الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرق بين الاتباع والتقليد
مداخلة: متى يكون المسلم متبعًا ومتى يكون مقلدًا، ما الفرق بين الاتباع والتقليد؟
الشيخ: الفرق بين الاتباع والتقليد هو أن الأصل في كل مسلم أن يكون كما قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108] ولا شك ولا ريب عند جميع العلماء بل ومن دونهم أن التقليد ليس علمًا أولًا، ثم أن المقلد لا يكون على بصيرة من دينه ثانيًا، لهذا يجب أن نعلم أن فرقًا كبيرًا بين هذا التقليد وبين الاتباع الذي هو الاتباع بمقتضى الدليل، فالذي يجعل ديدنه دائمًا وأبدًا أن يقلد ويمشي على غير بصيرة، أي: يمشي على عمى، فهذا ليس من الإسلام في شيء؛ ولذلك نحن نقول: لا يجوز للمسلم، ولا أعني هنا العلماء ولا طلاب العلم، أعني عامة المسلمين حتى
…
منهم، لا يجوز للمسلم مطلقًا أن يتدين بالتقليد .. أن يجعل التقليد دينًا يتقرب به إلى الله تبارك وتعالى، كما قال بعض المؤلفين من الخلف مع الأسف الشديد، قال:
وواجب تقليد حبر منهم.
واجب! أي: جعل التقليد لإمام من أئمة المسلمين أمرًا واجبًا، أي: جعله
دينًا، نحن نقول في التقليد كما قال الإمام الشافعي في القياس، قال: القياس ضرورة لا يصار إليه إلا حينما
…
الدليل من الكتاب والسنة أو إجماع الأمة، كذلك نحن نقول: التقليد لا يجوز اتخاذه دينًا ولكنه ضرورة فمن لم يتمكن من عامة المسلمين أو طلاب العلم أن يعرف المسألة لدليلها من الكتاب والسنة ليكون متبعًا وليكون على بصيرة من دينه فهنا
…
الضرورات تبيح المحضورات .. فهنا يجب التقليد لمن هو أعلم منه، أما أن يجعل التقليد دينًا فينصرف بذلك أولًا عن مرتبة الاتباع الذي هو معرفة المسألة بدليلها من الكتاب والسنة فضلًا عن مرتبة الاجتهاد التي هي أعلى مراتب البصيرة في الدين، هذا أن يجعل التقليد دينًا يصرفه عن أن يكون على بصيرة وعن أن يعرف أدلة المسائل في الشريعة فهذا لا يجوز في دين الله تبارك وتعالى.
إذًا: الفرق بين التقليد وبين الاتباع هو كالفرق بين البصير والأعمى، وهل يستوي البصير والأعمى؟ لا يستويان مثلًا.
(أسئلة وفتاوى الإمارات - 3/ 00: 22: 43)