الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حول كتاب بدعة التعصب المذهبي
مداخلة: قرأت في كتاب أعتقد أنه أحد السلفيين لا أذكر اسمه
…
في ملحق رد حق على رسالة البوطي
…
ابن عباسي
…
مداخلة: محمد عيد عباسي.
مداخلة: محمد عيد عباسي ..
الشيخ: محمد عيد عباسي، نعم؟
مداخلة: يدعو إلى توحيد المذاهب.
الشيخ: لا، ليس صحيحاً، عيد عباسي تلميذي، فأنا أدعو إلى توحيد المذاهب؟ هو هذا الذي يوحي إلي الآن أن أسألك أنت: هل تعرف الدعوة السلفية؟ !
مداخلة: لست ملم بها
…
الشيخ: انظر أنا أسالك هل تعرف ما هي الدعوة السلفية وتقول: لست ملماً بها، مثل إذا سألت: تعرف ما هو المذهب الشافعي؟ ستقول لي: لست ملماً به، يا بارك الله فيك! أنا ما أسألك عن الإلمام؛ لأن الإلمام إحاطة بالشيء، ألم بالشيء أحاط به، نحن نتعلم منكم، نحن ألبان، اللغة العربية تعلمناها منكم،
فأنا ما أسألك عن الإلمام، تعرف: عندك فكرة عن الدعوة السلفية؟ ليس تلم بها؟
مداخلة: فكرة بسيطة لا أقول
…
الشيخ: طيب! هذه الفكرة البسيطة ما هي؟ ممكن أن أفهمها منك، إن كانت صواباً نقول لك: أحسنت وأصبت ونحن على ذلك، وإن كان خطأً سنبين لك وجه الخطأ، ما رأيك؟ ممكن نوجه هذا السؤال؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: تفضل.
(الهدى والنور/332/ 02: 06: 00)
مداخلة: الذي عرفته عن المذهب يدعو إلى ترك ..
الشيخ: أولاً: ليس هناك مذهب ..
مداخلة: جماعة الحديث أو ....
الشيخ: لأن أنت الآن تريد أن تحكي عن الدعوة السلفية، أول ما بدأت تقول: الذي عرفته عن المذهب .. ليس هناك مذهب، نحن الآن نحارب التمذهب؛ لأن هذا هو التدين الذي ندندن حوله أن التدين باتباع مذهب
…
مداخلة: تجاوزاً سميناها مذهب تجاوزاً
…
يعني:
…
الشيخ: أنت تجاوز هذه اللفظة إذا سمحت تفضل.
مداخلة: تدعون الناس إلى ترك المذاهب أو التمذهب فيها، تركها نهائياً
والعمل على أن كل إنسان يعرف الحكم الشرعي حتى لو ما كان عالم أو طالب علم طبعاً هذا الكلام عرفته حالياً من عندك أن هذا الكلام غير صحيح، هذا النقطة .. لن أقول لك:
…
مداخلة: ما شاء الله سؤال دقيق شيخنا.
الشيخ: لا عليه هو كذلك، لا، أريد الذي تفهمه أنت يا أخي.
مداخلة: أقول لك: هذا الذي فهمت، الذي فهمته الآن ليس عكسه، الشيء الآخر الذي كنت مستاء منه: أن الدعوة إلى توحيد المذاهب والخروج برأي واحد حتى لا تتفرق الأمة، وهذا الكلام اعتقد لو كان هناك مجال لتوحيدها كان ما اختلف الأئمة الذين كانوا متعاصرين؛ لأنهم كانوا
…
الشيخ: هذه بضاعتنا ردت إلينا ..
مداخلة: اسمح لنا حالياً وكان اختلافهم اختلاف من أجل الدين ليس من أجل أهواء مثل ما يحصل مع معظم علمائنا لا نقول كلهم معظمهم لأجل أهواء شخصية بيجوز فمن قبل كانوا من أجل الدين ومن أجل الحفاظ على الدين، فلو كان هناك مجال لتوحيدها لكانت توحدت من أيامهم، أرجو أنك توضح
…
جزاك الله خير.
الشيخ: هذه بضاعتنا ردت إلينا، نحن نقول في كتاباتنا ومحاضراتنا: توحيد المذاهب مستحيل، اتفقنا في هذه النقطة؟ إذا عندك إشكال حولها اطرحه.
مداخلة: طيب! الذي طرحته أنا
…
الشيخ: أقول لك! سبحان الله! أقول لك: هذه دعوتنا، عندك إشكال
حولها؟
مداخلة: لا.
الشيخ: طيب! نحن الآن في نقطة من الدعوة، شايف؟ نريد أن نمشي خطوة: نحن الآن متفقون والحمد لله على ..
