المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب في الفأل والطيرة والكهانة والخط -وعلم النجوم - الأحكام الصغرى - جـ ٢

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الجهاد

- ‌باب في "التعوّذ من الجبن، وفي ذمِّه، وفي وجوب الجهاد مع البَرِّ والفاجر، وفضل الجهاد، والرباط، والحراسة في سبيل الله، والنفقة فيه، وفيمن مات في الغزو، وفيمن لم يغْزُ، وفيمن منعه العذر، وعدد الشهداء

- ‌باب في الِإمارة وما يتعلق بها

- ‌باب نيابة الخارج عن القاعد وفيمن خلَّف غازيًا في أهله بخير أو شر، وفيمن كان له أبوان، وفي غزو النساء، وما جاء أن الغنيمة نقصان من الأجر، وفي الخيل وما يتعلق بذلك، وفي الرمي وفضيلته، وفي العدد

- ‌باب في التحصنوحفر الخنادق، وكتب الناس، ومِنْ كم يُجوِّز الصبي في القتال، وترك الإستعانة بالمشركين، ومشاورة الإِمام أصحابه، وما يحذر من مخالفة أمره، والإسراع في طلب العدو، وتوخي الطرق الخالية، والتورية بالغزو، والإعلام به إذا كان السفر بعيداً أو العدو كثيراً

- ‌باب

- ‌باب في الفأل والطِيَرَةِ والكهانة والخط -وعلم النجوم

- ‌باب النهي عن تمني لقاء العدو والدعوة قبل القتال، والكتاب إلى العدو، وطلب غِرَّتهم، والوقت المستحب للقاء وقطع الثمار وتحريقها. والنهي عن قتل النساء والصبيان

- ‌باب الوقت المستحب للقتال والصفوف والتعبئة عند اللقاء والسيماء والشعار والدعاء والإستنصار بالله عز وجل وبالضعفاء والصالحين وفي المبارزة والإنتماء عند الحرب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب قتل كعب بن الأشرف

- ‌باب في الغنائم وقسمتها

- ‌باب في الصلح والجزية

- ‌كتاب النكاح

- ‌باب في الأمر بالنكاح والترغيب في نكاح ذات الدين

- ‌باب الترغيب في نكاح العذارى والحض على طلب الولد وإباحة النظر إلى المخطوبة

- ‌باب النهي أن يخطب الرجل على خطبة أخيه

- ‌باب ما نهي أن يجمع بينهن من النساء

- ‌باب في المتعة وتحريمها وفي نكاح المحرم وإنكاحه وفي الشغار

- ‌ باب

- ‌باب في المرأة تزوج نفسها، والنهي عن عضل النساء، والرجل يزوج ابنته الصغيرة بغير أمرها، واستئمار البكر، وما جاء أن الثيب أحق بنفسها

- ‌باب في الرجل يعقد نكاح الرجل بأمره وفي الصداق والشروط

- ‌باب في الرجل يعتق الأمة فيتزوجها

- ‌باب هل يعطى الصداق قبل الدخول، ومن دخل ولم يقدم من الصداق شيئا ومن تزوج ولم يسم صداقًا

- ‌باب في المحلل

- ‌باب في الوليمة

- ‌باب ما جاء في نكاح الحوامل وذوات الأزواج من الكفار بملك اليمين، وما يقول إذا أتى أهله وكم يقيم عند البكر والثيب، وأجر المباضعة وفي أحد الزوجين ينشر سر الآخر وقول الله عز وجل: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} وما نهى عنه من ذلك

- ‌باب في العزل

- ‌باب القسمة بين النساء وحسن العشرة وحق كل واحد من الزوجين على صاحبه وأحاديث تتعلق بالنكاح

