الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب منه
مداخلة: يا شيخنا بارك الله فيك بالنسبة إلى المسألة يتذرع فيها المقلدة في الرد على من يدعو إلى الكتاب والسنة والعناية بالحديث وهي قولهم: إن قبول تصحيح الحديث وتضعيفه من نفس الباب الذي يقبل فيه قول عالم في مسائل الفقه، فرد عليهم ذلك الصنعاني في رسالته المعروفة بإرشاد النقاد في التفريق بين قبول قول العالم في مسائل الفقه، وبين قبول قول المحدث في تصحيح الحديث وتضعيفه، بأن تصحيح الحديث وتضعيفه قبولٌ لخبر الواحد العدل الثقة الذي اتفق على قبوله، وأن تصحيح الحديث وتضعيفه هو مبني على وفرة المعلومات المتعلقة بالإسناد المعين حول الرجال وما شابهه، وأن الاختلاف في التصحيح والتضعيف هو مبني على الاختلاف في حصول هذه المعلومات أو عدمها، فهل هذا الكلام صحيح، وما قولكم فيمن أورد على ذلك في تصحيح الحديث وتضعيفه أن هناك نقاط قد يختلف نظر المحدث أو المصحح والمضعف فيها بناء على تعلقها بباب اجتهادي؟
الشيخ: يا أخي أنا أرى أن المشكلة ليست إنه الحديث قائم على الاتباع المأمورين به، وهذا يخالف التقليد المنهي عنه ليست هذه هي المشكلة؛ لأني أنا شخصياً لست مقتنعاً في ذات نفسي بهذا التفريق، أولاً كقناعة شخصية لا فرق عندي بين أن يتبع المسلم مجتهداً في قوله عن شيء ما هذا حرام وهذا
التحريم بلا شك قام إما على آية، وإما على حديث صحيح عنده، وبين اتباعنا له أو تقليدنا إياه في قوله هذا الحديث الذي أنا بنيت عليه ذاك الحكم من التعليم هو حديث صحيح عندي، يعني أظن أن المسألة هنا إذا وجهناها في هذه الصورة من التفريق بين التقليد في الفقه والاتباع في الحديث لا ننجح في الجواب على الأقل أنا شخصياً، يعني أنا لست مقتنعاً بالفرق بين الأمرين، ولعل المثال السابق يوضح لكم ذلك، أي: حينما يقول المجتهد آلات المعازف حرام، نقول له ما الدليل، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«ليكونن في أمتي أقوام» إلى آخره.
فاتباعنا وأنا أراجح بين اتباع وبين تقليد؛ لأنه في النهاية بدنا نحط على أحد التعبيرين؛ لأن تسميتنا لاتباعنا لقول الإمام بالتحريم في أمر ما هو اتباع ليس تقليداً أو العكس نسميه تقليداً ليس اتباعاً، التسمية كما هو لا يخفاكم في اعتقادي جميعاً لا يغير من حقائق المسميات صح؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: إذاً نحن إذا اتبعنا أمر الله عز وجل سواء في التصحيح للحديث أو التضعيف أو في التحريم والتحليل، فنحن اتبعنا أمر الله فسموه ما شئتم تقليداً أو اتباعاً، أنا أقول هذا وأنا من أولئك الذين يفرقون بين الاجتهاد والاتباع والتقليد؛ حتى ما يذهب عن بالكم أنني مع أولئك الذين يفرقون بين الاجتهاد وبين الاتباع وبين التقليد، لكن الآن نحن في مناقشة جزئية طرح السؤال حولها آنفاً، فأنا لا أريد أن ندير البحث، هل أنا إذا اتبعت الإمام البخاري في تصحيحه لحديث ما أو تضعيفه لحديث آخر هذا اتباع أم تقليد، ما يهمنا هذا
