الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدعاء لولي الأمر
(انقطاع) لذلك فهذا الحاكم سواءً كان في سوريا في بلادنا، أو كان في العراق في بلادكم هذا الحاكم سيولي ولا بد يوماً ما أن يثور الشعب العراقي والسوري المسلم حقاً، الدول التي احتلوا وتعاونت معهم بعض الدول الإسلامية هم ليسوا كالحكومة العراقية مع الشعب العراقي، هم يمثلون شعوبهم وشعوبهم تمثلهم فلو ذهب بوش سيأتي ثاني من هو أبوش! عرفت كيف؟ لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للبلاد الإسلامية؛ لأنهم لا يمثلون الشعوب الإسلامية أبداً؛ ولذلك فأنا لا يهمني النظر إلى الحاكم بقدر ما يهمني النظر إلى الشعب المحكوم فمن هنا يجب النظر إلى قاعدة سابقة: الضرورات تبيح المحظورات مع ضميمة: الضرورة تقدر بقدرها، فلو احتل الأمريكان البلاد الإسلامية الآن سيكون الوضع في المستقبل أسوأ بكثير من استعمار العراق مثلاً للكويت، فهذا الذي نحن ننظر إليه من الناحية النظرية، أما من الناحية الشرعية فالقضية واضحة: إنا لا نستعين بمشرك، بل إنا لن نستعين بمشرك .. لن للتأبيد ..
ثم يأتي هنا شيء لا ينظر إليه هذا السائل المتمسك بدعوى الضرورة! هل يجوز لمسلم أن يدخل مفازة يغلب على ظنه أنه سيلقى حتفه جوعاً أو عطشاً فيتعرض لاستحلال ما حرم الله! هه، هذا مثل المستعينين بالكفار؛
لأنهم لن يأخذوا العدة والاستعداد لمقاومة طغيان كطغيان صدام مثلاً فعاشوا سنين طويلة وهم يعلنون في الشعوب الإسلامية أنه هناك تقدم وصناعة وحضارة وإلى آخره، أما العمل بقوله تعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60] لم يكن شيء هناك إطلاقاً.
لو أن السعودية مثلاً تعاطت وسائل الاستعداد لملاقاة طغيان صدام مثلاً ما كانت بحاجة أن تستعين بأمريكا وبريطانيا، بل ربما لم تكن بحاجة أن تستعين حتى ببعض الدول العربية المسلمة، ومع ذلك فكما قيل: حنانيك بعض الشر من بعض، لو كانت السعودية مستعدة وقائمة بالواجب الشرعي من الاستعداد المادي والمعنوي في آن واحد لوقفت في وجه الطاغية هذا؛ لأن هنا ماذا يقولون؟ ما دام الطاغية هذا استولى على الكويت إذاً سيأتي دور السعودية، طيب! أين استعدادات السعودية رأساً لجأت إلى الاستعانة بالكافر، هذا لا يجوز، فهذا مثله مثل من عرض نفسه لدخول مفازة وهو لم يستعد لهذا الدخول .. لم يأخذ الأسباب الحيطة والنجاة، جزاك الله خير، لعلي أجبتك عن سؤالك.
مداخلة: شيخنا! عندما نقول: لا يغلب ألف من ..
الشيخ: هذا حديث عن الرسول عليه السلام، أين هم هؤلاء؟ ! هؤلاء كعدد أولاً ليس موجوداً؛ لأنهم يجب أن يكونوا على قلب رجل واحد، نعم، وثانياً: إذا وجدوا فيجب أن يطبقوا الآية السابقة: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [الأنفال: 60] ليس هناك إعداد.
خاصة والدول العربية الآن ترى عدوها بجانبها وهي مستعدة بأحدث أسلحة العصر الحاضر اليوم، ونحن قاعدين نتفرج ونتبجح بأمور جانبية مما يسمى بالمكنيك والصناعة ونحو ذلك، أما النظر البعيد والانتصار لضعفاء المسلمين في كثير البلاد الإسلامية فذلك لا يهتمون به إطلاقاً.
ويكفي في الموضوع إعانة روسيا بالملايين، هذا أيضاً هناك ضرورة! والله المستعان.
(الهدى والنور/546/ 46: 53: 00)