال مثلا جهل مقداره (1).

والحاصل: أنّ لفظ المفرد ولفظ المثنى يدلان على جنس المعدود وكميته فاستغني فيهما عن اسم العدد بخلاف لفظ الجمع فإنه وإن دلّ على الجنس لا يفيد الدلالة على الكمية. وأما المفرد الذي هو عشرون وثلاثون وأخواتهما، والأنواع الثلاثة الأخر فلا بدّ لها من تمييز؛ لأنّ اسم العدد إنما يفيد الكميّة فقط فيحتاج إلى ذكر ما يفيد الجنسية، فمن ثم كان ذكر التمييز لازما، ثم مميز المفرد الذي هو ألفاظ العقود ومميز المركب ومميز المعطوف واحد منصوب فهو تمييز اصطلاحي، كما أنه تمييز لغوي، ومميز المضاف مجرور فهو تمييز لغوي لا اصطلاحي (2)، لكنه مع الثلاثة فما فوقها إلى العشرة مجموع، ومع المائة فما فوقها مفرد، هذا هو أصل الباب، وقد يقع الاستعمال بخلافه فيعدّ ذلك قليلا أو ضرورة كما ستقف عليه.

إذا عرف هذا فلنرجع إلى الشرح معتمدين كلام المصنف أولا فنقول: قد تناول قوله: مفسّر ما بين عشرة ومائة واحد منصوب على التمييز: أحد عشر (3) وإحدى -

(1) قصده أنك إذا قلت: رجل. فقد عرف منه المقدار وهو أنه واحد، وكذا الجنس وهو ما دل عليه، ومثله قولك رجلان، بخلاف قولك ثلاثة رجال

فلا بد من الجمع بينهما؛ فثلاثة يفهم منه المقدار ورجال يفهم منه الجنس فلا يجوز الاقتصار على واحد.

(2)

إنما كان تمييز ألفاظ العقود والمركب والمعطوف تمييزا لغويّا واصطلاحيّا؛ لأن التمييز المفرد إنما يرفع إبهام عدد أو مقدار أو غير ذلك، كما أن تمييز هذه الأنواع منصوب (عشرون رجلا) فانطبق عليه تعريف التمييز وهو ما فيه معنى من الجنسية من نكرة منصوبة فضلة غير تابع. أما تمييز المضاف فكان مجرورا (ثلاثة أبواب) فقد رفع إبهام العدد وكان نكرة على معنى (من) إلا أن استعماله مجرورا أخرجه عن التمييز الاصطلاحي.

(3)

أحد عشر وما بعده مفعول: تناول.

ص: 2400

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

عشرة وتسعة وتسعين وتسعا وتسعين وما بينهما كقوله تعالى حكاية: إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً (1) وكقوله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسما» (2). ودلّ قوله:

واحد على أن جمعه وهو تمييز لا يجوز مطلقا. وزعم الزمخشري في الكشاف (3) أنّ أَسْباطاً من قوله تعالى: وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً (4) تمييز، ثم قال: فإن قلت: مميز ماعدا العشرة مفرد، فما وجه مجيئه مجموعا؟

وأجاب: بأن المراد: وقطعناهم اثنتي عشرة قبيلة وأنّ كل قبيلة أسباط لا سبط، فأوقع أَسْباطاً موقع قبيلة، كما قال:

1921 -

بين رماحي مالك ونهشل (5)

انتهى (6).

قال المصنف: فمقتضى ما ذهب إليه أن يقال: «رأيت إحدى عشرة أنعاما» إذا أريد: إحدى عشرة جماعة، كل واحدة منها أنعام، ولا بأس برأيه في هذا لو ساعده استعمال، لكن قوله: كل قبيلة أسباط لا سبط - مخالف لما يقوله أهل اللغة: إنّ السبط في بني إسرائيل بمنزلة القبيلة في العرب، فعلى هذا معنى وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ -

(1) سورة يوسف: 4.

