الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جماعة جهيمان
مداخلة: بالنسبة للجماعة التي هلكت في الحرم المكي بقيادة جهيمان العتيبي فقد جاء في رسالة الولاء والبراء للأستاذ عبد الرحمن عبد الخالق وصفه لهذه الجماعة أنها من الخوارج، فما رأيكم في إطلاق هذا الوصف؟ وهل هم فعلاً من الخوارج؛ لأن ابن تيمية رحمه الله قد ذكر فرقاً في كتابه مجموع الفتاوى بين البغاة والخوارج، وإذا ما طبّقت هذا الفرق يلاحظ أن هذه الجماعة من صنف البغاة ولا يصح إطلاق لفظ الخوارج عليهم والله أعلم؟
الشيخ: لا شك أن هؤلاء ليسوا خوارج لأن كلمة الخوارج تحمل في طواياها منهجاً خاصاً وطريقاً تبنته هذه الطائفة خالفوا الشريعة والكتاب والسنة في كثير من النواحي، ولذلك أخذوا هذا الاسم الخوارج ليس لمجرد أنهم يخرجون على الأئمة وإنما يخرجون عن نصوص الكتاب والشريعة، فليس هناك طائفة من أهل السنة يتبنون عقيدة أهل السنة مائة في المائة لكنهم شذُّوا فخرجوا على الحاكم المسلم، فيقال لهم مع كونهم خرجوا لا يقال لهم إنهم من الخوارج لأنه كلمة الخوارج لها دلالة خاصة تحمل في طواياها انحرافات كثيرة وعديدة غير انحراف الخروج عن طاعة الحاكم وإثارة الفتن بين الحكام وبين المسلمين، فلا شك أن جهيمان هذا لا يمكن أن نعتبره أنه كان من الخوارج، أما أنه خرج .. خرج لكن ما فيه تلازم بين كونه خرج وبين
كونه من الخوارج، في اللغة العربية يقال فلان إذا حُكِّم في مسألة من المسائل فحكم حكماً شرعياً بأنه عدل، أو حكم حكماً غير شرعي يقال بأنه ظَلَمَ .. لكن في كل من الحالتين لا يُقال في الأول حاكم عادل، ولا يقال في الثاني حاكم ظالم لمجرد أن الأول عدل في قضية واحدة، والآخر أساء وظلم في قضية واحدة وإنما يُنظر فيما يغلب على هذا الإنسان، نحن نعرف من تاريخ الأول أن الحجاج بن يوسف الثقفي مَضْرَب مثل للظلم والجور وقتل النفوس البريئة وحسبه أنه قتل سعيد بن جبير من كبار علماء التابعين ورواة الحديث، ترى هذا الحجاج الظالم ما عدل يوماً ما في قضية ما؟ لا بد أنه عدل كثيراً وكثيراً، لكن ما هو الذي غلب عليه؟ غلب عليه الظلم وبه عُرف.
فهؤلاء الجماعة الذين خرجوا وأثاروا فتنة الحرم المكي وهم بلا شك في ذلك كانوا مخطئين أشد الخطأ ما خرجوا في شيء آخر ولا تبنوا عقيدة الخوارج بما يتعلق بتكفير المذنب المرتكب الكبيرة، ما تبنوا عقيدة الخوارج التي تقول بأن الله لا يُرى في يوم القيامة أو في الآخرة، بينما أهل السنة يقولون يراه المؤمنون بغير كيف وتشبيه وضرب من مثال .. فتسميتهم خوارج فيه مبالغة بالطعن في هؤلاء وحسبهم أنهم بغوا واعتدوا في هذا الخروج وكانوا سبباً لسفك دماء بريئة من كل من المسلمين الذين كانوا في ذاك الحرم مهاجمين أو مدافعين أو مسالمين، هذا رأيي بالنسبة لهذا السؤال لعلي أحطت بإجابة عن السؤال وإلا بقي شيء هناك؟
مداخلة: جزاك الله خير.
(الهدى والنور /211/ 15: 04: 00)