الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم]:
ثم خرج [عليهم](1) عليه الصلاة والسلام وقد أخذ الله أبصارهم عنه، فلم يره منهم أحد، ونثر على رؤوسهم كلهم ترابا كان في يده (2).
وأذن الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في الهجرة، وأمره جبريل أن يستصحب أبا بكر رضي الله عنه، واستأجر عبد الله بن الأريقط (3) دليلا وهو على شركه (4)، وعامر بن فهيرة خادما، وذلك بعد العقبة بشهرين وليال (5).
= وفيه بعد البيت الثاني: وبات رسول الله في الغار آمنا موقّى وفي حفظ الإله وفي ستر وبتّ أراعيهم وما يتهمونني وقد وطّنت نفسي على القتل والأسر
(1)
ما بين المعكوفتين من (3) والمطبوع فقط، وهي لفظ السيرة 1/ 483.
(2)
كانوا-كما في السيرة-قد اختاروا شبابا أقوياء، فوقفوا صفين على بابه صلى الله عليه وسلم، فخرج وهو يقرأ: يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إلى فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ. وقال السهيلي 2/ 229: وفي قراءة الآيات الأول من سورة (يس) من الفقه: التذكرة بقراءة الخائفين لها، اقتداء به عليه الصلاة والسلام. وأورد لذلك حديثا رواه ابن أبي أسامة في مسنده.
(3)
كذا في الطبقات 1/ 229، وفي السيرة 1/ 485: أرقط، وقال ابن هشام 1/ 488: أريقط، وفي الطبري 2/ 378: أرقد، وفي الإصابة 4/ 5: أريقد، بالدال المهملة.
(4)
في الطبقات 1/ 229، والبخاري (3905): ولكنهما أمناه. أقول: ويظهر أنه أسلم بعد ذلك، فقد ذكره الذهبي في التجريد 1/ 296، إلا أن ابن الأثير في منال الطالب/177/نقل عن أبي موسى أنه لا يعرف له إسلاما. وقال الحافظ في الإصابة: ولم أجد من ذكره في الصحابة غير الذهبي.
(5)
عزاه الحافظ في الفتح 7/ 68 إلى الأموي في المغازي عن ابن إسحاق. وذكره صاحب الإمتاع 1/ 41 دون عزو. أقول وهو مبني على ما تقدم من أن بيعة العقبة كانت أيام التشريق من ذي الحجة، وجزم ابن إسحاق بأن الهجرة كانت-
وقال الحاكم [في المستدرك](1): بثلاثة أشهر أو قريبا منها (2).
وكان مدة مقامه بمكة من حين النبوة إلى ذلك الوقت بضع عشرة سنة، وفي ذلك يقول صرمة:
ثوى في قريش بضع عشرة حجّة
…
يذكّر لو يلقى صديقا مواتيا (3)
وقال عروة: عشرا (4).
وقال ابن عباس: خمس عشرة. وفي رواية عنه: ثلاث عشرة (5).
= أول يوم من ربيع الأول.
(1)
من (2) فقط.
(2)
مستدرك الحاكم 2/ 625 عن ابن شهاب.
(3)
البيت من قصيدة لأبي قيس صرمة بن أبي أنس. أسلم وهو شيخ كبير، وحسن إسلامه رضي الله عنه. (انظر السيرة 1/ 510 - 512، وأنساب الأشراف 1/ 268، والطبري 2/ 385 و 2/ 626 - 627، ودلائل البيهقي 2/ 513 وفيها: لو (ألفى) صديقا. أقول: البيت منسوب لحسان بن ثابت رضي الله عنه، وهو وباقي الأبيات آخر ديوانه 478 - 479، وعزاه ابن قتيبة في المعارف /151/له عن أبي اليقظان، ثم ذكر رواية ابن إسحاق: أنه لصرمة.
(4)
عن عروة: أخرجه الحاكم 2/ 626، وأخرجه البخاري في آخر المغازي، باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (4464 - 4465) عن عائشة وابن عباس. وأخرجه الطبري 2/ 383 - 384 عن أنس وابن عباس وسعيد بن المسيب وعمرو بن دينار رضي الله عنهم جميعا.
(5)
أخرج الأولى عن ابن عباس رضي الله عنهما: مسلم في الفضائل، باب كم أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة (2353)، والطبري 2/ 386، والحاكم 2/ 627. وأخرج الثانية عنه: البخاري في مناقب الأنصار، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم (3902)، ومسلم في الكتاب والباب السابقين (235). وجمع الطبري 2/ 387 بين القولين فقال: فلعل الذين قالوا: كان مقامه بمكة بعد الوحي عشرا، عدوا مقامه بها من حين أتاه جبريل بالوحي من الله عز وجل، وأظهر الدعاء إلى-
قال الخوارزمي: تنقص يوما واحدا.