(2)

روى هذا الحديث البخاري ومسلم وأصحاب السنن الأربعة إلا أبا داود وهو بلفظه في الفتوحات الربانية على الأذكار النووية للعلامة ابن علان (3/ 221) مرويّا عن أبي هريرة رضي الله عنه.

(3)

انظر: الكتاب المذكور (2/ 168) دار الريان للتراث والكلام بنصه.

(4)

سورة الأعراف: 160.

(5)

بيت من بحر الرجز المشطور قائله أبو النجم العجلي وهو الفضل بن قدامة أحد رجاز الإسلام المتقدمين. ترجمته في الخزانة (1/ 103) هارون وقبله - وهو في وصف قطيع من الأغنام - قوله:

تبقلت من أول التبقل

اللغة: تبقلت: أي الغنم وغيرها رعت البقل وهو النبات الرطب، مالك ونهشل: قبيلتان الأولى من هوازن والثانية من ربيعة وكانت بينهما حروب في مكة.

الشاهد فيه: قوله: «بين رماحي مالك ونهشل» ؛ حيث يجوز تثنية الجمع لتأويله بالجماعتين، وقد جعله الزمخشري نظير وضع أسباطا موضع قبيلة كما وضع الرماح وهو جمع رمح موضع جماعتين من الرماح وثنى على تأويل رماح هذه وتلك. والبيت في: شرح المفصل (4/ 155)، وشرح شواهد الشافية (4/ 312)، واللسان «بقل» .

(6)

شرح التسهيل لابن مالك (2/ 393) تحقيق د/ عبد الرحمن السيد ود/ محمد بدوي المختون.

ص: 2401

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

عَشْرَةَ أَسْباطاً [3/ 104]: قطعناهم اثنتى عشرة قبائل، فأسباط واقع موقع قبائل، لا موقع قبيلة، فلا يصح كونه تمييزا، وإنما هو بدل، والتمييز محذوف (1).

وأجاز بعض العلماء أن يقول القائل: «عندي عشرون دراهم لعشرين رجلا» .

قاصدا أنّ لكل منهم عشرين درهما.

قال المصنف (2): وهذا إذا دعت الحاجة إليه فاستعماله حسن وإن لم تستعمله العرب؛ لأنه استعمال لا يفهم معناه بغيره ولا يجمع مميز عشرين وبابه في غير هذا النوع فإن وقع موقع تمييز شيء منها جمع فهو حال أو تابع، كبني مخاض في قول ابن مسعود (3):«قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في دية الخطأ عشرين بنت مخاض وعشرين بني مخاض وعشرين ابنة لبون وعشرين حقّة وعشرين جذعة» (4) فـ (بني مخاض) نعت أو حال. انتهى.

والتمييز الذي ادّعى المصنف حذفه في اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً هو (فرقة) ثم إنّ المصنف لم يبيّن المبدل منه ما هو، لكن بينه الشيخ فقال (5): هو بدل من اثْنَتَيْ عَشْرَةَ التقدير: وقطعناهم أسباطا، أي: قبائل، ولا يجوز أن يكون بدلا من المحذوف يعني التمييز الذي هو (فرقة)؛ لأنّ العامل إذ ذاك يكون هو العامل في المبدل منه، أو يقدّر له عامل مثله، فيلزم حينئذ ما فررنا منه (6)، وكذا يقال في -

(1) التمييز المحذوف سيذكره بعد وهو قوله: فرقة. وأما أسباطا فقد جعله بدلا من اثنتي عشرة الواقع مفعولا به.

(2)

شرح التسهيل (2/ 393).

(3)

انظر الحديث في سنن الترمذي (2/ 423) باب ما جاء في الدية، وهو في سنن ابن ماجه (2/ 7) باب دية الخطأ، وسنن أبي داود (2/ 491) كتاب الديات.

(4)

الجذع: من الإبل ما دخل في السنة الخامسة، والحق: ما دخل في الرابعة، وابن اللبون: ما دخل في الثالثة، وابن المخاض: ما دخل في الثانية وهكذا، والمؤنث منه بزيادة التاء.