الشيخ: على أنه يستحيل جمع المسلمين على مذهب واحد، هذا مستحيل، لا توأخذني سأقول لك كلمة قد تكون نابية قليلاً لكن برحابة صدرك أريدك تتحملها: نحن أعرف باستحالة هذا الشيء منك أنت، لماذا؟ لأن عندنا حديث عن الرسول:«تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة» هذه الأمة الإسلامية، نحن إذاً نطلب التوحيد؟ ! نطلب المستحيل، الآن أنت لازم تورد علينا سؤال وإذا لم يخطر في بالك السؤال، أنا سألقنك إياه، إذاً: إذا كنا متفقين على أن هذا مستحيل إذاً: كيف نعمل؟ كيف نعمل؟ ما دام أنه مستحيل أن المسلمين يتجمعون على مذهب واحد، ونحن دعاة إلى هذا، مستحيل والآن أتينا لك بالحديث الذي ما يوجد واحد من هذا المجلس إلا وهو هاضمه، سمعناه مراراً تكراراً، الفرقة الناجية، الآن أنا سألت سؤال وسأكرره: إذا كان لا يمكن اتفاق الأمة الإسلامية على مذهب واحد فما هو العمل؟ أنت عندك جواب لهذا السؤال؟
مداخلة: عندي جواب.
الشيخ: تفضل.
مداخلة: أننا نعرف من هي الفرقة الناجية ونكون منها.
الشيخ: جيد. ما هو السبيل لمعرفة الفرقة الناجية؟
مداخلة: اتباع الحديث والسنة، فهم أهل الحديث والسنة.
الشيخ: أحسنت جداً، أنا أرى أنك ستسبقنا بالسلفية، اتباع الحديث والسنة، أريد أرجع معك إلى واقع المسلمين، هل هم يتبعون الحديث والسنة؟ حتى يكونوا من الفرقة الناجية،
…
مداخلة: المسلمين جميعاً أو
…
الشيخ: لا، نحن فصلنا لك، المسلمين ثلاثة أقسام: علماء .. طلاب علم .. جمهور المسلمين.
مداخلة: قسم سيتبع وقسم لن يتبع طبعاً.
الشيخ: ما هو الأكثر؟
مداخلة: الأكثر ليس متبعاً.
الشيخ: ليس متبعاً، طيب الأكثر الآن يوافق الأقل أو يخالفه؟
مداخلة: الأكثر؟
الشيخ: نعم الأكثر، يوافق الأقل أو يخالفهم؟
مداخلة: معليش، أنت الآن .. يعني: عدم اتباع الأقل ليس معنى ذلك أنه مخالف له، يمكن يكون أحد يوافقه رأياً ويخالفه عملاً.
الشيخ: أنت تتكلم الآن عن لزوميات، يلزم ولا يلزم، أنا أسألك: هل قائم بذهنك يوافقه أو يخالفه؟ واحدة من اثنتين ..
مداخلة: لا، يخالفه ..
الشيخ: طيب! ولا حول ولا قوة إلا بالله، عندما يخالفه يعاديه أو يوده؟
مداخلة:
…
يخالفه سيعاديه.
الشيخ: بارك الله فيك، خليك بهذه النقطة: فنحن ندعو الناس إلى ألا يحاربوا دعوة الحق، ما هي دعوة الحق؟ التي أنت ذكرتها ليس أنا، فأنت الآن أنا سأعطيك تنبيه مرشح أنك .. يقال: أنك خامسي مذهب خامس يعني: هو المذهب الواحد، أو مرشح أن يقال لك: إنك وهابي فخذ حذرك، خذ حذرك.
مداخلة: شيخنا!
الشيخ: نعم.
مداخلة: تتميم شيء له صلة في البحث ..
الشيخ: تفضل.
مداخلة: يعني: كلام أو ذكر الدكتور البوطي في كتابه: اللا مذهبية، يذكرنا بكتابه الآخر وهو السلفية.
الشيخ: بارك الله فيك.
مداخلة: فقد جعل عنواناً أو باباً من أبواب كتابه عنوانه: التمذهب بالسلفية بدعة، فبهذا العنوان هدم كتابه الأول.
الشيخ: الله أكبر.
مداخلة: فشيخنا! لو نبذة هكذا موجزة عن كتاب السلفية والأشياء التي ذكرها في كتابه.
الشيخ: والله أنا ما أذكر الآن تفاصيل خاصة الكتاب الثاني ما قرأته إطلاقاً، لكن العناوين هذه كافية، أنا سألتك أخي أنفاً: أنه عندك فكرة عن الدعوة السلفية؟ الحقيقة يا أستاذ! الدعوة السلفية هي في جوهرها: دعوة المسلمين إلى الرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح من الحرص على التمسك بالكتاب والسنة فهماً وعملاً.
