المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سبب اختلافات الجماعات السنية - جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى - جـ ٥

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌التعصب المذهبي

- ‌رأي العلامة الألبانيفي التمذهب

- ‌بيان خطر التعصب المذهبي ونهيأئمة المذاهب عنه وَرَدّ بعض الشبهات

- ‌أقوال الأئمة في اتباع السنة وترك أقوالهم المخالفة لها:

- ‌ترك الأتباع بعض أقوال أئمتهم اتباعاً للسنة:

- ‌شبهات وجوابها:

- ‌هل القول باتباع الكتاب والسنةيعني أن المذاهب مُطَّرحة

- ‌ما الجواب على من يقول: إن الأئمةهم القرون الأولى فوجب اتباعهم

- ‌هل من خالف الأئمة الأربعة يكفر

- ‌هل يجب اتباع مذهب معين

- ‌عودة إلى السنة

- ‌خطر التعصب المذهبي

- ‌هل المسلم ملزم باتباعأحد أصحاب المذاهب

- ‌حكم التلفيق في الأخذ من المذاهب

- ‌هل يجوز ترك العمل بالدليللقول إمام

- ‌هل يجوز إفتاء الناس بمذهب معين

- ‌حول كتاب بدعة التعصب المذهبي

- ‌هل يلزم من ترك التمذهبأن تُهجر المذاهب الأربعة

- ‌حول عبارة الطحاويفي ذم التقليد

- ‌اتهام السلفيين أنهملا يُقَدِّرون المذاهب

- ‌اتهام السلفيين بأنهم يُلْزِمونأئمة المذاهب مالا يَلْزَمُهم

- ‌حول تقليد مشايخ العصر

- ‌سؤال العالم على الدليل

- ‌إفتاء السائل بالمذهب

- ‌الفرق بين الاتباع والتقليد

- ‌المتمذهبون يُحْرَمون اتباع الدليلوهم يجتهدون فيما لا مجال للاجتهاد فيه

- ‌دعاء الشيخ للمسلمين بالعصمةمن التعصب المذهبي

- ‌الشيخ يحمد الله أن عصمه من التعصب المذهبي

- ‌خطر التعصب المذهبي

- ‌إذا لم نتبع المذاهب الأربعة فمن نتبع

- ‌طاعة العلماء

- ‌مناقشة المذهبيين

- ‌ضوابط استفتاء القلب

- ‌طالب العلم والتمذهب

- ‌هل يجوز للمبتدئ في طلب العلماتباع مذهب معين

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌أيُّ المذاهب أفضل لطالب العلم

- ‌حكم التقليد فيالتصحيح والتضعيف

- ‌هل يجوز تقليد العلماءتصحيحا وتضعيفا

- ‌باب منه

- ‌العمل عند اختلاف العلماءفي التصحيح والتضعيف

- ‌كتاب الحكم بغير ما أنزل الله

- ‌حكم الحكم بغير ما أنزل الله

- ‌هل الذين يحكمون بالقوانينالوضعية يخرجون من الملة

- ‌إقامة الحجة على الحاكمالذي لا يحكم بما أنزل الله

- ‌معنى الكفر البواح

- ‌تفسير آية (من لم يحكم)