الآن، إنما يهمنا هل يجب علي أنا، وأنا لست عالماً بالتصحيح والتضعيف، هل يجب علي أن أحكم عقلي ورأيي فضلاً عن هواي أن أصحح وأضعف بجهدي أم علي أن اتبع هذا العالم، ما قال قلت، قال صح قلت صح، قال ضعف قلت ضعف، كذلك بالمقابل إذا قال الإمام الشافعي أو غيره من الأئمة هذا حرام، أو هذا جائز فأنا تبنيت قوله، لست الآن في صدد التحقيق إنه هذا التبني هو اتباع أم تقليد؟ لكن لا أظن أن هناك خلافاً في أن هذا الحكم لا خلاف فيه، أي: أني أنا باعتباري لست عالماً وإنما أنا مخاطب بمثل قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] وأنا سألت عالماً هذا حلال أم حرام، قال لي حرام، فتبنيته لا أقول الآن اتبعته، ولا أقول الآن قلدته، لأنه الآن لا نريد أن نخوض في هذه القضية بالذات، فهل أنا اتبعت الشرع في هذه الحالة أم لا؟ لا شك أن الجواب نعم. فعلت ما يجب علي؛ لأني أئتمرت بقوله تعالى:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] إمام بخاري أو مسلم سألت عن حديثه قال صحيح فاتبعته، وقال في حديث آخر ضعيف فتبنيته
…
ندخل في صميم الجواب ودون العدول إلى التفريق بين الاتباع والتقليد، فهذا لعله يأتي البحث فيه قريباً إن شاء الله، إذا كان كل ممن تبنى قول الإمام المصحح والمضعف، قول الإمام المحدث المصحح أو المضعف ومن تبنى قول الإمام المحرم أو المحلل وهو جاهل يكون قد نفذ الحكم الشرعي، نحن نسأل الآن أولئك الذين أوردوا هذا السؤال، هل أنتم معنا في أن الواجب على كل مسلم غير عالم أن يتبع الفقيه في فقهه والمحدث في حديثه أم لا؟
الآن أنا أوجه السؤال لك، ألا يرد عليهم هذا السؤال؟
مداخلة: يظهر طبعاً أنه يرد.
الشيخ: نعم؟
مداخلة: الذي يظهر أنه يرد.
الشيخ: أحسنت في هذا التحقق، فما هو جوابهم فيما تظن من اتصالك بهم واستماعك لشبهاتهم، أما أنا فأقول ليس لهم جواب، وحينئذ سيلتقون معنا رغم أنوفهم هذا الالتقاء الذي يلزمهم بأن يكونوا معنا وليس علينا، ذلك لأننا نحن في الوقت لا نفرق بين وجوب اتباع لنقول الآن العامي الجاهل، لا نفرق الآن بين وجوب اتباعه أو تبنيه لقول المحدث، وبين تبنيه لقول الفقيه، كذلك هم عليه بالمقابل بناء على هذا الاستظهار الذي استظهرته آنفاً، عليهم أيضاً أن لا يفرقوا بين تبنيهم أو نسميه تقليدهم؛ لأنهم هم يتبنون هذه اللفظة، ولا ينكرونها مطلقاً، حينئذ عليهم أن يتبنوا معنا كما يقلدون فقهاءهم عليهم أن يقلدوا محدثيهم، فهم يلتقون معنا في وجوب العمل بالأمرين كما قلت مستظهراً، ويختلفون عنا عملاً؛ فإنهم لا يعرجون إطلاقاً إلى قول المحدثين، وبذلك يخسرون جهود الألوف المؤلفة من علماء الحديث طيلة هذه القرون الطويلة، ثم يجمدون على اتباع العشرات أو المئات من الفقهاء، لمجرد التقليد فنحن الآن نعكس عليهم السؤال، وإذا استظهرت متوجساً خيفة، فما عليك إلا أن تعكس عليهم السؤال، قولوا لنا ما الفرق بيننا وبينكم؟ ما الذي تنكرونه علينا؟ نحن نقلد الأئمة في التصحيح والتضعيف سيكون جوابهم
هكذا، أليس كذلك؟
مداخلة: طبعاً.
