الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كثرةً، أخذت قِطعةَ حصيرٍ فَاحرقتْهُ حتى صار رماداً، ثم ألصقتهُ بالجُرحِ حتى (1) استمسك الدَّمُ.
زاد النسائي (2)، في هذا الحديث:"أنَّ فاطمة اعتنقت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يعني لما أبصرته جريحاً صلى الله عليه وسلم ".
النسائي (3)، عن قتادة عن أنس قال: "كانت (4) نعلُ سيفِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فِضَّةً (5) وقبيعة سيفيه فضةً وما بين ذلك حِلَقُ فضَّة.
الذي أَسند هذا الحديث ثقة وهو جرير بن حازم وكذلك أسنده عمرو ابن عاصم عن همام عن قتادة.
أبو بكر بن أبي شيبة، عن أيى بكرة قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يتعاطون سيفاً مسلولاً فقال: "لعن الله من فعل هذا، أو ليس قد نَهيتُ عن هذا"، وقال:"إذا أحدكم سلَّ سيفه فنظر إليه، فأراد أن يناوله أخاه فليغمده، ثم ليناوله إياه".
باب في التحصن
وحفر الخنادق، وكتب الناس، ومِنْ كم يُجوِّز الصبي في القتال، وترك الإستعانة بالمشركين، ومشاورة الإِمام أصحابه، وما يحذر من مخالفة أمره، والإسراع في طلب العدو، وتوخي الطرق الخالية، والتورية بالغزو، والإعلام به إذا كان السفر بعيداً أو العدو كثيراً
.
(1) في مسلم: (فاستمسك الدم).
(2)
لعله في الكبرى!.
(3)
النسائي: (8/ 219)(48) كتاب الزينة (120) حلية السيف - رقم (5374).
(4)
النسائي: (كان).
(5)
النسائي: (من فضة).
النسائي (1)، عن البراء بن عازب قال: لما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحفر (2) الخندق عرض لنا حجر لا تأخذ فيه المعاول، فاشتكينا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقى ثوبه وأخذ المعول، وقال: بسم الله، فضرب ضربة فكسر ثلث الصخرة، ثم قال الله أكبر أعطت مفاتيح الشام والله إلي لأبصر إلى قصورها الحمراء الآن من مكاني هذا، قال: ثم ضرب أخرى وقال: بسم الله وكسر ثلثاً آخر، وقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المداين الأبيض، ثم ضرب الثالثة، وقال. بسم الله فقطع الحجر، وقال: الله أكبر اُعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر باب صنعاء.
البخاري (3)، عن الراء بن عازب قال: لما كان يوم الأحزابِ وخندق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأيته ينقل من تراب الخندق، حتى وارى عني الغبار (4) جلدةَ بطنه -وكان كثير الشعر- فسمعتُهُ يرتجِزُ بكلماتِ ابن رواحة ويقول (5):
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
…
ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلنْ سكينةً علينا
…
وثبِّت الأقدام إن لاقينا
وذكر باقي الحديث.
وعن حذيفة (6)، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اكتبوا لي من تلفَّظ
(1) النسائي: في الكبرى في الشر، هكذا عزاه المزي في تحفة الأشراف (2/ 65).
(2)
(د): (نحفر).
(3)
البخاري: (7/ 461 - 462)(64) كتاب المغازى (29) باب غزوة الخندق والأحزاب - رقم (4106)
(4)
في البخاري: (التراب).
(5)
في البخاري: (وهو ينقل من التراب يقول).
(6)
البخاري: (6/ 205 - 206)(56) كتاب الجهاد (181) باب كتابة الإِمام الناس - رقم (3060).
بالِإسلام، فكتبنا (1) ألفاً وخمسِمَائَةِ رجل، فقلنا: نخاف ونحن ألفٌ وخمسمائةٍ؟ فلقد رأيتُنا ابتُلينا حتَّى إن الرجُل ليُصلي وحده وهو خائِفٌ".
مسلم (2)، عن ابن عمر قال: عَرَضَني رسُول الله صلى الله عليه وسلم يومَ أحُدٍ في القتال، وأنا ابن أربَعَ عشرةَ سنةً فلم يُجزْني، وعرضَنِي يوم الخندق، وأنا ابن خمس عشرةَ سنة فأجازني.
قال نافِع: فقدمتُ على عُمر بن عبد العزيز، وهو يومئِذٍ خليفة. فحدثتُهُ هذا الحديث فقال: إِنَّ هذا الحَدَّ بين الصغير والكبير، فكتب إلى عُمَّالِهِ أن يفرِضُوا لمن كان ابن خمس عشرةَ سنة، فما دون ذلك فاجعلوه في العِيَالِ.