- ‌باب منه

- ‌إسلام النجاشي

- ‌مبايعة من لا يحكم بما أنزل الله

- ‌الموقف من الحاكم الذي يُعَطِّل الشريعة

- ‌حكم الحكام الذين يُشْرِفون على البغاء

- ‌الحكم بغير ما أنزل الله

- ‌الحكم بين المتخاصمين

- ‌الدعاء على الحكامالذين يضرون بالأمة

- ‌الحكام المضلون

- ‌الطغاة وقتل العلماء

- ‌الحكام والمحكومون لا يُحَكِّمون كتاب الله فأصابهم ما أصابهم

- ‌الحكم بما أنزل الله بين الحكام والمحكومين

- ‌هل تطبيق أنظمة الكفر السياسيةوالاقتصادية يُعَدُّ كفرا بواحا

- ‌حكم من يفرق بين الشريعة والعقيدة

- ‌حكم الخروج على الحكام

- ‌حكم الخروج على الحاكم

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌حكم الخروج على حاكم شيوعي

- ‌حدود طاعة ولاة الأمور

- ‌لا طاعة للحاكم في معصية الله

- ‌هل التعامل في السوق السوداءمخالفة لولي الأمر

- ‌حدود طاعة الأمراء

- ‌ما حكم القيام بأعمال في نفسهامباحة والدولة لا تسمح بها

- ‌حكم التحايل على القوانين الوضعية

- ‌حكم مال من يعمل في بلد بدون إقامة

- ‌حكم التحاكم إلى المحاكم

- ‌حكم التحاكم إلى المحاكم الحالية

- ‌باب منه

- ‌حكم دراسة القوانين الوضعية

- ‌حكم دخول الجامعات التي تُدَرِّسالقوانين الوضعية

- ‌حكم دراسة القانون الوضعي

- ‌متفرقات

- ‌الأئمة من قريش

- ‌معنى الخلافة في قريش

- ‌حكم العمل كموظف عند أئمة الجور

- ‌حكم الاشتغال في سلك القضاء

- ‌جماعة جهيمان

- ‌هل يقال الله هو الحاكم

- ‌إطلاق لفظ صاحب الجلالة على الحاكم

- ‌هل هناك عهد شرعي يلزم صاحبهبالطاعة في المنشط والمكره

- ‌كيفية إقامة الحجة على الحكام

- ‌حول مانعي الزكاة

- ‌الدعاء لولي الأمر

- ‌باب منه

- ‌هل قاعدة كما تكونوا يولى عليكم على إطلاقها

- ‌هل الشورى معلمة أم ملزمة

- ‌نصيحة الشيخ للحكام أن يهذبواأنفسهم بالإسلام

- ‌حكومة المرأة

- ‌العلامة الألباني وفقه الخلاف

- ‌هل الاختلاف رحمة

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌سبب اختلافات الجماعات السنية

- ‌حول الاختلاف في الأصول وفي الفروع

- ‌الاختلاف بين الأئمة

- ‌الاختلاف في طريقة الوصول إلى السعادة

- ‌اختلاف الفتاوى

- ‌حول حديث لا يُصَلّين أحدكم العصر

- ‌الخلاف بين أتباع الأئمة

- ‌الاختلاف بين الشيخ وعلماء الحجاز

- ‌كيف نتعامل مع المخالفينإذا كانت القوة لهم

- ‌أدب الحوار والخلاف

- ‌حكم منكر الإجماع

- ‌موقف العامة من اختلاف الفتاوى

- ‌كيف يعرف خاصة الناس الراجحمما وقع فيه اختلاف

- ‌رأي العلامة الألباني فيجماعة أنصار السنة بمصر

- ‌رأي الشيخ في جماعة أنصار السنة بمصروأتباع الشيخ محمود خَطَّاب السبكي

- ‌رأي الشيخ في أنصار السنة بمصر

- ‌المجددون والتجديد

- ‌ما مجالات التجديد

- ‌هل يشترط أن يكون المجددمن أهل السنة

- ‌من هو المجدد وما هي شروطه

- ‌حكم العزلة

- ‌حكم العزلة

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

الفصل: ‌سبب اختلافات الجماعات السنية

‌سبب اختلافات الجماعات السنية

السؤال: بالنسبة لاختلافات الجماعات السنية هل هي اختلافات في الأصول يعني: مثل العقيدة الإسلامية، أو اختلافات مثلاً في روايات مختلفة مثل الأحاديث ..

الشيخ: عفواً حتى أستطيع الجواب ما تعني بأهل السنة يعني: قديماً؟

السؤال: قديماً وحديثاً يعني الموجودين الآن نقول.

الشيخ: صعب قليلاً الجواب عن هذا السؤال إلا بعد تمهيد

قديماً معروف عند العلماء والفقهاء أن أهل السنة ثلاثة ذلك وكل هذه المذاهب تنتمي إلى السنة بغض النظر عن صوابها وخطئها لكن نبهت من حيث الانتماء فهذه المذاهب هي ثلاثة في العقيدة، وأربعة في الفروع.

فالمذاهب الثلاثة المتعلقة بالعقيدة هي: مذهب أهل الحديث وهو الذي نتبناه ولا نرضى به بديلاً.

والمذهب الثاني: مذهب الماتريدية.

والمذهب الثالث: الأشعرية، أو الأشاعرة.