نحن مع الأسف نعلم في هذه الحياة الطويلة التي عشناها مع مختلف الطبقات من المسلمين .. من علمائهم فمن دونهم: أن هذا الحرص مفقود تماماً إلا من أفراد قليلين جداً في اعتقادنا هم الذين وصفهم الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله في الحديث الصحيح: «إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء» .
الآن لأجل إزالة الشبهات والإشكالات: ألا تظن أنت يا أستاذ أن الإسلام في غربة؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب! الآن إذاً هذا الحديث صدق فينا الآن: «إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء» لو سألنا سائل فقال لنا: من هم الغرباء؟ نحن نعتقد أنه إن قيل: هو كل متمسك بمذهب من المذاهب الأربعة لا يكون
صادقاً في هذا، لماذا؟ لأنه أولاً هو يتعصب لإمام دون الأئمة الآخرين ويحصر الفائدة في إمام دون الآخرين، ثانياً وهو الأهم: لا يصدق عليه تعريف الرسول للغرباء فقد سئل عنهم فقال عليه الصلاة والسلام: «الغرباء هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي» فالآن واجعلنا نكون صريحين كما جرينا في هذه الجلسة: هل تعلم في العلماء المذهبيين أنهم يصلحون ما أفسد الناس من بعده عليه الصلاة والسلام من سنته، أم هذا الإصلاح محصور في طائفة في بعض البلاد يسمون بأنصار السنة كمصر في بلاد أخرى يسمون بأهل الحديث كالهند وباكستان .. في بعض البلاد مثل الأردن وسوريا وغيرها يسمون بالسلفيين إلى آخره ويجمعهم هؤلاء كلهم أنهم يحاولون أن يكونوا من الفرقة الناجية، هل تعلم أنت غير هؤلاء على تعدد أسمائهم واتفاقهم في هدفهم، هل تعلم أن هناك من ينتمي إلى مذهب من المذاهب الأربعة يحرص أشد الحرص ليكون غريباً كما وصفه الرسول عليه السلام:«هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي» ؟ أنا أقول مع الأسف: لا، إذاً: فنحن نريد من كل علماء المسلمين أولاً، ثم من طلاب العلم الشرعي ثانياً، ثم من طلاب كل العلوم ما دام تجمعنا معهم الإسلام أن يدندنوا معنا دائماً وأبداً أن يكونوا غرباء أمثالنا.
طبعا! هنا يوجد تخصصات، أنت طبيب مثلاً أنا أستفيد من علمك، ولا أستطيع أن أعيش في غير علمك، والمؤمنون كمثل الجسد الواحد كما تعرف الحديث صحيح، كذلك نحن نريد من كل أفراد المسلمين على اختلاف تخصصاتهم ودراساتهم أن يلتقوا معنا على كلمة سواء، وهي: الحرص أن
نكون غرباء في هذا الزمن؛ لأن الرسول عليه السلام قال: «إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء» طوبى للغرباء: شجرة في الجنة، يقول الرسول عليه السلام في الحديث الصحيح:«يمشي الراكب المسرع تحتها مائة عام لا يقطعها» طوبى باللغة العامية: هنيئاً لهم، من هم؟ الغرباء، ما صفتهم؟ يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي، فإذا عالم من علماء المسلمين أصلح وأنت لست عالماً في هذا المجال وحسبك ما أنت فيه المجال من العلم يجب أن تكون معه، أن تكون مستجيباً له في الدعوة فحينئذ تدخل في تهنئة الرسول عليه السلام لهؤلاء الغرباء، تفضل يا دكتور.
(الهدى والنور/332/ 09: 07: 00)
مداخلة:
…
شيخنا! في هذا الموضع يعني: في عندي تساؤلات كثيرة أرى بأن السلفية تقول: بأننا يجب أن لا نتبع المذاهب الأربعة، وأن توحيد هذه المذاهب لا يمكن أن يحصل، أنا أرى بأن المذاهب الأربعة هي مذاهب السلف الصالح حاولوا أن يجتهدوا بالأخذ عن سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بما استطاع كل واحد منهم أن يجتهد، ورأى أن هذا صحيح؛ لذا: أرى أن علينا نحن معشر المسلمين أن نحاول أن نأخذ من هذه المذاهب ومن غيرها وعليكم أنتم علماء المسلمين أن تقوموا بتوحيد هذه المذاهب .. أو ليس توحيداً لهذه المذاهب وإنما بالاجتماع على رأي صحيح من الآراء المختلفة في هذه المذاهب كمثلاً نأخذ مسألة الوضوء أو ما إلى ذلك .. أن يكون هنالك اجتماع من علماء المسلمين على رأي معين، وأن لا نترك الحبل على الغارب كما أرى في هذا؛ لأنك يا سيدي الشيخ أفهم من كلامك على حسب معرفتي بأنك
تقول: أن على كل إنسان أن لا يتبع مذهباً وإنما أن يجتهد إلى السنة ليصلح من هذه السنة، هذا لا ينطبع إلا عليكم معشر العلماء
الشيخ: سامحك الله، سامحك الله ..
