الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب منه
مداخلة: شيخ يوجد سؤال: أحد الإخوة هو من طلبة العلم إن شاء الله تبارك وتعالى ونرى فيه الخير الكثير، ولكن تكلم بمسألة هي: قال في قضية الحاكم الفاسق، فقال: قبل أن أتكلم بهذه المسألة سبق الكلام بشيء فقال الخروج على الحكام لا يأتي إلا بشر، منذ يعني: عهد الدولة الأموية ومن بعده يقول هذا الخروج ما أتى على الأمة إلا بشر مستطير، ولكن إذا هذا الحاكم يعني: خُلع من قبل أهل الحل والعقد وكان فاسقاً وأوتي بخير منه ولو كان بمفسدة قليلة، طبعاً يرعى المفسدة يعني: هل كانت كبيرة أو صغيرة أو كذا، فإذا كانت مفسدة قليلة جداً وقتل فيها شخص أو شخصين أو ثلاثة، فهل هذا الرجل - وقال هذا الكلام بمجلس خاص - هل يشنع بهذا الرجل ويتكلم عليه ويهجر ويحذر منه؟
الشيخ: أنا أرى بارك الله فيك قبل الإجابة عن بيت القصيد كما يقال من هذا السؤال وهو: هل يهجر قائل هذا الكلام؟ أو يحذر منه، قبل الإجابة عن هذا أقول: طرق مثل هذا الموضوع في هذا الزمان هو كما يقولون اليوم غير ذي موضوع؛ لأنه أولاً لا يوجد عندك أهل حل وعقد، أين هؤلاء؟ ! فطرح مسألة قائمة على وجود طائفة من أهل العلم إذا قالوا يسمع لقولهم وإذا أمروا يُنَفَّذ أمرهم هذا مع الأسف غير موجود اليوم في العالم الإسلامي، فلذلك لا ينبغي
لطلاب العلم أن يثيروا مثل هذه المسائل النظرية غير العملية لأنها أولاً.
مداخلة: بل خيالية.
الشيخ: وسيأتي في تمام الجواب إن شاء الله، النظرية هذه لأنها تخالف منهج السلف الذين كان أحدهم إذا سئل عن مسألة لا يبادر إلى الإجابة عليها إلا أن يقول هل وقع ذلك؟ فإن قال: نعم أجاب وإلا قال: انتظر حتى تقع وستجد من يفتيك.
فمن منهج السلف الصالح ألا يبحثوا المسائل النظرية أو كما قال الأستاذ هنا الخيالية، لكن أريد أن أقول: هناك مسائل قد تكون إثارتها من هذا الباب يعني: خيالية أو نظرية محضة، لكن لا يترتب من ورائها أي مفسدة سوى أن ذلك من باب نافلة العلم بل من الترف في العلم، كما هو معروف عن كثير من علماء الحنفية القدامى الذي كانوا يفترضون أموراً خيالية نظرية ولا يمكن أن تتحقق، وهناك أمثلة كثيرة وكثيرة جداً، كمثل مثلاً: رجل مات وخلف سبعين جد أين سبعين جد؟ فكل جد ماذا يرث؟ خيال في خيال! بعض الشافعية سبقوا جماعات الحنفية في الخيال ويعني: أسرفوا فيه بل يعني: سلكوا سبيلاً لا ينبغي أن يتلفظ به فقال قائلهم مثلاً: لو أن رجلاً جامع زوجته فانفلق عضوه فلقين فلق منه دخل والآخر لم يدخل هل يجب عليه غسل الجنابة أم لا؟ بحث في هذه الأمور كما ترى يعني، لكن لا تترتب عليها مفسدة.