أما فيما يتعلق بالمسائل الفقهية فكلكم يعرف أن المذاهب أربعة طبعاً من

ص: 399

أهل السنة: المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، اليوم يختلف بعض الاختلاف هذا التفصيل فليس هناك الآن طائفة تنتمي إلى السنة بالمعنى العام انتماءً ثم تبنياً، معروفين بأسماء متعددة وكلها تنتهي إلى العمل بالحديث والسنة ففي الهند والباكستان يقال: أهل الحديث مثلاً، في مصر يقال: أنصار السنة، في سوريا وهاهنا يقال: السلفيون، فهؤلاء ينتمون صراحة إلى السنة ولا يتبنون مذهباً من هذه المذاهب بالذات لعلمهم بأن في كل مذهب من السنة ومن الحديث ما لا يوجد في المذاهب الأخرى، فإذا هم انتموا لمذهب واحد فقد يفوتهم شيء من الخير الموجود في المذاهب الأخرى اللهم إلا فيما يتعلق بالعقيدة فهم يتمسكون بمذهب أهل الحديث وأهل السنة وعلى رأسهم الإمام أحمد رحمه الله؛ لأن أهل الحديث فيما يتعلق بالعقيدة يفهمون الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح خلافاً للمذاهب الأخرى مما ذكرناه آنفاً كالماتريدية والأشعرية فهم لا يتبنون هذا الأسلوب أو هذا المنهج في فهم الكتاب وفي السنة، أي: لا يقولون: لا انتماءً ولا تبنياً نحن على منهج السلف الصالح في فهم الآيات وفي فهم الأحاديث.

بل قد قال بعضهم كلمة كنا نتمنى أن لا يقولها، وهي كلمة مشهورة مسلمة عندهم لا شية فيها ومع الأسف حيث قالوا: مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم، فهذا التفصيل بالنسبة لليوم لا ينطبق لماذا؟ لأنك إذا أخذت المسألة من الناحية الأولى، أي: فيما يتعلق بالعقيدة فأنت نادراً ما تجد من يقول لك: أنا أشعري أو أنا ماتريدي ما تجد من يقولها؛ لأنه مع الأسف الشديد لم تعد العقيدة تدرس دراسة جامعة في المدارس بل في الجامعات إلا

ص: 400

نتف متفرقة، وإذا درست في الغالب يختلف ذلك باختلاف البلاد التي توجد فيها تلك الجامعات.

مثلاً: في المغرب، المغرب كله ابتداءً من ليبيا مثلاً وانتهاءً إلى المغرب فهم يدرسون العقيدة الأشعرية، كذلك مثلاً في مصر، بينما في البلاد التركية مثلاً وكثير من بلاد الأعاجم قديماً يدرسون مذهب الماتريدي، لكن اليوم ضاعت هذه التخصصات بالسبب الذي ذكرته آنفاً، كما أنه ضاع أن يقول واحد من عامة الناس: أنا حنفي أو شافعي أو مالكي أو حنبلي إلا ما ندر جداً لماذا؟ لأنه أيضاً لم يعد الفقه يدرس في الجامعات كما كان الفقه يدرس قديماً في الحلقات العلمية في المساجد، وإنما أيضاً كما نشاهد الآن دكتور متخرج معه شهادة في الشريعة لكن هو لم يدرس إلا مسائل قليلة متفرقة فيما يتعلق بالفقه؛ لأنه الطريقة السابقة التي كانت أنفع وأثمر طريقة الحلقات لم تعد الآن موجودة مع الأسف الشديد في المساجد.

لم يبق إذاً في الميدان الموجود اليوم إلا من ينتمي إلى السنة صراحة ومنهجاً سواءً بالعقيدة أو في الفقه، أما المذاهب القديمة فهي كما ذكرت آنفاً ثلاثة في العقيدة: أهل الحديث والماتريديون والأشعريون والفقه كما تعلمون اليوم.

هذه المذاهب كلها بلا شك لا يوجد مذهب منها يتبرأ من السنة أو من العمل بالحديث، وهذه نقطة في الواقع يجب الانتباه لها

قَوَّمْنَا إنساناً مسلماً يقول: أنا لا أعمل بالحديث، فهذا خرج من جماعة المسلمين؛ لأن الحديث هو الذي به يستطيع العالم أن يفهم كلام الله تبارك وتعالى، ولذلك

ص: 401

أكد هذا المعنى عليه الصلاة والسلام في الحديث المعروف: «تركت أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولا يتفرقا حتى يردا علي الحوض» فنجد المسلم يقول: أنا لا آخذ بالحديث، لكن يوجد مسلمون بالألوف المؤلفة، بل يوجد ملايين من يفعلون ذلك عملاً وليس اعتقاداً، وقد يجدون لهم من الأعذار ما يكون عذراً عند الله عز وجل وما لا يكون.