مداخلة: لا ينطبع حتى علينا نحن ..
الشيخ: سامحك الله، كل هذه الجلسة، هذه الثمرة التي اقتطفتها ..
مداخلة: يا سيدي الشيخ اجعلني أكمل الذي فهمته ..
الشيخ: ما الذي تريد أن تكمل، تتهمنا بخلاف ما فينا، كيف تريد أن تكمل، ما بني على فاسد فهو فاسد، يعني: تريد أن تتكلم محاضرة ساعة وبعد ذلك تكون على شفا جرف هار، أو الأحسن ننبهك على خطئك مبدئياً.
مداخلة: تفضل.
الشيخ: من الذي قال لك أنني أقول: .. وأنا تكلمت مع الأستاذ تلك الساعة رداً على ما قد يفهم من رسالة البوطي أن هناك إنسان في الدنيا يقول: إن هذا المسلم الفرنسي الذي أسلم أن هذا لا بد أن يجتهد ويأخذ المسائل من الكتاب والسنة، ما سمعت هذا الكلام؟ كيف تقول أنت:
…
مداخلة: أنت ترجع يا سيدي الشيخ وتقول: نحن
…
نسلك مذهب من المذاهب ..
الشيخ: كيف تقول إذاً: أنا أقول: كل مسلم لازم يأتي يأخذ لوحده، الله يهديك يا دكتور، أنا قلت لك آنفاً: .. إذاً: لازم تنتبه لما تقول، الآن أقول شيء
جديد: ربنا قال: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] ربنا في هذه الآية جعل المجتمع الإسلامي قسمين: عالم وغير عالم، وأوجب على كل من القسمين ما لا يجب على الآخر، أوجب على من لا يعلم أن يسأل وأوجب على من يعلم أن يجيب، كيف أنت تقول إذاً تتهمني بخلاف ما عندي، أنا أومن بهذه الآية وبكل آية توضح المسائل التي اختلف فيها المسلمون قديماً وحديثاً:
منها: أن المسلم عليه أن يرجع إلى كتاب الله وإلى حديث رسول الله وقلنا آنفاً عندما كنا نجيب الأستاذ هنا: نحن نفرق بين التقليد فيجب التقليد أحياناً على العلماء وبين التدين بالتقليد فهذا حرام، هذا نحن نقوله لكن إذا أتينا للواقع .. أنت مثلاً الآن، أنت طبيب، لا تعرف هذه الصلاة صحيحة أو لم تصح، ما واجبك؟ ليس واجبك أنك تقول: أنا حنفي فقط، أو أنا شافعي فقط، واجبك أن تسأل أهل العلم الذين تثق بهم، هكذا القرآن يقول لك، وأنا أقول لك هكذا، أنا لا أقول لك: أن تترك طبابتك
…
وخذ دروس المذاهب .. الفقه المقارن كما يسمى اليوم، وبعد ذلك ادرس علم الحديث اصطلاحاً وأصول الفقه كذلك من أجل تتمكن بعد ذلك تعرف أنه يا ترى الصواب هل مس المرأة ينقض الوضوء أو لا ينقض الوضوء؟ لا، لا يجب عليك هذا لكن يجب عليك أن تسأل أهل العلم.
ثم ملاحظ منك ولا مؤاخذة أنك تقول: عليكم كذا، يا أخي! نحن على هذا، نحن ندعو أهل العلم وأهل الاختصاص وما عهدك ببعيد عندما سألنا زميلك الدكتور قلنا له: الدكتور البوطي الآن ما رأيك يستطيع أن يجتهد أولاً؟
قال: والله إذا وقفنا عند رسالته هو يقول: أنه يستطيع أن يجتهد، أنا قلت له: لكن هو لا يزال شافعي المذهب فلماذا لا يجتهد، فإن البوطي الآن أنزله في منزلة رجل من عامة المسلمين، فقلت لي إذاً: هذا التعميم من أين أخذته، أنه أنا أو غيري من طلاب العلم أن يفرض على عامة المسلمين أن يجتهدوا، لا يا أخي! هذه البضاعة ليست صادرة من عندنا، أنت سمعتها من أعدائنا أعداء الدعوة عرفت كيف؟
مداخلة:
…
الشيخ: ما سمعت شيء؟
مداخلة: الله يسامحك.
الشيخ: ما سمعت شيء؟
مداخلة: لا.
الشيخ: طيب من أين هذه البضاعة طلعت منك إذاً؟
مداخلة: هذا تفكير أقول لك على حد مقدرتي من الشيء الذي فهمته منك.
