المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

إلا ملأ الله (1) عينيه تراباً بتلك القبضةِ، فولَّوا مدبرين - الأحكام الصغرى - جـ ٢

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الجهاد

- ‌باب في "التعوّذ من الجبن، وفي ذمِّه، وفي وجوب الجهاد مع البَرِّ والفاجر، وفضل الجهاد، والرباط، والحراسة في سبيل الله، والنفقة فيه، وفيمن مات في الغزو، وفيمن لم يغْزُ، وفيمن منعه العذر، وعدد الشهداء

- ‌باب في الِإمارة وما يتعلق بها

- ‌باب نيابة الخارج عن القاعد وفيمن خلَّف غازيًا في أهله بخير أو شر، وفيمن كان له أبوان، وفي غزو النساء، وما جاء أن الغنيمة نقصان من الأجر، وفي الخيل وما يتعلق بذلك، وفي الرمي وفضيلته، وفي العدد

- ‌باب في التحصنوحفر الخنادق، وكتب الناس، ومِنْ كم يُجوِّز الصبي في القتال، وترك الإستعانة بالمشركين، ومشاورة الإِمام أصحابه، وما يحذر من مخالفة أمره، والإسراع في طلب العدو، وتوخي الطرق الخالية، والتورية بالغزو، والإعلام به إذا كان السفر بعيداً أو العدو كثيراً

- ‌باب

- ‌باب في الفأل والطِيَرَةِ والكهانة والخط -وعلم النجوم

- ‌باب النهي عن تمني لقاء العدو والدعوة قبل القتال، والكتاب إلى العدو، وطلب غِرَّتهم، والوقت المستحب للقاء وقطع الثمار وتحريقها. والنهي عن قتل النساء والصبيان

- ‌باب الوقت المستحب للقتال والصفوف والتعبئة عند اللقاء والسيماء والشعار والدعاء والإستنصار بالله عز وجل وبالضعفاء والصالحين وفي المبارزة والإنتماء عند الحرب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب قتل كعب بن الأشرف

- ‌باب في الغنائم وقسمتها

- ‌باب في الصلح والجزية

- ‌كتاب النكاح

- ‌باب في الأمر بالنكاح والترغيب في نكاح ذات الدين

- ‌باب الترغيب في نكاح العذارى والحض على طلب الولد وإباحة النظر إلى المخطوبة

- ‌باب النهي أن يخطب الرجل على خطبة أخيه

- ‌باب ما نهي أن يجمع بينهن من النساء

- ‌باب في المتعة وتحريمها وفي نكاح المحرم وإنكاحه وفي الشغار

- ‌ باب

- ‌باب في المرأة تزوج نفسها، والنهي عن عضل النساء، والرجل يزوج ابنته الصغيرة بغير أمرها، واستئمار البكر، وما جاء أن الثيب أحق بنفسها

- ‌باب في الرجل يعقد نكاح الرجل بأمره وفي الصداق والشروط

- ‌باب في الرجل يعتق الأمة فيتزوجها

- ‌باب هل يعطى الصداق قبل الدخول، ومن دخل ولم يقدم من الصداق شيئا ومن تزوج ولم يسم صداقًا

- ‌باب في المحلل

- ‌باب في الوليمة

- ‌باب ما جاء في نكاح الحوامل وذوات الأزواج من الكفار بملك اليمين، وما يقول إذا أتى أهله وكم يقيم عند البكر والثيب، وأجر المباضعة وفي أحد الزوجين ينشر سر الآخر وقول الله عز وجل: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} وما نهى عنه من ذلك

- ‌باب في العزل

- ‌باب القسمة بين النساء وحسن العشرة وحق كل واحد من الزوجين على صاحبه وأحاديث تتعلق بالنكاح

- ‌باب إخراج المخنثين من البيوت

- ‌باب النفقة على العيال

- ‌باب في الرّضاع

- ‌كتاب الطلاق

- ‌باب كراهية الطلاق

- ‌باب ذكر طلاق السُّنَّة

- ‌بابٌ في الخلع

- ‌باب الحقي بأهلك

- ‌باب ما يحل المطلقة ثلاثا

- ‌باب المراجعة

- ‌باب التخيير

- ‌باب في الظهار

- ‌باب في الإِيلاء والتحريم

- ‌باب في اللعان

- ‌باب فيمن عرَّض بنفي الولد

- ‌‌‌‌‌بابالولد للفراش

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب في عدة المتوفّى عنها والإحداد ونفقة المطلقة