أما ما جاء السؤال عنه هذا يترتب من ورائه مفاسد يترتب من ورائها إثارة الفتن بين المسلمين ومن يحكمونهم وبحكم غير الذي شرعه الله عز وجل،
ونحن كما يقال ما فينا الآن من المخالفات التي نشكو منها من الحكام يكفينا ما نحن بحاجة الآن أن نضيف إلى هذه الأمور التي نتكلم فيها بحق أن نثير الحكام بأن نتحدث أنه إذا كان هناك حاكم فاسق ولكن الخروج عليه قد يتحقق المصلحة بأقل مفسده من هذا الكلام! إذا رأى ذلك أهل العلم .. أهل الحل والعقد أين هؤلاء؟
لذلك أنا أقول: أكثر من هذا أنا أقول: الخروج المنصوص عليه في السنة كما تعلمون حيث قال: ما لم تروا كفراً بواحاً، فإذا رأينا الكفر البواح أيضاً بهذا الحديث يجوز لنا الخروج، مع ذلك هذا الخروج الذي أباحه الرسول عليه السلام في هذا الحديث خاطب أمة الإسلام أي: التي تتمكن من القيام بواجب الخروج، فنحن الآن نتساءل هل هناك أمة مسلمة تستطيع أن تخرج على حاكم من حكام المسلمين وتطيح به ليحلوا محله حاكماً يحكم بما أنزل الله؟ مع الأسف هذا غير موجود؛ لأن الأمة متفرقة على نفسها أشد التفرق والتفرق كما تعلمون ضعف:{وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم 31 - 32] والآيات معروفة التي تنص على أن التفرق هو فشل وضعف وإلى آخره.
هذا في الحاكم الذي يعني: ذر قرنه بالكفر لا يجوز الخروج عليه إلا مع التمكن من الخروج عليه والاستفادة من هذا الخروج، أما الحاكم الفاسق فهذا لا يجوز الخوض فيه إطلاقاً؛ لأنه يخالف أولاً الحديث أنه لا يجيز إلا إذا رأينا الكفر الصريح.
بعد هذه التوصية والمقدمة أقول: ذاك الشخص أو طالب العلم كما
وصفت إذا قال مثل هذا الكلام، فأنا لا أرى مجرد مثل هذا الكلام أنه يجوز مقاطعته؛ لأن سبيل المقاطعة في هذا الزمان كالخروج تماماً لا يفيده؛ لأنه لا يوجد فينا واحد إلا له كلمة .. له زلة .. له خطيئة، فإذا ما رأينا من كل إنسان خطأ هفوة قاطعناه زدنا تفرقاً على تفرق، لكن إذا كنا لا نرى مقاطعته فينبغي أن نبين خطأه حتى لا يغتر بكلامه من ليس عنده علم من عامة الناس.
فهذا جوابي وهو باختصار المقاطعة غير واردة، نحن نقول: اليوم هناك ناس ينبغي مقاطعتهم من الفساق والفجار وإلى آخره، مع ذلك لو أعلنت المقاطعة هم قاطعوك، كما يقول ذلك المثل السوري: أن رجل كان لا يصلي وتاب وقرر أن يصلي، ذهب للمسجد لأول مرة وجده مسكر، قال: أنت مسكر وأنا مبطل، فلو أردنا نحن نقاطع كل هؤلاء الذين يستحقون المقاطعة ليسوا سائلين عنا، لأن غير الصالحين هم الأغلبية الغالبة، متى تكون المقاطعة مشروعة؟ كما فعل الرسول عليه السلام بالنسبة للثلاثة الذين خلفوا، المجتمع إسلامي كلهم يتمسكون إذا صدر أمر من الرسول لزوجة أحدهم اذهبي إلى بيت أهلك واتركيه، اليوم لو فعلت اليوم مع الزوجة التي تشتكيك وهذا يقع معي ومع الأستاذ: زوجي يسكر .. زوجي لا يصلي .. زوجي كذا وكذا، تجمع تسع وتسعين مصيبة، نقول لها: هذا لا يجوز أنت تبقي تحت عصمته، وهذا رجل فاسق وعلى قول بعض العلماء كافر، تعود تقول لك والأولاد ماذا نفعل بهم؟ لماذا تسألي، لماذا تسألي ما دام معك هم الأولاد!
قصدي: أن الأحكام الشرعية اليوم لا يوجد عندنا مجتمع يطبقها، فإذا قيل للناس: فلان يجب مقاطعته، لماذا؟ تأديباً له، من الذي سيتجاوب معك؟
لذلك سلاح المقاطعة اليوم غير ماضي مع الفساق والفجار، فمن باب أولى أن لا يقاطع بعضنا بعضاً لمجرد هفوة أو خطأ صدر منه من الناحية العلمية، لكن من جهة أخرى لا يجوز السكوت على هذا الخطأ وبخاصة إذا كان يترتب من ورائه مفسدة اجتماعية، هذا ما عندي والله أعلم.