مثلاً: كثير من المتخرجين من كليات الشريعة لا يتجاوبون مع الدعوة السلفية التي تدعوا جميع المسلمين للعمل بما ثبت في السنة وعدم التزام مذهب معين لأن ذلك ما أمر به القرآن والسنة أولاً ثم ما أمرت به الأئمة أئمة الفقه ثانياً فلماذا لا يقفون بالموقف مع الجمهور الداعي إلى العمل بالكتاب والسنة، يقولون لك: نحن ما نقدر أو ما عندنا طاقة هذه تحتاج إلى علم بالكتاب والسنة وعلم أصول الحديث وعلم أصول الفقه وإلى آخره.

وهذا طبعاً بحث طويل ولنا عليه أجوبة كثيرة لكن القصد الآن أن نقول: إن الموجود في الساحة الآن لا توجد ناس صريحين يدعون إلى العمل بالكتاب والسنة إلا الذين ينتمون إلى العمل بالحديث والسنة، أما الآخرون فكل منهم قانع بما درس أو بما لم يدرس إن كان درس الماتريدية فهو ماتريدي وهذا يغلب على الأتراك المتعصبين تمام التعصب للماتريدية في العقيدة وللحنفية في الفروع.

أما جماهير الناس فكما يقولون عندنا في سوريا: هات يدك ونمشي لا يعرف هو حنفي أو شافعي؟ ولذلك نجد كثير من أئمة المساجد من ناحية تراه يصلي كأنه شافعي، من ناحية أخرى تراه كأنه حنفي فهو كما يقولون أيضاً

ص: 402

عندنا: حنفشعي

مداخلة: يعني: كوكتيل أستاذنا

الشيخ: يعني مثلاً واضحاً جداً تجد إمام يرفع يديه ويحرص على القنوت في صلاة الفجر كأنه من الواجبات، لكنه لا يتورك في الصلاة في التشهد دائماً يفترش يفترش، مع أنه هذا مذهب الإمام الشافعي أولاً، ومما حضَّ عليه بصورة خاصة الإمام النووي في كتابه العظيم:«المجموع شرح المهذب» نبه على أنه يجب الاعتناء بالجلسة بالتورك هذه، ولعله ضم إليها بجلسة الاستراحة، وهذه أيضاً لا يفعلونها، فما تدري هذا حنفي لأنه ما يتورك وما يجلس جلسة الاستراحة، لكن اقتنع أنه رفع اليدين سنة فهو يرفع، أو على العكس من ذلك هو شافعي فيرفع تقليداً لمذهبه لكن ما بيتورك ولا يجلس جلسة الاستراحة تبعاً للناس.

لا أدري كنت أجبتك عما سألته؟ لكن إذا كان هناك أشياء بحاجة إلى استيضاح فما عندي مانع.

السؤال: يا شيخ!

أكمل على سؤاله أو أستوضح ..

الشيخ: لا، اسمح لي اجعله هو يعطي فرصة لغيره ..

مداخلة: تفضلوا

الأسئلة ترتبط على نفس الموضوع

السؤال: الاختلاف في الفروع أو الأصول؟

الشيخ: كلاهما.

ص: 403

السؤال: في الأصول يا شيخ مثل ماذا يعني؟

الشيخ: نأخذ المذاهب الثلاثة، هذه أصول أو فروع؟

مداخلة: أصول ..

الشيخ: المذاهب الثلاثة أصول أو فروع؟ ما لكم لا تنطقون؟

مداخلة: أصول ..

الشيخ: هذه أصول ما هي فروع لأنها تبحث في العقيدة فقط، أس الأصول كلها الإيمان؛ لأنه بدون إيمان لا ينفع أي شيء كما هو مقطوع به عند جميع المسلمين، فما رأيكم إذا كان العلماء اختلفوا في هذا الأس وفي هذا الأصل ألا وهو الإيمان؟ ! اختلفوا فيه، هل الإيمان قول وعمل أو اعتقاد وعمل ويتبع العمل طبعاً القول، أم هو اعتقاد وليس العمل من الإيمان؟ مذهبان:

أهل الحديث والأشاعرة يقولون: قولة الحق في اعتقادنا: الإيمان اعتقاد وعمل؛ ولذلك لا تأتي آية تذكر الإيمان إلا وتذكر معه العمل الصالح {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [البقرة: 25].

الماتريدية يقولون: الإيمان هو الاعتقاد فقط وليس العمل الصالح من الإيمان، هذا اختلاف كما قلنا في أصل الشريعة وهو الإيمان، تفرعت من هذا الاختلاف اختلاف آخر: هل يزيد الإيمان وينقص، أم لا يزيد ولا ينقص؟ قولان: من يقول: بأن الإيمان اعتقاد وعمل يقول: يزيد وينقص، زيادته الطاعة ونقصانه المعصية.