- ‌باب إخراج المخنثين من البيوت

- ‌باب النفقة على العيال

- ‌باب في الرّضاع

- ‌كتاب الطلاق

- ‌باب كراهية الطلاق

- ‌باب ذكر طلاق السُّنَّة

- ‌بابٌ في الخلع

- ‌باب الحقي بأهلك

- ‌باب ما يحل المطلقة ثلاثا

- ‌باب المراجعة

- ‌باب التخيير

- ‌باب في الظهار

- ‌باب في الإِيلاء والتحريم

- ‌باب في اللعان

- ‌باب فيمن عرَّض بنفي الولد

- ‌‌‌‌‌بابالولد للفراش

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب في عدة المتوفّى عنها والإحداد ونفقة المطلقة

- ‌كتاب البيوع

- ‌باب كراهية ملازمة الأسواق وما يؤمر به التجار وما يحذرون منه وما يرغبون فيه

- ‌باب في التسعير وبيع المزايدة

- ‌باب النهي عن بيع الملامسة، والمنابذة، وبيع الغرر، وتلقي الركبان، والتصرية، وأن يبيع حاضرٌ لبادٍ

- ‌باب الكيل، والنهي أن يبيع أحدٌ طعامًا اشتراه حتى يستوفيه وينقله

- ‌باب ذكر بيوع نُهي عنها، وفيه ذكر الصرف والربا والعرايا

- ‌باب البيع الخيار

- ‌باب

- ‌باب التجارة مع المشركين وأهل الكتاب

- ‌باب في الحكرة ووضع الجوائِح

- ‌باب

- ‌باب في الشركة والمضاربة

- ‌باب في الشروط

- ‌‌‌بابفي السَّلَم

- ‌باب

- ‌باب في الرهن

- ‌باب في الحوالة

- ‌باب

- ‌باب في الديون والإستقراض

- ‌باب

- ‌ بابً

- ‌باب فيمن غَصَبَ أرضًا وفي إحياء الموات والغِراسَة والمزارعة وكراء الأرض وما يتعلق بذلك

- ‌باب في الحبس. والعُمْرَى والهبة والهدية والضيافة والعارية

- ‌باب في الوصايا والفرائض

- ‌باب في الأقضية والشهادات

- ‌باب في اللقطة والضوال

- ‌باب في العتق وصحبة المماليك

- ‌باب في الأيمان والنذور

- ‌كتاب الديات والحدود

- ‌باب حدّ الزاني

- ‌باب في القطع

- ‌باب الحد في الخمر

- ‌باب

- ‌باب في الصيد والذبائح

- ‌باب في العقيقة

- ‌باب في الختان

- ‌باب في الأطعمة

- ‌باب في الأشربة

- ‌باب في اللباس والزينة

- ‌باب في الأسماء والكنى

- ‌باب في السلام والإستئذان

- ‌باب في العطاس والتثاؤب

- ‌باب

- ‌باب في ثواب الأمراض وما يُصيب المسلم

- ‌باب في الطب

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌‌‌‌‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب في السعادة والشقاوة والمقادير

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب في الرؤيا

- ‌باب

- ‌باب

الفصل: ‌باب في الفأل والطيرة والكهانة والخط -وعلم النجوم

رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن معه هدي إذا طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة أن يحل وذكر الحديث.

وعن ابن عباس (1)، قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم (2) غزوة الفتح في رمضان

وذكر الحديث.

‌باب في الفأل والطِيَرَةِ والكهانة والخط -وعلم النجوم

-

مسلم (3)، عن أبي هريرة قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا طِيَرَة وخيرها الفأل، قالوا (4): يا رسول الله! وما الفأل؟ قال: "الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم".

الترمذي (5)، عن أنس أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج لحاجة (6) يعجبه أن يسمع: يا راشدُ، يا نجيحُ".

قال: هذا حديث حسنٌ صحيح غريب.

أبو داود (7)، عن بُريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطير من شيء وكان إذا بعث عاملاً، سأل عن اسمه، فإذا أعجبَهُ اسمه فرح به، ورؤىَ بِشْر ذلك في وجهه، وإن كره اسمه، رُؤي كراهية ذلك في وجهه.

