الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معجزاته صلى الله عليه وسلم
ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم:
القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (1).
وروى مسلم في صحيحه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها» (2).
وفي البخاري من حديث جابر: «نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم بالحديبية، فتوضؤوا وشربوا منه وهم خمس عشرة مائة (3).
(1) فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة» . أخرجه البخاري أول فضائل القرآن، باب كيف نزل الوحي؛ وأول ما نزل (4981)، ومسلم في الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (152). وقال ابن الأثير في الجامع 8/ 533: أراد إعجاز القرآن الذي خص به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2)
مسلم في الفتن، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض (2889)، ومعنى (زوى): جمع.
(3)
أخرجه البخاري في المناقب، باب علامات النبوة (3576) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ولفظه: «عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة، فتوضأ، فجهش الناس نحوه، فقال: ما لكم؟ قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ، ولا نشرب إلا ما بين يديك. فوضع يده في الركوة، فجعل الماء يثور-
ومرة أخرى وهم ثلثمائة (1).
ومرة أخرى وهم ما بين السبعين إلى الثمانين (2).
وحديث المزادتين اللتين لم تنقصا، قال عمران:«شربنا منهما ونحن نحو الأربعين» (3).
وسبح الحصا في كفه، وكذلك الطعام كان يسمع تسبيحه وهو يأكل (4).
= بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا. قلت: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة».
(1)
كما في حديث قتادة عن أنس رضي الله عنه قال: «أتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناء، وهو بالزوراء، فوضع يده في الإناء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضأ القوم. قال قتادة: قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثمائة أو زهاء ثلاثمائة» . أخرجه البخاري في المناقب، باب علامات النبوة (3572)، ومسلم في الفضائل، باب في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم (2278) -6. وهذه القصة وقعت بالمدينة لأن الزوراء مكان بها عند السوق والمسجد كما في نص الحديث عند مسلم.
(2)
أخرجه البخاري من طريقين: الأولى: الحسن عن أنس رضي الله عنه، وفيها ذكر السبعين، والثانية: حميد عن أنس، وفيها ذكر الثمانين. انظر كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام (3574) و (3575)، وقال الحافظ بعد أن قارن بين هذين الروايتين ورواية قتادة السابقة: ظهر لي من مجموع الروايات أنهما قصتان في موطنين، للتغاير في عدد من حضر، وكذلك المكان الذي وقع ذلك فيه.
(3)
الذي في الحديث: «فشربنا عطاشا أربعون رجلا» . أخرجه البخاري في الكتاب والباب السابقين (3571)، ومسلم في المساجد، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها (682). والمزادة: القربة والرواية.
(4)
أما تسبيح الحصا: فقد أخرجه البزار كما في كشف الأستار 3/ 135 - 136، -
وسلم عليه الشجر والحجر ليالي بعثته (1).
وشهد الذئب بنبوته، رواه أبو سعيد عند ابن حبان (2).
= والبيهقي في الدلائل 6/ 64، وابن عساكر 2/ 158 (المختصر)، وعزاه الهيثمي في المجمع 8/ 299 إلى الطبراني في الأوسط أيضا، وقال عن رواية البزار: رواه البزار بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات. وساقه الحافظ في الفتح عند شرح أحاديث باب علامات النبوة مختصرا هكذا: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع حصيات، فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنينا، ثم وضعهن في يد أبي بكر فسبحن، ثم وضعهن في يد عمر فسبحن، ثم وضعهن في يد عثمان فسبحن». وأما تسبيح الطعام: ففي الصحيح من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يأكل» . أخرجه البخاري في المناقب، باب علامات النبوة (3579).
(1)
كما في صحيح مسلم كتاب الفضائل، باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحجر عليه قبل النبوة (2277) من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إني لأعلم حجرا بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن» . وعن علي رضي الله عنه قال: «كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، فخرجنا في بعض نواحيها، فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول: السلام عليك يا رسول الله» . أخرجه الترمذي وحسنه في المناقب، باب الشجر والحجر يسلمان على النبي صلى الله عليه وسلم (3630)، والحاكم 2/ 620، وصححه ووافقه الذهبي، وأخرجه البغوي في شرح السنة 13/ 287، والدارمي (21)، والبيهقي 2/ 153 - 154، وابن عساكر 2/ 139.
