الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل يجوز للمبتدئ في طلب العلم
اتباع مذهب معين
؟
السؤال: هل يجوز للمبتدئ مثلاً في طلب العلم أن يتبع مذهباً ما على سبيل الدراسة فقط، لكن ولو اجتهد من أولها ولم يتبع سبيلاً معيناً في الدراسة منظماً، يمكن .... كما لو تبع مذهباً على سبيل الدراسة، شريطة أن لا يقلد فيما تبين له؟
الشيخ: إذا قلد أو درس مذهباً، ووضع نصب عينيه الكلمة الجميلة التي نقلتها آنفاً عن أبي الحسنات اللكنوي، بمعنى: كلما تبينت له مسألة من ذاك المذهب الذي يدرسه أنها هذه المسألة على خلاف السنة تركها، ولو كان دارساً لها كمذهب، اتباعاً لسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فهذا ما فيه عندي مانع، وفي الحقيقة أنا أقول: لا سبيل اليوم لمن يريد أن يدرس العلم مادام أن الغالب على المسلمين هو التزام مذهب معين، لو أنه رجع إلى العهد الأول الصحابة والتابعين وأتباعهم حيث لم يكن هناك إمام يتبع دون غيره، مثلاً: كلنا يعلم قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «خير الناس قرني -يعني: الصحابة- ثم الذين يلونهم -التابعين- ثم الذين يلونهم -أتباع التابعين-» فنحن نعلم أنه لم يكن في الصحابة من هو بكري ولا من هو عمري، ولا من هو عثماني، ولا من هو علوي، وإنما كانوا يسألون أهل العلم منهم، لا يوجد واحد يقول: أنا لا أسأل
ولا أستفيد ولا أقلد إلا أبا بكر، أو إلا عمر، لم يكن شيء من ذلك، وهكذا يقال عن التابعين، فلو كان جونا اليوم جواً سلفياً محضاً لا نقول بدراسة مذهب معين، لأن هذه الدراسة إنما هي كما تدرس القوانين الأرضية من حيث أنه لا يجب على المسلم إلا أن يدرس كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لكن بسبب هذا الزمن المديد الطويل لم يعد بإمكان طالب العلم أن يفهم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا من طريق المذاهب، لكن هنا في مزلقة، فهذه دراسة مع أنها هي السبيل كما قلنا لفهم الكتاب والسنة فهي وسيلة وليست غاية، ففي كثير من الأحيان كما نرى تنقلب إلى غاية، فتنسى الغاية الحقيقية وهي الكتاب والسنة.
فإذا كان الدارس كما قلت لمذهب ما هو لا يدرسه ليجعله هدفه الأسمى والأعلى وإنما كوسيلة للتعرف على هذا الفقه، ثم لتمييز ما وافق السنة مما خالفها.
(الهدى والنور / 39/ 44: 21: .. )