الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إسلام النجاشي
مداخلة: بالنسبة لموضوع النجاشي باعتبار أنه ثبت لنا أنه مسلم، لكن ما ندري لماذا هو لم يحكم بالإسلام، ولا دعا إلى الإسلام، لا عمل شيء وهو بيده السلطة، وهو حاكم ومطالب بتحكيم شرع الله.
الشيخ: فيه مسلم يكتم إيمانه عندك أم ما فيه؟
مداخلة: فيه، لكن مو صاحب السلطة، يكتم إيمانه يخاف مِنْ مَن؟
الشيخ: خايف مثل ما يخاف الحكام في آخر الزمان.
مداخلة: حجة قوية والله شيخنا في مسألة ومن لم يحكم بما أنزل الله
مداخلة: الحقيقة يعني أنه هو حاكم ..
الشيخ: الحقيقة أنك ما انتبهت.
مداخلة: هات لشوف
…
الشيخ:
…
مداخلة: يعني: هذا له عذر أنه يخاف ولا يعمل بالإسلام ولا يعيش للإسلام.
الشيخ: عذر بالنسبة لقوة الإيمان بالنسبة لضعف الإيمان فهو ليس بعذر،
بينه وبين ربه.
مداخلة: يعني: صلاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عليه، صلاة الصحابة عليه، يعني: هذه شهادة كبيرة من الرسول له.
الشيخ:
…
تضعف الشهادة هذه، هذه الطلة التي طلعت فيها حامية.
مداخلة: ما ثبت أن النجاشي إيمانه كان ضعيف؟
الشيخ: بالنسبة أنه يجهر بإيمانه
…
مداخلة: شيخنا ممكن نستدل من هذه القصة على قضية الحكم بما أنزل الله ..
مداخلة:
…
الشيخ:
…
وهو الذي قال: أنه لولا انشغاله بالحكم لجاء وغسل قدمي.
مداخلة: ذلك هرقل يا شيخ.
الشيخ: ذلك هرقل.
مداخلة: قدمي من؟
مداخلة: قدمي رسول الله عليه الصلاة والسلام.
مداخلة: هذا هرقل قالها.
مداخلة:
…
عجيبة جداً، فيها من الحكم والعبر
…
مداخلة: أين نلاقيها أستاذنا.
مداخلة: أول حديث في البخاري سابع في صحيح البخاري.
مداخلة: أول؟
مداخلة: سابع حديث في صحيح البخاري آخر كتاب بدء الوحي.
السؤال: بالنسبة لموضوع النجاشي، يعني: كونه أعلن النبي عليه الصلاة والسلام الصلاة عليه، هذه إشارة واضحة على أنه مات على الإسلام، لكنه قصر من ناحية أخرى في موضوع وهو حاكم بتحكيم شرع الله عز وجل، فنريد تعليقك حول هذا الموضوع؟
الشيخ: أنا لا أتهمه بالتقصير مباشرة، ولكني أقول: إنه إن كان عند ربنا تبارك وتعالى غير معذور وليس في تطبيقه أحكام الشرع ابتداء، بل قبل كل ذلك في دعوته لشعبه الذي هو حاكم عليه إلى الإيمان بمثل ما هو آمن به، فهذا قبل أن يطبق الأحكام الشرعية، لأن الأحكام الشرعية تتطلب وجود محكوم لهم يتقبلون هذه الأحكام، فإذا كان شعبه من النصارى شأنهم شأنه قبل أن يهديه الله عز وجل للإسلام، فليس من المشروع بل ولا من المعقول لا من قريب ولا من بعيد أن يحكمهم بالإسلام، وهم لا يعلمون عن الإسلام شيئاً، بل إن أول ما يجب عليه هو أن يدعوهم إلى الإسلام، وأن يوضح لهم هذا الإسلام الذي آمن به. يجب عليه، قبل أن نقول أنه مقصر في تركه لتحكيم أحكام ربه عز وجل.
فالشيء الواضح البين تماماً هو أن يدعوهم إلى هذا الإسلام الذي آمن هو به، كما أشار إلى ذلك رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم في الكتاب الذي كان أرسله إلى هرقل ملك
الروم قال له: أسلم تسلم، فإنما عليك إثم الأريسيين.
مداخلة: يؤتك الله أجرك مرتين.
الشيخ: مرتين، فإن لم تفعل فإنما عليك إثم الأريسيين، فدعاه الرسول عليه السلام أول ما دعاه إلى أن يدخل في الإسلام، ثم بالتالي أن يدعو الأريسيين وهم الشعب وهم الفلاحين إلى أن يؤمنوا بمثل ما آمن به، ويكون بذلك له أجران: أجر إيمانه وأجر تسببه لإيمان شعبه بمثل ما آمن هو به.