الشيخ: من الذي فهمته.
مداخلة: وإن كان في عنده توضيح
…
الشيخ: الله أكبر، غريبة هذه .. فقط يعني .. غريب يا دكتور أنك تكون .. هذه البضاعة من الخارج والآن نحن البضاعة لم تطلع منا، نحن نقول: .. سأضرب
مثال يتعلق في مهنتك: إذا كان طبيب طالب في الطب هل يصلح أن يجري علمية جراحية وهو ما زال في الضحضاح؟
مداخلة: لا.
الشيخ: وهكذا علم الشرع، كيف تتصور أنت وكيف دخل في عقلك أننا نقول: أن كل مسلم لازم يفتح القرآن ولو كان إنجليزي ويفهم القرآن ويأخذ الحكم يا ترى {أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ} [النساء: 43] المقصود فيه الجماع أو مقصود فيه اللمس؟ كيف دخل في عقلك أننا نقول هكذا؟ ! على الرغم من الحديث السابق، سامحك الله فقط.
مداخلة: بالنسبة للمذاهب الأربعة يعني: لا يجب على أي واحد منا أن يقول: أنا حنبلي أو أنا شافعي أو أنا مالكي، يجب تذوب هذه المذاهب أو لا، هذا الشيء الذي أحببت ..
الشيخ: يا أخي سل ما شئت أنا سأجيبك، لكن أنك تتهمنا بما ليس فينا هذا لا يجوز
…
مداخلة: أنا لم أتهمك يا سيدي الشيخ، أنت .. سيدي الشيخ أنت يجب أن تكون أوسع صدراً من ذلك، أنا سألتك على حسب معرفتي ..
الشيخ: يعني: كل هذا ما تراني واسع الصدر؟ أما عجيب، هل أنت قلت آنفاً: ما سمعته مني؟
مداخلة: أنا هذا الذي فهمته ..
الشيخ: كيف الذي فهمته؟ طيب! والجمهور الجالس فهم معك .. اشترك
في هذا الفهم؟
مداخلة: والله يا سيدي الشيخ! أنا ..
الشيخ: طيب! اسأل ما شئت الآن.
مداخلة: أنا الذي فهمته هذا، أنا لا يهمني الذي فهمه الجمهور الجالس؛ لأنني لا أستطيع أن أسأل كل واحد: ماذا فهمت؟ إذا تقدر أن تجيبني على سؤالي .. على الشيء الذي سألته أجبني، لا تحب أن تجيبني أنا أسحب سؤالي واعتبر أني لم أسأل.
الشيخ: ما شاء الله عليك! قبل أن تقول هذا الكلام، أقول: اسأل ما شئت، ماذا يعني .. سؤالك خطير جداً حتى لا ..
مداخلة: بالنسبة للمذاهب الأربعة ..
الشيخ: نعم.
مداخلة: هل في كلامكم بأن هذه المذاهب يجب أن لا يقول الإنسان: أنا شافعي، أو أنا مالكي أو أنا حنبلي أو ما إلى ذلك؟
الشيخ: نعم، يجب أن لا يقول، أخذت الجواب؟
مداخلة: نعم،
…
الشيخ: ما رأيك أنت، يجب عندك، نعم.
مداخلة: أنا عندي، الله يسامحك يا سيدي الشيخ! أنا لا أقدر
…
أنتم أهل العلم وكل حين تقول لي: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]
أنا أسألك، لماذا أسألك؟
الشيخ: طيب! هل أنا أقول لك: لا تسألني؟ !
مداخلة: طيب! لماذا
…
الشيخ: أنا أقول لك لا تسألني؟ !
مداخلة: لا.
الشيخ: لكن يا ترى إذا قلت لك: اسألني، ألا يجوز أن أسالك؟
مداخلة: أسأل طبعا.
الشيخ: وهذا أفعله معك، أنا أقول لك: مثل ما أنت يجوز أن تسألني وأقول لك: سلني بما شئت، لكن هل هذا يعني: أنه أنا ممنوع أن أسألك؟
مداخلة: لا، ليس ممنوع.
الشيخ: إذاً: لماذا تستنكر أني أسألك؟ ! أنا بعدما أجبتك، أقول لك: أنت ما رأيك؟ أنت ..
مداخلة: أنا رأي بما قلت: أنت كإنسان من أهل الذكر وأنا لا أعرف، فيجب علي أن آخذ بالشيء الذي قلته؛ لأني لا أعلم أكثر من ذلك، لكن الآن أريد أن أسألك سؤال: لماذا
…
؟
الشيخ: ما رأيك يا أبو ليلى! أن تسمعه كلامه الأول حتى يعلم الدكتور أنه يتناقض في كلامه؛ لأنه بدأ يعمل محاضرة أنه أنتم أهل العلم لازم أن تعملوا كذا وكذا .. شايف؟ ! والآن يأتي ويقول: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا
تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]، أنا يا دكتور! أجبتك: لا يجب، فإن اقتنعت فبها، لم تقتنع أسأل حتى أجيبك، تريد التفصيل؟ قلت: تريد تفصيل.