وعن عائشة (3)، قالت: خرجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر، فلما كان بِحَرَّةِ الوبرة، أدركَهُ رجُلٌ قد كان يُذكر منه جُرأة ونجدةٌ. ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهُ (4)، فلما أدركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: جِئْت لأتبِعَكَ وأصيب معك، قال لَهُ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"تُؤمن بالله ورسوله" قال: لا. قال: "ارجع (5) فلن أستعينَ بمشرِكٍ" قالت: ثمَّ مضى حتى إذا كُنا بالشجرة أدركه الرجل، فقال له كما قال أول مرة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كا قال أولَ مرة. قال: لا. قال: "فارجع فلن أستعين بمشركٍ" قالت: ثمَّ رجع فأدركَهُ بالبيداءِ فقال له كما قال له أول مرةٍ: "تؤمن بالله ورسوله؟. قال: نعم. فقال لهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فانطلق".
(1) في البخاري: (بالإسلام من الناس، فكتبنا له).
(2)
مسلم: (3/ 1490)(33) كتاب الإمارة (23) باب بيان سن البلوغ - رقم (91).
(3)
مسلم: (3/ 1449)(32) كتاب الجهاد (51) باب كراهة الإستعانة في الفزو بكافر - رقم (150)
(4)
في مسلم: (حين رأوه).
(5)
في مسلم: (فارجع).
النسائي (1) عن المسور بن مخرمَةَ، ومروان بن الحكم قالا: خَرَجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية في بضعِ عشرة ماثةٍ من أصحابِهِ حتى إذا كانوا بذي الحليفة، قفَد النبي صلى الله عليه وسلم الهدي وأشْعَرَ وأحرم بالعمرة وبعث بين يديه عيناً له من خزاعة يُخبره عن قريش وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى اذا كان بغدير الأشطاط قريب من عسفان أتاه عينه الخزاعيَّ فقال: إلي تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي مَد جمعوا لك الأحابيش وجمعوا لك جموعاً وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أشيروا عليّ أترون أن أميل على ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم فإن قعدوا قعدوا موتورين كان نجوا يكونوا عنقا قطعها الله. أم ترون أن أأمّ البيت فمن صدَّنا عنه قاتلناه" فقال أبو بكر: الله ورسوله أعلم يا رسول الله إنما جئنا معتمرين ولم نأت لقتال أحد ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"فروحوا إذاً" خرجه البخاري (2) وقال في آخره "امضوا على اسم الله".
مسلم (3)، عن أنس، أنَّ رسُول الله صلى الله عليه وسلم شَاوَرَ، حين بلَغَهُ إقبال أبي سفيان، قال: فتكلَّم أبو بكر فأعرَضَ عنه، ثم تكلمَّ عمر فأعرض عنهُ. فقامَ سعد بن عُبادَةَ فقال: إِيَّانا تُريدُ؟ يا رسول الله! والذي نفسي بِيده! لو أمَرْتَنَا أن نُخِيضَهَا البحر لأخضنَاهَا، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغِمَاد (4)، لفعلنا. قال: فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فانطلقُوا حتى (5) نزلوا بدراً وورَدتْ عليهم رَوَايَا قريش (6)، وفيهم غُلامٌ أسْوَدُ لِبني
(1) السائي في الكبرى: (5/ 263)(78) كتاب السير (160) باب توجيه عين واحدة رقم (8840)
(2)
البخاري (7/ 519)(64) كتاب المغازى (35) غزوة الحديبية - رقم (4178).
(3)
مسلم: (3/ 1403 - 1404)(32) كتاب الجهاد (30) باب غزوة بدر - رقم (83).
(4)
برك الغماد: مرضع من وراء مكة بخمس ليال بناحية الساحل.
(5)
(د): (حتى إذا نزلوا).
(6)
روايا قريش: أي إبلهم النبي كانوا يستقون عليها.
الحَجَّاج. فأخذُوهُ، فكان أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونَهُ عن أبي سفيان وأصحابِهِ؟ فيقولُ: ما لي عِلمٌ بأبى سفيان، ولكن هذا أبو جهل وعُتْبَةُ وشَيْبَةُ وأميةُ بن خلفٍ، فإذا قال ذلِكَ، ضربُوهُ. فقال: نعم، أنا أخْبِرُكُم، هذا أبو سفيان، فإذا تركُوهُ فسألُوهُ قال: مالى بأبي سفيان عِلمٌ ولكن هذا أبو جهل وعتبةُ وشيبةُ وأميَّةُ بنُ خلف في النَّاسِ، فإذا قال: هذا أيضاً ضربُوهُ، ورسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قائِمٌ يصلي فلما رأى ذلك انصرف قال:"والذي نفسِي بيدِهِ لتضرِبُونه إذا صَدَقَكُمْ وتتركونه إذا كَذَبَكُمْ".