(5)

انظر التذييل والتكميل (3/ 142) رسالة دكتوراه بتحقيق د/ الشربيني أبو طالب رحمه الله (كلية اللغة العربية - جامعة الأزهر).

(6)

معناه أن أَسْباطاً بدل من اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ولا يجوز أن يكون بدلا من (فرقة) وهو التمييز المحذوف؛ لأنه إذا جعل كذلك كان العامل في البدل هو العامل في المبدل منه والعامل في المبدل منه (وقطعنهم) فيكون (أسباطا) وهو جمع تمييزا ال (اثنتى عشرة) وهو لا يجوز ولو قدر للبدل عامل آخر لزم أيضا ما هو محظور من جعل تمييز (اثنتى عشرة) جمعا؛ لأن البدل على نية طرح المبدل منه أو تكرير العامل، أما جعله بدلا من (اثنتى عشرة) فلا شيء فيه.

ص: 2402

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قوله: فـ (بني مخاض) نعت أو حال: إنه نعت لـ (عشرين) أو حال منها، والتمييز محذوف، التقدير: وعشرين جملا بني مخاض (1).

وقال أيضا (2): الجمهور لا يجيزون الجمع في التمييز المنصوب بعد العدد، وذهب الفراء إلى أنّ ذلك جائز، فتقول:«عندي أحد عشر رجالا، وقام ثلاثون رجالا» .

قال: ويمكن الاستدلال له بقوله تعالى: اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً (3). انتهى.

وأقول: إنني لم أتحقق ما قاله المصنف في «عندي عشرون دراهم لعشرين رجلا» وهو أنه يفهم منه أنّ لكلّ رجل عشرين درهما. وقد نازع الشيخ في ذلك، قال (4): لأنّ المفرد في عشرين درهما واقع موقع الجمع، فكما أنّ هذا المفرد لا يدل على ذلك المعنى فكذلك هذا الجمع لا يفيده، بل لو صرح فيه بالتركيب العربي الذي لا خلاف في جوازه، وهو أن يقال:«عندي دراهم عشرون، أو عندي عشرون من الدراهم لعشرين رجلا» لم يفد ذلك أنّ عنده لكل رجل عشرين درهما. ثم إنّ المصنف أشار بقوله: ويضاف غيره إلى مفسّره إلى المميز المجرور وهو مميز المضاف؛ لأن الضمير في (غيره) و (مفسّره) عائد على ما بين عشرة ومائة، فعلم منه تساوي المائة فما فوقها، والعشرة فما دونها في الإضافة إلى المفسّر (5).

ثم ذكر أنّ المفسّر جمع أو مفرد مشيرا إلى ذلك بقوله: مجموعا مع ما بين اثنين وأحد عشر ومفردا مع مائة فصاعدا فيقال: ثلاثة أيام، وثلاث ليال، وعشرة أشهر، وعشر سنين، ومائة دينار، وألف درهم، وكذا يقال في ما أشبه ما ذكرنا. نعم إن كان مفسر الثلاثة إلى التسعة مائة أفرد، فيقال: ثلاثمائة إلى تسعمائة بالإفراد، قال المصنف (6): والقياس يقتضي أن يقال: ثلاث مئات أو مئين، كما يقال: ثلاثة -

(1) إنما أعرب بني مخاض نعتا أو حالا في قوله: عشرين بني مخاض، وجعل التمييز محذوفا وهو:

جملا لئلا يلزم تمييز ألفاظ العقود بالجمع، والأصل فيه أن يكون مفردا (عشرون رجلا).

(2)

القائل: هو أبو حيان انظر التذييل والتكميل (3/ 140).

(3)

سورة الأعراف: 160.

(4)

التذييل والتكميل (3/ 143).

(5)

يشير إلى أن التمييز للأعداد من ثلاثة إلى عشرة يكون مجرورا وكذا تمييز الألف والمائة إلا أنّ تمييز من الثلاثة إلى عشرة يكون جمعا (ثلاثة أشهر - تسعة أعوام) وتمييز المائة والألف يكون مفردا (مائة عام - ألف عام).