وإذا دخل قرية سأل عن اسمها، فإذا أعجبه اسمها فرح بها وروى بشر ذلك في

(1) البخاري: (7/ 595)(64) كتاب المغازي (47) باب غزوة الفتح في رمضان - رقم (4275).

(2)

البخاري: (أن رسول الله - صلى الله؛ عليه وسلم - غزا غزوة الفتح).

(3)

مسلم: (4/ 1745)(39) كتاب السلام (34) باب الطيرة والفأل - رقم (110).

(4)

مسلم: (قيل).

(5)

الترمذي: (4/ 138)(22) كتاب السير (47) ما جاء في الطيرة - رقم (1616).

(6)

(لحاجة): ليست في سنن الترمذي.

(7)

أبو داود: (4/ 236)(22) كتاب الطب (34) باب في الطيرة - رقم (3920).

ص: 520

وجهه، وإن كره اسمها رُؤي كراهية ذلك في وجهه.

وعن النسائي (1)، في هذا الحديث، ولكن إذا سأل عن اسم الرجل فكان حسناً، وإذا سأل عن اسم الأرض فكان حسناً بمثله فيهما.

أبو داود (2)، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الطيرةُ شِرْك، الطيرة شرك" ثلاثاً وما منا إلا، ولكنَّ الله يُذْهبه بالتوكل.

يقال: إن هذا الكلام، وما منا إلى آخره: إنه قول عبد الله بن مسعود.

مسلم (3)، عن معاوية بن الحكم، قال: بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذْ عَطَسَ رجُلٌ من القْومِ، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارِهِم، فقلتُ: واثكْل أُمِّيَاهْ (4)! ما شأنُكُم؟ تنظرون إليَّ، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذِهِم، فلمَّا رأيتُهُم يُصَمِّتُونَنِي (5)، لكنِّي سَكَتُّ، فلما صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبأبي هُو وأُمِّي، ما رأيتُ مُعلماً قبْلَهُ ولا بعْدَهُ أحسَنَ تعليماً مِنْهُ. فواللهِ ما كهرَنِي (6)، ولا ضربني، ولا شَتَمَني.

قال: "إن هذه الصَّلَاةَ لا يصْلُحُ فيها شيء من كَلَامِ النَّاسِ، إنِّما هُوَ التكبير والتسبيح (7)، وقراءةُ القرآن".

أو كما قال رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم.

(1) أخرجه النسائي في السير في الكبرى، كذا عزاه المزي في التحفة:(2/ 541).

(2)

أبو داود: (230/ 4)(22) كتاب الطب (24) باب في الطيرة - رقم (3910).

(3)

مسلم: (1/ 381 - 382)(5) كتاب المساجد ومواضع الصلاة (7) باب تحريم الكلام في الصلاة - رقم (33).

(4)

واثكل أمياه: أي وافقد أمي إياى فإني هلكت.

(5)

يصمتونني: أي يسكتونني.

(6)

ما كهرني: أي ما قهرني ولا نهرني.

(7)

مسلم: (التسبيح والتكبير).

ص: 521

قلتُ: يا رسول الله! إنِّي حديثُ عهدٍ بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإنَّ منَّا رجالاً يأتون الكُهَّانَ، قال:"فلا تأتِهِم".

قال: ومنا رجالٌ يتطيرُون، قال:"ذلك (1) شئٌ يجدونَهُ في صُدُورِهِم، فلا يَصُدّهم (2) ".

قال: قلتُ: ومنَّا رجالٌ يخطُّون، قال:"كان نبيٌّ من الأنبياء يخطٌّ (3)، فمن وافق خطَّهُ فذاك".