ولم يعلم بخروجه عليه الصلاة والسلام إلا عليّ وآل أبي بكر رضي الله عنهم. فدخلا غارا بثور-جبل بأسفل مكة-فأقاما فيه ثلاثا، وقيل: بضعة عشر يوما (1).
فأمر الله العنكبوت فنسجت على بابه، والراءة فنبتت عليه، وحمامتين وحشيتين فعششتا على بابه (2).
قال السهيلي: وحمام الحرم من نسلهما (3).
= التوحيد. وعد الذين قالوا: كان مقامه ثلاث عشرة من أول الوقت الذي استنبىء فيه، وكان إسرافيل المقرون به وهي السنون الثلاث التي لم يكن أمر فيها بإظهار الدعوة.
(1)
الأول: هو قول ابن إسحاق 1/ 486، وابن سعد 1/ 229، وهو الوارد في الصحيح، أخرجه البخاري في مناقب الأنصار، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة (3905). وأما الثاني: فقد رواه الإمام أحمد 3/ 487، والحاكم في المستدرك 4/ 448 - 449 من رواية طلحة النضري. وقال الحافظ في التعليق عليه: قال الحاكم: معناه مكثنا مختفين من المشركين في الغار وفي الطريق بضعة عشر يوما. قلت-يعني الحافظ-: لم يقع في رواية أحمد ذكر الغار، وهي زيادة في الخبر من بعض رواته، ولا يصح حمله على حالة الهجرة لما في الصحيح. . (انظر الفتح 7/ 279).
(2)
الطبقات 1/ 229، ودلائل أبي نعيم (229)، ودلائل البيهقي 2/ 482، وكشف الأستار 2/ 299، وفيها بدل (الراءة): شجرة. وهما بمعنى، قال في الروض 2/ 232: قال قاسم بن ثابت في الدلائل: وهي شجرة معروفة. وقال عن أبي حنيفة الدينوري: الراءة من أغلاث الشجر، وتكون مثل قامة الإنسان، ولها خيطان، وزهر أبيض تحشى به المخاد.
(3)
الروض الأنف 2/ 232، وعزاه لمسند البزار. وانظر كشف الأستار 2/ 300، -
ثم خرج منه ليلة الإثنين لأربع ليال خلون من ربيع الأول على ناقته الجدعاء (1).
قالت أسماء رضي الله عنها: فمكثنا ثلاث ليال لا ندري أين وجه النبي صلى الله عليه وسلم، حتى أنشد رجل من الجن شعرا يسمعه الناس وما يرونه:
جزى الله ربّ الناس خير جزائه
…
رفيقين حلاّ خيمتي أمّ معبد (2)
هما نزلا بالبرّ ثمّ تروّحا
…
فأفلح من أمسى رفيق محمد (3)
ليهن بني كعب مكان فتاتهم
…
ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها
…
فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلّبت
…
عليه صريحا ضرّة الشاة مزبد (4)
= وفي الطبقات 1/ 229: فسمّت-يعني دعا وبارك-النبي صلى الله عليه وسلم عليهن، وفرض جزاءهن، وانحدرن في حرم الله. وهذا أخرجه أبو نعيم والبيهقي (انظر التخريج السابق).
(1)
التاريخ هكذا: ذكره ابن سعد 1/ 232، أما الناقة فسماها 1/ 228: القصواء. لكن الذي في الصحيح: كما قال المؤلف رحمه الله (الجدعاء)، وعزاه صاحب الروض 2/ 230 إلى ابن إسحاق في غير رواية ابن هشام. وانظر صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الرجيع (4093).
(2)
وفي رواية: (قالا) خيمتي أم معبد. من القيلولة. وتعديته بغير حرف الجر خلاف القاعدة.
(3)
وروي: هما نزلاها بالهدى واهتدت به.
(4)
هكذا جاء هذا البيت في رواية الحاكم 3/ 10، وأبي نعيم/339/، وهو مشكل من حيث الإعراب، لأن (مزبد) صفة لصريح، والتي جاءت في معظم الروايات بالجر هكذا: له بصريح. ثم إني وجدت ابن الأثير رحمه الله في منال الطالب/191 - 192/يذكر هذه الرواية ويعرب (مزبد) مجرورا على الجوار كقولهم: «جحر ضبّ خرب» . ثم ذكر وجها آخر، انظره فيه.