(6)

شرح التسهيل لابن مالك (2/ 394).

ص: 2403

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

آلاف، إلّا أنّ العرب لا تجمع المائة إذا أضيف إليها عدد إلّا قليلا، كقول الشاعر:

1922 -

ثلاث مئين للملوك وفى بها

ردائي وجلّت عن وجوه الأهاتم (1)

ومن أجل هذا الوارد بجمع قيّد إفراد (المائة) بقوله: غالبا، ثمّ أشار (2) إلى أنّ المفسّر قد يجمع مع (المائة) وقد يفرد تمييزا، أي منصوبا، منبّها بذكر (قد) مع الفعلين، على أنّ ذلك قليل، فأما الجمع فكقراءة حمزة والكسائيّ: ثلث مائة سنين (3) بإضافة (مائة) وأما الإفراد والنصب فنحو قول الربيع بن ضبع الفزاريّ (4):

1923 -

إذا عاش الفتى مائتين عاما

فقد ذهب المسرّة والفتاء (5)

-

(1) البيت من بحر الطويل وهو من قصيدة للفرزدق يمدح فيها سليمان بن عبد الملك ويهجو فيها جريرا وهي في ديوان الفرزدق بهذه الرواية:

فدى لسيوف من تميم وفى بها

ردائي وجلّت عن وجوه الأهاتم

وهو بهذه الرواية لا شاهد فيه.

اللغة: جلت: كشفت. الأهاتم: يعني بهم الأهتم بن سنان.

المعنى: يفتخر الشاعر أن دفع ثلاثمائة بعير دية لقتل ثلاثة رجال من قبيلة الأهتم.

الشاهد فيه: قوله: «ثلاث مئين» ؛ حيث جمع المائة مع أنها تمييز للثلاث والقياس الإفراد أي:

ثلاثمائة. وعلله ابن يعيش بأن الشعراء يقسم لهم في مراجعة الأصول المرفوضة قال: وهذا وإن كان القياس إلا أنه شاذ في الاستعمال. البيت في: الخزانة (7/ 370)، ابن يعيش (6/ 21)، الديوان (2/ 310)، المقتضب (2/ 167)، الأشموني (4/ 65).

(2)

من أول هنا في نسخة دار الكتب المصرية (349 نحو) وما مضى من أبواب (آخر باب الاستثناء - باب الحال - باب التمييز - أول باب العدد) مأخوذ من نسخة تركيا ولا توجد في غيرها من نسخ دار الكتب المصرية أو معهد المخطوطات.

(3)

سورة الكهف: 25. وتنظر في: إتحاف فضلاء البشر (ص 289)، والتحبير والتيسير (ص 135).

(4)

أحد المعمرين، نيف على مائتي سنة، وقيل: عاش ثلاثمائة وأربعين سنة، ينظر في ترجمته:

جمهرة الأنساب (ص 225).

وقد نسب سيبويه هذا البيت - مرة ثانية - ليزيد بن حنبه. الكتاب (2/ 162) وصحح البغدادي هذه النسبة.

(5)

البيت من الوافر، وهو من شواهد سيبويه (1/ 208)، (2/ 162). والمقتضب (2/ 169)، والعيني (4/ 481)، والهمع (1/ 253)، وشرح المفصل لابن يعيش (6/ 21، 23).

والشاهد فيه: إثبات النون في «مائتين» ونصب ما بعدها للضرورة، ويروى:

إذا عاش الفتى تسعين عاما

فلا شاهد فيه.

