الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل المسلم ملزم باتباع
أحد أصحاب المذاهب
؟
مداخلة: هل المسلم ملزم باتباع أحد أصحاب المذاهب المُتَّبعة: الإمام أحمد والإمام الشافعي؟
الشيخ: المسألة تختلف جداً بين شخص وآخر، بين مثلاً يكون في سؤالك المسلم تقصد الجاهل العامي، بين تقصد العالم الدكتور، يعني اللي آخذ شهادة الدكتوراة يختلف الجواب، العامي لا يلتزم مذهباً لأنه العامي لا مذهب له، مذهبه مذهب مفتيه، فهو أي عالم يسأله بيمشي على كلامه، أخطأ أو أصاب هو ما عليه مسؤولية، هو عامل بقول تعالى:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]، أما إن كان من أهل العلم ونعني بأهل العلم أنه يستطيع أن يفهم القرآن ويفهم السنة بمعنى: أولاً عنده علم باللغة العربية، هذا العلم بيمكنه أن يفهم القرآن فهماً صحيحاً، وأحاديث الرسول عليه السلام كذلك، ثم فيه عنده علم بالأحاديث ما يصح منها وما لا يصح، وعنده علم بالناسخ والمنسوخ من القرآن من السنة إلى آخره، هذا لا يجوز أن يقلد إماماً، لكن إذا كان لا علم عنده حينئذ يحشر هو مع العامة، ويشمله قوله تعالى:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]، وهذه مصيبة الدهر
اليوم؛ لأنهم ما يستطيعون اجتهاد هؤلاء؛ لأنهم يحاربون الاجتهاد والمجتهدين وبيقولوا بعضهم ألف رسالة سماها اللامذهبية تفرض اللادينية، أخذت الجواب؟
مداخلة: يعني: في حالتي أنا الحمد لله رب العالمين احفظ القران برجع للتفسير من خلال التفاسير ودائماً إذا اختلفت في حكم ولا بشيء
…
الإمام الشافعي ولا
…
وأنا حقيقة يعني: أشوف الحكم اللي يرتاح له
…
عن هذا قلبي أتبعه هل الشيء بيجوز أم لا؟ وخاصة مش عارف
…
مش من ناحية التفكير بالعكس أنا بشوف من ناحية الشيء اللي يرتاح له قلبي
…
من ناحية التفكير
…
الشيخ: هنا صعب الجواب عن هذا؛ لأنه أنت بلا مؤاخذة هل توفرت الشروط اللي ذكرتها لك آنفاً؟
مداخلة: .... أتبع مذهب أم ما أتبع مذهب؟
الشيخ: إذا عندك جو علمي.
مداخلة: مثلما تعرف
…
الشيخ: من الناحية أنا ما بعرفك.
مداخلة:
…
الشيخ: شو بيعرفني.
مداخلة: .... صاحب تعرفه؟
الشيخ: بعرفه جيد.
مداخلة: خلاص زيه.
الشيخ: زيه؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: زيه أنت ما بيجوز تقلد مذهب؛ لأنه ما بيخلي المذهب، لكن هو بيشوف الدليل مع أي مذهب بيمشي عليه فإذا أنت مثل ابنك بيكون هو مثلك.
مداخلة: ....
الشيخ:
…
الأولانية ما ضابطه، وهي قولك: أنت مثل ابنك.
مداخلة: .... حتى بيدرس المذاهب الأربعة كلها حتى
…
هذا مذهب أفضل من الثاني؟
مداخلة:
…
الشيخ: لا. ما بدنا نخارجه بدنا نستمد منه هو قال هذه ما ضبطت كيف تضبط بدنا نستمد منه بعض
…
مداخلة: ما بعرف.
الشيخ: بس ابنك بيعرف.
مداخلة: هو ابني بتعرف بيجوز بيني وبينه مسافة، مش كل شغلة بدي أجيء قله: تعال خرج هذه
…
ابني
…
من فائدة فائدة فائدة فائدة
…
كتب على
الأحناف.
الشيخ: طيب.
مداخلة:
…
زمن تركيا وتركيا كانت كلهم أحناف، واللي مش حنفي يرحل عن بلادنا.