قال: وكانت لي جاريةٌ ترعى في غنماً قِبَلَ أُحُدٍ والجوَّانِيَّةِ (4)، فاطَّلعْتُ ذاتَ يوم، فإذا الذِّئبُ قد ذهب بشاةٍ من غنمِها، وأنا رجل من بني آدم، آسَفُ كما يَأسَفُونَ لكنِّي صككْتُها صَكَّةً، فأتيتُ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فعظَّم ذلك عليَّ، قلتُ: يا رسول الله! أفلا أُعتِقُها؟ قال: "ائتني بها" فأتيتُهُ بها، فقال لها:"أينَ الله؟ " قالت: في السَّماءِ، قال:"من أنا؟ " قالت: أنت رسول الله قال: "أعتقها فإنها مؤمنةٌ"

وعن عائشة (5)، قالت: قلتُ: يا رسول الله! إن الكُهَّانَ كانوا يُحَاثوننا بالشيء، فنجده حقاً، قال:"تلك الكلمةُ الحق يخطفُها الجِنِّيُّ، فيقذِفُها في أُذُنِ وَلِيهِ ويزيدُ فيها مِائةَ كَذْبَةٍ".

البخاري (6)، عن عائشة، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَ الملائكة تنزِلُ في العَنَانِ وهو السحاب فتذكُرُ الأمر قضِيَ في السَّماءِ،

(1) مسلم: (ذاك).

(2)

مسلم: (فلا يصدنهم، وفي رواية: "فلا يصدنكم").

(3)

يخط: إشارة إلى علم الرمل.

(4)

الجوانية: مكان بقرب أُحد.

(5)

مسلم: (4/ 175)(39) كتاب السلام (35) باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان - رقم (122).

(6)

البخاري: (6/ 350 - 351)(59) كتاب بدء الخلق (6) باب ذكر الملائكة - رقم (3210).

ص: 522

فتستَرِقُ الشياطينُ السَّمعَ، فتسمَعُهُ فتوحِيهِ إلى الكُهَّانِ، فيكذبون معها (1) مَائَةَ كذبة من عند أنفسهم".

مسلم (2)، عن صفية بنت أبي عبيدة (3) عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم (4) قال:"من أتى عَرَّافاً فسألهُ عن شيءٍ، لم تُقْبَلْ لَهُ صلاة أربعين ليلة".

خرجه أبو مسعود الدمشقي، في مسند حفصة رضي الله عنها ذكر ذلك محمد بن نصر الحميدي (5).

أبو داود (6) عن ابن عباس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من اقتبس عِلْماً من النجُوم، اقتبس شُعبَة من السحر زاد ما زاد".

باب وصية الإِمام أمراءه وجنده (7)، وفضل دل الناس الطريق والحض على سير الليل ولزوم الأمير الساقة والحدو في السير واجتناب الطريق عند التعريس، وانضمام العسكر عند النزول وبعث الطلائع والجواسيس وجمع الأزواد إذا قلت واقتسامها والمواساةِ

مسلم (8)، عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذاً إلى اليمن، فقال:"يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا".

(1) البخاري: (منها).

(2)

مسلم: (4/ 1751)(39) كتاب السلام (35) باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان - رقم (125).

(3)

(بنت أبي عبيد): ليست في مسلم.

(4)

عن النبي صلى الله عليه وسلم ساقطة من (ف).

(5)

الحميدي صاحب "الجمع بين الصحيحين" المتوفى سنة (488)، والدمشقى مصنف كتاب "أطراف الصحيحين" المتوفى سنة (401).

(6)

أبو داود: (4/ 226 - 227)(22) كتاب الطب (22) باب في النجوم - رقم (3905).

(7)

(ق): (وجنوده)

(8)

مسلم: (3/ 1359)(32) كتاب الجهاد والسير (3) باب في الأمر بالتيسير وترك التنفير - رقم (7).

ص: 523

وعن أنس (1)، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يسروا ولا تعسروا، سكنوا ولا تنفروا".