ص: 2404

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ومثله - في رواية من نصب (مائة) - قول حذيفة (1) رضي الله تعالى عنه:

«فقلنا: يا رسول الله أتخاف علينا، ونحن ما بين السّتّ مائة، والسبع مائة» (2) فأجرى الألف واللّام - في تصحيح نصب المميز - مجرى النّون، من «مائتين عاما» ، لاستوائهما في المنع من الإضافة، قال المصنف: وهذا يقوّي ما ذهب إليه ابن كيسان، من جواز: الألف درهما، والمائة دينارا (3)، قال: ويروى «ما بين الستّ مائة، إلى السبع مائة؟» بجرّ (مائة) وفيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أن يكون أراد (مئات) على (4) أنه بدل، ثمّ استعمل المفرد مكان الجمع، على فهم المعنى، كما قيل في قوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (5).

والثّاني: أن يجعل الألف واللام زائدين، فلم يمنعا من الإضافة، كما لم يمنعا في قول الشاعر:

1924 -

تولي الضّجيع إذا تنبّه موهنا

كالأقحوان من الرشاش المستقي (6)

الثالث: أن يكون أراد ما بين الستّ ستمائة، ثم حذف المضاف، وأبقى عمله، -

(1) هو أبو عبد الله، حذيفة بن اليمان، الصحابي، رضي الله تعالى عنهما، أسلم هو وأبوه، وشهد أحدا، وروى عنه جماعة من الصحابة رضي الله عنه منهم: عمر، وعلي، وعمار رضي الله عنه. توفي بالمدائن سنة (36 هـ).

ينظر في ترجمته: تهذيب الأسماء واللغات للإمام أبي زكريا النووي (1/ 155) ط. بيروت.

دار الكتب العلمية.

(2)

أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، في كتاب الإيمان، باب الاستسرار بالإيمان للخائف (1/ 73، 74) والرواية بتمامها: «عن حذيفة رضي الله تعالى عنه، قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: احصوا لي كم يلفظ الإسلام، قال: فقلنا: يا رسول الله. أتخاف علينا، ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة؟

قال: إنكم لا تدرون، لعلكم أن تبتلوا قال: فابتلينا، حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سرّا». اه.

(3)

ينظر رأي ابن كيسان هذا في: شرح التصريح (2/ 273)، والهمع (1/ 253)، والأشموني (4/ 67)، والتذييل والتكميل (4/ 164).

(4)

كلمة على: من الهامش.

(5)

سورة القمر: 54. في معاني القرآن للفراء (3/ 111): «وقوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ يقرأ «نهر» بفتح النون وهو واحد في معنى الجمع، ويقرأ بضم النون والهاء، على الجمع، مثل:

أسد، وأسد.

والمراد - هنا - إبدال (مائة) من المخفوض، على إنابة المفرد على الجمع مثل: فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ.

(6)

سبق تخريجه في الباب السابق (باب التمييز).

ص: 2405

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كقراءة بعض القراء: والله يريد الآخرة، (1)، أي: عرض الآخرة، فحذف المضاف، وأبقى عمله وحكى الكسائيّ أن من العرب من يضيف العشرين وأخواته إلى المفسّر منكرا أو معرّفا، وإلى ذلك أشار المصنف بقوله: وربّما قيل: عشرو درهم، وأربعو ثوبه (2) ومنهم [3/ 63] من ينصب مفسّر الثلاثة وأخواتها على التمييز، فيقول: لي خمسة أثوابا (3)، وهو نظير قول الربيع:

1925 -

إذا عاش الفتى مائتين عاما

ونظيره: «ونحن ما بين الستّ مائة» بالنصب.

هذا ما ذكره المصنف (4). ثم إنّنا نشير إلى أمور.

منها: أن تسأل عن الموجب لإفراد المائة المفسرة للعدد، من ثلاثة إلى تسعة ما هو؟ فأما بعضهم فإنه علّل ذلك بأنّ المائة جمع في المعنى، ولا يخفى أنّ هذا التعليل غير متّجه، لانتقاضه بالألف، فإنّه جمع في المعنى ومع هذا لا يفسّر به إلا وهو جمع، وقد ذكر الفارسيّ كلاما حسنا فقال:«والأصل فيما يبين العدد الإفراد؛ لأنّ المعدود قد علم قدره، وإنّما يحتاج إلى بيان جنسه، والواحد كاف في ذلك، ولفظه أخفّ من لفظ الجمع» (5). -

(1) سورة الأنفال: 67.