(2)
كما في الإحسان 14/ 418 (6494) تحت عنوان: ذكر شهادة الذئب لرسول الله صلى الله عليه وسلم على صدق رسالته. وملخص القصة: أن راعيا في المدينة، عرض له ذئب، فأخذ شاة من شياهه، فأدركه الراعي فانتزعها منه، فقال له الذئب: ألا تتقي الله، تحول بيني وبين رزق ساقه الله إليّ؟ فتعجب الراعي من كلام الذئب، فقال الذئب: أعجب من هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحرتين يحدث-
ومر في سفر ببعير يستقى عليه الماء، فلما رآه جرجر، ووضع جرانه، فقال صلى الله عليه وسلم:«إنه يشتكي كثرة العمل، وقلة العلف» . صححه الحاكم (1).
ومر ببعير آخر في حائط، فلما رآه حنّ، وذرفت عيناه، فقال لصاحبه:«إنه شكى أنك تجيعه وتدئبه» . رواه أبو داود بإسناد حسن (2).
= بأنباء ما قد سبق. فأتى الراعي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال له: قم فأخبر الناس. وإسنادها صحيح على شرط مسلم، أخرجه الإمام أحمد 3/ 83 - 84، وعبد بن حميد (875)، والبزار (2431)، وأبو نعيم في الدلائل (270)، وابن عساكر 2/ 144 (المختصر)، وصححه الحاكم 4/ 467 - 468، والبيهقي في الدلائل 6/ 41 - 42، وأورده الهيثمي في المجمع 8/ 291 وعزاه لأحمد والبزار، وقال: رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح. وكذا عند ابن كثير في البداية والنهاية 6/ 150. قلت: وللقصة طرق أخرى من حديث أبي هريرة وأنس وابن عمر رضي الله عنهم، ذكرها القسطلاني في المواهب 2/ 551 - 553.
(1)
المستدرك 2/ 617 - 618 ووافقه الذهبي. وأخرجه الإمام أحمد 4/ 170 و 173، وأبو نعيم (283)، والبغوي في شرح السنة 13/ 295، والشمائل له 1/ 135، وحسنه في مصابيح السنة (4638). وقال الهيثمي في المجمع 9/ 5 - 6: رواه أحمد بإسنادين، والطبراني بنحوه، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح. ومعنى جرجر: صوّت. والجران: باطن عنق البعير. (عن البغوي).
(2)
في الجهاد، باب ما يؤمر به من القيام على الدواب والبهائم (2549)، وأخرجه الإمام أحمد 1/ 104 و 105، وصحح إسناده أحمد شاكر (1745) و (1754)، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 11/ 493 (11805)، وعزاه في المواهب 2/ 550 إلى ابن شاهين في الدلائل، ونقل عن صاحب المصابيح تصحيحه. ومعنى تدئبه: تكده وتتعبه. (معالم السنن 2/ 215).
وسجد له بعيران عجز صاحبهما عنهما (1).
وفي مسند أحمد: جاءت شجرة تشق الأرض، حتى قامت عنده وهو نائم، فسلمت عليه (2).
وأمر شجرتين فاجتمعتا حتى قضى حاجته خلفهما، ثم أمرهما فتفرقتا (3).
ودعا عذقا فنزل من عذقه حتى سقط في الأرض، وجعل ينقز حتى أتاه، ثم قال له:«ارجع» . فرجع مكانه. صححهما الحاكم (4).
