الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وخرب مشهد الحسين (1).
وخرج عليه محمد بن عمر بالموصل (2).
[المنتصر بالله]:
وبويع ابنه المنتصر أبو جعفر محمد (3).
وهو أول من عدا على أبيه من بني العباس، كما أن يزيد بن الوليد الأموي أول من عدا على أبيه، كذا قاله ابن دحية (4).
وقبله شيرويه بن كسرى عدا على أبيه، وقد جرت عادة الله أن من
= 9/ 189، والدول المنقطعة 183 - 184.
(1)
على الرغم من أن المتوكل أظهر السّنّة، ومنع الناس من القول بخلق القرآن إلا أنه ارتكب سيئة غطت على جميع حسناته، وهي كرهه لعلي وآل بيته، رضي الله عنهم، حتى إنه قتل يعقوب بن السكّيت إمام العربية، عندما سأله المتوكل-وكان يؤدب ولديه-من أحب إليك هما أو الحسن والحسين؟ فأجابه: بأن قنبر مولى علي رضي الله عنه خير منهما. فقتله شر قتلة، لذلك فلا عجب أن يأمر بهدم قبر الحسين رضي الله عنه، وأن يمنع الناس من إتيانه. وانظر الخبر في الطبري 9/ 185، والكامل 6/ 108 - 109.
(2)
هكذا: محمد بن (عمر) في المخطوط والمطبوع، وهو موافق لما عند ابن الجوزي، بينما الذي في الطبري والكامل: محمد بن (عمرو) الشاري، وذكروه في حوادث سنة 248 هـ أي في زمن المنتصر، وقالوا: إنه حكّم وخرج بناحية الموصل، فوجه إليه المنتصر من قبض عليه مع عدة من أصحابه فجيء بهم فقتلوا وصلبوا. وانظر الطبري 9/ 255، والمنتظم 12/ 5، والكامل 6/ 151.
(3)
زاد الخطيب 2/ 119: ويقال: أبا العباس، ويقال: أبا عبد الله.
(4)
تقدمت ترجمة ابن دحية هذا، ويزيد بن الوليد عدا على ابن عمه لا أبيه، وذلك بسبب ما قيل عن زندقته ومجونه، انظر تعليقي على مقتل الوليد بن يزيد /492/. وانظر المسعودي 4/ 149 فقد ذكر الخبر على الصحيح.
عدا على أبيه لا يبلّغه سؤلا، ولا يمتعه بدنياه إلا قليلا، فلم يقم المنتصر بعد أبيه سوى ستة أشهر (1).
كان يسيء إلى العيال ويبخل، فسمه بعضهم في كمثرى، وقيل:
أصابته الذبحة، وقيل: أصابه ورم في معدته، وقيل: فصد بمبضع مسموم (2).
وكانت له حدبة (3).
ورأى أباه في النوم فقال له: ويلك يا محمد، قتلتني وظلمتني، والله لا تمتعت بالخلافة إلا أياما يسيرة، ثم مصيرك إلى
(1) يقول الطبري في تاريخه 9/ 252 عند الحديث عن وفاة المنتصر: ولم أزل أسمع الناس حين أفضت إليه الخلافة من لدن ولي إلى أن مات يقولون: إنما مدة حياته ستة أشهر، مدة شيرويه بن كسرى قاتل أبيه، مستفيضا ذلك على ألسن العامة والخاصة. وروى الخطيب 2/ 120 - 121 قصة طريفة جرت للمنتصر في ذلك. وعادة الله: حكمته، سبحانه وتعالى.
(2)
انظر في سبب موته: الطبري 9/ 251 - 253، والمسعودي 4/ 152 - 153، وعدّها ابن الجوزي في المنتظم 12/ 15 - 17: خمسة أقوال. وأما عن قول المصنف: كان يسيء إلى العيال ويبخل. فهكذا أيضا قال الأزدي في الدول المنقطعة/188/، وابن دقماق في الجوهر الثمين/120/، لكن الذي وصفوه بخلاف ذلك، حتى قال المسعودي 4/ 154: وكان المنتصر واسع الاحتمال، راسخ العقل، كثير المعروف، راغبا في الخير، سخيا، أديبا، عفيفا، وكان يأخذ نفسه بمكارم الأخلاق، وكثرة الإنصاف، وحسن المعاشرة، بما لم يسبقه خليفة إلى مثله. وأضاف ابن الأثير 6/ 149 إلى هذا: أنه أمّن العلويين، وأطلق وقوفهم، وسمح بزيارة قبر علي والحسين رضي الله عنهما.
(3)
هكذا في (1) و (3) والمطبوع، وفي (2): وكانت له (حربة). ولم أدر ما يريد، ولم أجدها لأحد، والله أعلم. لكن ذكروا في وصفه: أنه أعين أقنى. . والأقنى من في أنفه احديداب، والله أعلم.