الشيخ: بس هون ما فيش استظهار هنا الجواب يقيناً كويس، إذاً: نحن نقلد علماء الحديث على أحد تعبيرهم في التصحيح والتضعيف عملاً بقول الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] .. {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 59]، فأنتم ما موقفكم من هذا الجيل العظيم الضخم من علماء المسلمين المحدثين الذين لا يستغني فقهاءكم عن اتباعهم وإن شئتم قلتم عن تقليدهم إنهم لا يقيمون لجهودهم وزناً، ولذلك فهم في جهالة يعمهون، فلا يُمَيِّزون بين الحديث الصحيح وبين الحديث الضعيف علماً بأن كثيراً من فقهائهم المتأخرين المُقَلِّدين يأخذون على من تَقَدَّمهم من الفقهاء الكبار عندهم في المذهب، يأخذون عليهم عشرات الأحاديث الضعيفة، بل كثير منها من الأحاديث الموضوعة.
إذاً: الفقهاء أنفسهم المقلِّدون هم معنا في وجوب الرجوع إلى علماء الحديث في التصحيح والتضعيف، فما بال هؤلاء المقلدين يريدون أن يقيموا الحجة علينا بزعمهم أنا نحن ننكر التقليد، ونقع في التقليد، الآن نحن ندخل في ذاك الموضوع الذي أجَّلْتُه آنفاً، هل نحن مثلهم في التقليد؟ الجواب: شتان ما بيننا وبينهم.
ماذا يقول الشاعر؟
فأين الثريا من الثرى
…
وأين معاوية من علي
نحن أولاً نختلف عنهم تماماً، نحن لا ندين الله تبارك وتعالى بالتقليد، أما هم فيتدينون بالتقليد واضح؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: أسألك ما تغيب عني خليك معي.
مداخلة: نعم يا شيخنا.
الشيخ: نحن نفترق عنهم تماماً، نحن لا نتدين بالتقليد، أما هم فيتدينون بالتقليد، أي: هؤلاء الملايين من المقلدين أحدهم يقول: أنا حنفي، والآخر يقول: أنا شافعي، والثالث يقول: مالكي، والرابع حنبلي، لا يوجد في الفريق المخالف لهم ونحن وأعني بهم نحن معشر نسميهم آل الحديث أهل السنة أهل السلف الصالح المنتمين إلى اتباعهم نحن السلفيين لسنا مثلهم؛ لأنه لا يوجد فينا من يقول: أنا بخاري فلا أقبل إلا ما صححه البخاري وما ضعفه البخاري، وعلى ذلك فلا تجد فينا من يقول: أنا مسلمي إذا صح التعبير، أو أحمدي أو
…
إلى آخره، ولذلك فتجد كعلامة ومثال واقعي تماماً هذا الرجل الألباني الذي ابتلي ببعض أصحابه الصالحين، والمعينين له على الخير والبحث والتحقيق إلى آخره فقد ابتلي بناس آخرين أيضاً سلكوا طريقه، لكنهم خالفوه في عشرات من الأحاديث لماذا؟ لأنهم يلتقون معنا في الأصل أنه لا تقليد عندنا لشخص معين، وإنما نحن نتبع أيش؟ الدليل مع من كان وحيث ما كان، أما المقلدون فليسوا كذلك، هنا يأتي الشعر السابق الذي بدأ آنفاً أوله.