(1) أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة (285) من حديث غيلان بن سلمة رضي الله عنه، وفي سنده شبيب بن شيبة قال عنه الهيثمي 4/ 311: الأكثرون على تضعيفه، وقد وثقه صالح جزرة وغيره. وأخرجه الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما، وفيه أبو عزة الدباغ، وثقه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات. (المجمع 9/ 4 - 5). هذا وقد ورد سجود الجمل له صلى الله عليه وسلم من عدة طرق أخرى: فعن أنس رضي الله عنه أخرجه الإمام أحمد والنسائي بإسناد جيد رواته ثقات مشهورون كما قال المنذري في الترغيب والترهيب 3/ 55. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عند البزار بسند حسن كما قال القاري في شرح الشفا 3/ 136. وعن عائشة رضي الله عنها: رواه الإمام أحمد بإسناد جيد كما في المجمع 9/ 9. وعن جابر رضي الله عنه: أخرجه البيهقي في الدلائل 6/ 18 - 19 بإسناد جيد كما في المواهب.
(2)
المسند 4/ 173 - وهو عند الحاكم وأبو نعيم والبغوي-من حديث يعلى بن مرة رضي الله عنه وقد سبق الكلام عنه قريبا.
(3)
هذه رواية من حديث يعلى السابق، وهي في المسند 4/ 170، ودلائل أبي نعيم (292)، والمستدرك 2/ 617.
(4)
تقدم تصحيحه للأول، وأما هذا فصححه في 2/ 620 وأقره الذهبي. والحديث في المسند 1/ 223، وصححه أحمد شاكر (1954)، وأخرجه الترمذي في المناقب، باب حنين الجذع له صلى الله عليه وسلم (3632) وقال: حسن غريب صحيح. -
وفي أبي داود: أمر بنحر ست بدنات فجعلن يزدلفن إليه بأيتهنّ يبدأ (1).
وفي المستدرك: أصيبت عين قتادة بن النعمان يوم أحد (2) -وفي رواية: يوم بدر (3)، وقال الرشاطي: بالخندق (4) -حتى وقعت على وجنته، فردها عليه الصلاة والسلام بيده، فكانت أصح عينيه وأحدّهما (5).
= وصححه ابن حبان (6523)، وأخرجه الدارمي (24)، وأبو يعلى (2346)، وأبو نعيم (297)، والبيهقي 6/ 16 - 17، وقال الهيثمي في المجمع 9/ 10: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج الشامي وهو ثقة. والعذق: النخلة، كما في نص الحديث.
(1)
هذا حديث عبد الله بن قرط رضي الله عنه، أخرجه أبو داود في المناسك، باب في الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ (1765)، والإمام أحمد 4/ 350، وصححه الحاكم 4/ 221 ووافقه الذهبي. ويزدلفن: يتقربن، ويسعين، أي تقصد كل بدنة أن يبدأ صلى الله عليه وسلم في النحر بها، ولا يخفى ما فيه من المعجزة الباهرة. قال الطيبي: أي منتظرات بأيتهن يبدأ للتبرك بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحرهن. ذكره في عون المعبود 5/ 185.
(2)
مستدرك الحاكم 3/ 295، وأخرجها الطبراني كما في مجمع الزوائد 6/ 113، وأبو نعيم في الدلائل (416)، والبيهقي في الدلائل 3/ 252 عنه. وعزاه الحافظ في الإصابة عند ترجمة قتادة إلى الدارقطني وابن شاهين. قلت: وهو قول ابن إسحاق في السيرة 2/ 82. وصححه أبو عمر في الاستيعاب عند ترجمة قتادة.
(3)
أخرجها أبو يعلى (1546)، والبيهقي في الدلائل 3/ 251 - 252 من طريقين، وعزاها الحافظ في الإصابة 5/ 417 للبغوي أيضا.
(4)
ذكره أبو عمر في الاستيعاب 3/ 1275 كأحد الأقوال.
(5)
هذا لفظ ابن إسحاق في السيرة 2/ 82، وفي رواية أبي يعلى: فكان لا يدرى أي عينيه أصيبت.
قال السهيلي: فكانت لا ترمد إذا رمدت الأخرى (1).
وعند الدارقطني: حدقتاه. واستغربه (2).
وفي الصحيح: تفل في عين علي يوم خيبر-وكان أرمد-فبرأ من ساعته (3).
زاد البيهقي: فما رمدت ولا صدّعت بعد (4).