- ‌كتاب البيوع

- ‌باب كراهية ملازمة الأسواق وما يؤمر به التجار وما يحذرون منه وما يرغبون فيه

- ‌باب في التسعير وبيع المزايدة

- ‌باب النهي عن بيع الملامسة، والمنابذة، وبيع الغرر، وتلقي الركبان، والتصرية، وأن يبيع حاضرٌ لبادٍ

- ‌باب الكيل، والنهي أن يبيع أحدٌ طعامًا اشتراه حتى يستوفيه وينقله

- ‌باب ذكر بيوع نُهي عنها، وفيه ذكر الصرف والربا والعرايا

- ‌باب البيع الخيار

- ‌باب

- ‌باب التجارة مع المشركين وأهل الكتاب

- ‌باب في الحكرة ووضع الجوائِح

- ‌باب

- ‌باب في الشركة والمضاربة

- ‌باب في الشروط

- ‌‌‌بابفي السَّلَم

- ‌باب

- ‌باب في الرهن

- ‌باب في الحوالة

- ‌باب

- ‌باب في الديون والإستقراض

- ‌باب

- ‌ بابً

- ‌باب فيمن غَصَبَ أرضًا وفي إحياء الموات والغِراسَة والمزارعة وكراء الأرض وما يتعلق بذلك

- ‌باب في الحبس. والعُمْرَى والهبة والهدية والضيافة والعارية

- ‌باب في الوصايا والفرائض

- ‌باب في الأقضية والشهادات

- ‌باب في اللقطة والضوال

- ‌باب في العتق وصحبة المماليك

- ‌باب في الأيمان والنذور

- ‌كتاب الديات والحدود

- ‌باب حدّ الزاني

- ‌باب في القطع

- ‌باب الحد في الخمر

- ‌باب

- ‌باب في الصيد والذبائح

- ‌باب في العقيقة

- ‌باب في الختان

- ‌باب في الأطعمة

- ‌باب في الأشربة

- ‌باب في اللباس والزينة

- ‌باب في الأسماء والكنى

- ‌باب في السلام والإستئذان

- ‌باب في العطاس والتثاؤب

- ‌باب

- ‌باب في ثواب الأمراض وما يُصيب المسلم

- ‌باب في الطب

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌‌‌‌‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب في السعادة والشقاوة والمقادير

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب في الرؤيا

- ‌باب

- ‌باب

الفصل: إلا ملأ الله (1) عينيه تراباً بتلك القبضةِ، فولَّوا مدبرين

إلا ملأ الله (1) عينيه تراباً بتلك القبضةِ، فولَّوا مدبرين وهزمهم (2) الله، وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائِمَهُم بيَن المسلمين.

‌باب

مسلم (3)، عن بريدة قال: غَزَا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسْعَ عشرَةَ غزوة، قاتلَ في ثمانٍ مِنْهُنَّ.

البخاري (4) عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأشجَعَ النَّاس، ولقد فَزِعَ أهْلُ المدينة (5)؛ فخرجرا نحو الصوت فاستقبلَهُم النبي صلى الله عليه وسلم وقد استبرأَ الخَبَرَ وهُو على فرس لأبي طلحة عُرى، وفي عُنُقِهِ السيفُ وهو يقولُ:"لَمْ تُراعُوا لم تُرَاعُوا" ثم قال: وَجَدْنَاهُ بحرا، أو قال إنَّه لبحرٌ.

أبو داود (6)، عن قيس بن عُبَاد قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم (7) يكرهون الصوت عند القتال.

وعن أقوله موسى (8)، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.

(1) لفظ الجلالة: ليس في مسلم. وكذا (ف).

(2)

مسله: (فهزمهم الله عز وجل).

(3)

مسلم: (3/ 1448)(32) كتاب الجهاد والسير (49) باب عدد غزوات النبي - صلى الله؛ عليه وسلم - رقم (146)

(4)

البخاري (6/ 112)(56) كتاب الجهاد والسير (82) باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق - رقم (2908).

(5)

البخاري: (فزع أهل المدينة ليلاً).

(6)

أبو داود: (3/ 114)(9) كتاب الجهاد (112) باب فيما يؤمر به من الصمت عند اللقاء - رقم (2656).

(7)

(ورضي عنهم): ليست في أبي داود.

(8)

أبو داود: نفس الكتاب والباب السابقين (2657).

ص: 542

وعن سمرة بن جندب (1)، أما بعدُ فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سمَّى خيلنا خيل الله إذا فزعنا، وكان رسول الله ضلى الله عليه وسلم - يأمر (2) بالجماعة والصبر والسكينة، وإذا قاتلنا.