فحسبكم هذا التفاوت بيننا
…
وكل إناء بما فيه ينضح
إذاً: نحن نقول للمقلدين بعبارة أخرى: نحن لا ننكر مجرد التقليد، وهذه أرجو أن تكون الفكرة ظاهرة لدينا جميعاً، نحن لا ننكر مبدأ التقليد، وإنما ننكر التدين بالتقليد، وجعله مذهباً وديناً لا يحال عنه قيد شعرة، هذا الذي ننكره، أما الاتباع لعالم نثق بعلمه سميتموه تقليداً على الرأس والعين، هذا واجب، ما يهمنا الآن التسمية، تقليد أم اتباع، نحن نسميه اتباع لماذا؟ للفرق الذي بيننا وبينهم، أي: إذا ما ظهر هناك خطأ هذا العالم تركناه، ونبذنا قوله نبذ النواة، بينما هم يتدينون به على قاعدة المثل العامي (عنزة ولو طارت) أو على الحكاية التي قيلت: أعطني جمل قال له: ناقة، قال له: لا جمل هي ناقة وهو يقول: أعطني جملاً إلى آخره، فإذاً ننكر التدين بالتقليد، ولا ننكر التقليد لضرورة لا بد أن يصل إليها أكبر عالم في الدنيا لا يستطيع أن ينجو من التقليد؛ لأننا إذا سألنا عالماً عن مسألةٍ ما فيها دقة لا شك أن هذا العالم حينما يسأل عن مثل هذه المسألة الدقيقة عقله الباطل يعمل أحسن من الكمبيوتر صنع البشر اليوم، في لحظات مثل البرق يستحضر الآيات والأحاديث التي تدندن حول ما سئل فيخرج بجواب، هذه الصورة السريعة التي جالت في ذهن هذا العالم المسؤول لا يستطيع أن يُظْهِرها على الشاشة مُجَسَّدة واضحة المعالم لجميع الناس حتى العامة فيقتنعون تماماً، ويتبعون هذا الإمام اتباعاً أيش؟ على بصيرة وبينة، لا. ليس هنا إلا أن يقولوا: العالم الفلاني قال كذا، ونحن مأمورون باتباعه، ألا تشعرون معي بأن هناك في الإسلام مثل هذه المسائل الدقيقة؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: لا بد، فإذاً: ما واجب العامة؟ أن يقولوا: سألنا فلاناً فأجابنا بكذا، ونحن نعتقد أن الرجل عالم
…
إلى آخره، لكن إذا بدا لهذا السائل أن هذا جواب خطأ ما يتثبث به؛ لأنه ليس مقلداً متديناً بالتقليد كما يفعل جماهير الناس، لعل في هذا كفاية.
مداخلة:
…
يا شيخ جماهير الناس من المقصود فيهم يعني، يعني: بقية المذاهب كلها المقصودة يعني ما عدا السلفيين أو أهل الحديث؟
الشيخ: أنا ما أتكلم عن المذاهب بارك الله فيك أصبر عليَّ، أتكلم عن أتباع المذاهب.
مداخلة: هو أتباعهم.
الشيخ: بس فيه فرق بين أتباع المذاهب والمذاهب.
مداخلة: مضبوط.
الشيخ: نعم؟
مداخلة: صح.
الشيخ: طيب! وبخاصة أنك أنت قلت عمن تتكلم؟ أنا بتكلم عن الموجودين اليوم على وجه الأرض، هذول لمن يتبعون.
مداخلة: يعني: قصدي لو أن جاء واحد ..
الشيخ: لا. عفواً بدك تجاوبني حتى ما تُخَسِّرني سؤالي.
مداخلة: طيب، جماهير الناس معظمهم إما بيقلدوا إمام واحد أو بيقلدوا مجموعة أئمة، يعني: في هذه المسألة بيقلد مثلاً الشافعي والمسألة الثانية بيقلد الحنفي، بالثالثة بيقلد بيجوز مالك، أو يلتزم في رأي واحد منهم، اللي يتيسر له الاطلاع عليه، طبعاً بعد أن يثق أنه هذا المذهب أو هذا الإمام كان على صواب، في معظم الأمور طبعاً بدرجة طبعاً هون أنه في مسائل دقيقة ما بيقدر العامي يخوض فيها طبعاً، فما نطلب من كل واحد عامة؟
الشيخ: أنت بتكرر القول اللي ضربته أنا مثال بالشاشة، والكمبيوتر العقلي هذا، بتكرره الآن لا تنس كلامي، أنا قلت آنفاً: إنه عامة الناس ما بيستطيعوا يعرفوا دقائق المسائل وما يستطيعون يعرفوا أدلتها، ولو أراد العالم إنه يشرحها له، فلا يستطيع أن يفهمها.