من يقول: بأن الإيمان اعتقاد وليس يدخل فيه العمل الصالح يقولوا: لا

ص: 404

يزيد ولا ينقص.

الآن وصلنا في هذه القضية الهامة إلى أنه يوجد اختلافان أو يوجد مذهبان في العقيدة في الفهم، لكن تفرع من هذا الاختلاف اختلاف فقهي، لا يزال مسطوراً في بطون الكتب وهو: هل يجوز لمن يعتقد أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص أن يتزوج امرأة تعتقد بأن الإيمان يزيد وينقص أم لا يجوز؟ صدرت فتوى بأنه لا يجوز لماذا؟ الآن هم يُطَبِّقون مذهبهم يقولون: الذين يقولون: بأن الإيمان يزيد وينقص إذا سئل أحدهم: هل أنت مؤمن؟ يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، والذين يقولون: لا يزيد ولا ينقص إذا قيل لهم: هل أنت مؤمن يقول لك: أنا مؤمن حقاً، هذا الذي يقول: أنا مؤمن حقاً يقول: أنا لا أتزوج امرأة تشك في إيمانها تقول: أنا مؤمنة إن شاء الله.

هكذا صدرت فتوى وعمل بها أصحاب هذا الرأي عشرات السنين، إلى أن جاء أحد كبار علمائهم ولعل بعض الحاضرين يعرفون تفسير .. مطبوع هذا التفسير تفسير أبو السعود مفتي الثقلين، هذا من كبار علماء الأحناف، أجاب وقد سئل: هل يجوز لحنفي أن يتزوج بشافعية؟ قال: يجوز تنزيلاً لها منزلة أهل الكتاب، وهذا معناه مع الأسف: معناه خطير لا يجوز العكس يجوز للحنفي باعتباره رجل أن يتزوج شافعية باعتبارها امرأة صارت كالكتابية، لكن الكتابي يجوز له أن يتزوج مسلمة؟ ! لا، فما يجوز للشافعي الذي يشك في إيمانه بزعمهم أن يتزوج حنفية، هذا كله مكتوب في الكتب، وإن شئتم سميت لكم بعض أسمائها.

هذا يا جماعة موجود وخلاف كما ترون في الأصول في أس الأصول، ثم

ص: 405

هناك مسائل كثيرة وكثيرة جداً ليس من السهل على عامة الناس أن يدركوها كهذه المسألة، أنتم تعلمون أن الخلاف القديم الذي أثاره المعتزلة خاصة في زمن دولة المأمون العباسي.

هذا القرآن هل هو كلام الله، أم ليس بكلام الله؟ فأهل السنة كلهم يقولون: القرآن كلام الله، المعتزلة يقولوا: لا، هذا القرآن كلام الله لكن كلام الله مخلوق يعني: ليس هو بكلام الله عز وجل، هنا الآن تظهر الدقة في الموضوع؛ لأن مذاهب السنة الثلاثة الآن يلتقوا لفظاً ويختلفون معناً، أهل الحديث يقولوا: كلام الله صفة من صفات الله ويستحيل أن يكون مخلوقاً، وهو كلام مسموع تسمعه الملائكة .. تسمعه الرسل .. لأن الله يقول مثلاً الذي قال في حق موسى: كلم الله موسى تكليماً، قال له لما كلمه تكليماً:{فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} [طه: 13 - 14] فإذاً: قال له: استمع، أي: كلام الله مسموع.

ويعبر عنه علماء الحديث أهل السنة حقاً بأن كلام الله أحرف وهذا ما صرح به عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات، لا أقول: ألف لام ميم حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف» فكلام الله عند أهل الحديث مسموع عند المصطفين الأخيار، وله أحرف.

أما عند المذهبين الآخرين من أهل السنة فكلام الله عندهم ليس بحرف ولا هو مسموع ويعبرون عن هذا النفي بعبارة مثبتة في زعمهم كلام الله نفسي، ويقولون بالكلام النفسي أي: الكلام النفسي في تعبيرهم تماماً كالعلم

ص: 406

الإلهي، أي: لا هو يسمع ولا هو يرى ولا أي شيء، هنا اشتد النزاع بين أهل الحديث وبين الأشاعرة والماتريدية؛ لأن هؤلاء عندما يقولون: كلام الله غير مخلوق يعنون: الكلام النفسي، يعني: يعنون ما يشبه العلم الإلهي المستقر في الذات الإلهية سبحانه وتعالى، لا يعنون ما يعنيه الحديث وما يعنيه القرآن.