قال ابن جني في المحتسب (1/ 281): «ومن ذلك قراءة ابن جماز - سليمان بن جماز المدني -:

والله يريد الآخرة يحملها على «عرض الآخرة» ثم قال: وجه جواز ذلك - على عزته، وقلة نظيره - أنه لما قال: تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا فجرى ذكر العرض، صار كأنه عرضه ثانيا فقال:

«عرض الآخرة» ولا ينكر نحو ذلك، ألا ترى إلى بيت الكتاب:

أكل امرئ تحسبين امرأ

ونار توقد بالليل نارا

وينظر ذلك أيضا في: البحر المحيط (4/ 518)، والكشاف للزمخشري (2/ 168).

(2)

ينظر: شرح المصنف (2/ 395)، والمساعد لابن عقيل (2/ 70)، والتذييل والتكميل (4/ 168)، حيث قال الشيخ أبو حيان:«وفي قوله: (وربما) إشارة إلى تقليل ذلك، وأنه جائز على قلة، فأما «عشرو درهم» فهو عند أصحابنا شاذ، لا تبنى على مثله قاعدة، وينظر أيضا: المقرب لابن عصفور، حيث قال - (1/ 305) -:«وأما ما حكاه الكسائي من قولهم: أخذته بمائة وعشري درهم، فشاذ لا يلتفت إليه» . اه.

(3)

في الأصل (أثواب) والصحيح ما أثبته.

(4)

ينظر: شرح المصنف (2/ 395).

(5)

عبارة الفارسي - في الشيرازيات -: «

الأصل في الأسماء التي تبين العدد أن تكون مفردة، -

ص: 2406

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وعلى ذلك جاء الاستعمال في ضروب العدد، إلا ما كان من الثلاثة إلى العشرة، فإنه يبين بجموع القلة؛ لأنّها تشبه الآحاد، من جهة تكسيرها تكسير الآحاد، وتحقيرها على لفظها، كما تحقّر الآحاد ومن جهة أنّها توصف بها الآحاد، نحو:

برمة أعشار، وثوب أخلاق (1)، ومن جهة عود الضمير المفرد المذكّر عليها، نحو قوله تعالى: وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ (2)، ومما حسن تبيينها بها مناسبتها لها في القلة، ومما يبيّن لك أنّ الأصل في مفسّر الثلاثة إلى العشرة، التعيين بالمفرد أنّهم قد بيّنوا ضربا منها به، وذلك قولهم: ثلاثمائة، وأربعمائة، إلى الألف (3)،

وقولهم: ثلاث مئين وثلاث مئات شاذّ في القياس، وإنّما يجيء في الشعر، وأما إضافة الثلاثة، وأخواتها إلى جمع الكثرة فقليل، وغيره مقيس. اه (4).

ولكن قد تقدّم قول المصنف: والقياس يقتضي أن يقال: ثلاث مئات، أو مئين.

وقال سيبويه - رحمه الله تعالى -: وأما تسعمائة، وثلاثمائة فكان ينبغي أن يكون في القياس مئين، أو مئات، ولكنّهم شبهوه بعشرين، وأحد عشر، حين جعلوا ما يبين العدد واحدا؛ لأنه اسم لعدد، وليس بمستنكر في كلامهم أن يكون اللفظ واحدا، والمعنى جمع (5). انتهى، وهو خلاف ما قاله الفارسيّ، وقد جمع النحاة بين القولين بأن قالوا: لنا قياسان (6):

أحدهما: أصل، وهو أنّ أصل تمييز العدد أن يكون واحدا. -

- وذلك أنّ المعدود قد علم قدره بذلك العدد، وإنّما يحتاج إلى ما يبين جنسه، والواحد يكفي في ذلك ولفظه أخف من لفظ الجمع، فكان التبيين به أولى

».