وعن أبي أسيد (3) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "إذا أكثبوكم فارموهم بالنبل، ولا تسلُّوا السيوف حتى يغشوكم".

مسلم (4) عن أنس بن مالك، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُفرد يوم أحُدٍ في سبعةٍ من الأنصار ورجلين من قريش، فلما رَهِقُوهُ قال:"من يُردُّهُم عنَّا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة؟ " فتقه مَ رجل من الأنصار فقاتل حتى قُتل، ثم رَهِقُوه أيضاً (5)، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعةُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (6):"ما أنصَفْنَا أصحابَنا".

البخاري (7)، عن أبي هريرة قال: بَعَثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرةَ رهطٍ سَرِئةً عينا (8) وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح (9) الأنصاري - جد عاصم بن عمر بن الخطاب - فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدَأةِ- وهو بين عُسْفَانَ ومكة- ذُكِرُوا لِحيٍّ من هُذيل، يُقَالُ لهم بنو لَحْيَانَ، فنفروا

(1) أبو داود: (3/ 55)(9) كتاب الجهاد (54) باب في النداء محمد النفير - رقم (2560).

(2)

أبو داود: (يأمرنا إذا فزعنا بالجماعة).

(3)

أبو داود: (3/ 118)(9) كتاب الجهاد (118) باب في سل السيوف عند اللقاء - رقم (2664).

(4)

مسلم: (3/ 1415)(32) كتاب الجهاد (37) باب غزوة أحد - رقم (100).

(5)

مسلم: (فقال: من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة؟ فتقدم رجل من الأنصار، فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك).

(6)

مسلم: (فقال رسول الله - صلى الله عليه ومسلم لصاحبيه)،

(7)

البخاري: (6/ 191)(56) كتاب الجهاد والسير (170) باب هل يستأسر الرجل؟ - رقم (3045).

(8)

عنها ليست في (د).

(9)

(ابن أبي الأقلح): ليست في البخاري.

ص: 543

لهم قربها من مائتي رجُل، كلهم رامٍ، فاقْتَصُّوا آثارَهُمْ حتى وَجَدُوا مَأكَلَهُم تمراً تزوَّدُوهُ من المدينةِ، فقالوا: هذا تمرُ يثْرِبَ، فاقتَصُّوا آثارَهم، فلما رآهم عاصِمٌ وأصحابه لجأوا الى فَدْفَدٍ (1) وأحاط بهم القومُ، فقالوا لهم: انْزِلوا فأعطونا (2) بأيدِيكُمُ ولكُمُ العَهدُ والمِيثاقُ ولا نقتُلُ منكُمْ أحداً، فقال عاصِمُ ابن ثابت أميرُ السَّريَة: أمَّا أنا فواللهِ لا أنْزِلُ اليومَ في ذِمَّةِ كَافِر، اللهُمَّ أخْبِر عنَّا نَبِيَّكَ، فَرَمَوهُم بالنَّبْلِ فقتلُوا عاصماً في سَبْعَة فنزلَ اليهم ثلاثةُ رَهْطٍ بالعهدِ والميثاقِ، منهم خُبَيْبٌ الأنصاريُّ، وابنُ دَثِنَةَ ورجُلٌ آخر، فلمَّا استمكنُوا منهم أطلقوا أوتار قِسِيهم فأوثقوهُم فقال الرجل الثالث: هذا أوَّلُ الغَدْرِ، والله لا أصْحَبُكُمْ، إنَّ (3) في هؤلاء لأُسوةً -يُريدُ القَتْلَى- فجررُّوه (4) وعالجوه على أن يصحَبَهُمْ (5)؛ فَقَتَلُوهُ فانطلَقُوا بخُبَيْبٍ وابن دَثِنَةَ حتى باعُوهُما بمكَّةَ بَعدَ وَقِيعةِ بدر، فابتاع خُبيباً بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف، وكان خُبَيْبٌ هُوَ قَتلَ الحَارِثَ بن عامِر يوم بديى، فَلَبثَ- خُبيبٌ عندهم أسيراً، فأخبرني عبيد الله (6) بن عياض، أن بنت الحارثِ أخَبرتهُ: أنهم حين اجتمعُوا استعارَ منها مُوسى يستحدُّ بِها فأعارتْهُ فأخذَ ابناً لي وأنا غافلة حتى أتاهُ، فَفَزِغتُ فَزْعَةً عَرَفَها خُبيبٌ في وَجْهِي، فقال تَخشيْن: أن أقتُلَهُ؟ ما كُنتُ والله (7) لأفْعَلَ ذلِكَ، واللهِ ما رأيتُ أسِيراً قطُّ خيراً من خُبَيْب والله لقد وجدتُهُ يوماً يأكل من قِطفِ عِنَبٍ في يديه وإنهُ لَمُوثَقٌ في الحَدِيدِ (8) وما بمَكَةَ من ثَمَرٍ، وكانت

(1) فَنفَد: هي الرابية المشرفة، وقال ابن الأثير: هو الموضع المرتفع.