لو أراد الإنسان يحصر الآيات لربما بلغت المئات التي فيها مخاطبة الله عز وجل لبعض خلقه: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ} [البقرة: 34]، قال لإبليس:{مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] قال: قال! ما هذا الكلام؟ ! عند أهل الحديث عرفتم، يعني: ربنا يخاطب آدم .. يخاطب الملائكة .. يخاطب إبليس في لحظة معينة، وإذ هذه ظرفية في اللغة العربية، في ظرف معين ربنا قال للملائكة:{اسْجُدُوا لِآدَمَ} [البقرة: 34].

أما الذين يقولون بالكلام النفسي ولا يقولون بالكلام اللفظي فهؤلاء يقولون ومن عجب ما يقولون ربنا عندما قال لموسى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} [طه: 17] منذ الأزل ربنا يقول: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} [طه: 17] فهذا خلاف الحقيقة يؤدي إلى إنكار معجزة القرآن؛ لأن المعتزلة يقولون صراحة: هذا مخلوق.

الأشاعرة والماتريدية مع أهل الحديث لفظاً مع المعتزلة عقيدةً؛ لأنهم لا ينكرون العلم الإلهي القائم في ذات الله عز وجل وشبيه ما اختلقوه من الاسم الكلام النفسي، خلاف الواقع يعني: مع الأسف على عكس ما تسمعون تماماً من بعض المحاضرين والدكاترة المعاصرين أن الخلاف يا أخي في الفروع وليس في الأصول! هذا في الواقع إذا ما قلنا: تضليل فهو جهل عميق بالشريعة

ص: 407

بالكتاب والسنة وواقع المذاهب الإسلامية المجودة اليوم.

ترى هل هذا في الأصول أم في الفروع؟ قول أئمة الفقه: إذا صح الحديث فهو مذهبي، هذا أصول أو فروع؟

مداخلة:

الشيخ: طيب! هات اليوم ملايين المسلمين لا يوافقوا معك على هذا الأصل بل قال قائلهم:

وواجب تقليد حبر منهم .. وواجب تقليد حبر منهم .. من الأربعة هؤلاء، فأنت ما يجب لك أن تتبع السنة من هنا ومن هنا ومن هنا لكن لازم تكون حنفي قح أو مالكي قح أو شافعي قح، كيف هذا ولم تكن هذه المذهبية الضيقة قبل الأئمة الأربعة؟ وكان هناك من قبل عشرات بل مئات بل ألوف الأئمة وعلى رأس الأئمة الخلفاء الأربعة فهل كان في زمانهم بكريين .. عمريين .. عثمانيين .. علويين .. لم يكن شيء من ذلك، الخلاف مع الأسف ما هو في الفروع فقط ..

انحراف عن أصول من الشريعة: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59] خذ الآن من شئت من الأئمة، لا أعني أئمة المساجد؛ لأن هؤلاء غالبهم غالبهم لا فقه عندهم، وظيفة من جملة الوظائف في الدوائر هذه، ما أعني هؤلاء لكن أعني الكبار الذين يقولون علماء ويقولون دكاترة وإلى آخره، ستجد كل منهم على مذهب، هذا حنفي وهذا شافعي، ادعوهم

ص: 408

إلى التحاكم إلى الكتاب والسنة لا تجد تجاوباً، إذاً: أين الخلاف في الفروع؟ الخلاف في الأصول بل في أصول الأصول.

مداخلة: يعني: أولى للإنسان أن يتبع هدي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا يتعصب لأي مذهب من المذاهب؟

الشيخ: نعم طبعاً! لكن .. هناك ملاحظة مهمة: سبحان الله! سنة الله في خلقه إفراط وتفريط خلافاً لقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143] استمرار جمود المسلمين عامتهم وخاصتهم إلا أفراد قليلين طيلة هذه القرون المديدة على التمذهب هذا أوجد ردة فعل، ردة الفعل هذه ابتداءً كانت جيدة وهو رجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح أي: العمل بالكتاب والسنة دون تعصب لأئمة المسلمين، لكن هذا الرجوع الآن بسبب أنه ليس له ضوابط وقواعد جماعية أعطى ردة فعل عكسية تماماً فصار رجل لا يعرف من الفقه شيئاً يقرأ حديث أو يسمع حديث، أصبح هو من الضروري يسلط فهمه والأصح أن نقول: جهله في هذا الحديث ويتبنى منه حكم ويذهب، في زعمه أنه من السهل بمكان أن كل إنسان يعمل مجتهد والأمر ليس كذلك.

