الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من هو المجدد وما هي شروطه
؟
السائل: من هو المجدد وما هي شروطه وهل يشترط أن يكون على رأس القرن وهل يشترط أن يكون سالماً من أي بدعة؟
الشيخ: عفواً أسمعني السؤال سؤالاً سؤالاً هل يشترط أولاً؟
مداخلة: من هو المجدد، وما هي شروطه، وهل يشترط أن يكون على رأس القرن رأس مائة سنة؟
الشيخ: قف هنا قليلاً هذا الشرط لا بد منه لأنه نص الحديث على رأس كل مائة سنة فما أدري ما وراء السؤال مع كون النص معروفاً؟
مداخلة: يعني قد يكون هناك شخص من العلماء وجد مثلاً في سنة يعني مثلاً اشتهر مثلاً بالعلم والخير والصلاح في سنة مثلاً 1250 هـ مثلاً.
الشيخ: ليس على رأس.
مداخلة: فهذا هل يقال في مثله مجدد؟
الشيخ: ليس على رأس كل مائة سنة اعلوا خمسين ستين سبعين تسعين إنما لا بد أن يصل إلى المائة ثم قد يتوفى بعد ذلك بخمس بعشر إلخ ويصدق عليه هذا الحديث.
مداخلة: نقطة البداية متى بداية التاريخ متى حتى يكون مائة سنة؟
الشيخ: رأس مائة سنة متى تكون.
مداخلة: الهجرية يقصد أم ماذا؟
الشيخ: طبعاً هجري هذا لا خلاف فيه.
مداخلة: من البعثة من الهجرة؟
الشيخ: إخبار النبي بالحديث مثلاً؟
مداخلة: مادام أن المسلمين اتخذوا التاريخ الهجري هو التاريخ الإسلامي فهذا هو التاريخ الذي لا نستطيع اعتماد سواه، تفضل أيش عندك نحن انتبهت لما قلت ما دام أن المسلمين اعتمدوا التاريخ الهجري السنة الأولى من الهجرة والثانية والثالثة وهذا الحقيقة مثال يصدق للتمثيل به على الآية السابقة ذكرها وهو سبيل المؤمنين، وحديث ابن مسعود الذي روي مرفوعاً ولم يصح وجاء موقوفاً وثبت وهو قوله رضي الله عنه (فما رأوه المؤمنون حسناً فهو حسن) فلا يجوز لنا بعد هذا الاتفاق وجريان عمل المسلمين خلفاً عن سلف بالتاريخ الهجري فنشكك متى بدأ رأس السنة، لا سبيل لمثل هذا التشكيك لهذا الاتفاق العملي بين المسلمين.
مداخلة: يعني مثلاً شخص ولد في عام 1290 هـ أو و 80 وبدأ بطلب العلم ولكنه ما اشتهر بالعلم والاجتهاد إلا مثلاً في 1340 فهل في مثل هذا يقال أنه مجدد؟
الشيخ: الآن دخلنا في مسألة أخرى أظن أننا توسعنا كثيراً وابتعدنا قليلاً أو
كثيراً عن أصل السؤال؛ قبل المائة إذا مات في التسعين والخمسة وتسعين لا يصلح أن نقول أنه مجدد على رأس مائة سنة هذه نقطة ينبغي أن نتفق عليها، أما سؤالك الأخير فلا يخفاكم أن هناك كثيراً من المسائل التي يحتار فيها العالم مثل ماء الفرات الذي ينصب على الماء الأجاج فيظل محتفظاً بشخصيته ثم يبدأ ويضيع ويضيع حتى يذهب بالكلية فبين أول انصبابه على البحر المالح وبين انتهائه هنا درجات يشك الإنسان هنا يا ترى في الوسط هو هذا الماء العذب الفرات والا ذاك ماء البحر المالح الأجاج، يشك لكن نحن نبدأ من الأول نتفق عليه، فينبغي أن نتفق الآن أن الحديث لا يصدق على من مات قبل رأس المائة سنة لكن الآن نأخذ مثالاً، توفي على رأس الأربعين هنا نذكركم بقاعدة هي قاعدة لغوية وشرعية في آن واحد وهي التي تقول أن ما قارب الشيء أعطي حكمه، فالآن نقول مات على رأس المائة وخمس فما في شك عندنا بأن هذا يصدق عليه الحديث مائة وخمس مائة وعشر مائة وعشرين إلخ، لما تصل إلى الأربعين لما تجاوزت الخمسين والستين فالمثال واضح آنفاً على أني أريد أن أقول كلمة أخيرة أنه ما هي فائدة الخوض التفصيلي في مثل هذه القضية، نحن نبقي الحديث على ظاهره فمن صدق عليه الحديث بدون اختلاف أنه جدد الدين على رأس المائة سنة سواءً ابتعد بعدها خمس أو عشر فهذه بشارة له ولا يفيد ذلك غيره أبداً لكن المهم الحقيقة أن نعرف بقية الشروط أو الأسئلة التي جاء ذكرها في سؤالكم أما هذا التوسع فأراه أنه من باب الترف العلمي.
مداخلة: الرسول عليه الصلاة والسلام لما قال والذي نفسي بيده لا يأتي
على أمتي مائة عام وعلى الأرض نفس منفوسة أو كما قال عليه الصلاة والسلام الحقيقة هذا الحديث ربما استأنس به بهذا الحديث أن الله يبعث على كل رأس مائة عام من يجدد لها أمر دينها فأقول ربما لأن الرسول عليه الصلاة والسلام حدد من ذلك الوقت الذي قال فيه هذا الحديث، فهل يمكن أن يصدق هذا الحديث مثل ما يصدق على ذاك؟
الشيخ: يعني يعتبر كشاهد والله هذا هو الظاهر وهذه لفتة نظر جيدة وجزاك الله خير.
مداخلة: هل يشترط أن يكون هذا المجدد الذي يكون على رأس كل مائة سالماً من كل بدعة يسمى مجدداً؟
الشيخ: ومن الذي يسلم من أي بدعة؟
مداخلة: حتى ولو كان ملتزماً منهجاً من مناهج أهل البدع وجدد في يعني شيء من الدين أو في فن من فنون العلم؟
الشيخ: أظن هذه المسألة كسابقتها حينما دخلنا في تفاصليها لكن أنا أقول إن التجديد لا يكون في جهة واحدة أنا أقول.
مداخلة: المجدد شرط أن يكون فرداً واحداً؟
الشيخ: خلينا ننتهي الآن مما خطر في البال نقول واحفظ سؤالك لا نرى نحن أن المجدد يكون في جانب واحد في الدين فقد يكون التجديد في العلم والعلم له فروع كثيرة كما تعلمون، قد يكون التجديد في التفسير، قد يكون التجديد في الحديث، قد يكون التجديد في الفقه قد يكون التجديد في
النهوض بالمسلمين ودفع صائلة العدو، وقد لا يكون هو ليس له صلة بالتجديد في نوع من أنواع العلوم التي سبق ذكرها، إذاً أي تجديد في الدين يترتب من ورائه قوة وعزة ومنعة للمسلمين فهو مجدد ولو كان مقصراً في بعض الجوانب، تفضل ما يشترط أن يكون فرداً، والتفصيل السابق هو جواب عن هذا السؤال.
(الهدى والنور / 791/ 25: 46: 00)