الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن رجعنا إليها عشنا بها، ولعمرى إن عندك من لا تذمّ معيشته، ولا تذمّ له (1) فإن كان ذلك فلم نفتح قفلك، ولم نشر كك فى عملك».
(صبح الأعشى 6: 477، والعقد الفريد 1: 61)
183 - رد عمر على عمرو بن العاص
فكتب إليه عمر:
(العقد الفريد 1: 16)
رواية ثانية
ورويت هذه المكاتبات بصورة ثانية، وهى:
كتب عمر إلى عمرو بن العاص:
«إنه قد فشت لك فاشية من متاع ورقيق وآنية وحيوان لم يكن حين وليت مصر» .
فكتب إليه عمرو:
(1) فى هذه العبارة وما بعدها تحريف فى صبح الأعشى والعقد، وقد أصلحتها بما يستقيم به المعنى وسيتضح لك المراد حينما تقرأ الروايات التالية.
(2)
الأساطير: الأباطيل والأحاديث لا نظام لها جمع إسطار وإسطير بالكسر وأسطور بالضم وبالهاء فى الكل؛ وقيل جمع أسطار بالفتح وأسطار جمع سطر، وسطر فلان علينا: أتانا بالأساطير وفى الأصل: «من أساطيرك أتسطر» وهو تحريف، ونسق الشى كنصر نسقا ونسقه: نظمه على السواء، وربما كان الأصل «وتشقيقك الكلام» كما سيأتى فى الرواية الثالثة فى غير مرجع، أى فى غير فائدة. يقال رجع كلامى فيه أى أفاد، وهو متعلق بنسقك وخبر ما محذوف أى فى شئ كما سيأتى.
(3)
أى خياره.
«إن أرضنا أرض مزدرع ومتّجر (1)، فنحن نصيب فضلا عما نحتاج إليه لنفقتنا» .
فكتب إليه عمر:
(فتوح البلدان للبلاذرى ص 226)
رواية ثالثة
وفى رواية ثالثة: أنه لما قلد عمر عمرو بن العاص مصر، بلغه أنه قد صار له مال عظيم من ناطق وصامت، فكتب إليه:
«أما بعد، فقد ظهر لى من مالك ما لم يكن فى رزقك، ولا كان لك مال قبل أن استعملك، فأنّى لك هذا؟ فو الله لو لم يهمّنى فى ذات الله إلا من اختان (4) فى مال الله لكثر همى، وانتثر أمرى، ولقد كان عندى من المهاجرين الأولين من هو خير منك، ولكنى قلّدتك رجاء غنائك (5)، فاكتب إلىّ: من أين لك هذا المال؟
وعجّل».
فكتب إليه عمرو:
«أما بعد: فقد فهمت كتاب أمير المؤمنين، فأمّا ما ظهر لى من مال فإنا قدمنا بلادا رخيصة الأسعار كثيرة الغزو، فجعلنا ما أصابنا فى الفضول التى اتصل
(1) مصدران ميميان، أى أرض زراعة وتجارة، والفضل: الزيادة.
(2)
يقولون: سؤت به ظنا وأسأت به الظن، يثبتون الهمزة إذا جاءوا بالألف واللام، وإنما نكر ظنا فى الأول لأنه منصوب على التمييز، وأما الظن فمفعول به.
(3)
أطلعه على الأمر: أعلمه به، والاسم الطلع بالكسر، وأطلعه طلعه: أعلمه إياه.
(4)
خان واختان بمعنى.
(5)
أى كفايتك.
بأمير المؤمنين نبؤها، وو الله لو كانت خيانتك حلالا ما خنتك، وقد ائتمنتنى، فإن لنا أحسابا إذا رجعنا إليها أغنتنا عن خيانتك، وذكرت أن عندك من المهاجرين الأولين من هو خير منى، فإذا كان ذاك فو الله ما دققت لك يا أمير المؤمنين بابا، ولا فتحت لك قفلا».
فكتب إليه عمر:
(شرح ابن أبى الحديد م 1: ص 58)
رواية رابعة
وفى رواية رابعة أن عمر كتب إلى عمرو:
فكتب إليه عمرو بن العاص:
«قرأت كتاب أمير المؤمنين، ولقد صدق، فأمّا ما ذكره من مالى فإنى قدمت بلدة الأسعار فيها رخيصة، والغزو فيها كثير، فجعلت فضول ما حصل لى من ذلك فيما ذكره أمير المؤمنين، والله يا أمير المؤمنين لو كانت خيانتك لنا حلالا ما خنّاك حيث ائتمنتنا، فأقصر عنا عناك، فإن لنا أحسابا إذا رجعنا إليها أغنتنا عن العمل لك،
(1) شقق الكلام: أخرجه أحسن مخرج.
(2)
أى لك غنمه وعلينا جرمه.