(2)

البخاري: (وأعطونا).

(3)

البخاري: (إن لي في هؤلاء).

(4)

البخاري: (وجَرَّروهُ) وفي (د): وجرُّوه.

(5)

البخاري: (أن يصحبهم فأبى).

(6)

(د): (عبد الله).

(7)

لفظ الجلالة: ليس في البخاري.

(8)

(ف): (بالحديد).

ص: 544

تقولُ: إنَّهُ لَرِزْق من الله رَزَقَهُ خُبَيْباً، فلمَّا خرجوا من الحَرَمَ ليقتلُوهُ في الحِل، قال لهم خُبيبٌ: ذرُوني أركع ركعتين، فتركوه فركع ركعتين (1) ثم قال: لولا أن تظنوا أنَّ مَا بي جزع (2)، اللهم أحصهم عداً (3).

وما (4) أبالي حين أقتل مسلماً

على أي شق كان لله مصرعِي

وذلك في ذات الِإله، وإن يشأْ

يبارك على أوصالِ شلْوٍ مُمَزَّع (5)

فَقَتَلَهُ ابنُ الحارثِ، فكان خُبيبٌ هو الذي (6) سنَّ الركعتين لكل امرئٍ مسلم، قُتِلَ صبْراً واستجاب الله (7) لعاصم بن ثابت يوم أُصِيبَ، فأخْبَرَ النبيُّ - صلى الله وسلم - أصحابَهُ خبرَهُم وما أُصيبوا، وبعث ناسٌ من كفار قريش إلى عاصم حين حُدّثُوا أنه قُتِلَ ليُؤْتوا بشئٍ منه يُعرَفُ، وكان قد قَتَلَ رجلًا من عظمائِهِم يوم بدرٍ فبُعِثَ على عاصِمٍ مِثْلُ الظُّلَةِ من الدَّبْر (8) فَحَمَتْهُ من رسُولِهم، فلم يقدِروا على أن يُقطع (9) من لحمه شيء.

وذكره في المغازي (10) قال فيه: فَنَفروا لهم بقريبٍ من مائة رجلٍ رام، وقال فيه: والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جَزَعٌ لَزدْت، اللهم أحصِهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تُبِق منهم أحداً.

(1)(فتركوه، فركع ركعتين): ليست في البخاري.

(2)

البخاري: (أن ما بي جذع، لطولتُها).

(3)

البخاري: (عددا)، وكذا:(ف).

(4)

البخاري: (ولست أبالي). وهو أوزن.

(5)

الأوصال جمع وصل وهو العضو، والشّلو: الجسد، والممزع: المقطع.

(6)

(الذي): ليست في البخاري، وكذا ليست في (ف).

(7)

البخاري: (فاستجاب).

(8)

(مثل الظُّلَّة من الدَّبْر): الظُّلَّة: السحابة، والدَّبر: الزنانير. وقيل ذكور النحل، ولا واحد له من لفظه.

(9)

البخاري: (يقطعوا).

(10)

البخاري: (7/ 359 - 360)(64) كتاب المغازي (10) باب - رقم (3989).

ص: 545

فلست أبالي حين أقتل مسلماً

البيتين ..

ثم قام إليه أبو سِرْوَعة عُقبةُ بن الحارث فقتله.

مسلم (1) عن يزيد بن أبي عبيدٍ قال: قلتُ لِسَلَمَةَ: على أيِّ شيءٍ بايعتُمْ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يومَ الحُدييِيَة؟ قال: بايعناه (2) على الموت.

وعن جابر بن عبد الله (3) قال: كنَّا يَوْمَ الحُدَيبية ألفاً وأربع مائةٍ فبايعنَاهُ، وعُمَرُ آخِذ بيدِهِ تحت الشَّجرةِ وهى سمُرةٌ.

وقال: بَايعنَاهُ عن أنْ لا نفِر ولم نُبايعْهُ على الموتِ.

أبو داود (4)، عن جابر بن عَتيك، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:"إن من الغيرة ما يحبهُ (5) الله، ونها ما يبغض الله، فأما التي يحبها الله فالغيرةُ في ريية (6)، وأما التي ييغضها الله فالغيرة في غير ريبة، كان من الخيلاء ما يبغض الله عز وجل ومنها ما يحب الله عز وجل فأما الخيلاء التي يحب الله عز وجل فاختيال الرجل بنفسه (7) عند القتال، واختياله عند الصدقة وأما التي ييغض الله فاختياله في البغي والفخر".

