الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على ظلعك، وانزع سربال غيّك، واترك ما لا جدوى له عليك، فليس لك عندى إلّا السيف، حتى تفئ إلى أمر الله صاغرا، وتدخل فى البيعة راغما (1)، والسلام».
(شرح ابن أبى الحديد م 3: ص 302، ونهج البلاغة 2: 5)
445 - كتاب معاوية إلى على
وكتب معاوية إلى على ثانية (قبل ليلة الهرير (2) بيومين أو ثلاثة) يسأله إقراره
(1) أى ذليلا.
(2)
بدأ القتال بين على ومعاوية فى وقعة صفين يوم الأربعاء غرة صفر سنة 37 هـ، واستمر عشرة أيام إلى يوم الجمعة عاشر صفر، وقد اقتتل الناس ليلة الجمعة كلها حتى الصباح، حتى تقصفت الرماح ونفد النبل وصار الناس إلى السيوف، وأصبح صباح الجمعة والناس يقتلون من كل جانب، وأخذ الأشتر يزحف بالميمنة ويقاتل فيها، وكان قد تولاها عشية الخميس وليلة الجمعة إلى ارتفاع الضحى ثم كانت مكيدة عمرو ابن العاص برفع المصاحف على رءوس الرماح على ما هو مشهور، وقد سميت ليلة الجمعة المذكورة (ليلة عاشر صفر) بليلة الهرير- انظر تاريخ الطبرى 6: 26 ومروج الذهب 2: 27 وليست هذه التسمية بالأولى فى بابها، فقد سبق أن سميت ليلة من ليالى وقعة القادسية (وكانت سنة 14 هـ) بليلة الهرير، جاء فى معجم البلدان لياقوت 7: 7 «ذكر أصحاب الفتوح أن القادسية كانت أربعة أيام، فسموا اليوم الأول يوم أرماث، واليوم الثانى يوم أغواث، واليوم الثالث يوم عماس (وضبطه ياقوت فى معجمه بالكسر) وليلة اليوم الرابع ليلة الهرير، واليوم الرابع سموه يوم القادسية، وفيه كان الفتح للمسلمين، وقتل رستم ولم يقم للفرس بعد قائمة» وجاء فى تاريخ الطبرى 4: 131: 132 «واجتلدوا تلك الليلة من أولها حتى الصباح لا ينطقون، كلامهم الهرير، فسميت ليلة الهرير» وجاء فيه أيضا «وأصبحوا ليلة القادسية وهى صبحة ليلة الهرير، وهى تسمى ليلة القادسية من بين تلك الأيام، والناس حسرى لم يغمضوا ليلتهم كلها.: » - ويطلق الهرير على صوت غير الكلب، ومنه الحديث «إنى سمعت هريرا كهرير الرحى» أى صوت دورانها، انظر لسان العرب مادة هرر- ومن قبل وقعة القادسية سمت العرب «يوم الهرير» أيضا، جاء فى القاموس المحيط فى مادة هرر «ويوم الهرير يوم بين بكر بن وائل وتميم، قتل فيه الحرث بن بيبة سيد تميم» وجاء فى معجم ياقوت 8: 461 «والهرير من هرير الفرسان بعضهم على بعض كما تهر السباع، وهو صوت دون النباح، ووم الهرير من أيامهم ما أظنه سمى إلا بذلك، إلا أنه كان الأغلب على أيامهم أن يسمى بالمكان الذى يكون فيه ذلك، وهو من أيامهم القديمة قبل يوم الهرير بصفين كانت به وقعة بين بكر بن وائل وبين بنى تميم قتل فيه الحرث بن بيبة المجاشعى .. الخ وورد فى مجمع الأمثال للميدانى فى باب أسماء أيام العرب 2: 269 «يوم الهزبر» مضبوطا بوزن اسم الأسد وهو تصحيف، ولم يذكره صاحب العقد بين أيام العرب- راجع الجزء الثالث- ولا صاحب صبح الأعشى- راجع الجزء الأول-.
وتتمة للفائدة أقول: قال ياقوت فى معجمه عند الكلام على أسماء أيام القادسية «أرمات وأغواث-
على الشأم، وذلك أن عليّا عليه السلام قال: لأناجزنّهم (1) مصبحا، وتناقل الناس كلمته، ففزع أهل الشأم لذلك، فقال معاوية: قد رأيت أن أعاود عليّا وأسأله إقرارى على الشأم، فقد كنت كتبت إليه فى ذلك فلم يجب إليه، ولأكتبنّ ثانية، فألقى فى نفسه الشك والرّقة، فكتب إليه:
(شرح ابن أبى الحديد م 3: ص 24، ومروج الذهب 2: 60 والإمامة والسياسة 1: 88)
- وعماس»: ولا أدرى: أهذه الأسماء مواضع، أم هى من الرمث والغوث والعمس اه ج 1: ص 296 (والرمث كسبب: خشب يضم بعضه إلى بعض ويشد ثم يركب فى البحر، وجمعه أرماث، والعمس كسبب أيضا: الشدة، وأمر عمس كشمس وعماس كسحاب: شديد مظلم لا يدرى من أين يؤتى له) وأقول:
لعل تسمية اليوم الأول بيوم أرماث أن رستم قائد الفرس لما أراد عبور نهر العتيق، أمر بسكره (وسكر النهر كنصر سده) فباتوا ليلتهم يسكرونه حتى الصباح بالتراب والقصب والبراذع والأمتعة حتى جعلوه طريقا (انظر تاريخ الطبرى 4: 112) وذلك أشبه بالأرماث ولعل تسمية اليوم الثانى بيوم أغواث:
أنه قدم على المسلمين فيه مدد من الشام، بعثه أبو عبيدة بأمر عمر، وعليه هاشم بن عتبة بن أبى وقاص، وعلى مقدمته القعقاع بن عمرو (تاريخ الطبرى 4: 120) فكان ذلك المدد غوثا لهم، ولعل تسمية اليوم الثالث بيوم عماس، لما كان فيه من الشدة، ولم يكن فى أيام القادسية مثله (تاريخ الطبرى 4: 126):
(1)
المناجزة: المعاجلة فى القتال. وقد ذكروا أنه بعد انتهاء القتال يوم الثلاثاء سابع أيام صفين قال على: حتى متى لا نناهض هؤلاء القوم بأجمعنا؟ ثم خرج إليهم فى اليوم الثامن يوم الأربعاء بنفسه (انظر تاريخ الطبرى 6: 7 ومروج الذهب 2: 20).
(2)
فى الإمامة والسياسة «ما نذم به ما مضى» وفى مروج الذهب «ما نرد به ما مضى» .
(3)
فى مروج الذهب «من القتال» وفى ابن أبى الحديد «من الموت» .