مداخلة: إذاً مش غلط إن الإنسان يقلد إمام معين؟
الشيخ: أنا آسف إنه يمكن لأول مرة بنلتقي مع بعض ويجري مثل هذا الحديث فيبدو إنه لا بد من تكرار هذا الحديث لحتى يتجلى للسامع ماذا أعني، لعلك الآن ستذكر ما قلته أكثر من مرة، نحن بارك الله فيك نفرق بين التقليد فلا بد منه حتى لكبار العلماء، وبين التدين بالتقليد سمعت كلمة التدين بالتقليد؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب ظهر لك الفرق والا لا؟ ما ظهر لك الفرق.
مداخلة: ظهر لي الفرق، بس أنا أبني على الدروس السابقة.
الشيخ: ما عليش، قل لي قلت الآن ما هو الفرق بين التقليد الذي أنا بقول أنه قد يقلد العالم المجتهد، وبين التدين بالتقليد ما الفرق؟
مداخلة: التدين بالتقليد إنه يعني بيقلد فلان من الناس سواء كان على صواب على خطأ، يعني: مذهبه التقليد بس.
الشيخ: عرفت فالزم، الآن نعود إلى سؤالك أعيد إليك، اليوم جماهير المسلمين أليسوا على هذا؟
مداخلة: لا أعتقد ذلك.
الشيخ: كيف؟
مداخلة: إنه جماهير المسلمين إنهم يعني: الواحد بيكون عارف إنه هذه المسألة.
الشيخ: لا. لا مش عارف، ما بنحكي عارف هلا، الآن بارك الله فيك لما واحد بيقول جماهير المسلمين بيشمل العلماء، وبيشمل طلاب العلم وبيشمل من دونهم صح؟
مداخلة: صح
…
كل المسلمين.
الشيخ: كل المسلمين، هي أنا ذكرت ثلاثة أصناف: العلماء وطلاب العلم ومن دونهم عامة المسلمين، لما يطلق كلمة الجماهير أي الأقسام الثلاثة يغلب عليها اسم الجماهيرية؟
مداخلة: الثالث طبعاً.
الشيخ: أليس كذلك؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: فأنا أعني هؤلاء ما هو رأيك بئه بعد ما حددت لك بهذا التحديد؟
مداخلة: لو يا دكتور تخلي سؤالك نابع من الكتاب اللي قرأته كتاب البوطي يكون هيك تقريباً قد تأخذ الجواب يعني ..
الشيخ: لا أنا بخطئك؛ لأنك قطعت سلسلة البحث بيني وبينه؛ لأنه أنا وضحت له ما في العالم الإسلامي كالطبقات، الطبقة الأقل هم العلماء، والأكثر شوية هم طلاب العلم، ولو بدنا نتفلسف شوية بزيادة في الكلام سوف نقسم طلاب العلم إلى أقسام، ونقول: هذه الأقسام الكثيرة، وما بيهمنا التفصيل أقلهم طلاب العلم الشرعي صح؟ شوفوا كم النسبة، شو بقي؟ بقي الجماهير، يدخل في الجماهير طلاب العلم غير العلم الشرعي صح أم لا؟ الآن أنا جعلت نفسي مع الدكتور في هذا الواقع أكثر العالم الإسلامي هو من القسم الثالث الذي يدخل فيه طلاب العلم غير العلم الشرعي، هذول ما بيسلم معي الدكتور إنه هذا حنفي وهذا شافعي كما قال هو إنه بعضهم بيمشي على مذهب معين، وبعضهم قال: ما بيمشي على مذهب معين خفت الحقيقة إنه يقول بيمشي على أربع، خفت إنه يقول هيك، لكن الحمد لله ما قال، شايف شلون، لكن نحن لا نقول بئه الجمهور هذا اللي أكثره من القسم الذي لا يعلم، هذول يا دكتور يتدينون كل واحد من هؤلاء لو كان أجهل من أبو جهل بيجي عند الشيخ بيسأله عن مسألة الشيخ نفسه شو بيقله؟ شو مذهبك؟
بيقول له يا سيدي الشيخ أنا حلفت يمين إنه كذا وكذا فهل تكون مراتي طالقة، بيقوله شو مذهبك يا ابني؟ بيقول له: أنا حنفي. صح هذا الكلام والا لا؟
مداخلة: ....