مداخلة: جزاك الله خير شيخنا!
…
السؤال الذي يطرحه أيضاً
…
هو يعني: نفس السؤال يرد بعضه بعضاً، عندنا من يتكلم يقول أهل الحل والعقد، أهل الحل والعقد لا يوجدون إلا في مجتمع إسلامي صرف، يعني: هم الذين يقررون وهم الذين يبدؤون وهم الذين ينتهون، ولذلك الحقيقة عندما نقول: أهل الحل والعقد تظل مسألة تتعلق بالزمان الذي يوجد فيه أهل الحل والعقد.
الشيخ: لا يوجد يا سيدي اليوم أهل عقد.
مداخلة: كل المسلمين اليوم أهل حل وعقد، كل المسلمين.
مداخلة: يا شيخ الآن الخروج على .. إجماع الأمة على ذلك عدم الخروج على الحاكم الفاسق، إجماع بذلك؟
الشيخ: الخروج على الحاكم الفاسق؟
مداخلة: عدم الخروج على الحاكم الفاسق؟
الشيخ: لا تؤاخذني، أريد أن أصارحك يعني.
مداخلة: الله يبارك فيك أنا أنقل كلام الله يبارك فيك فقط.
الشيخ: جزآك الله خير، وهذا أهون علي.
مداخلة: أحسن الله إليك
…
الكلام.
الشيخ: وإليك: يا أخي! حديثنا السابق عن الرسول يكفينا، هو مقيد أن الخروج لا يجوز إلا بشرط الكفر الصريح، ما معنى حينئذٍ الفاسق يجوز الخروج أو لا؟ ما معنى إجماع أو لا يوجد إجماع؟ سأقول لك لا يوجد إجماع، طيب! أي مسألة فيها إجماع والله يقول وأنت تقول عن الرجل طالب علم، فهو يقرأ معنى قوله تعالى:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59] طيب! اختلف العلماء في مئات الألوف من المسائل، هل نخلص من المشكلة أنه يوجد إجماع أو لا يوجد إجماع؟ فإذا كان الجواب لا يوجد إجماع خلصنا؟ أو لجأنا إلى قوله تعالى.
مداخلة: قوله تعالى نعم.
الشيخ: إذاً لماذا يطرح هذا السؤال؟ ذاك السائل لماذا يطرح؟ ما دام هو أمام الحديث: «ما لم تروا كفراً بواحاً» أنا لا يهمني كثيراً فهم المسألة من جهة الإجماع؛ لأن الإجماع فيه أقاويل كثيرة وكثيرة جداً، ما هو الإجماع الذي تقوم به الحجة؟ هل هو إجماع الأمة بكل طبقاتها من علماء .. من طلاب علم .. من عامة المسلمين، أم الإجماع هو إجماع خاصة المسلمين وعلمائهم أم، أم إلى آخره، هو إجماع أهل المدينة أو إجماع أهل الكوفة وإلا إلى آخره، الله عز وجل يقول:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115].
أنا أعتقد أن طالب العلم الذي يتساءل في أي مسألة عليها إجماع أم لا؟
هذا لم يقتنع بدلالة الآية المذكورة آنفاً: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115] لأني أنا سأعكس السؤال وأجعله على الصورة التالية: فأنا أتساءل وأقول: هل من سبيل المؤمنين أن رجلاً نصب نفسه بقوة السلاح حاكماً على المسلمين، هل يجوز الخروج على هذا الخارج والذي نصب نفسه حاكماً على المسلمين؟ الذي نعرفه في كل هذه القرون أن العلماء يفتون بلا لا يجوز، لماذا؟ للمحافظة على دماء المسلمين من الفريقين الذين مع الخارجي والذين يريدون أن يخرجوا على هذا الخارجي.