الشيخ: طيب. ألا تدري إنه المذهب الحنفي فيه أقوال في المسألة الواحدة مش قول واحد، فإذا جاءك أقوال ماذا تسوي؟
…
مداخلة:
…
[مداخلات خلاصتها أن الرجل عند الخلاف يأخذ بما يطمئن إليه قلبه]
الشيخ: طيب، هل هذا هو الطريق اللي أمرك فيه رب العالمين؟ قال تعالى في القرآن الكريم:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59] وهذا الكلام يوجه لك مباشرة وإلى الجانب الجم بالتبعية إنه ماذا يفعل المسلم لما بيشوف الحنفي المذهب الواحد عنده ثلاثة أقوال؟ شو اللي يسوي فيها؟ هلا أنت انتقلت من المذهب الواحد اللي فيه ثلاثة أقوال إلى ثلاثة مذاهب، الثلاثة المذاهب فيها ثلاثة أقوال، فأخذت القضية بما تطمئن نفسك به شايف إذا كان هيك أولاً ما أصبت السنة، وثانياً: سوف تجيك مسألة تخالف فيها الدليل هذا مثلاً لحم الجزور ينقض الوضوء أم لا؟ مرت عليك المسألة كويس، ماذا تبنيت فيها؟ مذهب الجمهور طبعاً نعم؟
مداخلة: لحم الإبل؟
الشيخ: نعم.
مداخلة: نعم ينقض الوضوء.
الشيخ: ينقض الوضوء ليش؟
مداخلة: فيه حديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
…
الشيخ: كويس هذا الحديث أنت يعني استوثقت من صحته؟
مداخلة: لا.
الشيخ: هذه المشكلة، أنا بقول هذا مو من شأن تشكيكك هنا أنت أصبت السنة، والحديث اللي أسألك عنه هو حديث صحيح في مسلم من حديث جابر بن سمرة أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال:«يا رسول الله أنتوضأ من لحوم الغنم قال: إن شئتم. قال: أنتوضأ من لحوم الإبل. قال: توضؤوا. قال: أنصلي في مبارك الغنم. قال: صلوا. قال: أنصلي في معاطن الإبل قال: لا تصلوا» هذا حديث صحيح، لكن المسألة الأولى خالفت السنة فيها؛ لأنك أخذت أنت المسألة من طريق ما اطمأنت به نفسك، نفسك قد تطمئن أحياناً للحق كما في الصورة الثانية، وقد تطمئن لغير الحق؛ لأن الرسول عليه السلام ثبت عنه أنه كان يقبل السيدة عائشة ويقوم إلى الصلاة ولا يتوضأ، ما رأيك التقبيل فيه شهوة أم ما فيه شهوة؟
مداخلة: يا شيخنا أذكر بالنسبة للأحناف مرة ذكر إنه يبطل الوضوء.
الشيخ: أيش هو؟
مداخلة: لمس المرأة.
الشيخ: الأحناف؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: لا. هؤلاء شوافعة.
مداخلة: شوافعة.
الشيخ: نعم، المذاهب مثل ما ذكره الأخ هنا الصباغ نعم؟
مداخلة:
…
الشيخ: فالأحناف ما بينقض الوضوء، الشوافع بيقولوا بنقض الوضوء مطلقاً، المالكية والحنابلة بيقولوا: إن كان بشهوة انتقض وإلا فلا.
مداخلة: هو طبعاً النوع هذا المذي.
الشيخ: كيف؟
مداخلة: المرأة المرأة الأجنبية.
الشيخ: لا. ولو حلاله؛ لذلك
…
مداخلة: الإمام الشافعي رضي الله عنه ما كان عنده الحديث تبع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟ يعني: كيف بنى حكمه أنه ينقض الوضوء؟
الشيخ: هذا السؤال اللي وجهته لي وجهته لك، ليش خالفت الإمام الشافعي وقلت: إن كان فيه شهوة بينتقض وإلا فلا، ما كان عنده علم الإمام الشافعي؟ ليش خالفته؟ هذه المشكلة، نحن بنسأل سؤال بناء على ذاك السؤال لنصل إلى الجواب عنه، هل تعتقد أنت أن الإمام الشافعي أحاط بكل
شيء علماً؟ طبعاً الجواب لا، بيضيق شوية السؤال: أحاط بكل حديث علماً؟ كمان لا، مع أنه الأول «كل شيء» الله أكبر، كبيرة واسعة كثير، الآن صغرناها تماماً، أحاط بكل شيء علماً؟
مداخلة: لا.