الشيخ: ما تآخذني ما لك عايش في هذا المجتمع أنت.
مداخلة: ما عليش ما أقدر أقول صح وأنا يعني مش مقتنع إنه صح؛ لأني أنا ما شفت هذه ..
الشيخ: هذا هو بقول لك أنت ما أنت عايش المجتمع، فإذا سمحت بئه إذاً كيف لتناقش الموضوع؟
مداخلة: بناقش من خلال الناس اللي بشوفهم، بحكم على
…
بس
…
بحكي عنهم
…
الشيخ: هذه
…
بارك الله فيك بأي قسم بتحطني إياه، أنا ما أفرض عليك رأيي.
مداخلة: القسم الثالث.
الشيخ: طيب هذا هو.
مداخلة: القسم الثالث، بس القسم الثالث مش معظمه من النوع الذي وصفت لي إياه، إنه يعني ملتزم بمذهب وبيجي بيقول للشيخ بدي على المذهب الفلاني.
الشيخ: ولا شو بتسوي بيمشي بدك تقول له بيمشي على أربعة.
مداخلة: مش على أربعة لا.
الشيخ: إذاً على أيش بيمشي؟
مداخلة: يعني: إذا بيتيسر له إنه شاف رأي مثلاً أحد الأئمة اللي يثق فيهم في المسألة يمشي عليه.
الشيخ: يا أخي هذول جمهور والا هذول قليل سبحان الله! هذول اللي بتتحدث أنت عنهم نحن نعرفهم، لكن هذول بيمثلوا خلينا نضرب مثال مصغر جداً جداً، العالم الإسلامي عبارة عن مائة شخص، هل مائة شخص بنقول عشرة منهم عشرة علماء، وخمسة عشر منهم طلاب علم، شو بقي عندنا خمسة وسبعين صح؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: هذه الخمسة والسبعين هذول ما بين الحنفي والشافعي ومالكي وحنبلي تجي بتقول فيه منهم وأنا بعرفهم يمكن مثلك أو أحسن فيه منهم إذا اقتنعوا بوجهة نظر غير مذهبه اللي عاش فيه بيمشي عليه، بقول لك نعم، لكن ما نسبة هؤلاء بالنسبة للخمسة والسبعين أكثرية أم أقلية نعم؟
مداخلة: أنا أخالفك الرأي في هذا؟
الشيخ: ما عليش نسمع بس رأي ..
مداخلة: أنا مع معرفتي
…
أنا مع معرفتي ومع
…
وما إلى ذلك شايف، أنا من الحنبلية، منطقتنا من الجنابة ولكن حتى الآن شايف وأقسم أني لا أستطيع أن ألم بالمذهب الحنبلي في كل شيء، أخذنا في الدين الإسلامي، وتعلمنا في
الدين الإسلامي تعلمنا من أساتذنا من الشيوخ وغير ذلك، ولا أعرف أي شيء منها على أي مذهب من المذاهب الشيء اللي بآخذ من العالم هذا إنه هذا الشيء صح شايف؟ بعد ذلك أقرأ في بعض الأحيان أو آتي لعالم آخر وأسمع منه شيء مخالف نوعاً ما عن ذلك أقيس برأيي إنه هل هذا الصح أو هذا بغض النظر عن أي مذهب هذا، وهذا أنا متعلم فما بالك بعامة الناس، يعني: حتى الإنسان اللي بيقول أنا حنبلي أو أنا مالكي أو أنا شافعي ولا يعرف بالضبط ما هو هذا المذهب؛ لأنه لا يوجد أحد قرأ هذا المذهب حتى الكتب غير متوفرة؟
الشيخ: خلصت
مداخلة: خلصت.
