الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مناقشة المذهبيين
-شيخ فضيلتكم السؤال الذي سألت قبل قليل للشيخ ولكن يعني توضيح بالنسبة للأئمة يعني مثلاً القرون الأولى الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قنت في الصلوات الخمس النوافل، ولم يحدد صلاة بعينها في القنوت، ولكن بعض الأئمة يقنتون دائماً في صلاة الفجر دائماً، وإذا قلت لهم أن السنة أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قنت في النوازل وفي الصلوات الخمس قالوا ولكن الشافعي، وإذا قلت لهم قالوا ابن عباس .. استدلال الشافعي على أن ابن عباس سئل وقال قنت الرسول الفجر أبداً هذا في الحديث، فما ردك على هذه هل جزاك الله خير هل نتبعهم في رفع الأيادي ونقنت وراءهم أم يعني اتباع الإمام يعتمد على الإمام ليأتم به أم نتركها لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يفعلها؟
الشيخ: سؤالك مفهوم ولكن فيه بعض الأخطاء يجب تصحيحها لكن لعلي أنا أسأت فهماً وقد يكون غيري أساء نطقاً فنريد أن نري.
ما هو حديث ابن عباس؟
مداخلة: أنه سئل هل قنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الفجر؟ قال: قنت دائماً قنت الفجر أبداً.
الشيخ: كيف قنت الفجر أبداً؟
مداخلة: هذا ما سمعته من رواية الحديث.
الشيخ: على كل حال لأني أنا أخشى أن يسجل هذا الكلام وقد سجل (انقطاع) لا توصي حريص، أولاً أنا أذكر والذكرى تنفع المؤمنين الناس المذهبيين لا يفيد معهم البحث والمناقشة بمثل هذه الحرارة لأنهم عاشوا هكذا حياتهم فمجرد ما تقول لهم أنت فلان الصحابي قال كذا، فسيقول لك الشافعي قال كذا، يعني أنت أعلم منه، ولذلك فأنا أرى أن كل طالب علم يريد أن يناقش مذهبياً لا بد من أن يقدم بين يدي المناقشة تمهيداً وأن يهيئ الجو لا أقول ليتقبل المذهبي رأيه وحكمه، بل لكي لا يعود خصم له هذا على الأقل مفهوم كلامي، يعني الذي يريد أن يدعو المذهبيين إلى اتباع السنة هو يرجو منهم شيئين اثنين أحدهما إتباع السنة وهذا صعب جداً، الثاني ألا يتخذك خصماً وهذا سهل، فما هو السبيل {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] فالآن أنا أتصور أمامي مذهبي متعصب لمذهبه وأصلي خلفه، وأراه دائماً يقنت يقنت، هل أنا في هذه البرهة التي ابتليت أقول ابتليت بالصلاة خلفه وهو مخالف السنة التي أنا أؤمن بها هل يعني هيأت بيني وبينه جواً حتى أدخل معه في مثل هذا النقاش الذي قد يصدم أولاً إن كنت هيأت هذا الجو فيسمح لي بأن أدخل معه في هذا الموضوع في هذه الجزئية بخاصة، وإلا فبدل أن أناقشه في هذه الجزئية أناقشه في المبدأ وبطريقة بعيد عن مهاجمته هو في شخصه، هذا أنا أنصح من يدعو إلى اتباع السنة بهذه النصيحة التي لا بد منها.
لكن جواباً عن سؤالك أقول أولاً: التزام القنوت في الفجر دائماً وأبداً في
نازلة أو ما في نازلة وإن كان المسلمون مع الأسف في كل يوم هم في نازلة هذا ليس له أصل في السنة الصحيحة، لكن بارك الله فيك أنت ما تستطيع أن تقنع المتخرجين من كلية الشريعة بل الدكاترة الذين يدرسون في كلية الشريعة ما تقدر تقنعهم على خلاف مذهبهم فضلاً أن تقنع عامة المسلمين هؤلاء، ولذلك المسألة تحتاج إلى شيء من التؤدة والروية وإلخ، فأنا أقول لكن تصور من الذي سيفهم ما أقول من هؤلاء الأئمة الذين ليس عندهم يعني ما يفترض أن يكون فيه من العلم ليس بالكتاب والسنة وإنما بالفقه التقليدي أكثر الأئمة اليوم مع الأسف وظيفة كأي وظيفة في أي دائرة من الدوائر حتى أن بعضهم لا يحسن قراءة القران، لا يحسن قراءة الفاتحة، المهم تصور الآن أمامي أنا رجل متمذهب فأقول له يا أخي هذا القنوت في الفجر صحيح قال به الإمام الشافعي لكن الحديث الذي استند إليه حديث غير صحيح لأنه رواه الحاكم في «المستدرك» من طريق أبي جعفر الرازي عن أبي العالية عن أنس ابن مالك قال:«ما زال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقنت في صلاة الفجر حتى فارق الدنيا» ، وقال الحاكم صحيح الإسناد، لكن رده الذهبي بأن أبا جعفر الرازي هذا ليس بقوي في الحديث فإذاً هذا الحديث ضعيف لا يجوز العمل به، حيفهم عليك، لن يفهم عليك، يمكن يجادلني إما صراحة أو تلميحاً أنت أعلم من الإمام الشافعي، لا أنا ما أنا أعلم منه لكن أنا جمعت علمه إلى علم الأئمة الآخرين، يمكن هي المسألة التي أنا أعلم منه لكن ليس بفضلي بفضل الأئمة الآخرين الذين أنا استنجدت بعلمهم، وبعدين أقول له يوجد هناك حديث آخر عن أنس ابن مالك رواه ابن خزيمة في «صحيحه» بإسناد صحيح
عن أنس ابن مالك رضي الله عنه نفسه الذي روى عنه الحديث الضعيف، قال:«ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقنت إلا إذا دعا لقوم أو على قوم» ،
لهذا تريد رجل دكتور متخرج من كلية الشريعة وها تجاوب معك أو بالغالب لن يتجاوب معك ولذلك المسألة تحتاج إلى شيء من
…
الصبر ومن طولة البال مع ماذا بسطة في العلم، فإذاً هذا الذي يقنت في صلاة الفجر أنت تقنت معه وتفعل فعله ولك أجر صلاة كاملة لأن الرسول قال يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم وإن أخطؤو فلكم وعليهم طيب خلصنا نعم.
مداخلة: الآن الحديث الذي تفضلت به أليس هذا مذهباً؟
الشيخ: هذا مذهب بلا شك لكن هذا مذهب قائم على السنة.
(الهدى والنور / 539/ 04: 30: 00)