ولأمر ما نحن نقول دائماً وأبداً كما قال علماؤنا من قبل:

وكل خير في اتباع من سلف

وكل شر في ابتداع من خلف

تُرى! السلف الأول .. القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية .. الصحابة والتابعون لهم وأتباعهم، هل كانوا كلهم علماء بالكتاب والسنة؟ لا، القليل

ص: 409

من الصحابة كانوا هم العلماء وجمهورهم لم يكونوا علماء، هذا الواقع ربنا عز وجل وضع له منهاجاً في قوله تعالى:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] فالسلف الأول: كانوا يعرفون مقدار علمهم أي: يعرفون نفوسهم، وأنهم ليسوا من أهل العلم فحينئذ إذا ما احتاجوا إلى معرفة مسألة ما سألوا؛ لأنهم يقرؤون في القرآن أو يسمعون على الأقل قول الله عز وجل:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] فربنا في هذه الآية جعل المجتمع الإسلامي قسمين:

أهل ذكر وأهل جهل وأوجب على كل من القسمين واجباً خلاف الواجب الذي على الآخر، فأوجب على من لا علم عنده أن يسأل أهل العلم، وأوجب على أهل العلم أن يجيبوا، وأكد ذلك عليه السلام في حديثه المشهور:«من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار» الآن المجتمع مع الأسف ما هو مجتمع إسلامي من جوانب كثيرة وكثيرة جداً، لكن أخطرها من الزاوية الإسلامية ما هي إسلامية أيضاً، يعني: من زاوية الخلاص من التقليد الذي ران على القلوب المئات من السنين فبزعم الخلاص وقعنا في مشكلة معاكسة وهو أن يفتي كل إنسان بنفسه نفسه بل وربما غَيْرَه بغير علم، فهو ربما لا يحسن تلاوة آية كما هي مقروءة أو مكتوبة في القرآن الكريم فضلاً عن حديث نبوي مع ذلك فهو يخل بتطبيق هذه الآية {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].

ومن أسباب ذلك: فساد الخلق وركوب الغرور في نفوس الناس والعجب فأصبح طالب العلم إن كان طالب علم لمجرد أن يشعر بأنه عنده قليل من

ص: 410

العلم صار لسان حاله كما يقولون عندنا في سوريا: يا أرض اشتدي ما أحد عليك قدي، وهو لا يكاد يفهم من العلم إلا شيئاً قليلاً جداً فهؤلاء في واد والمتزمتون الجامدون على تقليد المذهب بل المذاهب في واد آخر، والحق وسط بين ذلك وهو تحكيم فعلي للآية السابقة:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].

ويقولون: في الأحاديث التي تذكر كحديث لا أصل له لكن هو حكمة: (من عرف نفسه فقد عرف ربه) فأكثر الناس اليوم لا يعرفون أنفسهم؛ لأنهم ركبهم العجب والغرور، الله أكبر .. الحديث الذي يقول:«ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب كل ذي رأي برأيه» هذا داء من الأدواء التي نحن مصابون الآن في هذا الزمن، نعم؟

السؤال: هذا حديث؟

الشيخ: صحيح هذا ..

السؤال: «فعليك بخويصة نفسك» .

الشيخ: هذا حديث صحيح لكن دع «خويصة نفسك» ثلاث مهلكات.

السؤال: بالنسبة سؤال الأخ هنا: سمعت أحدهم يقول: أن من الجامعات الإسلامية حالياً لا تدرس العقيدة إلا عقيدة الأشاعرة إلا جامعتين .. الجامعات عفواً من ناحية الدول طبعاً: العربية السعودية وفي قطر أما مثلاً الجامعأت الأردنية وجامعة الكويت وكذا إلى آخره فلا تدرس العقيدة الصحيحة فهل هذا صحيح؟

ص: 411

الشيخ: إيه طبعاً هذا صحيح وهذا ما ألمحنا إليه آنفاً.

السؤال: يعني بالتحديد حتى الإنسان يدرك كثير من اللي تفضلت دكاترة في العلم فقه وفي كذا وفي كذا .. فيخرج على التلفزيون ويخرج في المجلات فلو عرفنا مصادر هؤلاء ومصادر علمهم إن شاء الله نتحرص من فتاويهم أو نقول فيهم: كذا وكذا فلو سمحت يعني: تعقب على هذا.