الشيخ: أنا أولاً بلفت نظرك إنك صادرت الحديث بيني وبين الدكتور هذه أولاً، ثانياً أنت يا أستاذ طبيب لست طالب علم شرعي، وأنا آنفاً قسمت الناس أقسام، قلت: علماء، وقلت طلاب علم، وبعدين طلاب العلم قسمتهم أقسام يطابق الواقع تماماً، وقلت: قسم منهم طلاب العلم الشرعي، أنت ولا مؤاخذة ما أنت طالب علم شرعي؛ لذلك أنت لست من هؤلاء الذي درس الفقه الحنفي فكان حنفياً، أو درس الفقه الشافعي فكان شافعياً أو الحنبلي كما ذكرت. أنت لست من هؤلاء، ولذلك فأنت لا تمثل الجمهور الذي أنا بتكلم عنه، أنت تمثل طبقة من الناس درسوا ثقافة عصرية علمية ليس لها علاقة بالثقافة الشرعية، لكن عنده شيء من الوعي والانتباه والعقل والتفكير ما هو جامد، ما هو أبلد بليد فبيستعمل عقله وبيشوف والله الشيخ فلان بيقول كذا
والشيخ فلان بيقول كذا بيعمل شيء من الاجتهاد في التفكير في حدوده، ويعمل بما اطمأنت إليه نفسه، وانشرح له صدره، لكن أنت في واد وأنا في واد، أنا بتكلم عن طلاب كليات الشريعة، وأتكلم عن الدكتور البوطي وأمثاله من اللي دارسين الشريعة شوف ما بيقولوا، هل يجب التمسك بمذهب معين أم لا؟ أنا الآن بعود للدكتور أنا بسأله: شو جواب الدكتور البوطي عن هذا السؤال؟ حينئذ سيعلم إنه كلامي السابق هو الذي يتمثل في العالم الإسلامي اليوم كقسم ثالث هو الجمهور، إذا كان الدكتور البوطي بيصرح في بعض رسائله إنه التمسك بمذهب معين هذا واجب، وعدم التمسك بمذهب معين هو قنطرة اللادينية والإلحاد، وهذا رجل يُدَرِّس الشريعة فماذا نقول؟ فما تآخذوني إذا أنت طبيب والأستاذ طبيب فهو ما درس هذه المشاكل وهذه المسائل إطلاقاً، وهذا كتابه يصرح بهذا الذي يقوله.
مداخلة: من عنوانه.
الشيخ: نعم؟
مداخلة: من عنوانه.
مداخلة: اللامذهبية أخطر بدعة تُهَدِّد الشريعة الإسلامية.
مداخلة: قرأت
…
الشيخ: لا ما قرأت.
مداخلة: بس يعني مضمونه مش هيك.
الشيخ: ما عليش.
مداخلة: عنوانه ما عليش ليس سألتك أنت قرأته لأنه عنوانه ..
الشيخ: يعني أنت الآن بتفيدنا فائدة جديدة جزاك الله خير، العنوان غير معنون كويس؟
مداخلة:
…
الشيخ: نعم؟
مداخلة: أنت قلت في مجال واضح.
مداخلة: إيه نعم.
الشيخ: ما عليش طَوِّل بالك العنوان غير معنون، العنوان اللي بيسمعه من كان بثقافته بيستنكره، وأنت معنا في هذا الاستنكار هات بَئَه المُعَنْوَن ما هو؟
مداخلة: المعنون إنه نهاية الحديث بيحكي إنه اللي بده يتبع مذهب معين.
الشيخ: ما فيه نهاية حديث أخي رسالة مؤلفة مش نهاية الحديث، شو مضمون الرسالة؟
مداخلة: مضمونها مضمونها.
الشيخ: إيه شو مضمونها؟
مداخلة: إنه اللي بده يتبع مذهب معين واحد بإمكانه يتبعه وما فيه عليه حرج، واللي بده يتبع مذهب أو يسلك يقلد عدة مذاهب يعني: هذه المسألة يقلد فيها الشافعي، والمسألة الثانية يقلد فيها الحنبلي ما فيه عليه حرج.
الشيخ: خلاص؟
مداخلة: إذا كان من العامة.
الشيخ: خلاص؟
مداخلة: غير طالب العلم وغير العالم، العالم لازم ينصر إذا كان عالم فعلاً لازم ينصر هو بثقافته وبدراسته الشيء الصح.