فسبيل المؤمنين هو عدم الخروج للمحافظة على دماء المسلمين، ثم أعود إلى نفس السؤال السابق أنه إذا كان الخروج على الحاكم الفاسق برأي أهل الحل والعقد يتطلب إراقة قليل من الدماء كيف ينضبط هذا القليل؟ وهل هذه من الأمور المادية التي يمكن الإنسان أن يقننها؟ أو هذه أمور فوضوية محضة لا إذا فتح باب القتال بين فريقين لا تعرف منتهى هذا القتال إلى آخره، لذلك فالمسألة أولاً: فيها مخالفة للنص الصريح للحديث السابق ذكره: «ما لم تروا كفراً بواحاً» وثانياً: لا يمكن ضبط المفسدة القليلة حينما يثار القتال بين طائفتين من المسلمين.
مداخلة: هنا يا شيخنا يرد شيء.
الشيخ: تفضل!
مداخلة: يقسمون الخروج بالثورة إلى قسمين:
فيقولون ثورة بيضاء، وثورة حمراء، الثورة البيضاء: التي لا تراق فيها
الدماء، والثورة الحمراء: التي تسفك فيها الدماء، وكأن القياس هذا قياس منضبط في كل مكان وفي كل زمان، ثم لنا من الواقع عندما خالفنا عن الفقه الصحيح في هذه المسألة بالذات لنا من الواقع الذي يؤسف جداً جداً، أن الخروج لا يحدث الآن على من يخرج عن الحاكم وإنما الذين خرجوا عن الحكام صار كل منهم يريد الخروج على الآخر، ولا أدل على ذلك من الواقع الذي يعيشه الأفغانيون الآن كل يوم تسفك مئات بل ألوف من الأرواح تزهق ودماء تسال على أرض الأفغان.
ثم شيء آخر: هذا سوء الفهم أدى أيضاً إلى أن توجد في نفوس هؤلاء الخارجين بعضهم على بعض أن يوجد حب السيطرة وحب التملك والاستيلاء على الكرسي أن الضعيف منهم أو القوي إذا أراد أن يستنصر على أخيه لا يستنصر إلا بمن هو خارج على الملة لا على الحاكم
…
فقط.
الشيخ: نعم.
مداخلة: كما هو أيضاً واقع في أفغانستان، هذه الصور مأساوية رهيبة، ولذلك جواب شيخنا جزاه الله خيراً في هذه المسألة نعتقد أنه هو الفصل في هذا وجزاه الله خيراً.
الشيخ: أنا أرى من تمام نصح ذلك الشخص الذي أشرت إليه، أن يعلم أو على الأقل يذكر إن كان قد علم من قبل أن الإصلاح اليوم لا يبدأ بالثورة وبالخروج على الحاكم الكافر فضلاً بالخروج على الحاكم الفاسق، وإنما الإصلاح يبدأ كما نقول نحن دائماً وأبداً من عشرات السنين: بالتصفية
والتربية.
فإن كان الرجل معنا في هذا المنهج فيذكر بهذا ويكفي، وإن كان ليس معنا فينبغي أن يعلم وأن نفهم منه كيف يريد وبمن يريد أن يخرج
…
، أكثر المسلمين جهلة وأكثر المسلمين الذين يعلمون بعض الأحكام الشرعية هم يخالفونها، فنسائهم كاسيات عاريات، معاملاتهم مخالفة لأحكام الشريعة في كثير من نواحيها إلى آخره، ونحن جميعاً نعتقد بأن نصر الله لعباده المؤمنين مشروط بكلمة واحدة:{إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7] ونصر الله إنما يكون أولاً: بالعلم ثانياً: بالعمل، والعلم اليوم كما تعلمون جميعاً فيه انحراف كبير جداً أن العلم الذي كان عليه السلف الصالح، ولذلك ففي الحديث الذي تعرفونه الذي مطلعه:«إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر» إلى آخره «سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» .
الدين اليوم له مفاهيم عديدة جداً وليس فقط في الفروع بل وكما يقولون في الأصول، ليس فقط في الأحكام بل وفي العقائد، فأنتم تعرفوا اليوم أكثر المسلمين إما أشاعرة أو ماتريدية، أبهؤلاء ينتصر الإسلام؟ إذاً: لا بد من التصفية والتربية، «سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» أي: بالمفهوم الصحيح، فإذاً يجب أن نبدأ بتفهيم الناس هذا الإسلام بالمفهوم الصحيح وتربيتهم على ذلك:{وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ} [الروم 4 - 5] أما غير هذا السبيل لا يمكن أبداً أن يعود إلى المسلمين عزهم ومجدهم.
