الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم منكر الإجماع
السائل: هل يكون من ينكر حجية الإجماع مخالفاً لأهل السنة والجماعة في هذا الباب؟
الشيخ: الإجماع كما تعلمون له تعاريف كثيرة، والذي نعتقده وندين الله تبارك وتعالى به أن الإجماع الذي لا يُعْذَر منكرُه بل قد يكفر جاحده إنما هو المعلوم كما يقول ابن حزم رحمه الله من الدين بالضرورة، أما إجماع طائفة من أهل العلم أو جمهور من أهل العلم مع وجود المخالفين لهم هذا ليس إجماعاً، وإن كنا نقول إن مثل هذا الإجماع الذي لا يعرف له مخالف ينبغي التزامه وينبغي اتباعه إلا بحجة قوية ناهضة تدفع المخالف إلى مخالفة الجمهور وإلا إن لم تكن هذه الحجة فعليه أن يتبع هؤلاء وهذا من معاني قوله تبارك وتعالى {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115] فسبيل المؤمنين هو السبيل المعروف أنه مسلوك ومطروق عند جماهير المسلمين فلو كانت المسألة خلافية معروفة الخلاف حينئذ جاء قوله تبارك وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59] نعم.
مداخلة: القياس من أنكر مثلاً حجية الإجماع والقياس هل يعتبر مثلاً مخالف ....
الشيخ: لماذا أنت تخلط بين الإجماع والقياس وقد انتهينا من الجواب على الإجماع، الآن السؤال على القياس؟
مداخلة: هو نفس السؤال عن الإجماع والقياس؟
الشيخ: القياس في اعتقادي الناس في ذلك على ثلاثة مذاهب، مذهبان على طرفي نقيض، الذين أنكروا القياس كالظاهرية، والذين توسعوا في تطبيق القياس توسعاً إلى درجة أنهم يقدمونه أحياناً على النص، والحق التوسط بين هؤلاء وهؤلاء، وأحسن ما وجدت من عبارات السلف والأئمة هو قول الإمام الشافعي رحمه الله ألا وهو قوله:«القياس ضرورة» فلا يلجأ المسلم إلى استعمال القياس إلا للضرورة، وهذا يوصلنا إلى سؤال الأخ آنفاً أنه هل يجوز للمسلم أن يفتي بالرأي لا بد من استعمال الرأي في بعض الأحكام التي لا يجد العالم فيها نصاً يركن إليه ويعتمد عليه، من هنا كان قول الإمام الشافعي القياس ضرورة والأحكام التي لا بد في الحقيقة من اللجوء إلى القياس فيها كثيرة، وكما يقول بعض العلماء بحق أنه إذا أنكرنا القياس فقد خسرنا أنواعاً من الفقه الكثير، وإن كان ابن حزم رحمه الله يدفع هذه الحجة بقوله في النصوص العامة ما يغني ويكفي عن استعمال القياس، ولذلك يذكر بعض الرادين عليه وأظن من بعض الأمثلة على ذلك أن ابن حزم نفسه يقع في بعض الأحيان في القياس الذي أنكره وذلك مصداق قول الإمام الشافعي القياس ضرورة.
مداخلة: هناك بالمناسبة رسالة يا شيخ الصنعاني سماها الاقتباس لمعرفة الحق من أنواع القياس، وهذه رسالة كانت مخطوطة وقد حُقِّقت وهي الآن تحت الطبع إن شاء الله تعالى.
الشيخ: والآن أيش؟
مداخلة: تحت الطبع ستخرج عما قريب إن شاء الله قال بمثل ما قلت تماماً إن الناس بين إفراط وتفريط ووسط، وفصل التفصيل الذي ذكرته.
الشيخ: ما شاء الله جزاه الله خيراً.
(الهدى والنور / 791/ 27: 39: 00)