ينظر: التذييل والتكميل (4/ 150) تحقيق د/ الشربيني أبو طالب.

(1)

في اللسان مادة «خلق» : وقد يقال: ثوب أخلاق، يصفون به الواحد، إذا كانت الخلوقة فيه كله، كما قالوا:«برمة أعشار» .

(2)

سورة النحل: 66.

(3)

في التذييل والتكميل (4/ 151): «وجاء الاستعمال بها في حال السعة والاختيار» .

(4)

ينظر: المرجع السابق (4/ 152) والمسائل الشيرازيات: المسألة الثانية والعشرون (2/ 353 - 365) رسالة دكتوراه تحقيق د. علي جابر منصور، بجامعة عين شمس تحت رقم (21210).

(5)

في هذا النقل عن سيبويه تصرف في العبارة. ينظر: الكتاب (1/ 209).

(6)

نقل ناظر الجيش عن أبي حيان هذين القياسين، ولم ينسبهما إليه.

ينظر: التذييل والتكميل (4/ 155).

ص: 2407

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والثاني: أنهم حينما خالفوا هذا الأصل، فأضافوا (ثلاثة وتسعة)، وما بينهما إلى جمع صار هذا أصلا ثانيا، فلما أضافوا إلى المائة كان القياس فيها أن تجمع، فترك هذا القياس، وأضيفت إلى لفظ مائة مفردة.

وقد ذكر عن الفراء - في إفراد المائة، بعد اسم العدد من الثلاثة إلى التسعة - تعليل غير ذلك (1)، ولكنّي تركت ذكره خوف الإطالة.

ومنها: أنّه قد تقدمت الإشارة إلى أنّ مميز المائة قد يجمع، وعليه قراءة من قرأ:

ثلث مائة سنين (2) وأما من قرأ بالتنوين (3) فيكون إعراب سنين عطف بيان، أو بدلا (4).

وقيل: ولا يجوز كونه تفسيرا؛ لأنّه يلزم منه أن يكون أقلّ ما لبثوا تسعمائة سنة، سوى التسع (5)، وكأنّ مستند هذا القائل أنّ (سنين) جمع، وهو مفسر لـ ثَلاثَ مِائَةٍ، فكأنّه يقول: كلّ مائة سنة هي جمع، وأقلّ الجمع ثلاثة، فتعين أن يكون ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ تسعمائة سنة، ولا يخفى ضعف هذا التقدير. -

(1) قال المرادي - في توضيح المقاصد (4/ 309) تحقيق د. عبد الرحمن سليمان (ط 1396 هـ) -: «وفي كتاب الصفار، عن الفراء: لا يقول: ثلاث مئين. إلا من لا يقول: ألف، وإنما يقول: عشر مئين» . اه.

وفي التذييل والتكميل (4/ 156): «ومن يقول: ألف، ولا يقول: عشر مئين، لا يقول: ثلاث مئين» . اه.

(2)

سورة الكهف: 25، وهي قراءة حمزة والكسائي، بإضافة (مائة) ينظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع (2/ 58) وإرشاد المبتدي (ص 416).

(3)

وهم: ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وعاصم، وابن عامر.

تنظر: القراءات السبعة لابن مجاهد (ص 389) والمرجعان السابقان، والبحر المحيط:(6/ 117).

(4)

ينظر: البحر المحيط (6/ 117)، وشرح التصريح (2/ 273)، والحجة لابن خالويه (ص 223)، وإتحاف فضلاء البشر (ص 289)، والتبيان لأبي البقاء العكبري (2/ 4).

(5)

هذا قول الزجاج، وقد نسبه إليه ابن يعيش في شرح المفصل (6/ 24) والدماميني في تعليق الفرائد (353، 354) حيث قال: «قال أبو إسحاق الزجاج: «لو أتبعت سنين، على التمييز، لوجب أن يكونوا قد لبثوا تسعمائة سنة، قال ابن الحاجب: ووجهه أنه فهم من لغة العرب أن مميز المائة واحد من مائة، فإذا قلت: مائة رجل، فمميزها رجل، وهو واحد من المائة، وإذا كان كذلك وقلت:(مئتين) فتكون (مئين) واحدة من المائة، وهي ثلاثمائة، وأقل الجمع ثلاثة، فيجب أن يكون (تسعمائة) ..

