الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخلاف بين أتباع الأئمة
-التوضيح الذي أحببت أن أسمع من فضيلة الشيخ أن الحديث الذي تحدث به لم يقله الشافعي ولا الحنفي وإنما بعض المسلمين ممن انحطت أفكارهم وأفهامهم للإسلام أما الإمام الحنفي والإمام الشافعي فحاشا لله أن يقولوا هذا الكلام.
-هذا نتمنى أن يكون الأمر كذلك لكن آسف أنه ليس كذلك إنما هو اجتهاد وبعدين أريد أن تكون معي فيما يأتي إذا كنا نجل الإمام أبا حنيفة والشافعي ومالكاً وأحمد، فنحن في الوقت نفسه نجل أتباعهم نجل مثلاً من الشافعية الرافعي الذي ذكرنا قوله آنفاً والنووي الذي جاء من بعده مصححاً، وكذلك يعني نجل من جاء بعد أبي حنيفة من أتباعهم كالإمام ابن الهمام صاحب فتح القدير إلخ، ولكن هؤلاء هم الذين أشاعوا هذه الأفكار ونحن لا نؤاخذهم، لكننا لا نوافقهم وهذا هو الفرق بين من يريد العدل والإنصاف ألا يرفع الأئمة إلى مصاف زعم الشيعة في أئمتهم أي أن يرفعهم إلى مصاف العصمة، ولا أنه يحط عليهم أيضاً ويذمهم ويضللهم كما يفعل بعض الجهلة، لا إنما الحق كما قال تعالى {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67] مثل هذا موجود مع الأسف منذ القديم لكن إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد، نحن نعلم من كبار الأصحاب من قال قولاً يعجب طالب
العلم المبتدي منه فيهم من قال بأن الصائم في رمضان إذا أكل من البرد وأطفأ به حر عطشه وجوفه فهو صائم وهذه قصة وقعت ليست خيالية وقعت بالسند الصحيح الذي به نعرف الحديث الصحيح المروي عن الرسول عليه السلام أن رجلاً من الصحابة كان صائماً مع أصحابه في رمضان فأمطرت السماء برداً هذا يأكل قالوا له أنت صائم قال هذا: ليس بطعام هذه بركة من السماء وهو منه، هكذا قام في نفسه وهو صحابي جليل لكنه مخطئ لا نوافقه على فعله ولا نؤاخذه على فعله لأنه مجتهد في أحد الخلفاء الراشدين ولا أُسميه من قال أن رجل لو اجهد زوجته وأهلكها ثم لم ينزل فليس عليه إلا الوضوء وهكذا توجد آراء غريبة جداً
عرفنا خطأها من صوابها بعد أن تجاوبت آراء العلماء وأدلتهم وأمكننا إجراء التصفية التي نحن نأمر بها دائماً وأبداً التصفية والتربية حينئذ يمكننا أن نقول فلان أصاب فلان أخطأ وحينما نقول فلان أخطأ ما نعيبه ولا نعتبه بل نقول له أجر عند الله تبارك وتعالى، طيب غيره.
(الهدى والنور / 539/ 09: 05: 00)