النسائي (8)، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه عن

(1) مسلم: (3/ 1486)(33) كتاب الإمارة (18) باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال - رقم (80).

(2)

(بايعناه) ليست في مسلم.

(3)

مسلم: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (67).

(4)

أبو داود: (3/ 114 - 115)(9) كتاب الجهاد (114) باب في الخيلاء في الحرب - رقم (2659).

(5)

أبو داود: (ما يحب).

(6)

أبو داود: (الريبة).

(7)

أبو داود: (نفسه).

(8)

النسائي: (7/ 88)(37) كتاب تحريم الدم (3) ذكر الكبائر - رقم (4009).

ص: 546

الكبائِر فقال: "الشرك (1) باللهِ وقَتْلُ النفس المُسْلِمَة والتولي (2) يوم الزحف".

البخاري (3)، عن أنس قال: صلَّى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح قريباً من خيبر بغلسِ ثم قال: "الله أكبرُ خَرِبت خيبرُ، إنَّا إذا نزلنا بساحةِ قوم فساء صباح المنذرين" فخرجوا يسَعَون في السِّكك، فقتل النبي صلى الله عليه وسلم المقاتلة، وسبى الذُّرِّية، وكان في السبي صفيةُ بنت حيي (4)، فصارت إلى دِحيةَ الكلبيّ، ثم صارت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل عِتقها صداقَها.

مسلم (5)، عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلاً قِبَلَ نجدٍ، فجاءت بِرَجُلٍ من بني حنيفةَ يُقالُ له ثُمامَةُ بن أُثَالٍ، سيدُ أهلِ اليمْامةِ فربطُوهُ بسارية من سواري المسجد، فخرج إليهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"ماذا عندكَ يا ثُمامةُ؟ " فقال: عندي يا محمد خيرُ إنْ تَقْتُلْ تقتل ذا دمٍ، وإن تُنعِم تُنعِم على شاكرٍ وإن كُنتَ تُريد المال فَسْلْ تُعْطَ مِنْهُ ما شِئتَ، فتركَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من (6) الغد، فقال:"ما عندك يا ثمامة"" قال: ما قُلتُ لك: إن تنعِم تُنْعِم على شاكر وإن تَقتُل تقتُل ذا دم (7) فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان بعد (8) الغد، قال: "ما عندك ثُمَامَةُ" قال ما قلتُ (9) لك، إن تُنْعِم تنعِم على شاكر وإذ تَقتُل تَقتُل ذا دم وإن كُنتَ تريدُ المال فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ ما شِئْتَ، فقال له رسول الله - صلى الله

(1) النسائي (الإِشراك).

(2)

النسائي: (الفرار).

(3)

البخاري: (536/ 7)(64) كتاب المغازي (38) باب غزوة خيبر - رقم (4200).

(4)

(بنت حيي): ليست في البخاري.

(5)

مسلم: (3/ 1386)(32) كتاب الجهاد والسير (19) باب ربط الأسير وحبسه - رقم (59).

(6)

مسلم: (بعد الغد).

(7)

مسلم: (وأن كنت تريد المال، فسل تعط منه).

(8)

مسلم: (من الغد).

(9)

مسلم: (عندي ما قلت).

ص: 547

عليه وسلم -: "أَطلِقُوا ثُمَامَةَ" فانطلق إلى نخلٍ قريب من المسجد، فاغتسل، ثم دخل المسجد، فقال: أشهدُ أن لا إِلَهَ إلا اللهُ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسُولُهُ. يا محمد! واللهِ ما كان على الأرض وجهٌ أبغضَ إليَّ من وجهك، فقد أصْبَحَ وجهُكَ أحَبَّ الوُجوُهِ كُلّها إليَّ، واللهِ ما كان من دِين أَبغَضَ إليَّ من دينِكَ، فأصبَحَ دينُك أحبَّ الدِّين كُله إليَّ، والله ما كان من بلدٍ أَبغَضَ إليَّ من بلَدِكَ فأصبَحَ بلدُك أحبً البلاد كُلّها إليَّ، كان خَيْلَكَ أخذتْني وأنا اريدُ العُمرةَ، فَمَاذَا ترى؟ فبشَرهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمَرَهُ أن يَعتَمِر، فلمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قال له قائِلٌ: أصَبَوتَ؟ قال: لَا، ولكني أسلمتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَلَا والله لا تأتيكم (1) من اليْمامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حتى يأذَنَ فِيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