مداخلة: والله أنا أحب أعرف لماذا يعني؟ !
الشيخ: أسألك ..
مداخلة: عدم اتباع مذهب بعينه، لماذا نقول .. لا يصح أن نقول: أنا حنفي أو أنا مالكي، إذا هناك إمكانية أنك تفتيني ..
الشيخ: يا أخي! لا تكرر الكلام بارك الله فيك، هذا لا يجوز، واحد يقول لك: تريد التوضيح قل له: نعم، قل له: لا.
مداخلة: نعم.
الشيخ: ترجع وتقول: إذا ستجيب أو لا، ما معنى هذا تهددني أو ماذا؟ والله غريب.
مداخلة: يريد أن يتلطف في السؤال الدكتور.
الشيخ: لا أريده يتلطف بالعكس، أنت تعرف من تاريخ المذاهب شيء حتى نوفر .. نشطب قليلاً من الكلام .. تعرف تاريخ المذاهب؟
مداخلة: شيء بسيط.
الشيخ: طيب! هل تعرف أنه في زمن أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ما كان هناك مذاهب؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب! فإذا قال لك أحدهم: نحن لا نريد مذاهب الآن مثلما كان الأمر الأول، ألا يدخل في عقلك أن هذا الكلام صحيح؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب! انتهى ماذا تريد بعد؟ ! لا يجب أن تكون حنفياً ولا شافعياً ولا مالكياً ولا حنبلياً ولا غير مذهب شيعي وزيدي ونحو ذلك، لكن نحن اليوم نقتصر على ما فينا (( .. انقطاع .. )) حتى يجب على المسلم أن يكون حنفياً؛ لأن المسلمين الذين ماتوا قبل هذه المذاهب ماتوا مسلمين أو ماتوا غير مسلمين؟ لا شك، ماتوا مسلمين، فنحن إذا متنا كما ماتوا هم غير متمسكين بمذهب من المذاهب، ألا نكون مسلمين، فإذاً: أردنا أن نقول: يجب اتباع مذهب من أين نأتي بهذا الحكم الواجب؟
مداخلة: أنا أقول: لا أعلم مدى صحة الحديث الذي يقول: «عليكم بسنتي وسنة الراشدين من بعدي .. » .
الشيخ: الله يهديك يا دكتور! هؤلاء مذاهب ..
مداخلة: نعم.
الشيخ: نسيت أنك تسأل عن المذاهب الأربعة، هؤلاء الخلفاء الراشدين ألهم مذاهب؟ !
مداخلة: المعني كان بالخلفاء الراشدين هم فقط الخلفاء الراشدين، أما الراشدين من أهل السنة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ..
الشيخ: ما حسيت
…
ما فعلت الآن أنت، أنا سألتك ما أعطيتني جواب
وعدت تسألني، الله يسامحك!
مداخلة: الخلفاء الراشدين لم يكن لهم مذاهب.
الشيخ: طيب! إذاً: ما تريد بالحديث؟ ما دام أنك تعرف معنا أن قبل المذاهب الأربعة كانوا مسلمين-
فما دام واضح بارك الله فيك أنه قبل المذاهب الأربعة كان هناك مسلمين صالحين ماتوا على الهدى وعلى التقى إلى آخره، ما هو الآن واقف في طريقك أنك تستغرب عندما نقول نحن: لا يجب على المسلمين أن يكونوا على مذهب من المذاهب الأربعة، ألا يسعهم ما وسع السلف الصالح، ستقول: نعم، إذاً: ما بقي عندك ماذا قال؟ هاته.
والغريب في الموضوع أنك تسأل ذاك السؤال وأنت معنا فعلاً وعلينا فكراً، وهذا من عجائب التناقض؛ لأنك تريد .. هل تعلم؟ !
مداخلة: نعم.
الشيخ: لأنني أخشى أنك لم تفهمني، ثم تأتي وتبني علالي وقصور على شيء ما فهمته مني، كيف أنا فهمت منك أنك معنا فعلاً وعلينا فكراً؟ ! كيف؟ ! كان من جملة كلامك أنك لا تتمسك بالمذهب ولا عشت أنا على مذهب معين، أليس كذلك؟
مداخلة: مضبوط.
الشيخ: هذا هو أنت تلتقي معنا في هذا، وحينئذ تقول: أنا أقول: أنك علينا لماذا؟ لأنك تريد أن تقول: أنت تقول لا يجب، كيف هذا لا يجب؟ يا أخي!