وهذا الذي ذكره الزجاج يرد على قراءة حمزة والكسائي: ثلث مائة سنين بإضافة سنين عندهما، وإن لم يكن منصوبا، ولا شك أن قراءة الجماعة أقيس عند النحاة، وما ذكره الزجاج غير لازم، وذلك أن الذي ذكر مخصوص بأن يكون التمييز مفردا، أما إذا كان جمعا، فالقصد فيه كالقصد في وقوع التمييز جمعا، في نحو: ثلاثة أثواب».

ص: 2408

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ومنها: أنّ تمييز الثلاثة إلى العشرة لا يلزم ذكره مضافا إليه، بل قد يذكر بعد اسم العدد، مجرورا بـ (من) نحو: ثلاثة من الرجال، وقد يذكر تابعا لاسم العدد، نحو: ثلاثة قرشيّون، وقد نصّوا على أنّ الإتباع في نحو: ثلاثة

قرشيّون - يعنون في الصّفة - أحسن من الإضافة.

وقد ذكر ابن عصفور تقسيما، فقال: المعدود إمّا صفة أو جامد، فإن كان جامدا فالأحسن فيه الإضافة، نحو:«ثلاثة رجال» ، ثم الفصل بـ (من) نحو:«ثلاثة من الرّجال» ، ثم النصب على التمييز، نحو:«ثلاثة رجالا» ، وإن كان صفة فالأحسن فيه الإتباع، نحو:«ثلاثة قرشيّون» ، ثم يليه النصب على الحال من (ثلاثة) نحو:«ثلاثة قرشيّين» ، ثمّ الإضافة، نحو:«ثلاثة قرشيين» ، وهذا أضعفها، وسبب ضعفه استعمال الصفة استعمال الأسماء، يعني أن العامل أولها، ولا تستعمل الصفة استعمال الأسماء بقياس (1). انتهى.

وهو كلام مقبول، غير قوله: إنّ المعدود ينصب تمييزا نحو: «ثلاثة رجالا» ؛ فإنّ ذلك لا يجوز عند البصريّين، وذكر الشيخ أنّ الفراء يجيزه قياسا (2).

وقد ذكر سيبويه أنّ نحو: «ثلاثة أثواب» ، قد تنوّن في الشّعر وينصب ما بعده (3) ولم يجزه في الكلام (4).

وأقول: إذا ورد نحو: «ثلاثة أثوابا» في الشّعر، أمكن أن يجعل (أثوابا) حالا -

(1) هذا الكلام منقول - بتصرف - عن الشرح الكبير، لابن عصفور (2/ 32) بتحقيق أبو جناح.

وينظر: التذييل والتكميل (4/ 168) حيث نقله أبو حيان بتصرف - أيضا - ولم يصرح بنسبته إلى ابن عصفور.

وقال ابن عقيل - في المساعد (2/ 70) -: «وقالوا: أي المغاربة - في باب خمسة - إن كان المعدود جامدا فالأحسن فيه الإضافة كـ: ثلاثة أثواب، ثم الفصل بـ (من) ثم النصب على التمييز» . اه.

(2)

ينظر: التذييل والتكميل (4/ 169).

(3)

ينظر: الكتاب (2/ 161، 162).

(4)

ظاهر كلام سيبويه جواز ذلك في الكلام. ينظر: التذييل والتكميل (4/ 157). والكتاب (1/ 260 - 266)، حيث قال سيبويه: «

ومثل ذلك في الكلام قوله تعالى: فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً [النساء: 4]، وقررنا به عينا، وإن شئت قلت: أعينا وأنفسا، كما قلت: ثلاثمائة وثلاث مئين ومئات». اه.

ص: 2409