البخاري (2)، عن جابر بن عبد الله قال. لما كَانَ يوم بَدر أُتي بأساري (3) وأتى بالعباس ولم يكن عليهِ ثوث فَنَظرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُ (4) قَمِيصاً فَوَجَدُوا قَمِيص عَبْدِ اللهِ بن أُبيِّ يَقْدُرُ عَلَيْهِ (5)، فَكَسَاهُ النبي صلى الله عليه وسلم إِيَّاهُ، فَلِذلِكَ نَزَعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَهُ الذي أَلَبَسَهُ".

قال ابنُ عُيَيْنَةَ: كانت له يَدٌ (6) عند النبي صلى الله عليه وسلم فأحبَّ أن يُكافِئَهُ.

النسائي (7)، عن علي بن أبي طالب قال: جاء جبريل إلى النبي - صلى الله

(1) مسلم: (يأتيكم).

(2)

البخاري: (6/ 167)(56) كتاب الجهاد والسير (142) باب الكسوةِ للأسارى - رقم (3008).

(3)

(أتى بأسارى) ليست في البخاري.

(4)

(له): ليست في (ف).

(5)

يَقْدُر عليه: بضم الدال، وإنما ذلك لأن العباس كان بين الطول، وكذلك كان محمد الله بن أُبي.

(6)

البخاري: (كانت له عند النبي صلى الله عليه وسلم يدٌ).

(7)

خرجه النسائي في السير في الكبرى، كذا عزاه المزي في التحفة - (7/ 430).

ص: 548

عليه وسلم - يوم بدر، فقال: خيِّر أصحابك في الأسارى، إن شاءوا في القتل، وإن شاءوا في الفداء على أن يُقتل منهم عاماً مقبلاً مثلهم، فقالوا الفداء، ويُقتل منا.

وعن عطية القُرظي (1) قال: عُرضنا على النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فكان من أنبت قُتِل ومن لم يَنْبُت خُلِّيَ، فكنت فيمن لم ينبت فخلى سبيلي.

النسائي (2)، عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يوم فتحِ مكةَ أمَّنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعةَ نفر وامرأتين، وقال:"اقتُلُوهُم وإنْ وجدتموهم مُتَعلِّقِينَ بِأَسْتَارِ الكعبة" عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خَطَلٍ ومَقيسُ بن صبابةَ وعبد الله بن أبي السَّرح (3)، فأما عبد الله بن خَطَلٍ فأدركَ وهو مُتَعَلِّقٌ بأستارِ الكَغبَهِ فاستبق إليه سعيدُ بن حُرَيث وعمارُ بن ياسرٍ، فسبقَ سعيدٌ عماراً وكان أشبَّ الرجُلَينِ فَقَتَلَهُ، وأما مقيسُ بن صُبَابةَ فأدركَهُ النَّاسُ في السُّوق فقتلُوهُ، وأما عِكْرِمَةُ فركب البحر فأصابتهم عاصفٌ فقال أصحاب السفينة أخلصوا فإن آلهتكم لا تغنى عنكم ها هنا شيئاً (4) فقال عكرمة: واللهِ لئن لم ينْجني في (5) البحر إلا الإِخلَاصُ فما (6) ينجيني في البَرِّ غيرُهُ اللهم إنَّ لَكَ على عهداً إنْ أنتَ عافيتني ممَّا أنا فيه أن آتى محمداً حتى أضع يدِي في يَدِهِ فلأجدنَّهُ عَفُواً

(1) لعله بلفظه هذا والكبرى: في السير كما عزاه المزي في التحفة: (7/ 298)، ورواه النسائي بلفظ آخر في المجتبى:(155/ 6)(27) كتاب الطلاق (20) باب متى يقع طلاق الصبي - رقم (3430). و (9218)(46) كتاب القطع (17) حد البلوغ .. - رقم (4981).

(2)

النسائي: (7/ 105 - 106)(37) كتاب تحريم الدم (14) الحكم في المرتد - رقم (4067).

(3)

(د): (ابن أبي سرح).

(4)

النسائي: (شيئاً ههُنَا).

(5)

النسائي: (من).

(6)

النسائي: (لا يجني).

