الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جرأة، حتى أغاروا علينا فى جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحرمه، وأرض الهجرة، وثابت إليهم الأعراب، فهم كالأحزاب (1) أيام الأحزاب، أو من غزانا بأحد إلّا ما يظهرون (2)، فمن قدر على اللّحاق بنا فليلحق».
(تاريخ الطبرى 5: 105)
313 - كتاب أهل مصر إلى عثمان
وكتب أهل مصر- الذين ساروا إلى عثمان- بكتاب، فكان فيما كتبوا إليه:
وكتب أهل المدينة إلى عثمان يدعونه إلى التوبة ويحتجون ويقسمون له بالله لا يمسكون عنه أبدا حتى يقتلوه، أو يعطيهم ما يلزمه من حق الله.
(تاريخ الطبرى 5: 116)
314 - كتاب عثمان إلى الامام على
وتفاقمت الفتنة واستطار شررها، حتى حصر الثوار عثمان فى داره، وكانوا يهتفون باسم الإمام على كرم الله وجهه للخلافة، فبعث عثمان عبد الله بن عباس إلى الإمام على
(1) هم قريش وغطفان وبنو مرة وأشجع وسليم وأسد الذين تحزبوا واجتمعوا لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة الأحزاب (غزوة الخندق) وكانت سنة خمس للهجرة، وكانت عدتهم عشرة آلاف قائدهم العام أبو سفيان.
(2)
أى من الاسلام، فلا فرق بينهم وبين هؤلاء إلا إظهارهم الاسلام.
(3)
ساغ الشراب: سهل مدخله فى الخلق.
(4)
مصرحة: أى خالصة، يقال صرحت الخمر تصريحا: انجلى زبدها فخلصت. قال الأعشى:
كميتا تكشف عن حمرة
…
إذا صرحت بعد إزبادها
والتجليح: المكاشفة فى الكلام، والإقدام الشديد والتصميم فى الأمر والمضى فيه والجرأة، وضلالة مجلحلة: أى مجلح صاحبها، ومبلجة: أى واضحة ظاهرة، بلج الصبح وأبلج: أضاء وأشرق.
وقال: قل له فليخرج إلى ماله بينبع (1) فلا أغتمّ به ولا يغتمّ بى، فخرج علىّ إلى ينبع، فكتب إليه عثمان حين اشتد الأمر:
«أما بعد: فإنه قد بلغ السّيل الزّبى (2)، وجاوز الحزام الطّبيين (3)، وتجاوز الأمر بى قدره (4)، وطمع فىّ من لا يدفع عن نفسه (5).
وإنك لم يفخر عليك كفاخر ضعيف
…
ولم يغلبك مثل مغلّب (6)
ورأيت القوم لا يقصّرون دون دمى، فأقبل إلىّ، على أىّ أمريك أحببت: معى كنت أو علىّ، صديقا كنت أو عدوّا.
فإن كنت مأكولا فكن أنت آكلى
…
وإلّا فأدركنى ولمّا أمزّق (7)
فرجع علىّ.
(الكامل للمبرد 1: 9، والعقد الفريد 2: 224، وزهر الآداب 1: 44، ومجمع الأمثال 1: 111، وجمهرة الأمثال 1: 155، وصبح الأعشى 6: 388، والإمامة والسياسة 1: 28، وإعجاز القرآن ص 119)
***
(1) وكان فيها نخل للامام على.
(2)
الزبى جمع زبية كفرصة: وهى حفرة تحفر فى ربوة من الأرض وتغطى ويجعل عليها طعم، فيراه الأسد من بعيد فيأتيه. فاذا استوى عليها انقض غطاؤها فيهوى فيها، وأصل الزبية: الرابية لا يعلوها الماء، فاذا بلغها السيل كان جارفا مجحفا. وهو مثل يضرب للأمر يبلغ غايته فى الشدة والصعوبة.
(3)
الطبى بالضم والكسر لذات الحافر والسباع كالضرع لغيرها والجمع أطباء. وهو مثل يضرب أيضا عند بلوغ الشدة منتهاها، ورواية الكامل للمبرد:«فانه قد جاوز الماء الزبى، وبلغ الحزام الطبيين» .
(4)
ورواية الإمامة والسياسة: «وارتفع أمر الناس فى شأنى فوق قدره وزعموا أنهم لا يرضون دون دمى» .
(5)
ورواية العقد: «وطمع فى من كان يضعف عن نفسه» .
(6)
المغلب: المغلوب مرارا (وهو أيضا المحكوم له بالغلبة ضد) ورواية زهر الآداب بدل هذا البيت: «ولم يعجزك كلئيم، ولم يغلبك كمغلب» ورواية الإمامة والسياسة بين هذا البيت والذى بعده:
«وقد كان يقال: أكل السبع خير من افتراس الثعلب، فأقبل على أولى» .
(7)
ورواية الكامل للمبرد والعقد وإعجاز القرآن وصبح الأعشى والإمامة والسياسة «فكن خير آكل» وقال صاحب زهر الآداب: «وهذا البيت للممزق العبدى، وبه سمى الممزق، واسمه شاس وإنما تمثل به عثمان رضى الله عنه، وحذاق أهل النظر يدفعون هذا ويستشهدون على فساده بأحاديث تناقضه ليس هذا موضعها» .