الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في المجتمع الأول الذي يعيش فيه ذلك الشاب أن يجعل دراسته المذهبية وسيلة وليس غاية، إنما الغاية هو أن يصل ولو يوماً ما ولو بعد سنين طويلة إلى أن يتفقه على الكتاب والسنة.
(الهدى والنور / 517/ 30: 44: 00)
باب منه
السائل: نسمع عند بعض المشايخ يقولون طالب العلم عليهِ أن يدرس مذهباً منفرداً ثم بعد ذلك إما أن يكملوا كلامهم أو يقطعوه، فإذا أرادوا إكماله يقولون ثم بعد ذلك يقرأ ما شاء من كتب العلم، هل هذا الكلام صحيح أم لا؟ ! .
الشيخ: تارة وتارة، هذا السؤال نسأل عنه كثيراً، لكن لبيان بطلان هذا الشرط أن يدخل في تارة ولا يدخل في التارة الأخرى، كيف سلفنا الصالح يتفقهون فيه بإذن الله عز وجل هل كانوا يلتزمون مذهباً معيناً، طبعاً لا يستطيع أحد من أولئك أن يقول كانوا يلتزمون مذهباً معيناً، واضح إلى هنا.
السائل:
…
الشيخ: فإذاً بطل قولهم انه يشترط في طالب العلم أن يدرس مذهباً معيناً.
السائل: بارك الله فيكم.
الشيخ: لكن للكلام تتمة، لأني قلت تارة فتارة.
السائل: نعم.
الشيخ: أه، الآن التارة الأخرى تلتقي مع ذاك الشرط، أنا قلت مرة إذا كان هناك قرية صغيرة فيها رجل عالم يقرأ القرآن ويقرأ الأحاديث ويقرأ الفقه وهو نشأ على مذهب من هذه المذاهب الأربعة، فهؤلاء سكان القرية كيف لهم أن
يعرفوا الحلال والحرام، وما يجوز وما لا يجوز، وهم كلهم أميون، إلا هذا الشيخ شيخ القرية فهو الرجل العالم بمذهب من المذاهب الأربعة، إذا استحضرنا قوله تعالى:{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] كان الجوابُ واضحاً جداً أن أهل القرية هؤلاء لا يمكنهم أن يتفقهوا في دينهم إلا من طريق هذا الشيخ، ومعنى ذلك من طريق مذهب الشيخ، واضح.
السائل: واضح.
الشيخ: إذاً هذا ضروري بالنسبة لهذا الجو أو لهذا المثال الذي صغرتهُ جداً، لكن ننتقل إلى مثال آخر في بلدة في عاصمة فيها من كل المذاهب وفيها من كل العلماء، علماء في المذاهب الاربعة، هذا حنفي وهذا شافعي، وهذا شافعي، وهذا مالكي، وهذا حنبلي، وربما شيعي وزيدي والى آخره، وفي من أهل الحديث الذين لا يلتزمون مذهباً من هذه المذاهب لأن هذا تقليد والتقليد في دين الله لا يجوز إلا للضرورة، نعود إلى مثال القرية الصغيرة، أما نحن الآن في قرية كبيرة عاصمة وفيها من مختلف العلماء ومنهم أهل الحديث أيضاً باطلٌ شرطهم السابق لأنه هنا يوجد من أهل العلم بالكتاب والسنة الذين نجوا من ربقة التقليد، ووقفوا مع الدليل من الكتاب والسنة، فعلى هؤلاء ينبغي أن يدرسوا العلم والفقه، فإذا فرضنا هذه القرية هذه وسط الآن بين القرية الصغيرة الأولى والقرية الكبيرة الأخرى نفترض قرية فيها علماء من كل المذاهب إلا المذهب السلفي الحديثي، فإذا أهل هذا البلد مضطرون أن يدرسوا على مذهب من مذاهب هؤلاء العلماء لأنهم لا سبيل لهم إلا ذلك، واضح الجواب، هكذا.
(الهدى والنور / 580/ 41: 35: 00)