لو كان يجب تكون أنت فاسق كأنك أنت لست على مذهب، صح أو لا؟
مداخلة: يا شيخ! المشكلة بالشكل التالي: أنا تكلمت بكلام في الأول قلت لك: أنا أعرف أننا في المذهب الحنبلي لكن أنا لا ألم بالمذهب الحنبلي فهذا الشيء فعلاً أنت أجبت أنه
…
أن يكون على مذهب
…
الشيخ: يعني: .... أنت أو هو، كلمة ملم، يعني: ماذا يريد يكون عالم بالمذهب الحنبلي؟
مداخلة: لا يجب الإنسان أن يكون على مذهب معين، ولكن بنفس الوقت أنا أعلم عن الناس كلهم أن هذا من المذهب الفلاني هذا من المذهب الفلاني، على هذا الأساس أردت أن أعرف: هل هذا صحيح أم هذا خاطئ ..
الشيخ: هل الآن الدكتور ينصفني؟ أنا أتكلم عنه وهو يتكلم عن الناس!
مداخلة: طبعاً!
…
الناس كلهم
…
الشيخ: أنا أتكلم عنه وهو يتكلم عن الناس، يا حبيبي! أنت مخالف .. أنت غير متمسك بمذهب .. واقعك أنك غير متمسك بمذهب، فإما أن يكون التمسك بمذهب واجب فأنت تارك هذا الواجب، وإما أن لا يكون كما نعتقد فأنت الحمد لله كما قلت آنفاً: معنا فعلاً وعلينا فكراً، هذا إذاً لازم أن تعدل موقفك العملي مع موقفك الفكري، حتى لا تكون مناقضاً في ذاتك.
مداخلة: الذي أردت أن أقوله يا سيدي الشيخ! أنه إذا كان هنالك من هو متمسك بمذهب معين من المذاهب الأربعة فهم جزء من علماء المسلمين؛ لأنه لا يمكن للناس العامة .. عامة الناس التي لا تعلم بالفقه أنها تكون
متمسكة بمذهب معين حتى لو قال: أني أنا أتبع ذلك المذهب، ممكن يكون متبع شيء واحد أو اثنين أو ثلاثة لكن لا يتبع المذهب ..
مداخلة: في عندك جلسة ..
مداخلة: نعم؟
مداخلة: في عندك
…
فقط هذا الشيء.
مداخلة: غير ذلك لا يمكن أن واحد منهم يلم في مذهب معين.
مداخلة: شيخ!
…
أتكلم بسؤال لعله إن شاء الله يوضح
…
الشيخ: لا عليك، أحفظ سؤالك، هل أفهم من كلام الدكتور أنه بعد أن يدندن أنه لا يمكن أن يكون الإنسان على مذهب واحد، أو يسأل: هل يجب أن يكون الإنسان على هذا الشيء الذي لا يمكن؟
مداخلة: أنا قصدي في محاورة معه، أنا أسال يا سيدي الشيخ ..
الشيخ: لا عفواً، أنت إخواننا هؤلاء الذين نعيش معهم كثيراً يعرفون أن من كلامي معهم أنه إذا طلبوا مني شيء أقول لهم: تعرفون أنني أستجيب فوراً، لكن أنت الظاهر ما عرفتني ولذلك أصبحت تحمسني بالزيادة أنه إذا كنت تستطيع أن تجيبني وإلا أنا سأمسك سؤالي، ((يا أخي! أنا مستعد على عجري وبجري .. على شيخوختي أن أجلس معك حتى مطلع الفجر)).
مداخلة: الله يخليك يا سيدي الشيخ.
الشيخ: وتسأل ما شئت وأجيبك بما عندي ولا يهمني بعد ذلك اقتنعت أو
لم تقتنع؛ لأن هذه القناعة ليست بيدي، إذا كان الله يقول لنبيه:{إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ} [الشورى: 48] أما الهداية بيد الله عز وجل ولذلك فأنا واسع جداً في هذا المجال وأنت لا تتضايق إطلاقاً من إلقائك السؤال بعد السؤال ولكن اجعل سؤالك مقنن بحيث أنك تشعر بضرورة توجيه السؤال ليكون الإجابة عليه أيضاً ضروري، وإلا يضيع علينا الوقت وتضيع علينا الفائدة.
وأحببت أنا في الحقيقة من باب الدين النصيحة أن أذكرك بنفسك، فأنت واقعك غير ما يبدوا من لسانك الذي يعبر عما في ذهنك كما قال ذاك الشاعر:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما
…
جعل اللسان على الفؤاد دليلاً
فالشيء الذي تفهمنا إياه بلسانك أراه يخالف واقعك، من جهتك أنك عرفت أخيراً أو عرضت وفصلت وبينت أنه عملياً لا يمكن أن يكون الإنسان متمسك بمذهب واحد، إذاً: تسأل هل يجب التمسك بما لا يمكن، يعني: معناه: أنك غير مستقر فكرياً وذهنياً.