وأتاه وهو شاك، فدعا له، فما اشتكى وجعه ذلك. صححه الحاكم (5).
وفي البخاري: أصيبت رجل عبد الله بن عتيك فبرئت بمسحته [صلى الله عليه وسلم] من حينها (6).
(1) الروض الأنف 3/ 176، وهو لفظ حديث جابر رضي الله عنه في هذه القصة، ذكره ابن كثير 4/ 35.
(2)
ساقه ابن كثير في البداية 4/ 35 بلفظ (عيناي)، وقال: والمشهور الأول، أنه أصيبت عينه الواحدة، وأما استغراب الدارقطني له، فقد نقله السهيلي في الروض 3/ 136 عنه، وكذا قال ابن كثير: بإسناد غريب.
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في المغازي، باب غزوة خيبر (4210)، ومسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي رضي الله عنه (2406)، واللفظ فيهما:«فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع» .
(4)
دلائل النبوة 4/ 213، وأورده الهيثمي في المجمع 9/ 122 وقال: رواه أبو يعلى وأحمد باختصار ورجالهما رجال الصحيح غير (أم موسى) وحديثها مستقيم. وعزاه الحافظ عند شرح الحديث المتقدم إلى الطبراني أيضا.
(5)
المستدرك 2/ 620 - 621 وأقره الذهبي، وأخرجه البيهقي في الدلائل 6/ 179.
(6)
أخرجه البخاري من حديث البراء رضي الله عنه في المغازي، باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق (4039) وفيه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ابن عتيك رضي الله عنه إلى قتل أبي رافع اليهودي، فقتله في حصنه، ولما خرج انكسرت رجله، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه، فقال: فقال لي: ابسط رجلك. فبسطت رجلي، -
وأخبر أنه يقتل أبيّ بن خلف، فكان كما قال (1).
وأخبر بمصارع المشركين في بدر: «هذا مصرع فلان، هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله تعالى» ، فلم يعد أحد منهم مصرعه الذي سماه».
رواه مسلم (2).
وأخبر أن طوائف من أمته يغزون البحر كالملوك على الأسرّة، وأن أم حرام خالة أنس بن مالك منهم، فكان كذلك. أخرجاه في الصحيح (3).
وقال لعثمان بن عفان رضي الله عنه: «إنه تصيبه بلوى شديدة فيصبر، فقتل عثمان صابرا» (4).
= فمسحها، فكأنها لم أشتكها قط.
(1)
تقدم الحديث عن هذا في غزوة أحد، وخرجته هناك.
(2)
في موضعين من صحيحه: الأول في الجهاد، باب غزوة بدر (1779)، والثاني في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه (2873).
(3)
وفيه: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقيل عند أم حرام بنت ملحان خالة أنس بن مالك رضي الله عنهما، فنام يوما ثم استيقظ فتبسم، فقالت له أم حرام: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: «عرض عليّ ناس من أمتي غزاة في سبيل الله، يركبون البحر كالملوك على الأسرة» . فقالت أم حرام: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. فقال:«أنت منهم» . فتزوجها عبادة بن الصامت فخرج بها إلى الغزو زمن معاوية رضي الله عنه، فهلكت». أخرجه البخاري في عدة مواضع، انظر أولها في كتاب الجهاد، باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء (2788)، ومسلم في الإمارة، باب فضل الغزو في البحر (1912)، والحديث مخرج في الموطأ وبقية الستة، انظر الجامع 9/ 147.
(4)
في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على بئر أريس، ودلّى رجله فيها، فجاء أبو بكر ثم عمر رضي الله عنهما، فاستأذن-
وقال للحسن: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» . فسلّم الأمر لمعاوية. رواه البخاري (1).
وأخبر بمقتل عبهلة ذي الخمار-وهو الأسود العنسي الكذاب-ليلة قتله، وبمن قتله وهو بصنعاء (2).
= لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لهما وبشرهما بالجنة، ثم جاء عثمان رضي الله عنه فاستأذن له أبو موسى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائذن له وبشره بالجنة بعد بلوى تصيبه. فقال عثمان: اللهم خيرا». أخرجه البخاري في الفتن، باب الفتنة التي تموج كالبحر (7097)، ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضائل عثمان رضي الله عنه (2403).