مداخلة: هو في بداية كلامه بين أن هذا الأمر لا يأتي بخير على هذه الأمة،
ولكن إن توفر ذلك الأمر فلا بأس، إن توفر هذا الأمر.
الشيخ: هل يتوفر؟
مداخلة: قال إذا توفر هذا الأمر، وهذا بعيد جداً يقول.
الشيخ: لا ينبغي، ما الفائدة من البحث؟ يكون
…
بعيد.
مداخلة: قالها كلمة ثم أصبح ما أصبح على هذا الرجل من التشنيع وكلام وهجر وما إلى ذلك، وإنما قال هذا يعني: هذا الأمر لا يأتي بخير، ولكن إذا توفرت هذه الشروط: عدم المفسدة وأهل حل وعقد وما إلى ذلك، نقول فلا بأس بذلك، ولكن هذا لا يتوفر ثم أخذ يشنع به ويتكلم عليه من هذا الباب.
الشيخ: على كل حال يا أخي يجب أن ينصح الرجل، يكفينا ما فينا، يجب أن نبحث الأمور الواقعية ونعالجها ونعلم الناس إياها ونربي أنفسنا عليها، أما الأمور هذه النظرية والخيالية لا يجوز إثارتها، يكفي النتيجة هذه ما هي النتيجة؟ أن الرجل قوطع، إذاً: هو سببه أنه أثار هذه المشكلة.
شقرة: سببه الجهل الذي نريد معالجته، حتى يعني: تأييداً لكلام شيخنا حفظه الله، الأحكام الشرعية حين كانت تنزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالوحي ما كانت تنزل لتعالج أشياء مستقبلية غير منظورة وغير واقعية، وإنما كانت تعالج الأشياء الواقعية، ولذلك الرسول عليه الصلاة والسلام في كثير من السؤالات كان يتوقف ولا يجيب حتى يأتيه الوحي، وهذه وقائع ليست واقعة واحدة وقائع كثيرة، فمن هنا .. حتى أسلوب الدعوة الإسلامية الصحيح يجب أن يعتمد هذه الطريقة ولا يخالف عنها إطلاقاً، فعندما نقول مثل ما ذكر شيخنا
أيضاً أنه كان العالم إذا سئل في مسألة فيقول: هل وقعت؟ فإذا وقعت أجابهم وإلا قال: انتظروا حتى تقع وهذا هو الصحيح والسليم.
ومن هنا يعني إخواننا في كل أنحاء العالم الإسلامي أنا أقول: يعانون من فراغ كبير هذا الفراغ هو الذي أوقعهم في تخيل الأشياء قبل وقوعها، وبناء بعض الأحكام والتصورات فعلى تخيل هذه الأشياء، يتصور الشيء أنه وقع ثم يصدر حكمه في الواقع، يعني آخر ما .. الآن الأخ سليمان أظن سيطلعني على مسألة يقول إن الشيخ الغزالي في هذا محمد الغزالي يقول: أفتى بأنه لا يجوز زيارة المسجد الأقصى الآن، لماذا؟ قال: لأنه يعتبر تأييداً لدولة اليهود يعتبر تأيد لدولة اليهود.
الشيخ: الله أكبر!
مداخلة: انظر التناقض الآن بين الفتيا وبين الواقع الذي يعيشه العالم الإسلامي كله، المسلمون هناك في فلسطين وفي كل أرض من أرض الإسلام يقولون بأن طبعاً المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين وأنه يزار كما يزار المسجد النبوي والمسجد الحرام، فما الذي يحمله على أن يفتي بهذه الفتيا .. ما الذي يحمله على ذلك؟ فأنا أقول بأنه هذه الفتيا معكوسة تماماً.
وعندما شيخنا أصدر فتياه في قضية الهجرة المقيدة بتقييدات كثيرة جداً، وأن الهجرة ينبغي أن تكون في داخل أرض فلسطين ثم إذا لم تسع الإنسان المسلم أرض فلسطين ليقيم شريعة الله عز وجل ويتمكن من إحياء دينه يخرج