ص: 549

كَرِيمًا، فجاء فأسلم، وأما عبد الله بن أبي سرح (1)، فإنَّه اختبأ عند عثمان بن عفان فلمَّا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم النَّاس إلى البيعةِ جَاءَ به حتى أوقَفَهُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، بايع عبد الله، فنظر (2) إليه ثلاثًا. كُل ذلك يأبى، فبايَعهُ بعد ثلاثٍ ثم أقبل على أصحابِهِ فقال: أما كان فيكم رجُلٌ رشيدٌ يَقُومُ إلى هذا حين (3) رآني كَفَفْتُ يَدي عن بيعتِهِ فيقتُلَهُ" فقالوا: وما يدرينا ما في نفسك يا رسول الله (4)، هلا أومأْتَ إلينا بعينك. قال: "إنه لا ينبغى لنبيٍّ أن تكون له خائنةُ الأعين".

أبو داود (5)، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعَفُّ النَّاسِ قِتلَةً أهل الإِيمان".

البخاري (6)، عن عبد الله بن يزيد قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النُّهْبى والمَثُلَة.

النسائي (7)، عن أبي هريرة قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعثٍ وقال: "إن وجدتم فلانًا وفلانًا -لرجلين من قريش- فأحرقوهما بالنّار" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج: "إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانًا وفلانًا، وإن النَّارَ لا يُعذِّب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما".

(1) النسائي: (عبد الله بن سعد بن أبي السرح).

(2)

النسائي: (قال فرفع رأسه فنظر).

(3)

النسائي: (حيث).

(4)

النسائي: (وما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك).

(5)

أبو داود: (3/ 120)(9) كتاب الجهاد (120) باب في النهي عن المثلة - رقم (2666).

(6)

البخاري: (5/ 142 - 143)(46) كتاب المظالم (30) باب النُّهْبى بغير إذن صاحبه - رقم (2474).

(7)

خرجه في السير في الكبرى، كذا عزاه المزي في التحفة - (10/ 106).

ص: 550

أبو داود (1) عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل فداء أهل (2) الجاهليةِ يوم بدر أربع مئة".

البخاري (3)، عن أنس أنَّ رِجَالًا من الأنصار استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا:"ائْذَنْ لَنَا فَلْنَتْرُكْ لابن أُخْتِنَا عَبَّاس فِدَاءَهُ"، فقال:"لا تَدَعُون مِنْهُ دِرْهَمًا".

وعن أبي جُحيفة (4)، قال: قلتُ لعليٍّ رضي الله عنه: هل عِندَكم شيءٌ من الوَحْي إلا ما في كِتابِ الله؟، قال: لا والَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرأ النسَمَةَ، ما أعلَمهُ إلا فهمًا يُعْطيه الله رجُلًا في القرآنِ، وَمَا في هذِهِ الصَّحيفةِ، قلتُ: وما في الصحيفةِ؟ قال: العقلُ، وفَكَاكُ الأسِير، وأن لا يُقْتَلُ مُسْلمٌ بكَافر".

مسلم (5)، عن سلمة بن الأكوع، قال: غَزَوْنَا فَزَارَةَ وعلينا أبو بكر أمَّرهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا، فلما كان بيننا وبين الماء ساعة أمرنا أبو بكر فعرسنا، ثم شن الغارة، فورد المَاءَ فَقَتَلَ من قَتَلَ عَلَيْهِ وسَبَى، وأنظرُ إلى عُنُقٍ من النَّاسِ فيهم الذَّرَاريُّ، فخشِيتُ أن يَسْبِقوني إلى الجَبَلِ، فَرَمَيْتُ بِسَهْمٍ بَينهُمْ وبين الجَبَلِ، فلمَّا رأوا السَّهْمَ وقَفُوا فجِئتُ بِهِم أسُوقُهُمْ، وفِيهِمُ امرأةٌ من بَني فَزَارَةَ، عليها قِشْعٌ من جلد (6) (قال: القشع: النِّطعُ)، معها ابنةٌ لها من أحْسَنِ العَرَبِ فسُقتُهم حتى أتيتُ بِهم أبا بكر، فنفَّلَنِي أبو بكر

(1) أبو داود: (3/ 139)(9) كتاب الجهاد (131) باب في فداء الأسير بالمال - رقم (6291)

(2)

(أهل): ليست في (ف).

(3)

البخاري: (5/ 199)(49) كتاب العتق (11) باب إذا أُسر أخو الرجل أو عمُّه هل يفادى إذا كان مشركًا - رقم (2537).

(4)

البخاري: (6/ 193)(56) كتاب الجهاد والسير (171) باب فكاك الأسير - رقم (3047).

(5)

مسلم: (3/ 1375)(32) كتاب الجهاد والسير (14) باب التنفيل وفداء المسلمين بالأسارى - رقم (46).

(6)

مسلم: (من أدَمٍ)، وكذا (ف).