الشيخ: إذاً: ما هو هذا الاستغراب في السؤال إنه ما كان الإمام الشافعي مطلع على هذا الحديث لا يرد هذا السؤال، لكن الذي ينبغي أن يقال في المناسبة، اللي بيخالف هذا الحديث خليه يقدم لنا حجة أقوى منه، وما فيه حجة طبعاً أكثر من حديث كل ما يمكن أن يقال: الحديث ضعيف أو صحيح، فهذا سؤال وارد، لكن لأنه أنت هلا تصور الآن عندك مؤتمر إسلامي، وما أكثر المؤتمرات ما شاء الله في آخر الزمان، وفي المؤتمر الإسلامي شيء من كل المذاهب الأربعة بيكفينا بدون ما نحشر بأه إباضية وزيدية وشيعية و .. و .. إلى آخره، أربعة مذاهب، مذاهب أهل السنة والجماعة، وأثيرت مسألة من المسائل كل واحد من هؤلاء إذا كان ليس من أهل العلم إذا طرح أحد الحاضرين من مذهب من المذاهب رأياً وتبناه سوف يجي يقول المخالف الأول للمذهب: إيه الإمام تبعنا ما عنده علم؟ وراح يقوم الثاني والثالث وكل واحد بيدعي نفس الدعوى وما بيوصلوا إلى نتيجة لماذا؟ لأن كل واحد متعصب لمذهبه، أما لو كانوا وضعوا قواعد علمية أصولية فقهية وحديثية وتبنوها سواء وافقت المذهب أو ما وافقت المذهب ممكن يتفقوا بكل سهولة، لكن ما فعلوا هذا مع الأسف جماهير علماء المسلمين اليوم يعيشون على هذا الأساس من التفرق في التمذهب، لذلك نحن نقول: التدين بالتمذهب هي البدعة، ولا نقول: التقليد هو بدعة، لا. نحن نقول: التقليد أمر لا بد منه، لكن التدين بالتقليد هو البدعة وهو الضلال، ومعنى ذلك: أن
المقلد إذا قيل له: قال الله وقال رسول الله أعرض ونأى بجانبه، أن يقال الشيخ قال الإمام خلاص هذا قلب الحقيقة الشرعية، وتقليداً للنصارى الذين نزل في حقهم قوله تعالى:{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31].
الحقيقة مشكلة عويصة جداً؛ لأنه كان المفروض المذهب السلفي يستمر أثره إلى هذا الزمان، المذهب السلفي من اللي بيمثله؟ القرن الأول «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم» القرن الأول يا ترى كان فيه علماء مثل الأئمة الأربعة أم لا؟ بلا شك كان فيه علماء، لكن ما كان فيه مقلدين لهؤلاء العلماء، فالواحد قد يسأل من يسأله من هؤلاء العلماء فما فيه يومئذ بكري ولا فيه عمري ولا فيه عثماني ولا فيه علوي ولا فيه مسعودي من ابن مسعود إلى آخره، فلان عالم عرض له سؤال بيسأله، مرة ثانية عرض له سؤال ثاني .. عالم ثاني بيسأله، ما بيقول: لا. أنا لا أسأل غير أبو بكر، وذاك بيقول: أنا ما أسأل غير عمر إلى آخره.
هذا النمط من الحياة العلمية اللي عاشوها هؤلاء السلف كان المفروض إنه يتوارثها الخلف عن السلف، لكن مع الأسف انقطعت هذه الطريقة من اتباع للعلماء دون تعصب لواحد منهم من القرن الثاني تقريباً حيث صار لهؤلاء الأئمة الأربعة أتباع يتعصب كل طائفة منهم لإمامهم، ثم صار ديناً وصار واجب على كل مسلم أنه يتخذ أية مذهب، وإلا يضيع، تعرف ليش بنضيع؟ لأن هؤلاء كل العلماء اللي كانوا يسألوهم كانوا هداة نور، كانوا هم اللي بيهدوا سبيل الجاهلين، هذه النوعية لم تبقى ما بقى غير فلان حنفي فلان شافعي بده يضطر لعامة الناس إنه يسألوا هؤلاء، بينما لو كان فيه جو علمي بيسأل زيد بيسأل بكر بيسأل عمرو إذا شك في شيء بيقول له: ما هو الدليل آية حديث إلى آخره، هذا النمط مفقود اليوم من العالم الإسلامي مع الأسف إلا ما ندر.
(الهدى والنور /138/ 05: 36: 00)