أقول: هذا هو كان الواجب على النجاشي رحمه الله، لكن لا أقول كما جاء في السؤال: إنه مقصر في عدم تطبيقه للأحكام، لأن الأحكام هنا غير واردة، لكن قد يكون مقصراً في عدم دعوته لشعبه إلى أن يؤمنوا بمثل ما آمن به، فنحن نكل الأمر إلى الله عز وجل، ولا نقطع سلباً أو إيجاباً بأنه كان مقصراً أو كان غير مقصر، لكن أسوأ أحواله أنه كان مؤمناً يكتم إيمانه، لكن لماذا؟ الله أعلم لماذا، فإن كان له عذر عند الله والله يعرف ويقبل وإلا فلا يقبل عذره، لكن ذلك لا يخرجه عن دائرة الإيمان، فهو مؤمن، شأنه في هذا شأن كثير من حكام زماننا اليوم الذين يظهر منهم بعض الإسلاميات، ويظهر منهم أشياء معاكسة، ومن أبرزها: أنهم لا يظهرون اهتماماً بتطبيق أحكام الله وشريعته تبارك وتعالى، فلا شك أن هذا تقصير، كما أن ذاك تقصير، لكن إما أن يكون معذور أو ألا يكون معذور، فحساب كل من هؤلاء وهؤلاء إلى الله عز وجل، فمن لم يكن معذوراً فهو يستحق العقاب والعذاب عند الله تبارك وتعالى، وإن كان معذوراً فربنا عز وجل يعامل كل إنسان بما يعرف من حقيقة أمره، هذا رأيي في موضوع النجاشي رحمه الله.
سؤال: إن كان الظن في هذه المسألة أنها تنفذ على مسألة تكفير تارك الصلاة والحكام.
الشيخ: لا، نحن ربطنا في الجواب بمسألة الحكام، والآن تكلمنا بشيء من التفصيل، أما قضية ترك الصلاة ما كان خاطراً في البال، لكن أنا الآن يخطر في بالي شيء آخر، وهو يتعلق بتطبيق الأحكام، أنه هو لو آمن هو وشعبه فليس من المتيسر له أن يَطَّلِع بهذه السرعة على الأحكام، لأنه ليس عايش مع الرسول عليه السلام، ولذلك فليس مكلفاً أن يسارع في تطبيق الأحكام التي نزلت على النبي عليه السلام، وإنما يمكن أن يقال: ما يعلم من ذلك يطبقه، هذا هو.
مداخلة: إذاً أستاذي الكفر المنسوب إلى عدم تحكيم شرع الله عز وجل هو بما نعلم من أن الكفر دون كفر، وكفر عملي وكفر اعتقادي، وهكذا، يعني: هذا ينطبق على الآية حسب التخصيص.
الشيخ: أي نعم، يختلف اختلاف الأشخاص.
مداخلة: قد يكون الحاكم كافر فعلاً، وقد يكون كافر كفر عملي مثلاً، مثلاً لو قال: والله نطبق ما صلح من الشريعة الإسلامية، نطبق الصالح من الشريعة الإسلامية، فيه أحكام لا تصلح لهذا الزمان، هذا نسمعه نحن أحياناً على بعض القضاة أو الحكام يقولوا ويصرحوا بمثل هذا الكلام.
الشيخ: إذاً كفر القضاة ولا تكفر الحكام.
مداخلة: نعم نحن سمعناه من ناس قضاة أكثر شيء أنا سمعته الحقيقة.
مداخلة: ويلبسون العمائم؟
مداخلة: لا، مدنيين، قضاة مدنيين.
مداخلة من آخر: لكن هو شاعر بأن هذه القضية مخالفة لشريعة الله عز وجل، ويتمنى لو أنه يستطيع أن يحكم بشريعة الله، وفعلاً فيه ناس من القضاة المدنيين عندهم هذا الشعور، يقول: يا ليت نطبق الشريعة الإسلامية، نتمنى، لكن ما يطلع بأيدينا، لأنا مقيدين بهذه النصوص التي بين أيدينا، فهذا ما حكمه، يستنكر هذا القانون ويقول لك: أنه مخالف للشرع، هذا يطلع يد بيدي أقطع يد السارق أحكم بقطع يد الشارع أفعل، ولكن ما أتمكن، ما عندي صلاحيات، يعني: هل هؤلاء عملوا معصية مخالفة للشرع؟
الشيخ: هذا يسلم على السؤال السابق.
مداخلة: السؤال هو نفسه.
مداخلة: أن هذا معصية يعتبر عمله، وهو مسلم.
الشيخ: ليس كافراً
مداخلة: ليس كافراً.
(الهدى والنور / 257/ 58: 49: 00)
(الهدى والنور / 257/ 53: 51: 00)
(الهدى والنور / 257/ 10: 52: 00)
(الهدى والنور / 257/ 23: 57: 00)
(الهدى والنور / 258/ 12: 02: 00)