ص: 551

ابْنَتَهَا فقدِمت (1) المدينة وما كشفتُ لها ثوبًا. فَلَقِيَني (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم في السُّوقِ، فقال:"يا سَلَمَةُ هَبْ لي المرأةَ"، فقلتُ: يا رسُولَ الله! لقد أعجبتْني وما كشفتُ لها ثَوبًا، ثم لَقِيَني رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغَدِ في السُّوقِ، فقال (3) "يا سلمةُ هَبْ لي المرْأة لله

أبوكَ"، قلتُ: هِيَ لَكَ يا رَسُولَ اللهِ! فوالله مِا كَشَفْتُ لَهَا ثوبًا، فبعثَ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهْلِ مكة، ففدى بِها ناسًا من المسلمين كانُوا أُسِرُوا بِمَكَّةَ.

البخاري (4)، عن أنس بن مالك عن أبي طلحة (5)، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّهُ كان إذا ظَهَرَ على قومٍ أقَامَ بالعَرْصَةِ ثَلاثَ ليال.

مسلم (6)، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ينظُرُ لَنَا ما صَنَعَ أبو جَهْل؟ " فانطلق ابن مسعود فوجدَهُ قد ضَرَبَهُ ابنا عفراء حتى برد (7)، قال: فأخذ بلحيتهِ فقال: آنت أبو جهل؟ فقال: وهل فوق رجُل قتلتموهُ (أو قال) قتلهُ قومُهُ؟.

وفي رواية، فلو غير أكَّارٍ (8) قَتَلَني.

زاد النسائي في هذا الحديث، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"انطلق فأرني مكانه" قال: فانطلقتُ معه فأريته إياه فلما وقف عليه حمد الله ثم قال: "هذا فرعون هذه الأمة".

(1) مسلم: (فقدمنا).

(2)

(ف): (ثم لقيني).

(3)

مسلم: (فقال لِي).

(4)

البخاري: (6/ 209)(56) كتاب الجهاد والسير (185) باب من غلب العدو؛ فأقام على عرصتهم ثلاثًا رقم (3065).

(5)

عن أبي طلحة ساقطة من الأصول - وكذا ساقطة من الأحكام الوسطى.

(6)

مسلم: (3/ 1424)(32) كتاب الجهاد والسير (41) باب قتل أبي جهل - رقم 118).

(7)

برد: أي مات، وفي مسلم: برك أي سقط على الأرض وقال القاضي رواية الجمهور: برد.

(8)

الأكار: الزراع والفلاح.

ص: 552

مسلم (1)، عن جرير بن عبد الله قال: قال لي رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يا جرير ألا تُريحني من ذِى الخَلْصَةِ" بيت لخثعم. كان يُدعى الكعبَةَ اليَمَانِيَةِ (2)، قال فنفرت في خمس ومائَةِ فارسٍ، وكنتُ لا أثبُتُ على الخيلِ، فذكرتُ ذلك لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَضَرَبَ بيده (3) في صدري فقال:"اللهم ثبِّتْهُ واجعلْهُ هاديًا مهديًا".

فانطلق فحَرَّقهَا بالنَّارِ، ثم بَعَثَ جريرٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يُبَشِّرُهُ يكنى أبا أرطَاةَ مِنَّا، فأتى النبي (4) صلى الله عليه وسلم فقال: ما جِئْتُكَ حتى تركنَاهَا كأنَّها جملٌ أجرَبُ فبرك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيلِ أحْمَسَ ورِجالها (5) خمس مرَّاتٍ.

البزار (6)، عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أبردتم (7) إلي بريدًا فأبردوه حسن الوجه، حسن الإسم".

الترمذي (8)، عن السائب بن يزيد، قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك، خرج الناس يتلقونَهُ إلى ثنيةِ الوداع، قال السائب: فخرجتُ مع الناس وأنا غلام. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

(1) مسلم: (4/ 1926)(44) كتاب فضائل الصحابة (29) باب من فضائل جرير بن عبد الله - رقم (137).

(2)

مسلم: (الكعبة اليمانية) ومعناها كعبة الجهة اليمانية.

(3)

مسلم: (يده).

(4)

(ف): (رسول الله).

(5)

(ف): (ورجالهم).

(6)

كشف الأستار: (2/ 412) - رقم (1985).

(7)

كشف الأستار: بردتم.

(8)

الترمدي: (4/ 188)(24) كتاب الجهاد (38) باب ما جاء في تلقى الغائب إذا قدم - رقم (1718) ورواه البخاري وأبو داود بنحوه.

ص: 553