الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - مؤلف الكتاب
أ-اسمه ومولده:
هو علاء الدين أبو عبد الله مغلطاي-بضم الميم، وفتح الغين ومنهم من يضمها، ومنهم من يسكنها-ابن قليج-بفتح القاف، ومنهم من يكسرها، وبالجيم آخره، ومنهم من يجعلها حاء مهملة، ومعناه السيف بلغة الأتراك-ابن عبد الله البكجري الحكري. تركي الأصل، مستعرب، مصري النشأة، حنفي المذهب (1).
ولد في جامع قلعة الجبل بالقاهرة، سنة تسع وثمانين وستمائة، ذكروه عن تلميذه العراقي (2).
وقال ابن رافع: سنة تسعين وستمائة (3). وضبطه الصفدي: بعد التسعين وستمائة (4).
ب-مكانته العلمية:
اشتغل الحافظ مغلطاي بالعلم في سن مبكرة، يتبين ذلك من شيوخه الذين أدركهم وأخذ منهم.
(1) انظر في ضبط اسمه: هامش لحظ الألحاظ/133/، وهامش الأعلام 7/ 275 - 276.
(2)
ذيل العبر لأبي زرعة بن العراقي 1/ 71، ولحظ الألحاظ/133/.
(3)
الوفيات 2/ 244.
(4)
الدرر الكامنة 4/ 352.
كما أن أباه كان يرسله في صباه ليرمي بالنشّاب، فيخالفه ويذهب إلى حلق أهل العلم فيحضرها (1).
وذكر ابن فهد: أن جلّ طلبه كان في العشر الثاني بعد السبعمائة (2).
كان-رحمه الله-شديد الإقبال على العلم، منكبا على البحث والدرس، أكثر جدا من القراءة بنفسه والسماع، وانتقى وخرّج وأفاد، وكتب الطباق، وكان دائم الاشتغال، منقطعا عن الناس، وصفه الصلاح الصفدي فقال: كان جامد الحركة، كثير المطالعة والدأب والكتابة، وعنده كتب كثيرة جدا، ولم يزل يدأب ويكتب إلى أن مات (3).
وقال الحافظ: أكثر عن أهل عصره، فبالغ، وحصل من المسموعات ما يطول عدّه (4).
كما كان نقّادة مولعا في الرد والاستدراك، ساعده على ذلك مكتبة ضخمة، واطلاع واسع، ونظر مستمر في الكتب، فكان حصيلة ذلك مشاركة في فنون عديدة أنتجت أكثر من مائة كتاب كما سوف أوضح عند الحديث عن مؤلفاته وآثاره.
وتقدم أكثر ما تقدم في الحديث، فكان له فيه باع واسع واطلاع كبير ومعرفة بعلومه وطرقه المختلفة بحيث أهّله ذلك لأن يكون شيخ الحديث والمحدثين في الظاهرية وأن يدرس في مدارس عديدة غيرها، وآثاره ومؤلفاته في الحديث خير شاهد على ذلك.
كما برع في اللغة: فقد نال منها حظا واسعا، قال الحافظ: كان كثير
(1) لحظ الألحاظ/133/.
(2)
المصدر السابق/134/.
(3)
المصدر السابق/141/، والبداية والنهاية 14/ 296، والدرر الكامنة 4/ 353.
(4)
لسان الميزان 6/ 72.
الاستحضار لها، متسع المعرفة فيها (1).
حفظ الفصيح لثعلب، وكفاية المتحفظ لابن الخوييّ، كلاهما في اللغة.
وبلغ درجة عالية، بحيث أصبح له مآخذ على أهل اللغة (2). وانظر تعليقاته على كتاب الاشتقاق لابن دريد طبعة عبد السلام هارون (3)، ووضع في اللغة كتابا علقه على «كتاب ليس» لابن خالويه، كما سوف أذكر في مؤلفاته. .
وكان له مشاركة أيضا في الشعر. (انظر كتابه: الواضح المبين فيمن استشهد من المحبين).
وأما الأنساب: فبلغ فيه درجة واسعة، ومعرفة جيدة، حتى فاق أقرانه من العلماء، ففي تدريب الراوي:«سأل شيخ الإسلام ابن حجر شيخه الحافظ أبا الفضل العراقي عن أربعة تعاصروا، أيهم أحفظ: مغلطاي، وابن كثير، وابن رافع، والحسيني؟ فأجاب: أن أوسعهم اطلاعا وأعلمهم بالأنساب مغلطاي، على أغلاط تقع منه في تآليفه. . .» (4).
وبعد: فلا عجب بعد ذلك أن يصفوا مغلطاي بأنه: حافظ مشهور، وعالم فقيه، وشيخ فاضل، ومصنف مكثر، كما قالوا عنه: بأنه شيخ المحدثين، انتهت إليه رئاسة الحديث في زمانه، قال الحافظ: أخذ عنه عامة من لقيناه من المشايخ (5).
(1) لسان الميزان 6/ 74.
(2)
الدرر الكامنة 4/ 353.
(3)
كان من جملة النسخ التي رجع إليها الأستاذ عبد السلام هارون واعتمدها في تحقيق كتاب الاشتقاق لابن دريد: نسخة الحافظ مغلطاي نفسه، حيث قرأ عليها تملكه لها، وإجازته إلى ابن دريد، وأثبت في حواشيها كثيرا من التعليقات التي تدل على سعة اطلاع الحافظ مغلطاي في الأنساب واللغة والشعر وغير ذلك.
(4)
فهرس الفهارس 1/ 404، وانظر حسن المحاضرة 1/ 359.
(5)
الدرر الكامنة 4/ 354، ولسان الميزان 6/ 72.