الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نصيحة الشيخ للحكام أن يهذبوا
أنفسهم بالإسلام
عن أبي هريرة قال:
(إن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: قد ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم فقال وما ذاك قالوا يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أفلا أُعْلِمُكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثلما صنعتم» قالوا بلى يا رسول الله قال: «تُسَبِّحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة» . قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء» . وليس قول أبي صالح إلى آخره إلا عند مسلم وفي رواية للبخاري: «تسبحون في دبر كل صلاة عشراً وتحمدون عشراً وتكبرون عشراً» . بدل ثلاثا وثلاثين. متفق عليه.
[قال الإمام معلقا على عبارة: سمع إخواننا من أهل الأموال]:
تأمل كيف هَذَّب الإسلام من نفوس هؤلاء الفقراء، فإنهم مع شعورهم
بالبون الشاسع بينهم وبين الأغنياء من الوجهة المالية، فإنهم مع ذلك لم يمقتوهم، ولا اعتبروهم أعداء لهم، كما هو الشأن في المجتمعات القائمة على المبادئ المادية، بل عَدُّوهم إخوانا لهم، فعلى المسلمين وخاصة حكامهم أن يُهَذِّبوا نفوسهم بالإسلام ويتخذوه دستورا لهم إن كانوا يريدون السعادة في الدنيا والآخرة.
"تحقيق مشكاة المصابيح"(1/ 305).