قال: فقال رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "هذا مصرع فلان" ويضع يدَهُ على الأرض، ها هنا وها هنا قال فما مَاطَ أحَدُهُم عن موضع يدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
زاد أبو داود (1)، في هذا الحديث، فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بأرجلهم (2) فسحبوا فألقوا في قليب بدر".
هذه الزيادة ذكرها مسلم (3)، من حديث عبد الله بن مسعود في قصة أخرى.
قال: "غير أن أمية أو أُبيَّا، تقطعت أوصاله فلم يُلْقَ في البئر".
البخاري (4)، عن البراء بن عازب قال: جعل النبي صلى الله عليه وسلم على الرَّجَّالةِ يوم أحدٍ -وكانوا خمسين رجلا- عبد الله بن جبير، فقال: إن
(1) أبو داود: (3/ 130)(9) كتاب الجهاد (125) باب في الأسير يُنال منه ويضرب ويقرر - رقم (2681).
(2)
من هنا سقط كبير جداً في الأصل، سننبه إن شاء الله - إلى نهايته، وما أثبتناه من (د، ف).
(3)
مسلم: (3/ 1419)(32) كتاب الجهاد والسير (39) باب ما لقى النبي صلى الله عليه وسلم من أذى الشركين والمنافقين - رقم (108).
(4)
البخاري: (6/ 188)(56) كتاب الجهاد والسير (164) باب ما يكره من التنازع - رقم (3039).
رأيتمونا تخطفنا الطير، فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزَفنا القوم وأوطأناهم، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم. فهزمهم الله. (1) قال: وأنا (2) والله رأيت النساء يشدُدنَ. قد بدت خَلاخِلُهنَّ وأسُوقُهنَّ، رافعاتٍ ثَيابَهُنَّ، فقال أصحاب عبد الله بن جبير (3) الغنيمةَ أيْ قوْم الغنيمةَ،. ظَهرَ أصحابُكُم فما تنتظرون؟ فقال عبد الله بن جبيرٍ: أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا والله لنأتين النَّاس، فلنصيبنَّ من الغنيمة، فلما أتوْهُمْ صرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهُم الرسول في أخراهم، فلم ييق مع النبي صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رَجُلاً، فأصابوا منا سبعين رجلاً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصابوا (4) من المشركين يوم بدرٍ أربعين ومائةً: سبعين أسيراً وسبعين قتيلاً، فقال أبو سفيان: أفي القوم مُحمد؟ ثلاثَ مراتٍ. فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قُحافة؟ ثلاث مراتٍ. ثم قال: أفي القوم ابنُ الخطاب؟ ثلاث مراتٍ، ثم رجع إلى أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا، فما ملك عمر نفسَهُ فقال: كذبت والله يا عدُو الله، إن (5) الْذين عَدَدْت لأحْياءٌ كلهم، وقد بقي لك ما يسوؤك، قال: يوم بيوم بدر، والحرب سِجالٌ. إنكم ستجدون في القوم مُثْلَةً، لم آمر بها ولم تسُؤني. ثم أخذ يرتجز: أُعْلُ هُبَل، أُعْلُ هُبَل، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ألا تجيبُوه (6)؟ " فقالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: "قولوا: الله أعلى وأجَل. قال: لنا (7) العزى ولا عُزى لكم. فقال النبي
(1) البخاري: (فهزموهم).
(2)
البخاري: (فأنا).
(3)
البخاري: (ابن جبير).
(4)
البخاري: (أصاب).
(5)
: (والله إن
…
).
(6)
البخاري: (ألا تجيبونه).
(7)
البخاري: (إن لنا).
- صلى الله عليه وسلم "ألا تجيبوه (1)؟ " قالوا يا رسول الله! ما نقول؟ قال: "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم".