وعن بريدة (2) بن حصيب. قال: كان رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أمَّر أمراً على جيش أو سريَّةٍ أوصَاهُ في خاصتِهِ بتقوى الله. ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: "اغْزُوا باسْمِ الله في سبيل الله، قاتِلُوا من كَفَرَ بالله، اغْزُوا ولا تَغُلُّوا ولا تَغْدِرُوا، ولا تَمثِّلُوا ولا تقتُلُوا وَليداً وإذا لَقِيتَ عَدُوَّكَ من المُشركِينَ فادعُهُم إلى ثلاثِ خِلاِل (أو خصال)(3)، فأيَّتُهُنَّ ما أجابوكَ، فاقْبَلْ منهُف وَكُفَّ عنُهم، [ثمَّ انعُهم إلى الإسْلَامِ، فإن أجابُوك فاقْبَلْ منهُم وكُفَّ عنهُم](4)، ثمَّ ادعهُم إلى التَّحوُّل من دارهم إلى دَارِ المُهاجرينَ. وأخبرهُم أنَّهُمْ إن فعلُوا ذلك فلهم ما لِلمُهاجرينَ. وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبَوْا أن يتحوَّلوا عنها (5) فأخبرهم أنهم يكونون كأعْرَابِ المسلمين، يجزي عليهم حُكْمُ اللهِ الَّذِي يَجْرِي على المؤمنين، ولا يكُون لهم في الغنيمةِ والفىْءِ شئٌ. إلَّا أن يُجَاهِدُوا مع المُسلمين، فإن هم أبوُا فَسَلْهُمُ الجِزْيَةَ، فإن أجابوك فأقبل مِنْهُم وكُفَ عَنْهُم فإن هم أبوْا فاستعن بالله وقاتلهم، وإذا حاصرت أهل حصن، فأرادوك، أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله، ولاذكره؛ نبيه، ولكن اجعل لهم ذِمَّتَك وذِمَّةَ أصحابِكَ، فإنَّكُمْ إن- تُخْفِرُوا ذمتكم وذمة أصحابِكُم (6)، أهْوَنُ مِنْ أن تُخْفِرُوا ذِمَّةَ الله وذِمَّةَ رسُولِهِ، وإذا حاصرتَ أهل حِصْنٍ، فأرادُوكَ أن تُنْزِلَهم على حُكْمِ اللهِ، فلا

(1) مسلم: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (8).

(2)

مسله: (3/ 1357)(32) كتاب الجهاد والسير (2) باب تأمير الإِمام الأمراء على البعوث - رقم (3).

(3)

مسلم: (ثلاث خصال أو خلال).

(4)

ما بين المعقوفتين ساقط في (ف).

(5)

مسلم: (منها) وكذا (ف).

(6)

مسلم: (ذممكم وذمم أصحابكم).

ص: 524

تُنْزِلْهُم على حُكْمِ الله (1)، فإنك لا تدري أتُصِيبُ فيهم حكم الله (2) أم لا".

قال هذا أو نحوه، وأسنده مسلم أيضاً من حديث النعمان بن مُقَرن. البخاري (3)، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر حديثاً قال:"ودَلّ الطريق صدَقَةٌ".

أبو داود (4)، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالدُلجة، فإن الأرض تطوى بالليل".

وعن جابر (5)، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلف في المسير فيُزْجىِ الضعيف (6) ويرْدِفُ ويَدعُو لهم".

مسلم (7)، عن أنس قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حادٍ حَسَنُ الصَّوْتِ، فقال لَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"رُويْداً يا أنْجَشَةُ، لا تَكْسِرِ القوارِيرَ -يعني ضَعَفَةَ النساءِ-".

وعن سلمة بن الأكوع (8) قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خَيْبَرَ، فسَرينا (9) ليلاً، فقال رَجُل من القومِ لعامر بن الأكوع: ألا تُسْمِعُنا من هُنَيَّاتِكَ؟، وكان عامر رجُلاً شاعراً، فنزل يَحْدو بالقوم يقول:

(1) مسلم: (فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك).

(2)

مسلم: (أتصيب حكم الله فيهم).

(3)

البخاري: (6/ 100)(56) كتاب الجهاد (72) باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر - رقم (2891)

(4)

أبو داود: (3/ 61)(9) كتاب الجهاد (64) باب في الدلجة - رقم (2571).

(5)

أبو داود: (3/ 100 - 101)(9) كتاب الجهاد (103) باب في لزوم الساقة - رقم (263).