(1)
في المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام (3629)، وانظر شرحه في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي:«إن ابني هذا سيد، ولعل الله. . .» (7109) من الفتح.
(2)
لقب (بذي الخمار): لأنه كان يخمر وجهه، وقيل: هو اسم شيطانه. (فتح الباري 7/ 695)، أو بالحاء المهملة (ذي الحمار): لأنه علّم حمارا، إذا قال له: اسجد. يخفض رأسه. والمعروف بالأول. (الفتح 12/ 439). والخبر أورده العماد ابن كثير في تاريخه 6/ 314 من طريق سيف بن عمر التميمي، وهو ضعيف جدا، تكلم فيه الأئمة وجرحوه. انظر الجرح والتعديل 4/ 278، والكامل 3/ 1271، والمجروحين 1/ 341، والميزان 2/ 255، لكن للخبر شاهد ذكره الحافظ عند شرح باب قصة الأسود العنسي من كتاب المغازي عن أبي الأسود عن عروة: أصيب الأسود قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بيوم وليلة، فأتاه الوحي، فأخبر به أصحابه، ثم جاء الخبر إلى أبي بكر رضي الله عنه، وقيل: وصل الخبر بذلك صبيحة دفن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: الذي في الصحيح من حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينا أنا نائم أريت أنه وضع في يدي سواران من ذهب، ففظعتهما وكرهتهما، فأذن لي فنفختهما فطارا، فأولتهما كذّابين يخرجان. فقال عبيد الله: أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن، والآخر مسيلمة الكذاب» . أخرجه-
وأخبر بمثل ذلك عن كسرى (1).
وقال لرجل ممن يدعي الإسلام وهو في القتال معه: «إنه من أهل النار» . فصدّق الله قوله بأن نحر نفسه (2).
وشكي إليه قحوط المطر وهو على المنبر، فدعا الله تعالى وما في
= البخاري في المغازي، باب قصة الأسود العنسي (4379)، ومسلم في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم (2274).
(1)
وذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان قد بعث إلى كسرى مع عبد الله بن حذافة السهمي كتابا يدعوه فيه إلى الإسلام، فلما وصل إليه الكتاب مزقه، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمزيق ملكه. إلى هنا الخبر في الصحيح، أخرجه البخاري في المغازي، كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر (4424). وأخرج ابن سعد 1/ 259 - 260، والطبري في التاريخ 2/ 654 - 657، وأبو نعيم (241)، والبيهقي 4/ 390 - 391 كلاهما في الدلائل: وكتب كسرى إلى باذان عامله على اليمن، أن يبعث إليه هذا الرجل الذي بالحجاز، فبعث باذان برجلين من عنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ربه قد قتل ربهما في هذه الليلة لسبع ساعات مضت منها، وهي ليلة الثلاثاء لعشر ليال مضين من جمادى الأولى سنة سبع، وأن الله تبارك وتعالى سلط عليه ابنه شيرويه فقتله، فرجعا إلى باذان بذلك، فأتاه الخبر عن مقتل كسرى كما حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم هو ومن معه من الفرس باليمن.
(2)
كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «أن رجلا ممن يدعي الإسلام قاتل مع المسلمين يوم خيبر قتالا شديدا، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: هو في النار. فتتبعه رجل من الصحابة ليرى أمره، فلما كثرت عليه الجراح لم يصبر، فقتل نفسه، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله» . أخرجه البخاري في الجهاد، باب إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر (3062)، ومسلم في الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه (111)، كما أخرجاه من حديث آخر.
السماء قزعة، فثار سحاب أمثال الجبال، فمطروا إلى الجمعة الأخرى، حتى شكي إليه كثرة المطر (1).
وأطعم أهل الخندق وهم ألف من صاع شعير وبهمة وهم في بيت جابر، فشبعوا وانصرفوا والطعام أكثر مما كان (2).