الشيخ: على كل حال هذا الذي ألمحت إليه هو الواقع وأنا أشرت إلى شيء منه آنفاً، عندما قلت في المغرب بطوله من شرقه إلى غربه تدرس العقيدة الأشعرية؛ لأنه هناك تلازم واقعي كل ما لكي فقهاً فهو أشعري عقيدة كذلك كل شافعي فقهاً فهو أيضاً أشعري عقيدةً، كذلك إلا القليل: كل حنبلي فهو أيضاً عقيدة أشعري إلا نوادر خاصة في العصر الحاضر، وهذا بلا شك يعود الفضل فيه إلى الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى والذين جاؤوا من بعدهم، والذي يصرحون بالدعوة إلى العمل بالكتاب والسنة كالشيخ ابن باز وأمثاله لكن المذاهب الثلاثة هذه خاصة بالمالكية والشافعية فهؤلاء لا يمكن أن يكونوا في العقيدة إلا أشاعرة.

وكل حنفي لزاماً أن يكون ماتريدياً لا يمكن إلا هكذا، نعم.

السؤال: لزاماً؟

السؤال: نعم، فلا تجد مثلاً حنفي أشعري أو شافعي ماتريدياً هذا مستحيل كواقع، لكن إذا رجعت إلى أهل السنة حقاً وأهل الحديث فستجد كثيرين منهم عاشوا في جو حنفي فروعاً وأصولاً لكن حينما هداهم الله عز وجل

ص: 412

للأصول حقاً لم يبقوا أحناف لا في الأصول ولا في الفروع، وإنما أخذوا الحق حيثما كان فمصر يغلب عليها التمذهب بالمذهب الشافعي فهناك تدرس العقيدة الأشعرية.

وقلت آنفاً: الأتراك ما يعرفون إلا المذهب الماتريدي .. الحنابلة يختلفون: حنابلة بلاد نجد يختلفون تماماً عن حنابلة في بلاد أخرى، مثلاً: نحن في سوريا عندنا حنابلة في بعض البلاد الشرقية عن دمشق

ورحيبة ودير عطية ونحو ذلك هؤلاء في الفروع حنابلة وفي العقيدة أشاعرة، هؤلاء أصابهم ما أصاب الأشاعرة، أي: تركوا مذهب إمامهم الأول، إمام السنة الإمام أحمد وتأثروا بالمذهب مذهب الأشاعرة، والآن لا أقول بالمذهب الأشعري؛ لأني قلت آنفاً: إن هؤلاء أصابهم أي: حنابلة سوريا وأمثالهم ما أصاب الأشاعرة.

الأشاعرة ينتمون إلى أبي الحسن الأشعري، لكن أبو الحسن الأشعري رجع عن أشعريته واتبع مذهب الإمام أحمد بن حنبل وله كتاب هام جداً مطبوع عدة مرات اسمه:«الإبانة في أصول الديانة» مذهبه هناك على مذهب أهل الحديث مذهب الإمام أحمد، ليت الأشاعرة يعملون بهذا الكتاب في كل بلاد الإسلام إن كان في مثلاً مصر أو هنا؛ لأنه ألاحظ أيضاً هنا يغلب عليها من ناحية الفروع التمذهب بالمذهب الشافعي والكثير منهم لا يعرفون العقيدة الماتريدية بغض النظر عن صوابها أو خطئها بقدر ما يعرفون المذهب الأشعري.

فالدراسة في الجامعات في هذه البلاد هي الحقيقة من ناحية الفروع إما جموداً على مذهب معين أو على طريقة ما قلناه نقلاً عن الاصطلاح السوري:

ص: 413

حنفشعي، أو ما يسمى بالاصطلاح الفقهي: بالتلفيق فهناك تقليد وهناك تلفيق، التقليد: هو اتباع إمام معين وهذا طبعاً لا يجوز بينما التقليد لا بد منه.

قلنا نحن آنفاً في التعليق على قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] إن عامة الناس يسألوا أهل الذكر لكن أهل الذكر فيهم الخير والبركة ليس زيد وبكر وانتهى الأمر، لا، كلما عَنَّ لفرد من أفراد المسلمين أن يسأل عن مسألة ليس من اللازم أن يتعصب ويتقصد لشخص معين وإنما يسأل من يعتقد أنه من أهل العلم فحينئذ وجب عليه الاتباع:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} [النحل: 43] من أجل ماذا؟ من أجل العمل بقولهم، أم من أجل مخالفتهم، طبعاً العمل بقولهم.

(الهدى والنور /51/ 27: 15: .. )

ص: 414