(6)

أي يسوقه ليلحقه بالرّفاق.

(7)

مسلم: (1/ 4181)(43) كتاب الفضائل (18) باب رحمة النبي - لى الله عليه ومسلم النساء - رقم (73).

(8)

مسلم: (3/ 1427 - 1428)(32) كتاب الجهاد والسير (43) باب غزوة خيبر - رقم (123).

(9)

مسلم (فتسيرنا) أي فسرنا، أي فسرنا سيراً بعد سير، أو جماعة إثر جماعة.

ص: 525

اللهم لولا أنتَ ما اهتدينا

ولا تصدَّقنا ولا صلَينا

فاغْفر، فِداءً لك، ما اقْتَفَيْنَا

وثبِّتِ الأقْدَامَ إنْ لاقينا

وأَلْقِينْ سكينةً علينا

إنَّا إذا صِيح بنا أتينا

وبالصُّيَاح عوَّلوا علينا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من هذا السَّائِقُ؟ " قالوا: عامرٌ، قال:"يرحمُهُ الله" وذكر الحديث.

مسلم (1)، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا سافرتُم في الخِضبِ (2) فأعطُوا الابِلَ حظَّها من الأرضِ، وإذا سافرتُم في السَنّةَ (3)، فبادِرُوا بها نِقيَها (4)، وإذا عَرَّسْتُم فاجتنِبُوا الطريق، فإنَّها طُرُقُ الدَّوَابِّ، ومأوى الَهوامِّ بالليل".

أبو داود (5)، عن سهل بن معاذ الجهنى، عن أبيه قال: غَزَوت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم غزوةَ كذا وكذا، فضيَّق الناس المنازل وقطعوا الطريق، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مُنادياً، يُنادي في الناس: أن من ضيق منزلاً، أو قطع طريقاً فلا جهاد له.

وعن أبي ثعلبة الخُشني (6)، قال: كان الناس إذا نزلوا منزلاً تفرقوا في الشَّعَابِ والأوْدِية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ تفرقكم في (7)

(1) مسلم: (3/ 1525)(33) كتاب الإمارة (54) باب مراعاة مصلحة الدواب في السير - رقم (178).

(2)

الخصب: كثرة العشب والمرعى.

(3)

السنة: القحط.

(4)

النقى هو المخ، والمعنى إذا سافرتم في القحط عجلوا السير لتصلوا المقصد، وفيها بقية من قوتها، ولا نقللوا السير فيلحقها الضرر، لأنها لا تجد ما ترعى فتضعف ويذهب نقيها وربما كلَّت ووقفت.

(5)

أبو داود: (3/ 95)(9) كتاب الجهاد (97) باب ما يؤمر من انضمام العسكر - رقم (2629).

(6)

أبو داود: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (2628).

(7)

أبو داود: (في هذه الشعاب).

ص: 526

الشعابِ والأودية إنما ذلكم من الشيطان" فلم ينزلوا (1) بعد ذلك منزلاً إلا انضمَّ بعضهم إلى بعض حتى يقال: لو بسط عليهم ثوب لعمَّهُمْ.

مسلم (2)، عن يزيد بن شريك التيمي، قال: كُنَّا عند حُذَيفَةَ، فقال رجُلٌ: لو أدركْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلتُ معه فأبليتُ (3)، فقال حذيفة: أنت كُنتَ تفعَلُ ذلك؟، لقد رأيتُنَا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلَةَ الأحزَابِ، وأخذتنا ريخ شديدة ومُرُّ (4) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا رجل يأتيني بخبر القوم جَعَلَهُ الله مَعي يوم القيامة؟ " فسكتنا فلم يُجِبْهُ منَّا أحدٌ ثم قال:"ألا رجل يأَتينا بخبر القوم، جعله الله مَعِي يوم القيامة؟ " فسكتنا (5) فلم يُجِبْهُ مِنَّا أحَدٌ، ثم قال:"ألارجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة" فسكتنا، فلم يجبه منا أحد، فقال:"يا حذيفة! قم (6) فأتنا بخبر القوم" فلم أجِدْ بُدَّا إذْ دعاني باسمي أن أقوم، قال "اذْهبْ فأتِنِي بخَبَرِ القوم ولا تذعرهم عليَّ" فلما ولَّيتُ من عندِهِ كأنما (7) أمشى في حَمَّام (8) حتى أتيتُهم، فرأيت أبا سُفْيانَ يَصْلي ظهرَه بالنَّارِ، فوضعتُ سَهْماً في كَبِدِ القَوْسِ، فأردتُ أن أرميَهُ، فذكرتُ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تُذْعرْهم عليَّ" ولو رميتُهُ لأصبْتُهُ، فرجعتُ وأنا أمشي في مثل الحَمَّامِ، فلما أتيتُهُ فأخبرتُهُ خبر (9)