مسلم (2)، عن أنس قال: بَعَثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بُسَيْسَةَ عيناً، ينظر ما صنعتْ عِيرُ أيي سُفيانَ، فجاء وما في البيت أحدٌ غيري وغيرُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم لا أدري استثنى (3) بعض نسائِهِ - قال: فحدثَهُ الحديثَ. قال فخرج رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَتَكَلَّمَ فقال: "إن لنا طَلِبَةٍ (4)، فمن كان ظهرهُ (5) حاضراً، فليركبْ معنا" فجعل رجالاً يستأذنونَهُ في ظُهْرَانِهمْ (6) في عُلو المدينهِ. فقال: "لا، إلا من كان ظهرُهُ حاضراً" فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُهُ، حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يتقدَّمَنَّ (7) أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دُونَه" فدنا المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قوموا إلى جنَّةٍ عرضُها السمواتُ والأرضُ" قال: يقول عُميرُ بن الحُمَامِ الأنصاريُّ: يا رسول الله! جنة عرضها السمواتُ والأرضُ؟ قال: "نعم" قال بخٍ بخٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما يحملُكَ على قولك: بخٍ بخٍ" قال: لا والله! يا رسول الله! إلا رجاءَ (8) أن اكون من أهْلِها، قال "فإنَّكَ من أهلها" قال فأخرج تَمَرَات من قرَنِهِ (9)، فجعل يأكُلُ مِنْهُنَّ، ثم قال: لئن أنا حَيِيتُ حتى
(1) البخاري: (ألا تجيبونه).
(2)
مسلم: (3/ 1509 - 1511)(33) كتاب الإمارة (41) باب ثبوت الجنة للشهيد - رقم (145).
(3)
مسلم (ما استتنى).
(4)
طلبة: أي شيئاً نطلبه.
(5)
ظهره: أي الدواب التي تركب.
(6)
ظهرانهم: أي مركوباتهم.
(7)
مسلم: (لا يُقَدِّمَنَّ).
(8)
مسلم: (رجاءة).
(9)
قرنه: أي جعبة النشأب.
اكُلَ تمَرَاتِي هذ، إنها لحياةٌ طويلةٌ، قال: فرمى بما كان مَعَهُ من التَّمْرِ ثم قاتَلَهُم حتى قُتِلَ رحمه الله (1).
البزار (2)، عن أبي سعيد الخدْري قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بعسفان، قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عيون قريشْ (3) الآن على ضجنان وعلى الظهران (4)، فأيكم يعرف طريق ذات الحنظل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمسى: من رجل ينزل فيسعى بين يدي الركاب، فقال رجل: أنا يا رسول الله فنزل، فجعلت الحجارة تنكبه (5) والشجر يتعلق بثيابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اركب" ثم نزل آخر، فجعلت الحجارة تنكبه والشجر يتعلق بثيابه، فقال رسول الله ضلى الله عليه وسلم -:"اركب" ثم وقعنا على الطريق، حتى سرنا في ثنية يقال لها: الحنظل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مثل هذه الثّنية إلا مثل (6) الباب الذي دخل فيه بنو إسرائيل، قيل لهم {ادخلوا الباب سجداً وقولوا حظية يغفر (7) لكم} لا يجوز أحد الليلة هذه الثنية إلا غفر له" فجعل الناس يسرعون ويجوزون، وكان آخر من جاز قتادة بن النعمان في آخر القوم، قال: فجعل الناس يركب بعضهم بعضا حتى تلاحقنا، فنزل رسول الله - صلى عليه وسلم - ونزلنا.
البخاري (8)، عن كعب بن مالك، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه
(1) رحمه الله: ليست في مسلم.
(2)
كف الأستار: (2/ 337) - رقم (1812).
(3)
كشف الأستار: (المشركين).
(4)
(وعلى الظهران) ليست في كشف الأستار.
(5)
(ف): (تنكته).
(6)
كشف الأستار: (كمثل).
(7)
البقرة: (58)، كذا قرأه نافع بالياء، وقرأ ابن عامر بالتاء، وقرأ الباقون بالنون، وكذا هو في كشف الأستار (نغفر).
(8)
البخاري: (6/ 132)(56) كتاب الجهاد والسير (103) باب من أراد غزوة فورّى بغيرها - رقم =
وسلم - قل ما يُريدُ غزوةً يغزوها إلا ورَّى بغيرها، حتى كانت غزوةُ تبُوك، فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حرٍّ شديد، واستقبلَ سفراً بعيداً وَمفازاً، واستقبل غزْوَ عدُوٍّ كثير، فجلى للمسلمين أمرهم (1) ليتأهبوا أُهْبةَ عدوِّهم وأخبرَهُم بوجههِ الذي يُريد.
= (2948).
(1)
البخاري: (أمرَه).