الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فنفي إلى واسط، ثم قتل بقادسية سر من رأى، يوم الأربعاء لثلاث ليال خلون من شوال، سنة اثنتين وخمسين ومائتين، بعد خلعه بنحو من تسعة أشهر (1).
خرج في أيامه يحيى بن عمر العلوي بالكوفة (2)، وإسماعيل بن يوسف، فأحرق الكعبة ونهبها (3).
[المعتز بالله]:
وبويع المعتز أبو عبد الله محمد، وقيل: الزبير، وقيل: طلحة بن المتوكل (4).
(1) انظر تاريخ بغداد 5/ 85، وكان الأتراك من جنده قد غضبوا عليه، فأخرجوا أخاه المعتز من السجن وبايعوه بسامراء، فقاتل أخاه المستعين حتى اضطره إلى عزل نفسه، وانظر الخبر في الطبري 9/ 282، و 348 و 362.
(2)
وقالوا في سبب خروجه: إنه كان في ضيق، ونزلت به محنة، وركبه دين، فتبعه جماعة من الزيدية وغيرهم، فأظهر العدل، وتورع عن أخد شيء، ولكن لم تلبث جيوش الخليفة أن قتلته، وحملت رأسه إلى بغداد فصلب. وانظر التفصيل في الطبري 9/ 266، والمسعودي 4/ 169.
(3)
أحد الحسنيين، خرج بالحجاز، وأخذ ما في الكعبة من المال، ومن خزائنها من الطيب والكسوة، وانتهب مكة وأحرق بعضها وحاصرها حتى هلك الناس، وقتل من الحاج أكثر من ألف، انظر المنتظم 12/ 50، والكامل 6/ 181، وقال الذهبي في السير 12/ 48: ثم قصمه الله بالطاعون هو وكثير من جنده.
(4)
هكذا أيضا في الجوهر الثمين، ذكر هذه الأسماء الثلاثة للمعتز، ولم يذكر الخطيب 3/ 121، وابن الجوزي في المنتظم 12/ 43، والذهبي في السير 12/ 532 إلا الأول والثاني، مع تقديم اسم (محمد) على الزبير. بينما ترجمه ابن عساكر 9/ 5 (م) في (الزبير) وقدمه على محمد. وتبعه في هذا ابن كثير 11/ 12. واقتصر ابن قتيبة/394/، والمسعودي 4/ 190، وابن حزم /374/، وابن حبان/577/على اسم (الزبير).
فخلع، وما زال يعذب بالضرب، ويطلب منه الأموال التي احتجنتها أمه قبيحة (1)، حتى مات في الحمام عطشا وكربا (2) بسرّ من رأى، لثلاث خلون من شعبان، وقيل: لثلاث بقين من رجب، سنة خمس وخمسين ومائتين (3).
وابنه عبد الله مات في صهريج ماء من شدة البرد (4).
وكانت خلافته: ثلاث سنين، وستة أشهر، وواحد وعشرين يوما (5).
(1) أم ولد رومية من صقلية. قال ابن الأثير في الكامل 6/ 203: وكان المتوكل سماها (قبيحة) لحسنها وجمالها، كما يسمى الأسود كافورا. قلت: واحتجن المال-كما في القاموس-: ضمه واحتواه.
(2)
ذكر المؤرخون أن سبب قتله هو: أن الأتراك من القواد والجند طالبوه بأرزاقهم، فلم يقدر عليها لخلو خزائن الخلافة، فطلب من أمه قبيحة-وكانت غنية جدا-أن تعطيه بعض المال، فبخلت عليه، حينئذ أجمع الجند على خلعه وتولية المهتدي كما سيأتي، ثم قبضوا على المعتز وأجبروه على خلع نفسه، وأقاموه في الشمس حافيا، وبعد خمسة أيام أدخلوه الحمام فعطش عطشا شديدا، فأعطوه ماء مثلجا فشربه فمات. هذا أحد الأقوال، وذكروا أسبابا أخرى في موته، انظرها في مروج الذهب 4/ 208، واقتصر الطبري 9/ 390 على أنهم وضعوه في سرداب وأغلقوا عليه الباب حتى مات، وتبعاه في المنتظم 12/ 80، والكامل 6/ 200.
(3)
انظر اليعقوبي وابن دقماق في تحديد اليوم والشهر، والذي عند الطبري 9/ 389 وتبعاه في المنتظم والكامل: أن خلعه لثلاث بقين من رجب، وأن وفاته لليلتين خلتا من شعبان. وانظر العقد والمروج.
(4)
كذا في أخبار الدول المنقطعة/194/، وذكره في تاريخ الخميس 2/ 341 عن مغلطاي.
(5)
هكذا عند ابن دقماق في الجوهر الثمين/125/وذكره صاحب تاريخ الخميس-
خرج في أيامه مساور الموصلي (1).
وملك أحمد بن طولون مصر (2).
وخرج صاحب الزّنج بالبصرة (3).
= عن مغلطاي. وقال الطبري 9/ 390: أربع سنين وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوما، وذكرها المسعودي بدون الأيام ثم قال: هذا منذ بويع بسامراء، ومنذ بويع له بمدينة السلام ثلاث سنين وسبعة أشهر. أقول: وبهذا يعرف سبب الاختلاف في مدة خلافته.
(1)
الشاري، وذلك في سنة ثلاث وخمسين ومائتين، حكّم بالبوازيج من أعمال الموصل، وخرج على المعتز ومن جاء بعده، انظر بداية أمره: الطبري 9/ 374.
(2)
باني الجامع المشهور، تركي من موالي العباسيين، نشأ نشأة صالحة، حفظ القرآن وطلب العلم، وكان يكره ما كان عليه الأتراك من حب للمناصب، وقتل للخلفاء، ولي مصر بتدبير من الأتراك سنة 254 هـ أيام المعتز، وبقي واليا عليها سبع عشرة سنة. قال الذهبي في السير 12/ 94: كان بطلا شجاعا، مقداما مهيبا، سائسا جوادا ممدحا، من دهاة الملوك. وانظر ترجمة مطولة له في النجوم الزاهرة 3/ 1 - 21.
(3)
في المسعودي 4/ 220: وكان خروج صاحب الزنج بالبصرة في خلافة المهتدي. قلت: أول ظهوره في البحرين مدعيا أنه من العلويين، ثم اتجه إلى البصرة آخر أيام ابن المعتز، فجمع إليه الزنج الذين يكسحون السباخ، لذلك سمي بهم. ادعى أن العناية الإلهية أرسلته، وأنه يعلم الغيب، واستفحل أمره، وكثر أتباعه، وهزم جيوش العباسيين أكثر من مرة، واستولى على البصرة، وأحرقها، وذبح كثيرا من أهلها، وخرّب مسجدها، ثم تعداها إلى بلدان أخرى، واستمرت حروبه إلى أن قتل في عهد الموفق: أربع عشرة سنة، وانظر بداية أمره: الطبري 9/ 410.