(1) أبو داود: (فلم ينزل).

(2)

مسلم: (3/ 1414)(32) كتاب الجهاد السير (36) باب غزوة الأحزاب - رقم (99).

(3)

مسلم: (وأبليت): أي بالغت في نصرته، كأنه أراد الزيادة على نصرة الصحابة.

(4)

هو البرد.

(5)

(فسكتنا): ليست في (ف).

(6)

مسلم: (قم يا حذيفة).

(7)

مسلم؛ (جَعَلت كأنما أمشي).

(8)

حمام: أي لم يجد البرد الذي يجده الناس

(9)

مسلم: (خبر القوم).

ص: 527

القوم وفرغتُ (1) قُرِرْتُ (2)، فأليَسَني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضلِ عَبَاءَةٍ كانت عليه يُصلِّي فيها، فلم أزل نائماً حتى أصبحتُ، فقال:"قم يا نومَانُ".

وعن سلمة بن الأكوع (3)، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوةٍ فأصابنا جهدٌ حتى هممنا أن ننحَرَ بعضَ ظَهْرِناَ، فأمر نبي الله صلي الله عليه وسلم - فجمعنا أزوادنا (4) فبسَطْنَا له نطعاً (5)، فاجتمع زاد القوف على النطَعِ فتطاولتُ لأخزُرَه (6) كم هو فَحَزَزتُهُ كَرَ بْضِةِ العَنْزِ (7)، ونحن أربع عشرةَ مائة قال: فأكلنا حتى شبعنا وحشونا (8) جُرُبَنَا، فقال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم:"فهل من وَضوء" قال: فجاء رجل بإداوة فيها نطفة؛، فأفرغها في قدح فتوضأنا كلنا نُدَغْفِقُهُ دَغْفَقَةً (9) أربع عشرة مائة.

قال: ثمَّ جاء بعد ثمانيةٌ، فقالوا: هل من طَهُورٍ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فرِغَ الوضوءُ".

وعن أبي موسى (10)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الأشعريِّين إذا أرملوا (11) في الغزو أو قلَّ طعام عيالهم بالمدينةِ جمعُوا ما كان عندهم في ثوبٍ واحدٍ ثم اقتسمُوهُ بينهم في اناء واحد بالسَّويَّةِ فهم منِّي وأنا منهم".

(1)(وفرغت): ليست في (ف).

(2)

أي بردته، وهو جواب فلما أتيته.

(3)

مسلم: (3/ 1354)(31) كتاب اللقطة (5) باب استحباب خلط الأزواد إذا قلت - رقم (19).

(4)

(مزاودنا).

(5)

أي سفرة من أديم أو بساط.

(6)

أي لأقدره وأخمنه.

(7)

أي كمبركها، أو كقدرها وهي رابضة.

(8)

مسلم: (حتى شبعنا جميعاً ثم حشونا).

(9)

ندَغْفِقة دَغْفَقَةً: أي نصبه صباً شديداً.

(10)

مسلم: (4/ 1944 - 1945)(44) كتاب فضائل الصحابة (39) باب من فضائل الأشعريين - رقم (167)

(11)

أرملوا في الغزو: أي فني طعامهم.

ص: 528