مداخلة: ليس غير مستقر، سيدي أنت .. يجوز أنا يعني:
…
أو لم أستطع تحديد السؤال بشكل جيد، أنا أقول بأنه من الواقع أنه لا أحد يتمسك بمذهب معين إلا علماء المسلمين؛ لأن الإنسان المذاهب هذه هم علماء المسلمين.
الشيخ: الآن، تظن أنك أحسنت التعبير؟
مداخلة: أعتقد هذا
…
الشيخ: بارك الله فيك تذكر عندما تحدثنا مع زميلك هنا، قسمنا العالم الإسلامي إلى أقسام: وضعنا العلماء في القسم الأول، أنت الآن في كلامك
تضع القسم الأول مقام القسم الأخير، يعني: تضع العلماء مقام العامة، نحن قلنا: العلماء هم الذين يقدرون على الاجتهاد، الآن أنت تقول: هم الذين يتمسكون بالمذهب؛ لأنهم الذين يلمون بالمذهب، وهم الذين يعرفون بالمذهب، يا أستاذ .. يا دكتور! هؤلاء واجبهم أن يأخذوا من الكتاب والسنة، لا أن يكون هذا حنفي وهذا شافعي، ما لك أنت تقول:
…
هؤلاء واجبهم غير الواجب على العامة.
فأنت عندما تقول: أنت مثلاً عشت عملياً في المسائل حنبلي .. شافعي إلى آخره، ويمكن لا تعرف أن تميز المسألة هي في المذهب الفلاني؟ علمك هو كذلك؛ لأن هذا ليس عملك، لكن الذين تعنيهم العلماء هؤلاء لازم لا يقولون مثل ما قلنا عن البوطي إذا كان البوطي يقدر على الاجتهاد ويأخذ من الكتاب والسنة، ليس لازم أن يقول عن نفسه: أنا شافعي أو ذاك يقول: أنا حنفي، فأنت الآن تعكس الموضوع تماماً، هؤلاء العلماء الذين يلمون بالمذاهب، هؤلاء المجتهدين .. هؤلاء لازم يقولون: قال الله كذا .. قال رسول الله كذا .. لا يقولوا: أنا حنفي؛ لأن إمامي قال كذا، هذا يقوله طلاب العلم الشرعيين فقط، أما العامي فكما شرحنا آنفاً في قوله تعالى:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] العلماء إذا سئلوا أجابوا بقال الله قال رسول الله، العامة لا يقولون: قال الله قال رسول الله؛ لأنهم لا يفهمون لكن عليهم أن يسألوا الذين يفهمون، من هم؟ العلماء.
ابن القيم رحمه الله له شعر جميل يقول في تعريف العلم، ما هو العلم:
العلم قال الله قال رسوله
…
قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة
…
بين الرسول وبين رأي فقيه
اليوم نحن نعرف هذا الشيء عندما تقول له: يا أخي! السنة كذا .. الرسول قال كذا، يقول يا أخي: مذهبي كذا، هذا هو التدين من المذهب الذي لا يجوز؛ لأنه يرد قول الله وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بمجرد مخالفة قول الله وقول رسول الله، لماذا؟ لمذهبه، فإن كان عالماً، قال:
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة
…
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
إن كان عالماً يقول: لا، أنا لا آخذ بهذه الآية ولا آخذ بهذا الحديث؛ لأنه خلاف مذهبي، هذه ليس بعدها مصيبة، وإن كان من طلاب الفقه الشرعي، أيضاً هذه مصيبة، لا بد أن يلقنوا في المدارس: يا طالب العلم لا بأس درست المذهب الشافعي وعشت عليه مدة من الزمن لكن إذا تبين لك أن في مذهب آخر كالحنفي أو الحنبلي أو المالكي، ما هو أصح من المذهب الذي أنت عشت عليه لا تتشبث بمذهبك؛ لأن هذا ليس ديناً، الدين قال الله قال رسول الله، خذ بالمذهب الثاني في هذه المسألة ما دام الدليل هو أقوى.
هكذا يجب أن يلقن طلاب الشريعة .. علم الشريعة، أما الواقع اليوم في العالم الإسلامي كما شرحنا آنفاً نادر جداً جداً وعلى كل حال: أنا لا أريد أن أخسر ما كنا انتهينا مع الدكتور هنا في تفسير قوله عليه السلام: «إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء، قالوا: من هم يا رسول الله! قال: هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي» فأنا أرجوا أن نكون جميعاً من هؤلاء الذين يصلحون ما أفسد من سنتي من بعدي.
(الهدى والنور/332/ 36: 21: 00)