الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معنى الكفر البواح
مداخلة: جاء في حديث عبادة بن الصامت دعانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعناه على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله قال:«إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان» فالسؤال المطروح هو توضيح معنى الكفر البواح؟
الشيخ: يعني الكفر الصريح الذي ليس عند صاحبه حُجَّة يقتنع بها في نفسه فضلاً عن أن يستطيع أن يقنع بها غيره، فالحجة هنا هي الحجة القاطعة البيّنة أن يأتي بحجة على الكفر الذي نسميه نحن، أما إذا كان جاء بحجة هو مقتنع بها فلا يجوز الخروج عليه لأنه خالف معهودنا وخالف معلوماتنا، وبهذا نُعَلِّل فتنة المأمون العباسي حيث خرج على العالم الإسلامي في خلافته بقوله بأن القرآن مخلوق، فهم ما خرجوا عليه .. فنجد العالم الإسلامي يومئذ وفيه العلماء الفطاحل من المحدثين والفقهاء والأئمة ما خرجوا عليهم وهم كانوا بلا شك يعني أقوى منا اليوم في الخروج عليهم لكنهم لما كانوا يتبنون هذا الحكم وهو أنه لا يجوز للمسلمين أن يخرجوا على حكامهم وأمرائهم إلا إذا رأوا منهم كفراً بواحاً، مارأوا منه الكفر البواح، لأن الكفر البواح يمكن أن نفهمه بما يعبر عنه بعض العلماء في بعض المناسبات بما كان معلوماً من
الدين بالضرورة يعني حكم يشترك في معرفته الخاصة والعامة، العالم والجاهل فإذا أعلن الحاكم يوماً ما استباحة أمر مقطوع تحريمه مثلاً من الدين بالضرورة حينئذ تسقط البيعة التي بويع بها لأنه ارتكب كفراً بواحاً صريحاً، أما مسألة خلق القرآن صحيح أنها خطأ بلا شك لكن أين الدليل علماء السلف، الصحابة الأولون ما تكلموا في هذه القضية لكن لما خرجت المعتزلة بهذه العقيدة الباطلة المنحرفة طبعاً عن الأدلة الشرعية فقالوا إن كلام الله مخلوق اضطر علماء السنة وبخاصة منهم علماء الحديث أن يقابلوا هذا القول بنقيضه وهو الصفة، وأن يقولوا كلام الله صفة من صفاته ولا يُعقل أن يكون مخلوقاً لكن هذا أشبه شيء بما يسمى بعلم الكلام، ولنقل عبارة أخرى أشبه شيء بالفلسفة من يفهم أن هذه صفة والصفة تبع للذات، والذات قديمة والصفات قديمة فيلزم منه أن الكلام ليس مخلوق؛ لأن هذا صفة للخالق .. ،
هذه أمور اجتهادية استنباطية وليست كل أمور اجتهادية استنباطية باطلة ولا هي كلها صواب لكن يختلف الأمر بين ما هو منصوص عليه وبين ما هو بطريق الاجتهاد والاستنباط.
(الهدى والنور /211/ 05: 57: 00)
الشيخ: لذلك نجد العلماء يومئذ ما قابلوا ضلالة المهدي بالخروج عليه لانه صحيح جاء بأمر منكر لكن ما جاء كفراً بواحاً، ولذلك لقوا ما لقوا من التعذيب والسجن وربما الموت والقتل وما خرجوا عليه، وهنا الآن نحن بعد أن تبيّن لنا ما هو الكفر البواح وضربنا بعض الأمثلة ما فائدة فهم هذا الحديث في هذا العصر حيث لا بيعة، أنا أعتقد أن الذين يثيرون هذا السؤال وأمثاله هم
من جماعة الخوارج المحدثين، هم يحملون الفكر الجديد الذي تبنته جماعة سموا بحق أو بباطل بجماعة الكفر والهجرة.
مداخلة: التكفير.
الشيخ: نعم؟
مداخلة: التكفير والهجرة.
الشيخ: التكفير والهجرة نعم، هؤلاء يريدون أننا نرى الآن الكفر البواح من كثير من الحكام المسلمين .. إذاً يجوز الخروج عليهم، نحن نقول لهم في الأصل أنتم ما بايعتم، المسألة أهون مما يتصورون، لكنها أخطر مما يزعمون، يعني من زاوية هي أهون ومن زاوية أخطر، في الأصل ليس هناك إمام بويع لحتى نسحب البيعة وقد رأينا الكفر البواح!
…
لا ما فيه مرتاحين جميعاً مع الأسف مرتاحين، هو لازم يكون عندنا إمام ونبايعه ونتحمل ظلمه وطغيانه و .. ، إلى آخره إلا أن نرى هذا الكفر الصريح ففي الأصل مستريحين ما فيه عندنا بيعة، لكن الأمر أخطر هل يجوز الخروج ولو رأينا الكفر البواح في هذا الزمان الحديث يسمح لنا لو كنا مبايعين ورأينا الكفر صريح يسمح لنا بالخروج عليهم وبعدم طاعتهم، فمن باب أولى أن يسمح لنا الخروج وليس لنا بيعة واضح؟ لكن هل يسمح الآن لنا ديننا بأن نخرج على هذا الحاكم أو ذاك؟ أظن عرفتم الجواب مما سبق، لأن هذا الخروج ستكون عاقبته شر من هذا الوضع الذي نحن نعيشه الآن.
مداخلة:
…
الشيخ: نعم؟
مداخلة: عاقبة الخروج.
الشيخ: عاقبة الخروج نعم، وهذا كما قلت أشرنا آنفاً في عدة وقائع وقعت مع الأسف بسبب الخروج الغير مأذون فقهاً، فهؤلاء جماعة الهجرة والتكفير عرفوا شيئاً من الإسلام وتحمسوا له وانطلقوا يعملون له بمفهومهم الذي انحرفوا فيه كثير من جوانبه ونواحيه فكانت عاقبتهم أن أثاروا فتنة صماء بكماء عمياء وأَخَّرُوا الدعوة في كثير من البلاد عشرات السنين
…
(الهدى والنور /211/ 33: 00: 00)