الشيخ: على من هو بيرد في الرسالة اللي أنت بتقول إنك قارئها، وهاضمها إن شاء الله فهماً، على من يرد؟
مداخلة: رد على رسالة الخجندي.
الشيخ: إيه الخجندي شو بيقول؟
مداخلة: الخنجدي أنا حاولت أجيب رسالته صحيح لأنه ما حبيت اعتمد على الكتاب نفسه، يعني حبيت أعتمد على الكتاب، وعلى رد كتابه، وعلى تعليق الكتاب ثالث مرة لذلك طلبته من الأخ أبو أحمد يجيب له الرسالة، ويجيب له الرد على رسالة
…
الشيخ: ما جاوبتني.
مداخلة: ما بيجوز تقول لي إنه
…
الشيخ: شو بدي استناك لتجيب رسالة الخجندي الله يرحمه؟ أنا بقول لك: شو فهمت؟
مداخلة: مفهوم اللي فهمته أنا أن الخجندي قال الإنسان اللي بتتوفر عنده كتب الحديث وكتب السنة فقط بإمكانه إنه يميز بينها ويقارن بينها، ولازم ما
يركن لرأي فلان أو فلان.
الشيخ: أنت هلا حطيت كلمة فقط هيك بيقول الخجندي؟
مداخلة: أنا ما أقول هيك بيقول الخجندي هيك فهمت
…
الشيخ: أنا بسألك سؤال الله يرضى عليك.
مداخلة: يا سيدي هيك فهمت من الرسالة.
الشيخ: إيه فهمت إنه بيقول فقط عنده كم كتاب من كتب الحديث؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: مو صحيح، يعني: لا يقيم وزناً لأقوال الصحابة والتابعين والفقهاء المجتهدين هيك أنت فهمت من رسالة البوطي؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: هذا هو عين الافتراء.
مداخلة: أنا
…
الشيخ: فاهم، أنت نحن منهجك صحيح، بس بنقول لك شو فهمت من البوطي؟
مداخلة: هذا اللي فهمته.
الشيخ: هذا خطأ.
مداخلة:
…
الحقيقة مش إنه يعني: ما بيلومك الشيخ في هذا.
الشيخ: أبداً.
مداخلة: من شأن أنا حبيت أقول لك: شو بيقول الخجندي؛ لأني ما بقدر أقول لك شو بيقول هيك فهمت من الرسالة.
الشيخ: أنت بتقول البوطي بيقول عن الخجندي كذا.
مداخلة: نعم.
الشيخ: أيوه. وتحفظك اللي أديته مما تشكر عليه، لكن أنا بقول لك الخجندي لا يقول هذا الذي أفهمك إياه الدكتور البوطي، ومن العجائب إنك أنت بتقول: إن البوطي في عنوانه مخطئ وفي المعنون مصيب، وهذه عمرها ما صارت رجل عالم ودكتور في كلية الشريعة وبيدرس في الشريعة إلى آخره ما يعرف يضع عنوان لرسالته إلا ضد مضمون الرسالة والله إنها لإحدى الكبر، يا أخي الدكتور البوطي ينكر على المسلمين اليوم المثقفين الذين يدرسون ما يسمى اليوم عنده هو في كليته بالفقه المقارن، وبيقابلوا أدلة المذاهب بعضها في بعض.
فهؤلاء المثقفين اللي بيدرسوا الفقه المقارن، وبيحطوا كتب السنة بين أيديهم بيدرسوا أدلة الفريقين، بيشوفوا أدلة هذا المذهب أرجح من هذه الأدلة في المذهب الثاني، بيقولوا: هذا هو الذي نحن يجب أن نأخذ به، هذا الذي ينكره البوطي، مش البوطي بينكر على واحد جاي كما يقال من وراء البقر بيقول: أنا بدي أفهم من القرآن والسنة وهو لا يحسن أن يتلو آية من كتاب الله، أو حديث من رسول الله، هذا أمر مجمع عليه فاهم علي؟
(الهدى والنور/331/ 45: 22: 00)