وعند أبي نعيم: وأطعمهم أيضا من تمر يسير لم يملأ كفيه عليه الصلاة والسلام، أتت به ابنة بشير بن سعد إلى أبيها وخالها (3).
وفي مسند أحمد: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن يزود أربعمائة راكب من تمر كالفصيل الرابض، فزودهم وبقي كأنه لم ينقص
(1) أخرجه البخاري في الاستسقاء، باب الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة (1014)، ومسلم في الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء (897). والقزعة: القطعة من السحاب.
(2)
في الصحيحين: «وإن برمتنا لتغطّ كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو» . وفي رواية يونس بن بكير: «فما زال يقرب إلى الناس حتى شبعوا أجمعون، ويعود التنور والقدر أملأ ما كانا» . وفي رواية أبي الزبير: «فأكلنا نحن وأهدينا لجيراننا، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب ذلك» . أخرجه البخاري في المغازي، باب غزوة الخندق (4102)، ومسلم في الأشربة، باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه. . (2039).
(3)
كانت قد بعثته عمرة بنت رواحة زوجة بشير بن سعد إلى زوجها وأخيها عبد الله بن رواحة-رضي الله عنهم-يتغذيان به، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم البنت، فأمرها أن تصبه في كفيه، ثم أمر بثوب فبسط، ثم دحا التمر عليه، فتبدد فوق الثوب، ثم قال لإنسان عنده: اصرخ في أهل الخندق هلم إلى الغذاء. فاجتمع أهل الخندق عليه، فجعلوا يأكلون منه، وجعل يزيد حتى صدر أهل الخندق عنه، وإنه ليسقط من أطراف الثوب». أخرجه أبو نعيم في دلائله (431)، والبيهقي في دلائله 3/ 427، كلاهما من طريق ابن إسحاق عن سعيد بن مينا عن ابنة بشير بن سعد، وهو في السيرة 2/ 218.
تمرة واحدة (1).
وفي الصحيح: أطعم في منزل أبي طلحة ثمانين رجلا من أقراص شعير جعلها أنس تحت إبطه حتى شبعوا وبقي كما هو (2).
وعند أبي نعيم: وأطعم الجيش من مزود أبي هريرة حتى شبعوا كلهم، ثم رد ما بقي فيه ودعا له، فأكل منه مدة حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان، فلما قتل عثمان ذهب، وحمل منه نحو الخمسين وسقا في سبيل الله (3).
وأطعم في بنائه بزينب من قصعة أهدتها له أم سليم خلقا، ثم رفعت وهي كما هي (4).
(1) أخرجه الإمام أحمد 4/ 174. والبخاري في التاريخ الكبير 3/ 255 - 256، والطبراني في الكبير (4207) و (4210)، وأبو نعيم في الدلائل (333)، وصححه ابن حبان (6528)، وقال الهيثمي في المجمع 8/ 305: رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح. وقال: روى أبو داود طرفا منه. قلت: هو عند أبي داود في الأدب، باب في اتخاذ الغرف (5238). والفصيل: من أولاد الإبل أو البقر.
(2)
أخرجه البخاري في المناقب، باب علامات النبوة (3578)، ومسلم في الأشربة، باب جواز استتباعه غيره. . (2040).
(3)
أخرجه أبو نعيم في الدلائل (341) و (342)، والبيهقي 6/ 109 - 113 من عدة طرق في دلائله، وأخرج بعضه الإمام أحمد 2/ 352، والترمذي في مناقب أبي هريرة رضي الله عنه (3838)، وقال: حسن غريب. والوسق: ستون صاعا، أو حمل بعير.
(4)
الخبر في الصحيحين، وفيه: أن الذين أكلوا كانوا زهاء ثلاثمائة. وقال أنس رضي الله عنه-راوي الحديث-فرفعت-يعني القصعة-فما أدري حين وضعت كانت أكثر أم حين رفعت. أخرجه البخاري في النكاح، باب الهدية للعروس (5163)، ومسلم في النكاح، باب زواج زينب بنت جحش ونزول الحجاب وإثبات وليمة العرس (1428).